الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
[size=32]فن التخاطب حكمة وأدب[/size]
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله النبي الأمي الكريم.
/ رب اشرح لي صدري* ويسر لي أمري* واحلل عقدة من لساني* يفقهوا قولي/
إن إنشراح الصدور يُحول نصب ومشقة التكليف إلى راحة ونعيم ويسر’ كما يوضح كل ذي غموض وعسر ’ ويذلل صعاب السبل المؤدية إلى ما فيه الخير بيسر..
مما لا شك فيه أن لمثل هذا الفن من التخاطب لا يلج ساحته إلا من كان أريبا جهبذا
والذي من سماته أو صفاته أن يكون متسما بالصبر والثقة بالنفس والصدق في القول والفعل ’ وأن يكون دارسا درس وممحصا محص’ ومدربا درب’ أن يكون ذا كفاءة وقدرة وتأهيل ’ أن يكون قد صال وجال وجاس بين مختلف الأقطار والأمصار واختبر الصغار والكبار ’ لأن كل ذلك يكسبه القدرة على حسن إيصال الفكرة وتحقيق المطلوب على وجه مرض وفي وقت قصير ’ إلى جانب ذلك عليه أن يكون متسما بالإبداع والإبتكار أثناء حواراته فلا يقف تائها متعثرا [ متأتئا] متذبذبا أمام ما يطرح عليه أو أمامه من معضلات الحياة في شتى أشكالها وأنواعها
هذا إلى جانب قدرته على التشخيص الدقيق ووصفه الأدق للمعضلة ذاتها ’ وأن يربط معاملاته بالطيبة وحسن الخُلق والفطنة واللباقة في حديثه مع الآخرين
ويفضل له أن يتصف بروح المرح والإبتسامة ..
كيف نخاطب من أمامنا ؟
/ وجادلهم بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم .../
هنا وهنا فقط يتوجب الحذر من الغضب والإنفعال والعنف اللفضي والمعنوي
وهذا الصاحبي الجليل – خال المؤمنين – معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه- كان يقول: إذا كان بيني وبين الناس شعرة ما انقطعت ’ إذا أرخوها شددتها وإذا شدوها أرخيتها.
وقد قال الشيخ الإمام الشافعي – رحمة الله تعالى عليه- : رأينا صواب يحتمل الخطأ ورأيكم خطأ يحتمل الصواب.
وذاك فولتير يقول: قد اختلف معك في حرية الرأي ولكني سأقاتل من أجل حريتك.
ونكتفي بمثل شعبي عندنا نحن في الجزائر [ أَلْسانْ لَحْلُو يَرْضَعْ اللبة].
نأتي لبيت القصيد فأقول: رأيت أن أسباب الإختلاف وقتل روح الألفة والإئتلاف
ونمو جذور الفرقة والبغضاء والحقد والرياء وكل ما من شأنه يدور في فلك الموبقات المهلكات لهي من بنت عدم حسن الحدديث وسرعة الإنفعال حيث لا يدرك المرء عواقب ما يفعل حين يكون تحت ضغط المشكلة .فبتصرفات الفرد غير المسؤولة والهيجان يقوده والعزة بالإثم تمخضه يكون غير ذاك الشخص من البشر وهو في هذا الحال للحيوان أقرب وأكثر شر...
وهنا استحضر قول نبي الرحمة محمد – صلاة ربي وسلامه عليه-: ليس الشديد بالصرعة إنما الشديد الذي يمسك نفسه عند الغضب.
وينصحنا عليه الصلاة والسلام بالعلاج الفوري بأن نتوضأ فيذهب عنا ما بنا من غضب.
أكيد أن الغضب هو توأم للعنف وأن العنف إنفعال و هيجان
يرى / هنري بارغسون- 1859 – 1941 / وهو فيلسوف فرنسي ومؤسس فلسفة الوعي والحياة أن الإنفعال الهيجاني تكيف ’ حيث أن المتهيج يسلك دائما بأعلى موستواه العادي ويكون أداؤه ناجحا ’ فالهيجان قوة مبدعة تشجع المتهيج على الإبداع والتفوق .
بينما يرى / بيار جاني- 1859 – 1947 / وهو طبيب أعصاب وعالم نفساني فرنسي . يرى وأن الهيجان إنحراف’ حيث يتسبب في تفكيك كل الطاقات وتخريب جميع مستويات الأداء فالمتهيج يسلك دائما بأقل من مستواه العادي وبذلك يكون الهيجان دافعا قويا للأخطاء والحماقات التي قد تكون لفظية أو عقلية أو جسمية والتي تدخل كلها تحت طائلة السلوك العنيف .
ألان بإمكاني أن أميل إلى القول الثاني والذي أراه متماشيا وطرحي هنا ’ كم نستخلص منهما أي القولين : ن العنف هو سلوك مكتسب وليس فطريا ’ عكس الإنفعال الذي هو استعداد نظري غير مكتسب لأنه يرتبط بالفعل الغريزي.
تذكير : من تكرم وابتغى المزيد يعود لبحثي: مدارسنا بين العنف والتسرب.
الله المستعان.