جلال الدين النوري
عضو مساهم
- البلد/ المدينة :
- تنس
- العَمَــــــــــلْ :
- عامل حرفي
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 69
- نقاط التميز :
- 233
- التَـــسْجِيلْ :
- 11/09/2013
حبل الغسيل
قلبان منشوران على حبل الغسيل، مصلوبان بالملاقط المعدنية!
يزيد الأمرَ سوءاً أنهما متباعدان.. أحدهما في الطرف الأيمن من الحبل، والآخر في طرفه الأيسر، وتحتهما حارس، يروح ويأتي ويداه خلف ظهره.
الحارسُ سعيد بأنه غَسَل القلبين من الحب، ونشرهما في الهواء ليجفَّا!
القلبان ينتفضان تحت الملاقط، يحاول كل منهما أن يهمس للآخر.. أن يبعث إليه رسالة.
مرّت ساعتان ثقيلتان. عند العصر طار فوق الحبل عصفورٌ دوريّ أزعجه المشهد، فقرر أن يتحدى الحصار.. رمى العصفور شيئاً من بطنه على رأس الحارس، فركض إلى الحمام لاعناً العصافير. أثناء غياب الحارس راح العصفور وجاء أكثر من مرة بين القلبين، نقلَ رسالةً متبادلة، لمسهما بجناحه، شجعهما بعينيه وأقسم لهما: إنَّ رأس الحارس سيبقى هادفاً له.
* * *
شاربان
لا يعلم السيد الجالس قرب النافذة أنَّ هناك مشكلةً بين شاربيه!
طرفاهما المرفوعان إلى الأعلى غاضبان يتباهيان كلٌّ منهما على الآخر..
قال الطرف الأيمن: أنا أفضلُ منك عند السيد. فأصابعه دائماً حولي.. تلعب بي، ترفعني إلى فوق، كأن السيد يريد أن يوصلني إلى حاجبه!
قال الطرف الأيسر: بل أنا الأفضل عنده، فهو يخصني بقدر أكبر من العطر، لأن حبيبته ناهد تطبع أكثرَ قبلاتها على خده الأيسر.
صاح الطرف الأول: أنت مغرور تافه.
صاح الطرف الثاني: أنت قليل أدب تحتاج إلى تربية.
تأهب الطرفان للمنازلة. في تلك اللحظة نهض السيد إلى المرآة وفي يده آلة حادة، ألقى نظرةَ وداع على الشيئين الأسودين فوق فمه، وتمتم: لا حول ولا قوة إلا بالله. تريدني ناهد أن أتخلص منهما قبل أن نتزوج.
بعد قليل صار طرفا الشاربين تحت المناديل المتسخة وقشور الكوسا والبصل في سلة المهملات، لكنهما تابعا من هناك صياحهما:
- أنا أغلى منك عند السيد.
- بل أنا.. أنا.
قلبان منشوران على حبل الغسيل، مصلوبان بالملاقط المعدنية!
يزيد الأمرَ سوءاً أنهما متباعدان.. أحدهما في الطرف الأيمن من الحبل، والآخر في طرفه الأيسر، وتحتهما حارس، يروح ويأتي ويداه خلف ظهره.
الحارسُ سعيد بأنه غَسَل القلبين من الحب، ونشرهما في الهواء ليجفَّا!
القلبان ينتفضان تحت الملاقط، يحاول كل منهما أن يهمس للآخر.. أن يبعث إليه رسالة.
مرّت ساعتان ثقيلتان. عند العصر طار فوق الحبل عصفورٌ دوريّ أزعجه المشهد، فقرر أن يتحدى الحصار.. رمى العصفور شيئاً من بطنه على رأس الحارس، فركض إلى الحمام لاعناً العصافير. أثناء غياب الحارس راح العصفور وجاء أكثر من مرة بين القلبين، نقلَ رسالةً متبادلة، لمسهما بجناحه، شجعهما بعينيه وأقسم لهما: إنَّ رأس الحارس سيبقى هادفاً له.
* * *
شاربان
لا يعلم السيد الجالس قرب النافذة أنَّ هناك مشكلةً بين شاربيه!
طرفاهما المرفوعان إلى الأعلى غاضبان يتباهيان كلٌّ منهما على الآخر..
قال الطرف الأيمن: أنا أفضلُ منك عند السيد. فأصابعه دائماً حولي.. تلعب بي، ترفعني إلى فوق، كأن السيد يريد أن يوصلني إلى حاجبه!
قال الطرف الأيسر: بل أنا الأفضل عنده، فهو يخصني بقدر أكبر من العطر، لأن حبيبته ناهد تطبع أكثرَ قبلاتها على خده الأيسر.
صاح الطرف الأول: أنت مغرور تافه.
صاح الطرف الثاني: أنت قليل أدب تحتاج إلى تربية.
تأهب الطرفان للمنازلة. في تلك اللحظة نهض السيد إلى المرآة وفي يده آلة حادة، ألقى نظرةَ وداع على الشيئين الأسودين فوق فمه، وتمتم: لا حول ولا قوة إلا بالله. تريدني ناهد أن أتخلص منهما قبل أن نتزوج.
بعد قليل صار طرفا الشاربين تحت المناديل المتسخة وقشور الكوسا والبصل في سلة المهملات، لكنهما تابعا من هناك صياحهما:
- أنا أغلى منك عند السيد.
- بل أنا.. أنا.