منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


fdjh

fdjh

عضو متميز
البلد/ المدينة :
الجزائر/تبسة
العَمَــــــــــلْ :
اداري.
المُسَــاهَمَـاتْ :
1700
نقاط التميز :
2269
التَـــسْجِيلْ :
14/10/2011
..روت احدى سيّدات الجزائر والعرب ، ورائداتها في الكتابة والأدب ،بأن وقعت مرّة بقرة في حبّ رجل مزارع،كان يملكها منذ سنين، وكانت تتّبعه كظلّه، حيثما وجد ، وأينما ذهب ، ولمّا تزوّج هذا المزارع، ظلّت البقرة مصرّة على الاعجاب والتعلّق به ، وكانت تغتاظ غيظا شديدا ن كلّما اقترب من زوجته أو لامسها أو أمسك بيده ، وقد حاولت البقرة في كثير من المرّات ، الانتقام لنفسها من تلك الزّوجة التي نغّصت عليها حياتها، فمرّة تطاردها ، ومرّة تنطحها ، وأخرى تترصّدها لتوقعها في البئر، وهي تشكو في كلّ مرّة لزوها ، الاّ أنّ الزوج احتار بين البقرة وزوجته ، أيمسك هذه على وجل !، أم يدسّ الأخرى في التراب !!؟ فلم يطاوعه قلبه على ذلك، فلم يطاوعه على بيع البقرة، ولا على تطليق زوجته، ولسان حاله مع البقرة يقول"أخونك آه، أبيعك لا ".. !!؟
  وحتّى لا يسألني صاحبي عن المغزى من ذلك ، وأنّه لم يفهم ،ها أنا ذا أوضّح لأخي الكريم بعضا من مقاصدي في الكتابة على هذه الصفحات ، أو غيرها من المنتديات ..،
..ليت بناتنا البقرات أقصد " الزّوّليّات" ، أقصد " لوليّات" ، أقصد مرّة أخرى ومرّات ، ومن قال فيهنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم " النّساء شقائق الرّجال" ، ومن أوصانا بهنّ خيرا " أوصيكم بالنّساء خيرا" ،ينتبهن لحالهنّ حتّى لا يقعن فريسات، ربّما لوابل من البقرات الأخريات، اللاّتي يعجبن أشدّ الاعجاب بشبابنا ، فيأتين على الأخضر واليابس  ،ويجرّدنهنّ من لباسهنّ الذي كساهنّ به الله، لا نقل سمان وعيونهنّ خضرا، لئلا يأكلهنّ أمثالهنّ من العجاف، بقدر ما نريد من شبابنا وبناتنا لحظات هدوء ، وحوار عميق مع النّفس في لحظة تفكّر وتدبّر، حتّى لا تشاركهم البقرات فيما ملكوا أوملكن من سكن ومودّة ورحمة ، وأن يكوننّ على حذر من أولئك المزارعين ، ويصبحن تبّع لأضغاث أحلامهم و أحلامهنّ ، فنحن الأباء والأمّهات مساكين، لا ندري وتلك مشكلة ، أو ندري ولا ندري وتلك كارثة ، أو لا ندري ولا ندري أنّنا لا ندري ، وتلك القاسمة،

..فرسالتي أوّلا وأخيرا موجّهة اليك يا ابنتي ، وكما أن ليس بيني وبينك حجاب ، ونحن كاليدين المتشابكتين  المتصافحتين ، تتساقط منهما الذّنوب ،كلّما ازدات تماسكا، الاّ أنّ ما يهمّني كذلك ، من هم حولك ، ممّن أجبرتهم حتميّات الطبيعة على مخالطتكم ومخالطتهم ، وأحسبهم عند الله أبنائي وبناتي واخوتي وأخواتي ، واعلمي  أن لا أحد لي بعد الله سواك ، وانّي أقصد معنى" سواك" ، بعدما يئست من غيرك، كما يئس الكفّار من أصحاب القبور، أمّا أنت ، فلك بعد الله أباك ، أمّك وأخاك ، فاحذري ، وحاذري ، واعلمي أنّه لا يخفى عليّ باذن الله خافية، و أنّني أرى كلّ شيء في عينيك ، مقلتيك، وفي وجنتيك وعلى شفتيك ، وما عملت يديك ، وأينما حلّت قدميك ، وانّي ما رأيت هوان الرّجال على الناس الاّ من ذلّهم للنّساء ،بيد أنّ الأولى أكثر قسوة على الرّجال، ، وأشدّها فتكا بهم، واعلمي أنّ حال الدّنيا كما بين رمشة عين وغمضتها ، لكنّها تبدو على الصّالحين والصّابرين والحالمين ، بطيئة نوعا ما ،" فقد أوجز الدّهر في المقال الى أن - جعل الصّمت غاية الايجاز" ،و أنّ من يزحف على الرّمل السّاخن بهدوء، حتما..يتألّم ، ..اعلمي أنّنا سنلتقي يوما بين يدي الرّحمان ، فامّا أن نزداد علوّا وسما ، ونفوز بالآخرة والأولى ، وامّا أن نلقى في الهواء، فتتخطّفنا الطّيرمن كلّ جانب ،فنخسر ما وعدنا به المولى من الهدى، ونغوذ بالله بأن نتّبع الهوى ، واعلمي أنّ" في الصّمت ستر للعييّ ، وصحيفة لبّ المرء أن يتكلّم" ، فقد كنت مسؤولا عن ثلاثة ، شقّ طريقهما باذن الله الى برّ الأمان اثنين ، ولم يبق لي الاّ أنت ، ربّما تكون هذه آخر كلماتي اليك ، لأنّ الموت جالس في البيوت ، ينتظر من يأتي اليه بغتة، هذا وكفى وصلّى الله عل نبيّه الذي اصطفى ، نقطة الانتهاء  
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى