منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


ماكيل فابر

ماكيل فابر

عضو مساهم
البلد/ المدينة :
الجزائر بسكرة
المُسَــاهَمَـاتْ :
121
نقاط التميز :
242
التَـــسْجِيلْ :
19/08/2011





بسكرة ... عروس الزيبان ... ومدينة النخيل ... مظهر جمال الطبيعة الفتان ... بوابة الصحراء الجزائرية من الجبهة الشرقية ... معقل العلم والعلماء ... ومحضن الشعر والشعراء ... ملهمة المبدعين ... والفنانين ... ومقصد السائحين والنابغين ... من مختلف أقطار العالم.
أصل التسمية



يعود أصل التسمية لكلمة (بسكرة) إلى الاسم الروماني القديم للمدينة وهو (فيسيرا)(1)، وهناك من يرى أن التسمية عربية وقع فيها دمج لإسم قريتين قديمتين في المنطقة هما (بسة) و(كرة) (2)، وهناك من يرى أنها قريبة من السكر نظرا لجودة وحلاوة تمورها، ومهما يكن من خلاف في أصل التسمية، فإن الشيء المؤكد هو عراقة هذه المدينة وقدم جذورها في التاريخ.
لمحة تاريخية عن المدينة
إن الوجود التاريخي لمدينة بسكرة يعود إلى العهد الروماني، حيث ذكر المؤرخ الإغريقي بلين فيسيرا في كتاباته وكيفية انضمامها إلى حكم الإمبراطور أغسطس على قائده كورنليوس بالبيس فيما بين سنتي 19 و20 قبل الميلاد.
وقد أكد المؤرخون وجودها أيضا في القرن الرابع للميلاد(3)، وفي القرن السابع للميلاد عرفت المنطقة الفتح الإسلامي على أيدي قادة كبار أمثال عقبة بن نافع الفهري وأبي المهاجر دينار وموسى بن نصير. وقد خضعت في تلك الفترة لحكم الولاة المعينين من قبل خلفاء بني أمية بدمشق.
ثم أصبحت في حكم الأغالبة، ثم حكم الدولة الفاطمية، ثم حكم الموحدين، إلى أن استحوذ عليها الحفصيون المتمركزون في تونس.
وفي القرن السادس عشر ميلادي أخذها الأتراك من أيدي الحفصيين وبقيت تحت الحكم العثماني مثل سائر مدن الجزائر ما يزيد على ثلاثة قرون.
وفي 4 مارس 1844م احتل الفرنسيون بسكرة، وبقيت البلاد تحت الاحتلال الفرنسي إلى غاية 5 جويلية 1962م(4).
ومدينة بسكرة اليوم من أهم المدن الجزائرية من الناحية الثقافية والعلمية والاقتصادية.
الآثار التاريخية
تزخر منطقة بسكرة بآثار تاريخية ومعالم سياحية متنوعة بقيت شاهدة على تعاقب الدول والحضارات عليها، ويمكن تقسيمها إلى ثلاثة



أقسام هي:
1 ـ الآثار الرومانية:
منها بقايا حمام وأعمدة في تهودة، والجسر الروماني وأواني وأدوات مختلفة في القنطرة، إضافة إلى محجر الزعاطشة في طولقة ومنطقة الخريبات في أوماش(5).
2 ـ الآثار العربية:
وهي كثيرة جدا أهمها جامع عقبة بن نافع ببلدة سيدي عقبة حيث يوجد فيه ضريحه الطاهرومقطع من سارية حجرية عثر عليها في قرية قرطة، وتحوي هذه السارية كتابة منقوشة بالخط الكوفي غير المنقوط يعود تاريخها إلى سنة 126 هجرية. كما يوجد في الجامع أيضا باب طبنة الخشبي المنقوش المهدى إلى جامع عقبة في القرن الخامس للهجرة.
وفي بلدة خنقة سيدي ناجي آثار تعود إلى العهد العثماني مثل البنايات ذات الطوابق المسماة في الخنقة بالسرايا.
3 ـ الآثار الفرنسية:
هي أيضا كثيرة في مدينة بسكرة منها فندق الممرات وفندق الصحراء، وكذلك حديقة لاندو الجميلة وبجانبها بقايا منزل منشئ الحديقة. وبهذه الحديقة أيضا تم تحويل تمثال الكاردينال الفرنسي لافيجري.
ومن الآثار الفرنسية ببسكرة أيضا حديقة كبيرة وواسعة تسمى اليوم حديقة 5 جويلية 1962
بسكرة في عيون الكتاب
جاء ذكر مدينة بسكرة في العديد من الكتب والأبحاث العربية والغربية، وأول من تحدث عنها بإسهاب من الجغرافيين العرب هو أبو عبيد الله البكري في كتابه المسالك والممالك، وكذلك الشريف الإدريسي في كتابه نزهة المشتاق، ثم ابن سعيد المغربي في كتابه الجغرافيا، وكذلك ياقوت الحموي في كتابه معجم البلدان، وأيضا الحسن الوزان في كتابه وصف إفريقيا.
ومن المؤرخين والرحالة الذين زاروا بسكرة وأعجبوا بها العلامة الشهير عبد الرحمن بن خلدون في تاريخه المشهور، وأبو سالم العياشي في رحلته ماء الموائد، وأحمد بن ناصر الدرعي في رحلته أيضا، والحسين الورتيلاني في (نزهة الأنظار).
ومن المؤلفين الغربيين نذكر الكاتب الانجليزي س هـ ليدر في (كتابه بوابة الصحراء: بسكرة وما جاورها)، والكاتب الألماني هاينريش فون مالستان في كتابه (ثلاث سنوات في شمال غربي إفريقيا)، والكاتبان الفرنسيان ج ماركايو داميريك وجورج هيرتز في رسالتهما (بسكرة والزيبان)(6).
شهادات حية
ـ يقول ياقوت الحموي المتوفى سنة 626 هـ في كتابه (معجم البلدان) في مادة بسكرة: "...وهي مدينة مسورة ذات أسواق وحمامات وأهلها علماء على مذهب أهل المدينة، وبها جبل ملح يقطع منه كالصخر الجليل وتعرف ببسكرة النخيل".
- وقال العلامة عبد الرحمن بن خلدون المتوفى سنة 808 هـ في تاريخه(7):"...بسكرة من كبار الأمصار بالمغرب، وتشمل كلها على النخيل والأنهار والفدن والقرى والمزارع".
- وقال أبو سالم العياشي المغربي المتوفى سنة 1090هـ في رحلته عن بسكرة(Cool:"مع أن هذه المدينة من أعظم المدن وأجمعها لمنافع كثيرة مع توافر أسباب العمران فيها قد جمعت بين التل والصحراء،ذات نخل كثير وزرع كثيف وزيتون ناعم وكتان جيد وماء جار في نواحيها وأرحاء متعددة تطحن بالماء ومزارع حناء إلى غير ذلك من الفواكه والخضر والبقول"
- وقال الحسين الورتيلاني المتوفى سنة 1193 هـ في رحلته(9) عن بسكرة:"...وهذه المدينة كانت قاهرة عظيمة البنيان والجامع الأعظم دال على ذلك فإنه لا نظير له وصومعته ما أحسنها وما أوسعها".
- ويقول ماركايو وهيرتز في رسالتهما بسكرة والزيبان(10): " بلد فريد الغنى ذو إمكانات واسعة بدون انقطاع.
إن العالم والعاشق والرياضي والصياد والمولع بالفنون والرسام والنحات والمحب للواحات كل هؤلاء يجدون في بسكرة والزيبان المواضع الفريدة الأكثر إثارة من بلدتهم المكشوفة".
باحثون ونقاد من بسكرة
ظهر في بسكرة خلال فترة الاحتلال الفرنسي باحث كبير في اللغة العربية وهو الأستاذ بلقاسم بن سديرة الذي عرف بقواميسه وكتابه (الرسائل في جمع المسائل) وقد توفي سنة 1901م بالجزائر العاصمة(11).
وفي عهد الاستقلال تميزت المنطقة بوجود عدد من النقاد المتفوقين في الأدب، منهم الأستاذ أحمد بن ذياب والدكتور عبد الله ركيبي صاحب التآليف النقدية الكثيرة مثل كتاب (تطور النثر الجزائري الحديث)، ومنهم أيضا الدكتور إبراهيم رماني صاحب كتاب (ظاهرة الغموض في الشعر العربي المعاصر).
ومن الأساتذة المعروفين في مجال الأدب العربي أيضا الدكتور محمد بن سمينة و الدكتور كمال عجالي .
ومن الباحثين في مجال العلاقات الدولية والعلوم السياسية الأستاذ عبد القادر رزيق والدكتور محمد سليم قلالة والدكتور نور الدين زمام.
وهناك أساتذة آخرون من بسكرة لهم تآليف مطبوعة مثل الدكتور بلقاسم سلاطنية (رئيس جامعة محمد خيضر)، والدكتور محمد خان، والدكتور صالح مفقودة والدكتور عبد الرحمان تبرمسين والدكتور بلقاسم دفة، والأستاذ بشير تاوريريت والأستاذ أحمد دلباني.
كما أن بسكرة هي مسقط رأس المفكر الكبير كريبع النبهاني الذي عرف بدراساته الفكرية الجادة المنشورة باللغة الفرنسية.
شعراء من بسكرة
من المعروف عن بسكرة أنها مدينة الشعر والشعراء ومعقل الأدب والأدباء، وأكبر دليل على ذلك شاعر الجزائر محمد العيد آل خليفة الذي جعل عروس الزيبان مستقره الأخير.
وقد أنجبت هذه المنطقة عددا كبيرا من الشعراء في عهد الاحتلال الفرنسي منهم الشاعر الكبير عاشور الخنقي والأستاذ محمد الهادي السنوسي الزاهري والشاعر أبو بكر بن رحمون.
وقد برز شعراء كبار يمثلون الجيل السابق لكونهم مخضرمين أدركوا فترة ما قبل الاستقلال وما بعدها أبرزهم الشاعر أبو القاسم خمار صاحب الدواوين الشعرية الكثيرة ورئيس إتحاد الكتاب الجزائريين في فترة سابقة، وكذلك الشاعر عمر
البر ناوي صاحب النشيد المشهور"من أجلك عشنا يا وطني"، ويأتي بعد هؤلاء من حيث الترتيب الزمني الشاعر القدير المعروف عثمان لوصيف.
ومن الجيل الجديد نشأت مجموعة من الشعراء تنظم الشعر الحر وفي طليعتها الشاعر عبد الله بوخالفة ورابح حمدي وعمر عاشور وميلود خيزار وعلي مغازي ويوسف شقرة الرئيس الحالي لاتحاد الكتاب الجزائريين، بلقاسم مسروق.
ومن شعراء هذا الجيل المحافظين على القصيدة العمودية الشاعر شارف عامر، و ياسين صولي ولزهر عجيري ( الفيروزي) ومحمد الطاهر مسلم وجموعي أنفيف وسليم كرام.
ومن أبرز أعلام الشعر الشعبي في المنطقة الشاعر بن قيطون صاحب "قصيدة حيزية" المشهورة والشاعر بلقاسم حرز الله ، ومن الشعراء الشعبيين الأحياء عبد القادر برمة وصالح بدري وزرالدة رابح وعبد الواحد حرز الله وعلي علوي.
قاصون من بسكرة

أول الأدباء الذين عالجوا فن القصة في الجزائر هما محمد السعيد الزاهري ومحمد بن العابد الجلالي - وكلاهما من بسكرة - ثم جاء الأديب الكبير أحمد رضا حوحو - وهو من بسكرة أيضا- فطور القصة القصيرة وعالج فيها موضوعات اجتماعية وعاطفية، ثم كان له الفضل في تأليف أول رواية أدبية في الجزائر باللغة العربية التي طبعها سنة 1947م تحت عنوان (غادة أم القرى).
ومن الروائيين المعاصرين الأديب حفناوي زاغز والأديبة شهرزاد زاغز ومحمد الصالح حرز الله ومحمد غمري.
أما في مجال القصة القصيرة فقد نبغ فيها القاص زين الدين بومرزوق وفاتح صمودي ومحمد الكامل بن زيد، وسعد السعود شخاب وبدر الدين بريبش وسليم بوعجاجة وعبد الله لالي، ولهؤلاء الأربعة الأخيرين مجموعات قصصية مشتركة طبعتها جمعية أضواء ببسكرة سنة 1996 تحت عنوان (ذاكرة عرائس الرمل).
الفرق الموسيقية في بسكرة
خلال فترة الاحتلال الفرنسي تأسست حوالي تسع فرق موسيقية في بسكرة وذلك ابتداء من سنة 1880م إلى سنة 1961م، والفرقة العاشرة تأسست سنة 1962م بمبادرة من حريز الهادي وبوزيان العيد وكزار علاوة، ومن أبرز أعضاء الفرق الأخرى هيبة عيسى وبوليفة صدوق والموسيقار المعروف معطي بشير مباركي(12) .
وكانت في المدينة فرقتان للمديح الديني هما القاديرية والحفوظية، وما تزالان موجودتين إلى وقتنا الحاضر. وهناك فرقة موسيقية شهيرة في بسكرة هي فرقة مرزوق، ولفرقة الضياء التابعة لجمعية أضواء مجهودات كبيرة، ونفس الشيء يقال عن جمعية المطربية للفن الأندلسي،وجمعية الروافد الثقافية.
ثم ظهرفي بسكرة فنانون كبار نالوا شهرة وطنية مثل الفنان خليفي أحمد عميد الأغنية الصحراوية والفنان فؤاد ومان وطارق جنان، دون أن ننسى الفنان حسان بلعبيدي.
مؤرخون من بسكرة
أكبر مؤرخ عرفته المنطقة هو الأستاذ سليمان الصيد ـ رحمه الله ـ وهو ابن بار من بلدة طولقة ودفين مدينة قسنطينة، وللشيخين عبد المجيد حبة وزهير الزاهري جهود مشكورة في إبراز تاريخ الزيبان، غير أن الذي برز في هذا الميدان بقوة هو الأستاذ الشيخ عبد الحميد زردوم الذي تخصص في تاريخ بسكرة وكتب عنها ما يزيد عن العشرة كتب كلها مطبوعة. وكانت لجمعية أضواء للثقافة ببسكرة محاولات كثيرة في هذا المضمار، ثم جاءت الجمعية الخلدونية للأبحاث والدراسات التاريخية(13) فساهمت مساهمة كبيرة في عملية تدوين تاريخ المنطقة من خلال الملتقيات التاريخية والإصدارات المتخصصة.
وثاني إصدار طبعته هذه الجمعية هو كتاب ( الأستاذ الصادق بلهادي عالم سيدي عقبة ومدرسها الفذ)، وهو من جمع وإعداد سليم راشدي وصاحب هذه السطور وقد طبع ببسكرة سنة 1998.
وهناك أساتذة آخرون نشروا المقالات العديدة عن سير أعلام بسكرة منهم الأستاذ أحمد بن السايح والأخضر رحموني وفوزي مصمودي وعبد القادر بومعزة، والتواتي بن مبارك، وصاحب هذه السطور(عبد الحليم صيد) الذي طبع أول كتاب عن تاريخ بسكرة باللغة العربية في شهر ماي من سنة 2000م تحت عنوان (أبحاث في تاريخ زيبان بسكرة).
المسرح في بسكرة
في العهد الفرنسي ظهرت في بسكرة خمس فرق مسرحية خلال فترات متوالية، وأولى هذه الفرق فرقة جمعية المستقبل الفني التي تأسست سنة 1929م على يد خليفة أحمد بن حمه علي، والفرقة الثانية أنشأها شباح المكي سنة 1936م باسم الشباب العقبي والفرقة الثالثة أسسها حساني الحاج بن الجيلاني سنة 1938م تحت اسم فرقة الحياة،والفرقة الرابعة ظهرت سنة 1946م تحت إسم فرقة الإتحاد على يد العاشوري محمد البشير والفرقة الخامسة هي فرقة الأمل أنشأها عمري محمد بلميهوب سنة 1951م(14).
وفي عهد الاستقلال تأسست فرق مسرحية كثيرة منها المسرح الجوال ومسرح المدينة وفرقة جمعية أضواء للثقافة والمسرح القداشي وجمعية إشراق للمسرح ببلدة سيدي خالد، وكذلك مسرح طولقة، ولأكثر هذه الفرق مشاركات فعالة داخل الولاية وخارجها(15).
فن الرسم في بسكرة
عرفت بسكرة مجموعة من الرسامين في الفترة الاستعمارية منهم الرسام الإسباني كاري الذي فر من إسبانيا واستقر في بسكرة وهناك أيضا الرسام إبراهيم صولي الذي كان ينقل عن الفنان المعروف نصر الدين دينيه وكذلك الرسام حسن بن مالك الذي مات شهيدا إبان ثروة نوفمبر(16).
وفي عهد الاستقلال ظهر رسامون في بسكرة منهم الفنان التشكيلي المعروف الطاهر ومان والعربي مواقي.
ومن أعلام الفن التشكيلي في بسكرة ياسين مغناجي وعبد العالي مودع ووحيد طهراوي. وفي سنة 2007م طبعت مديرية الثقافة ببسكرة كتابا بعنوان (صالون الزيبان التشكيلي) ضم التعريف بستة عشر من أعلام الفن التشكيلي بالولاية وهم: بشة سليمان، بلقايد مجاهد، حرزلي صالح، رحال لزهر، نوري خالد، درنوني محمد، كابرين العايش، العايب بشير، كهمان عبد الحميد، بورمل يحي، شريط دليلة، جهارة السعيد، بن سعيد حسن، بن طاية عبد الرزاق، فرحاتي رياض، بوزاهر عبد الله.
التعليم في بسكرة
كان التعليم العربي ببسكرة خلال العهد الفرنسي محصورا في المساجد والزوايا والكتاتيب، أما المدارس فقد كانت قليلة جدا إلى جانب ما تعانيه من مشاكل مالية وعراقيل افتعلها الاحتلال بغية القضاء على اللغة العربية التي تعد من أهم المقومات الأساسية في حياة الشعب الجزائري.
وأول زاوية قامت بدور كبير في تحفيظ القرآن الكريم وتدريس العلوم الشرعية هي زاوية الشيخ علي بن عمر بدائرة طولقة، بعدها تأتي زاوية الشيخ المختار بن عبد الرحمان بدائرة أولاد جلال، وقد تخرج فيهما عدد كبير من العلماء والأدباء وحفظة القرآن. وما تزال هاتان الزاويتان تحافظان على التعليم القرآني إلى يومنا هذا، وهناك زوايا أخرى قامت بنفس الدور مثل زاوية الشيخ الصادق بن رمضان بمدينة بسكرة.
أما بالنسبة للمساجد فقد برز في المنطقة مسجد عقبة بن نافع في البلدة المسماة باسمه الذي كان مصدر إشعاع علمي وديني على حد سواء. ولمسجد الشيخ المبارك بن قاسم بن ناجي ببلدة خنقة سيدي ناجي دور واضح في تنشئة عدد من المثقفين المبرزين.
ومن المساجد التي كانت تساهم مساهمة فعالة في التدريس بمدينة بسكرة مسجد التجانية ومسجد الزاوية القاديرية ومسجد بكار رزيق ومسجد سيدي بركات بن محمد القرطبي.
أما المدارس القديمة في عهد الاحتلال فان أول مدرسة عربية تأسست بمدينة بسكرة هي مدرسة الإخاء سنة 1931م وتعد ثاني مدرسة يتم تأسيسها عبر التراب الجزائري في ذلك الوقت. وفي سنة 1949م تأسست ببسكرة مدرسة التربية والتعليم التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين،وبعدها ببضع سنوات أنشئت المدرسة المحمدية بنفس المدينة.
أما اليوم - ونحن ننعم بالاستقلال - فقد أنشأت الدولة المدارس والمتوسطات والثانويات، وفي بسكرة اليوم جامعة كبيرة تضم عدة تخصصات تحمل اسم السياسي والمناضل الكبير محمد خيضر.
الصحف في بسكرة
أول الصحف العربية صدورا في بسكرة هي صحيفة (صدى الصحراء) التي أنشأها الشيخ أحمد بن العابد العقبي سنة 1925م ، وفي السنة الموالية 1926 تأسست صحيفة أخرى تدعى (الحق) على يد الشيخ علي موسى بن عمار العقبي. وفي سنة 1927 أنشأ العلامة الطيب العقبي جريدة (الإصلاح) التي كان لها الصدى والصيت أكثر من الجريدتين السابقتين. وهناك صحف جزائرية مؤسسوها من ولاية بسكرة وهذا مثل جريدة (النجاح) التي أنشأها سنة 1918 الأستاذ عبد الحفيظ بن الهاشمي عثماني وهو من دائرة طولقة مولدا ومنشأ ومدفنا.
وقد أنشأ الأستاذ محمد السعيد الزاهري جرائد عديدة هي كما يلي:
1 ـ جريدة الجزائر أصدرها سنة 1925م بالجزائر العاصمة.
2 ـ جريدة البرق أصدرها سنة سنة 1927م بمدينة قسنطينة.
3 ـ جريدة الوفاق أصدرها سنة 1938م بمدينة وهران.
4 ـ جريدة المغرب العربي سنة 1947م بوهران أيضا.
والأستاذ الزاهري من مواليد قرية ليانة التابعة لبلدية الخنقة من دائرة زريبة الوادي(17).
وفي عهد الاستقلال ظهرت مجلة الزيبان ومجلة بسكرة الأحداث الصادرتان عن بلدية بسكرة. وخلية الإتصال بالولاية أصدرت مجلة تحت عنوان صدى الزيبان، وفي مجال الصحافة الحرة المستقلة ظهرت جريدتان هما الزيبان نيوز وفيسيرا، وهناك أيضا مجلة (التضامن) و(المجلة الخلدونية) ومجلة الاعتصام ومجلة جيل2000 وأسبوعية الديار، ومجلّة المنارة.

ملاحظة: 1- ألقيت هذه المحاضرة بدار الثقافة عبد المجيد الشافعي بمدينة قالمة يوم الأحد 20 جويلية 2008م بمناسبة الأسبوع الثقافي لولاية بسكرة بقالمة.
2- قد اقتصرنا في هذه الدراسة على الشخصيات الفاعلة والمعروفة في الوسط الثقافي ببسكرة ونعتذر إلى غير المذكورين فيها نظرا لمنهجية البحث.
الهوامش:
1- غانم محمد الصغير مقالات حول تراث منطقة بسكرة والتخوم الأوراسية الفترة الرومانية باتنة مطبعة عمار قرفي بدون تاريخ ص 22.
2- زردوم عبد الحميد تاريخ بسكرة القديمة بسكرة مطبعة المنار 2003 ص24.
3- غانم محمد الصغير مرجع سبق ذكره ص 23-24.
4- صيد عبد الحليم أبحاث في تاريخ زيبان بسكرة الوادي مطبعة سوف 2000 ص14-15.
5- غانم محمد الصغير مرجع سبق ذكره ص 29 و 37.
6- خلال العام الواقع من سبتمبر 2005 إلى سبتمبر2006 قدمت بإذاعة بسكرة حلقات برنامجي الأسبوعي( بسكرة في عيون الكتاب).
7- العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر بيروت لبنان دار الكتاب اللبناني ومكتبة المدرسة 1983 ج11/199.
8- ماء الموائد الجزء الثاني تصحيح وتنقيح خليل بن صالح الحسني الخالدي المغرب طبعة حجرية 1316هـ ص 411.
9- نزهة الأنظار في فضل التاريخ والأخبار الجزائر مطبعة فونتانا 1920
ص 87 .
10- صيد عبد الحليم مرجع سبق ذكره ص40.
11- سعد الله أبو القاسم تاريخ الجزائر الثقافي بيروت لبنان دار الغرب الإسلامي الطبعة الأولى 1998 ج8/52.
12- زردوم عبد الحميد الموسيقى والمسرح في بسكرة مطبعة المنار ص18- 22
13- كان لي دور في تأسيس هذه الجمعية حيث كنت عضوا مؤسسا فيها ونائبا للرئيس في عامها الأول.
14- زردوم عبد الحميد مرجع سبق ذكره ص 33- 40.
15- معلومات عن السيد أحمد خوصة (مدير فرع مدرسة الفنون الجميلة ببسكرة).
16- معلومات عن السيد علاء خمار(مستشار ثقافي بمديرية الثقافة ببسكرة).
17- انظر عبد القادر بومعزة إطلالة على مسيرة الصحافة العربية في بسكرة. أسبوعية البصائر العدد 327 من 19 إلى 26 فيفري2007

الدراسة العمرانية و المعمارية لمدينة بسكرة
بسكرة هذه المدينة الضاربة في أعماق التاريخ بجذورها التي تعود إلى 30000سنة ماضية شهدت خلالها المدينة حقبا نحت تاريخها من ما ورد إلينا بإسهاب و منها لا يتعدى بعض المنحوتات التي تدل عليها, والأكيد أن بسكرة اشتقت تسمتها من حلاوة تمورها ورفعة طلعها و نعومة الطقس و غنى المدينة فهي إذن "" سكرة "" في الفترة الرومانية كان قد أطلق عليها "" ادبسينام "" و معناها منبع الماء الصافي نسبة إلى حمام الصالحين ثم أصبحت "" فيسرا "" وتعني همزة الوصل بين الشمال و الجنوب و لتوسطها الطرق التجارية آنذاك و هذا حسب الخريطة الرومانية. و في عهد " يوبا الثاني " و هو أحد ملوك النوميدين اطلق عليها اسم " واد القادر " و هي تسمية ذات اصول عربية لا يعرف لماذا و لكن ربما سنتها قبائل عربية. و بعد الفتح الإسلامي أصبحت تسمى "" العربة "" و ثم "" بسكرة "". و بين كل هذه التسميات ظلت بسكرة عروسا للزيبان كما تسمى و تاريخا مجيدا و اشعاعا حضريا و روعة في المقاومة من خلال كل الثورات التي شهدتها الجزئر .

التطور العمراني ببسكرة عبر التاريخ
جاء وصف " الورجلاني " لمدينة بسكرة أنه كانت تحتوي على بيوت جميلة تتوسطها ساحات كبيرة و بها سطوح و مفتوحة من الخلف على بيوت و خاصة, و قد ذكر أيضا مئذنة المسجد الكبير و شبهها بمنارة سمراء في الضخامة.

العصر التركي
لم يدخل الأتراك بسهولة إلى المدينة بل ضربو عليها حصار دام عدة أشهر و خلاله مات الكثير عطشا و لم يسلموا إلا بعد مدة و عندما دخلوا المدينة خرج الناس إلى غاباتهم و حقولهم و مزارعهم و بهذا قسمت المدينة إلى قسمين:

المدينة القديمة المهجورة: قداشة, باب الضرب و البرج التركي.
المدينة الجديدة: المسيد, راس القرية و سيدي بركات.

العصر الاستعماري
دخل الاستعمار الفرنسي المدينة عام 1844 و استقر أول الأمر بالقلعة التركية ثم أقاموا مخططهم الشطرنجي خارج المدينة العربية لعزلهم و لمراقبتهم و لمراقبة سلامة المعمرين, و بهذا كان نسيجين النسيج العربي العتيق و النسيج الفرنسي الحديث وقتها.

العمارة في بسكرة
هناك طرازان معماريان بحكم ما مرت به المدينة:

العمارة المحلية: التي تمتاز باستعمال المواد الطبيعية من الطوب الطيني وجذوع النخل و الواجهات الصماء و النوافذ الصغيرة و مبدا وسط الدار والبستين الخلفية و الأحياء الضيقة و لا يخلو الحي من ضريح لوالي صالح بنى عليه مسجد يدعي سيدى الوالي و نلاحظ بالمدينة القديمة.
العمارة الاستعمارية: التي تستعمل الحجارة و البلاطات و النوافذ الضخمة ووجود الرواق بدل وسط الدار و الشرفات المفتوحة و الطرق الواسعة والمنظمة بشكل شطرنجي و نجدها في حي المحطة وزقاق بني رمضان.
العمارة الحديثة: باستعمال المواد الحديثة من خرسانة مسلحة, هيكلة معدنية واشكال مختلفة حسب المدرسة التي ينتمى لها المهندس فنجد البيانات التي شيدها POUILLON مثل فندق الزيبان و مركب حمام الصالحين و ما شيده آخرون ثم الجامعة و مستشفى بشير بن ناصر ، و محطة الحافلات .

تاريخ المدينة
لمدينة بسكرة تاريخ عريق وموقع متميز, فهي تضرب جذورها في أعماق التاريخ, فقد تعاقبت على أرضها الحضارات والثورات من العهد الروماني إلى الفتوحات الإسلامية إلى الغزو الفرنسي والاستقلال. ثم إن موقعها الإستراتيجي كبوابة الصحراء وهمزة وصل بين الشمال والجنوب ومن الشرق والغرب وبمناخ وتضاريس مثمرة أيضا, كل هذه المعطيات أعطتها أهمية عبر كافة المراحل والعصور التاريخية. وكما كانت الحواضر قديما على ضفاف الأودية والأنهار وعلى منابع المياه وفي الأماكن الحصينة والمنيعة, فان الحركة العمرانية لمدينة بسكرة انطلقت من مصادر المياه فكان منبع حمام الصالحين ومنابع رأس الماء البدايات الأولى ببسكرة فشكلت منابع الحمام ما عرف بـ:" بيسينامADPISSINAME " حيث عثر بالقرب من هذا الحمام على بقايا أثرية. أما الثانية فكانت النواة الأولى لما عرف في العهد الروماني " فيسيرة (VESCERA )" ويبدو أن طبيعة ماء منبع الحمام حال دون توسع "بيسينلم" ليترك المجال إلى" فسيرة " لتتحول إلى بسكرة الحالية مع الفتوحات الإسلامية ولتتوسع تحت ظروف تاريخية ومعطيات جغرافية اقتصادية وحضارية. بسكرة وجذورها التاريخية إن التسمية الأصلية لعروس الزيبان التي تعرف الآن ببسكرة ما تزال محل خلاف المؤرخين سواء كانوا عرب أو أجانب فمنهم من يؤكد أن اسمها مشتق من كلمة " فسيرة (VESCERA) " الروماني الأصل والذي يعني الموقع التجاري نظرا لتقاطع طرق العبور بين الشرق والغرب, الشمال والجنوب, ومنهم من يرى أن التسمية الأولى هي (AD PISCINAME ) أو "بيسينام " وهي كذلك رومانية وتعني المنبع المعدني نسبة إلى حمام الصالحين إلا أن "جيزل " يبدى أقصى التحفظ فيما إذا كانت "فسيرة " قد أخذت تسميتها من بيسينام. ويرى زهير الزاهري أن كلمة بسكرة ترمز إلى حلاوة تمرها ( دقلة نور ) تلك الثمرة التي تزخر بها المنطقة. إلا أن الجميع يشهد بالتاريخ المجيد لهذه المدينة التي ضربت جذورها في القدم. يرتبط تاريخ المدينة مع تاريخ مناطق الجنوب والجنوب الكبير بحيث أرجعت دراسة تاريخ المنطقة إلى حوالي 7000 سنة قبل الميلاد وقسمت تطورها إلى أربعة أقسام أساسية بحيث ميزت كل مرحلة بحيوان كان يعيش في ذلك الوقت وعلى تلك الرسوم التي وجدت على الصخور والحجارة ،فالمرحلة الأولى من 7.000 إلى 5.000 قبل الميلاد سميت بمرحلة البوبال (BUBALE)" وهو حيوان يشبه إلى حد كبير الثور (BUFFLE ANTIQUE) أما المرحلة الثانية تمتد من 3.000 (ق.م) وسميت بمرحلة" البقر (BOVIDIENNE)" المرحلة الثالثة ابتداء من1.200 ق.م سميت بمرحلة " الحصان " للإشارة لوحظ على الرسوم الموجودة أن الأسلحة المستعملة من طرف قبائل هذه المرحلة تشبه إلى حد كبير الأسلحة التي يستعملها " الطوارق " حاليا ( الخنجر والدرع ). المرحلة ما بين القرن الثالث والأول قبل الميلاد سميت بمرحلة " الجمل " خلال هذه المرحلة يلاحظ أن الحصان يفسح المجال للجمل وهذا ما يجسد تصحر المنطقة وبروز قبائل. وبسكرة واحة ضمن واحات الزيبان، و الزاب يعني بالأمازيغية واحة، أما ابن خلدون فقد عرف الواحة بأنها " وطن كبير يشمل فرى متعددة متجاورة جمعا جمعا أولاها زاب الدوسن ثم زاب مليلي ثم زاب بسكرة زاب تهودة وزاب بادس وبسكرة أهم هذه القرى كلها " وقد خضعت المنطقة للاحتلال الروماني فالوندالي ثم البيرنطي وتركوا آثار ما تزال تشهد على الأهمية الإستراتيجية للمدينة وطابعها العمراني المتميز. ومع الفتوحات الإسلامية وخلال القرن السابع الميلادي (663م) تمكن القائد " عقبة بن نافع " من فتح بسكرة وطرد الحاميات الرومانية من المنطقة فكان هذا الحدث تحولا بارزا في تاريخ المنطقة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا وعمرانيا. وقد تعاقبت على المدينة بعد الفتح عدة دويلات وخلافات: الزيريون، الهلاليون، الحفصيون، الزيانيون، ثم الخلافة العثمانية من القرن 16 إلى القرن 19. خلال فترة العصور الوسطى تميزت بالطابع الإسلامي في شتى مناحي الحياة وبرز ذلك من خلال ما كتبه المؤرخون والرحالة العرب وما بقي من آثار لا تزال شاهدة على ذلك. وباحتلالها من طرف الفرنسيين عام 1844م ونظرا للطابع الاستيطاني والعنصري للاحتلال الفرنسي وضعها كنقطة انطلاق للتوسع في الجنوب، إنشاء حامية لتكون نواة لمدينة جديدة في المكان المسمى " رأس الماء " باعتباره موقع استراتيجي حساس، لتنمو وتتوسع تلك المدينة مع توسع المدنية القديمة ويكون هذا الاهتمام منصبا حول تنمية وتطوير المدينة الجديدة حيث يقيم المعمرون.

الموقع، الطبيعة والسكان
تقع المدينة شرق خط غرينتش بين خطى الطول 5° و 6° وشمال شرق بخط ما بين خطي العرض 34° و35° شمالا. وجغرافيا تقع في الشرق الجزائري فهي بمثابة همزة الوصل بين الشمال والجنوب حتى سميت بوابة الصحراء، وبسكرة عاصمة الولاية تقع إلى الشمال منها على مساحة تقدر بـ: 9925 كلم2 تحيط بها بلديات:

الحاجب غربا.
بلدية أوماش جنوبا .
بلدية سيدي عقبة من الجنوب الشرقي .
بلدية شتمة من الشرق .
بلدية برانيس شمالا.
كما تقطع المدينة ثلاثة طرق وطنية : الطريق الوطني رقم (05) الذي يربط الشمال الشرقي بالجنوب الشرقي أي ما بين منطقة قسنطينة والوادي. الطريق الوطني رقم (04) الذي يربط المدينة بالجزائر العاصمة الطريق الوطني رقم (83) الذي يربطها بتبسة شرقا.

الطبيعة
تضاريسها: تقع المدينة على ارتفاع 120م عن سطح البحر، بين النطاقين الصحراوي والأطلسي بحيث يتمثل هذا الاتصال بالتصدع الكبير (تصدع جنوب الأطلس الصحراوي). في المنطقة الغربية للمدينة نجد سلسة الزاب التي تمتد من الجنوب الغربي نحو الشمال الشرقي وتنقسم إلى فرعين، الفرع الشمالي يتجه إلى الشرق نحو شمال المدينة يلتحم مع الجزء الجنوبي لسلسة الأوراس، والفرع الاستوائي المتمثل في سلسلة صغيرة أما الجيولوجيا، فمنطقة بسكرة تتمثل في مجموعة تكوينات "ترسية" ( TERTIAIRES ) و " كواترنار ( QUATERNAIRES ) " ، مميزة في أرض كلسية " فلوفيان (FLUVIALES )، هذا ما توصلت إليه بعض الدراسات لشركة (SONAREM ) البحث ألمنجمي ونشير إلى أن المدينة تقع في منطقة متعرضة للهزات الأرضية

مناخها
أما عن المناخ فمنطقة بسكرة بحكم موقعها على مشارف الصحراء بمناخ شبه جاف إلى جاف نسبيا وهذا راجع إلى كون امتداد سلسلة الأطلس من جهة وجبال الأوراس والزاب، تحمي المدينة من الرياح الآتية من الشمال والغرب، هذا ما يعطي لبسكرة مناخ خاص حيث يكون شديد الحرارة حينا مصحوب عادة برياح "السيروكو" (الشهيلي ) كما تتميز بشتاء بارد وجاف . الأمطار: للتساقط صلة وطيدة بالحرارة فعندما تكون نسبة التهاطل عالية تقل الحرارة والعكس صحيح، وتساقط الأمطار في هذه المنطقة في المدة الممتدة ما بين شهر ديسمبر وأفريل بمعدل يومين في الشهر كما أن هذه الأمطار عادة ما تكون غير موزعة على مدار أشهر التهاطل، حيث تسبب أحيانا في فيضانات خاصة في فصل الخريف و أوائل فصل الشتاء، وهذا ما يقلل من فائدة هذه الأمطار، أما في باقي السنة فمعدل السقوط ضعيف جدا حيث يساوي يوم من أشهر الصيف كاملة ذلك ما لخص الحرارة عامة. ونسجل أن تساقط الأمطار في هذه العشرية الأخيرة عرف تقلص كبير لم يتعدى (114.4مم/سنة) بمعدل 31 يوما . الرياح: إن الرياح تساهم في انخفاض وزيادة درجة الحرارة والرياح التي تعرفها المنطقة مترددة خلال السنة فنجد الرياح القوية الباردة شتاءا والتي تأتي من السهول العليا ( شمال غرب ) والرياح الرملية في الربيع ، الآتية من الجنوب الغربي عموما. هذه الرياح تسجل عادة في الأشهر الآتية : جانفي ، ماي وجوان . أما في الصيف فريح " السيروكو " القادم من الجنوب الشرقي رغم ضعفه ( 31 يوما / سنة )

السكان
إذا كانت المصادر المتوفرة لا تشير إلى تعداد سكان بسكرة قبل الاستقلال فإنه ما لا شك فيه أنها ظلت عبر العصور ظاهرة عامة بحكم موقعها الاستراتيجي ، والدليل عن ذلك هو انه في القرن 17 ( أي سنة 1650 ) عرفت وباء الطاعون فكانت الحصيلة( 70.000 ضحية حسب العياشي ) 7100 قتيل حسب مصادر أخرى هذا ما يدل على أهميتها كحضارة.

بعد الاستقلال وحسب إحصاء 1966 قدر العدد الإجمالي لسكان مدينة بسكرة بحوالي 60 ألف نسمة ( 59258 ساكن ) منها 29579 ذكور و 29769 إناث بحيث يتوزع هذا العدد على الشكل التالي بنسبة 90.77 % في وسط المدينة ، 08.15 % بالتجمعات الثانوية و 1.08 % موزعة عبر الضواحي
إحصاء عام 1977 أعطى النتائج التالية :
العدد الإجمالي للسكان 90471 نسمة منهم 44446 ذكور و 46025 إناث موزعة على الشكل التالي 85.10 % بالتجمع الرئيسي وسط المدينة 8.72 % بالتجمعات الثانوية 6.18 % موزعة عبر ضواحي المدينة.
النشاطات الأساسية للطبقة العاملة بالنسب حسب القطاعات : الفلاحة 22.98 %، الصناعية 22.23% ، شركات البناء 22.71 % ، التجارة والخدمات 32.06 %
وهذه الأرقام تعكس الأهمية التي حضيت بها المدينة منذ انتقالها إلى مقر ولاية بحيث نجد أن النشاط الفلاحي الذي كان يشكل النشاط الرئيسي للمنطقة تراجع لحساب نشاط القطاعين الصناعي والبناء.

إحصاء سنة 1987 قدر عدد سكان المدينة بحوالي 130 ألف ساكن (129557 نسمة ) بنسبة نمو ديمغرافي يعادل 5.27 % عدد الذكور 66166 و الإناث 63391 عرفت هذه الفترة الممتدة من سنة 77 إلى 87 معدل تزايد سكاني يقارب 4200 نسمة في سنة .
هذا ما يمكن اعتبار كعدد إجمالي للهجرة خلال هذه العشرية ، أما القوة العاملة فتقدر بحوالي 24854 نسمة موزعة على النحو التالي:

القطاع الأول (الفلاحة )1.653 نسمة .
القطاع الثاني (الصناعة والبناء )7.692 نسمة .
القطاع الثالث (الخدمات )15.509 نسمة.
عموما هذه المعطيات تفرز أرضية المدينة سكانها واقتصاديا وتتطلب تخطيط عمراني يأخذ بعين الاعتبار طبيعة المدينة كموقع تطورها اقتصاديا وبشريا . إحصائيات جزئية في سنة 1995 قدرت سكان مدينة بسكرة ب170589 الإحصائيات الأولية للتعداد السكاني العام لسنة 1998 أعطى النتائج التالية : .العدد الإجمالي للسكان بالمدينة 175730 . .عدد الأسر 27986 . .عدد المساكن 27335 منها 3331 شاغرة
 
المحترف

المحترف

عضو محترف
رقم العضوية :
14615
البلد/ المدينة :
Algerie /Biskra/Zeribet El Oued
العَمَــــــــــلْ :
m i m s p
المُسَــاهَمَـاتْ :
3836
نقاط التميز :
2933
التَـــسْجِيلْ :
08/04/2011

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى