أبو أسامة
طاقم المشرفين
- رقم العضوية :
- 62084
- البلد/ المدينة :
- دائرة سبدو -تلمسان
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 931
- نقاط التميز :
- 1332
- التَـــسْجِيلْ :
- 29/09/2012
في هذا اليوم و أنا في طريقي إلى البيت رأيت منظرا أحزنني كثيرا و ضاقت به نفسي ، قلت في نفسي بلد يزخر بالخيرات و ينام على بحيرة من النفط يحدث فيه هذا ، بلد تمتلأ خزينته بالملايير من الدولارات يحدث فيه هذا ، رأيت عجوزا تتكفف الناس على قارعة الطريق ، ترتدي نعلين من نعال الصيف كأنها حافية تحت لسعات البرد ، جالسة على الأرض مطأطئة الرأس كسيفة البال ، انقدح في ذهني و أنا أنظر إلى العجوز في حزن و مرارة ما حُكي عن عمر بن عبد العزيز أنه في زمانه لم يبق فقير أو مسكين يتكفف الناس أو يتطلع إلى أوساخهم. بل لقد اختفى الفقر والفقراء ، حتى أن الأغنياء كانوا يجولون بزكاة أموالهم عسى أن يعثروا على يد فقير مبسوطة فما يجدون ، لقد استغنى الناس كلهم عن أن يتطلعوا إلا لخالقهم و رازقهم ...يا للعجب! في عشرين عاماً؟! في عشرة أعوام؟! كلا والله، بل في سنتين وخمسة أشهر وخمسة أيام! إنها المعجزة! إنها الكرامة الكبرى على يد شريف الإسلام العظيم!اختفى الفقر و الفقراء حيث أرسلت الكتب من أمير المؤمنين رضي الله عنه تقرأ في مساجد عواصم دولته ، تقرأ كتب أمير المؤمنين رضي الله عنه: من كان عليه أمانة وعجز عن أدائها فلتؤد عنه من بيت مال المسلمين! من كان عليه دين وعجز عن سداده فسداد دينه من بيت مال المسلمين! من أراد من الشباب أن يتزوج وعجز عن الصداق فصداقه من بيت مال المسلمين! من أراد من المسلمين أن يحج وعجز عن النفقة فليعط النفقة من بيت مال المسلمين! وما من يوم إلا وينادي المنادي من قبل عمر : أين الفقراء، أين اليتامى، أين الأرامل، أين المساكين؟!يا ألله! يا خالق عمر سبحانك! ليس في عشرين عاماً وإنما في عامين ونصف! يحدث هذا حين يفقه الناس منهج الله ، و يحدث عندنا في بلد الخيرات ما آلمني حين ولى حكامنا وجوههم شطر سادتهم و كبراءهم من الأمركان و الصهاينة بدل أن يولوا و جوههم شطر السماء يتلقون من خالقهم منهج العدل و الحق و الفلاح.