رفيق السعادة
عضو مساهم
- رقم العضوية :
- 709
- البلد/ المدينة :
- عين الماء
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 65
- نقاط التميز :
- 116
- التَـــسْجِيلْ :
- 07/07/2010
عمر بن الخطاب رضي الله عنه
تاريخه في سطور
1 - ولد قبل بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم بثلاثين سنة .
2 - كان عدد المسلمين يوم أسلم تسعة وثلاثين .
3[b] - كان صهر رسول الله وأبا أم المؤمنين حفصة .
4 - كان عمره يوم الخلافة خمسا وخمسين سنة .
5 - كانت مدة الخلافة عشر سنين وستة أشهر وأربعة أيام .
6 - فتحت في عهده بلاد الشام والعراق وفارس ومصر وبرقة وطرابلس الغرب وأذربيجان ونهاوند وجرجان
7 - بنيت في عهده البصرة والكوفة .
8 - أول من أرخ بالهجرة ، ودون الدواوين ، وصلى بالناس التراويح .
9 - دفن مع رسول الله وصاحبه أبي بكر في غرفة عائشة .
10 - تزوج في الجاهلية ، قريبة أم كلثوم بنت جرول ، وفي الإسلام
زينب بنت مظعون ، وأم كلثوم بنت علي رضي الله عنه ، وجميلة بنت ثابت ، وأم
حكيم بنت الحارث ، وعاتكة بنت زيد ، وقد توفي وبعضهن في عصمته .
11 - كان له من الولد اثنا عشر ستة من الذكور هم : عبد الله وعبد
الرحمن وزيد وعبيد الله وعاصم وعياض ، وست من الإناث وهن : حفصة ورقية
وفاطمة وصفية وزينب وأم الوليد .
اسمه ولقبه
هو عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى ، يجتمع نسبه مع
النبي صلى الله عليه وسلم في كعب بن لؤي ، فهو قرشي من بني عدي . وكنيته
أبو حفص ، والحفص هو شبل الأسد ، كناه به النبي صلى الله عليه وسلم يوم
بدر. ولقبه الفاروق ، لقبه بذلك النبي صلى الله عليه وسلم يوم إسلامه ،
فاعز الله به الإسلام ، وفرق بين الحق والباطل .
صفته وبيئته
نشأ في مكة عاصمة العرب الدينية ، من بيت عرف بالقوة
والشدة ، كما كانت إليه السفارة في الجاهلية ، إذا وقعت بين قريش وبين
غيرها حرب ، بعثته سفيرا يتكلم باسمها ، وإن نافرهم منافر، أو فاخرهم
مفاخر، بعثوا به منافراً عنهم ، ومفاخراً بهم . وكان طويلا بائن الطول ،
إذا مشى بين الناس أشرف عليهم كأنه راكب ، أسمر، مشربا بحمرة ، حسن الوجه
، غليظ القدمين والكفين ، أصلع خفيف العارضين ، جلداً شديد الخلق ، ضخم
الجثة ، قوي البنية ، جهوري الصوت . قالت فيه الشفاء بنت عبد الله : كان
عمر إذا تكلم أسمع ، وإذا مشى أسرع ، وإذا ضرب أوجع ، وهو الناسك حقا
جاهليته
كان من أنبه فتيان قريش وأشدهم شكيمة ، شارك فيما كانوا
يتصفون به من لهو وعبادة . فشرب الخمر ، وعبد الأوثان واشتد بالأذى على
المسلمين في سنوات الدعوة الأولى ، وكان يعرف القراءة والكتابة .
إسلامه
كان عمره يوم بعث النبي صلى الله عليه وسلم ثلاثين سنة ، أو
بضعا وعشرين سنة ، على اختلاف الروايات . وقد أسلم في السنة السادسة من
البعثة ، في قصة مشهورة في السيرة النبوية . ومنذ أسلم انقلبت شدته على
المسلمين إلى شدة على الكافرين ، ومناوأة لهم ، فأوذي وضرب ، وقد سبقه إلى
الإسلام تسعة وثلاثون صحابيا فكان هو متمما للأربعين ، وقد استجاب الله به
دعوة رسوله صلى الله عليه وسلم إذ قال : " اللهم أعز الإسلام بأحب الرجلين
إليك : أبي جهل بن هشام أو عمر بن الخطاب " رواه الترمذي
فكان إسلامه دون أبي جهل ، دليلاً على محبة الله له ، وكرامته عنده .
صحبته للرسول صلى الله عليه وسلم
كان في صحبته للرسول صلى الله عليه وسلم مثال المؤمن
الواثق بربه ، المطيع لنبيه ، الشديد على أعداء الإسلام ، القوي في الحق ،
المتمسك بما أنزل الله من أحكام . شهد المعارك كلها مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم ، وأثنى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم بما يدل على عظيم
منزلته عنده ، وبلائه في الإسلام . ومما ورد فيه قوله : " إن الله جعل
الحق على لسان عمر وقلبه ، وفرق الله به بين الحق والباطل " رواه الترمذي
وكان ذا رأي سديد ، وعقل كبير ، وافق القران في ثلاث مسائل قبل أن ينزل فيها الوحي .
كان من رأيه تحريم الخمر فنزل تحريمها بقوله تعالى :
يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ
وَالأنصَابُ وَالأزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ
لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ
وكان من رأيه عدم قبول الفداء من أسرى بدر، فنزل القرآن مؤيدا
رأيه ، كما أشار على النبي باتخاذ الحجاب على زوجاته أمهات المؤمنين فنزل
القرآن بذلك . ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم جزع لذلك جزعا
شديداً ، حتى زعم أن رسول الله لم يمت ، وأنه ذهب يناجي ربه ، وسيعود إلى
الناس مرة أخرى ، وأعلن أنه سيضرب كل من زعم أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قد مات .
وهكذا توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يمثل الشدة
على أعداء الله من مشركين ومنافقين ، وكان إذا رأى أحداً أساء إلى النبي
صلى الله عليه وسلم بقول أو فعل ، قال لرسول الله : دعني يا رسول الله
أضرب عنق هذا المنافق . . وقد شهد له رسول الله بالجنة ، وهو أحد العشرة
المبشرين بها ، وحسبه شرفاً ومكانة عند الله أن رسول الله توفي وهو عنه
راض .
في خلافة أبي بكر
وكان عمر في خلافة أبي بكر رضي الله عنه وزير صدق ،
ومساعد خير، به جمع الله القلوب على مبايعة أبي بكر يوم اختلف الصحابة في
سقيفة بني ساعدة ، وكان إلهاما موفقا من الله أن بادر عمر إلى مبايعة أبي
بكر، فبادر الأنصار والمهاجرون بعد ذلك إلى البيعة . ولقد كان أبو بكر
أجدر الصحابة بملء هذا المكان الخطير ، بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم
، بل لقد علم الصحابة جميعا ، أن الرسول حين استخلف أبا بكر على الصلاة
إنما أشار بذلك إلى أهليته للخلافة العامة ، ولكن فضل عمر في مبايعة أبي
بكر ، إنما كان في حسم مادة الخلاف الذي كاد يودي بوحدة المسلمين ، ويقضي
على دولة الإسلام الناشئة .
وكانت شدة عمر في حياة النبي عليه السلام ، هي في حياة أبي
بكر ... فأبو بكر كان رجلا حليماً تملأ الرحمة برديه ، ويغلب الوقار
والعفو على صفاته كلها ، فكان لا بد من رجل قوي الشكيمة كعمر ، يمزج حلم
أبي بكر بقوة الدولة ، وهيبة السلطان ... فكان عمر هو الذي قام هذا المقام
، واحتل تلك المنزلة ، ولذلك كان أبو بكر يأخذ برأيه ، ويعمل بقوله . أمر
أبو بكر يوما بأمر فلم ينفذه عمر، فجاءوا يقولون لأبي بكر : والله ما ندري
: الخليفة أنت أم عمر ؟ فقال أبو بكر : هو إن شاء ! …
وتلك لعمري نفحة من نفحات العظمة الإسلامية التي أرادها
الله بشير خير للمسلمين وللعالم بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم … عمر
يقول لأبي بكر يوم السقيفة : أنت أفضل مني ، وأبو بكر يجيبه بقوله : ولكنك
أقوى مني . . فيقول عمر لأبي بكر : إن قوتي مع فضلك .. وبذلك تعاونت
العظمتان في بناء صرح الدولة الإسلامية الخالد ... فضل أبي بكر وحلمه
وعقله وحزمه ، مع قوة عمر وباسه وشدته وهيبته .
عمر في الخلافة
[b]ويتولى عمر الخلافة ، وهي أشد ما تكون حاجة إلى رجل مثله ، المسلمون يشتبكون في حروب طاحنة مع فارس والروم ، والبلاد الإسلامية التي فتحت تحتاج إلى ولاة أتقياء أذكياء ، يسيرون في الرعية سيرة عمر في حزمه وعفته وعبقريته في التشريع والإدارة ، والعرب الفاتحون قد أقبلت عليهم الدنيا فهم منها على خطر عظيم ، أن يركنوا إليها ، ويملوا حياة الجهاد والكفاح ، و يعبوا من لذائذها وزينتها وترفها ...
[/b]
تولى عمر الخلافة فسجل أروع الآثار في تاريخ ا لإسلام :
** أتم ما بدأ به أبو بكر من حرب فارس والروم ، فانتهت باستيلاء المسلمين على مصر والشام والعراق ومملكة فارس .
** نظم جهاز الدولة ، فدون الدواوين ، وفرض الأعطيات ، وجبى
خراج الأراضي المفتوحة بأعدل طريق ، وأقوم سياسة ، وواجه حاجات الدولة
الإسلامية في الأنظمة والقوانين ، بأعظم عبقرية تشريعية عرفها تاريخ
الإسلام بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
** حكم البلاد المفتوحة بيد تجمع بين القوة والرحمة ، وبين
الرفق والحزم ، وبين العدل والتسامح ، فكان حكم عمر مضرب الأمثال في ذلك ،
في تواريخ الأمم كلها ، وقل أن عرفت الإنسانية حاكما مثله خلده التاريخ
بعدله ورحمته .