السلام عليكم

بحثت عنها كثيرا ... قطعت الشرق والغرب , جلت بين ثنايا هذه الدنيا , أبحث عن القلب البريء , عن الجوهرة الصادقة .. والبسمة الأمينة , وعن الكلمة الطيبة من فيه فتاة عظيمة .. يسميها الجميع صديقة وأراها نعم الصديقة..هي الأخت التي لم تسكن الرحم الذي سكنته..
وأراها البحر الكبير الذي يتسع لكل همومي وأسراري ..
أكتب لها اليوم رسالة , علها تسمع ندائي وتلبي صرختي ....
عزيزتي :
أرسل لك تحياتي العطرة , مع أني لا أعرف من أنت , ولا اعرف ماذا أريد منك بالضبط , ولا أعلم هل رأيتك مرة أم لم أراك بعد .. لكني مدركة أني سألقاك يوما وبين قلة قليلة من أمثالك في غمار هذه الدنيا الشريرة , أريدك قلبا يضمني , وأذنا تسمعني , وشفاها تسامرني وتعاتبني, أريدك جوهرة يندر وجودها في هذا الزمن المر , وأتمنى أن تستحقي أن يطلق عليك أسم صديقة , وأن تتصفين بكل ما يؤهلك لئن تكوني صديقة , فلا أريدك طيرا يرحل فيهجرني ولا أريدك غيمة عابرة تطلين علي يوما وتغيبين سنة , أو تنهمري مطرا لا أستطيع حمله.. ولا أتمنى أن تكوني ريحا تداعبني لبرهة قصيرة , ثم ترحل وتتركني وحيدة ... أشعر أني أحتاجك وبشدة .. تعالي إلي .. فأنا أتوق لمرآك الآن .. لأني موقنة أني سأراك بعد طول انتظار , سأراك نورا يبدد ظلام الدنيا , وملاكا يقودني نحو طريق جنة الفردوس , سألقاك نموذجا للصداقة الحقة , ونبراسا للإخلاص والوفاء ...
أعرف بأني سأراك قريبا , لكن أين ومتى وكيف لا أدري . أين والدنيا استحوذت على كل القلوب , وفي كل بقاع الأرض , بشهواتها التي لا تنتهي , ومتى وهذه الدنيا فانية , والعالم سيزول يوما لا محالة , وكيف ؟ والناس لم يبقوا أناسا , وصاروا وحوشا كاسرة , تنهش ببعضها البعض سعيا وراء زيف شهواتهم .
أعتقد انك نادرة الوجود , ومن الصعب الحصول عليك , إلا بعد عناء وتعب .. وها أنا أبذل كل جهدي في البحث عنك , وأتمنى أن أجدك قريبا , وتكونين معي , لتقاسميني هذه الحياة وتساعديني على الغوص في غمارها والتغلب على أمواجها العاتية , فإن نجا الزورق نجونا معا وإن غرق غرقنا معا , وإن متنا تقاسمنا الكفن .
أعلم أن مطالبي كثيرة , وتمنياتي خيالية , لكني سأراك, وأقرأ معك هذه الرسالة لنضحك سويا , فلا أريدك تضحكين عندما أبكي , و تبكين عندما أضحك , فنحن فعلا صديقتان , كل منا تملك قلب الثانية , ونعيش معا معنى الصداقة بعد ذاك الزمن الطويل .
وأخيرا أكتب لك عنواني , فإن وجدت نفسك كما أريد , وأحببت أن تعاشريني , أرسلي لي رسالة موافقة لنفتح صفحة جديدة ونرسمها معا .
عنواني :
المنزل : كوخ هش أعيش مع عائلتي , بين ثنايا غابة تقطنها الذئاب
الطريق : درب الحب والأيمان والتواضع الذي سأسلكه معك
المجمع : قرية في بقعة نائية على كوكب يسمى الأرض **** وأملي أنك أخر من ستقرأين هذه الرسالة ****
قد يقال أني إنسانة خيالها واسع , لأني أختلق الوهم وأعيشه وأصدقه , لكني فعلا أريد هذه الصديقة لأني لا أملكها فعلا