الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
[size=64] أعذر أخاك وله التمس..؟[/size]
إن أنت عقدت العزم ونويت بيعي اعلم أنني مشتريك ’ لا بدراهم بخس ترنّ ولكن بقطرات كبدي الذي به أفديك
دع الأيام تفعل ما شاءت وتشاء فالحكم لله رب العالمين ..؟
وأنت تراني مكسور الخاطر ’ مهيض الجناحين ’ سيل العرم أنهارا تجري من العين...لا تتحس. أرجوك دعني أرتوي من قدح الأنين ’ لعله يضم شفاها ’ لعله ينحت جداول على الخدين لتكون شاهدة ذات يوم على مر طعم السنين ...
*- ماذا قال الإمام احمد بن حنبل- رحمة الله تعالى عليه حين سئل: ما حسنُ الخُلُق؟.. تراه قد أجاب إجابة الواثق المجرب الصادق فقال: هو أن تحتمل ما يكون من الناس .
*- وما ذا قال مالك بن دينار عن إخوة هذا الزمان؟ أيضا مالك عارك الحياة ونافح كل المغريات وتصدى لشتى الطعنات وخالط بدل الألف ألآفا ’ ثم استخلص تجربته فقال: إخوة هذا الزمان مثل مرقة الطباخ في السوق .. طيب الريح لا طعم له.
وكأني بمالك يذكرني بقول الشاعر: وما أكثر الإخوان حيت تعدهم* ولكنهم في النائبات قليل .
أجل ومع هذا ورغم ذاك فالعفو والصفح والتسامح من شيّم المرء المتخلق المهذب المؤدب وقد قال القائل:
تغرب عن الأوطان في طلب العلى وسافر ففي الأسفار خمس فوائد.... تفرج هم وإكتساب معيشة وعلم وآدادب وصحبة ماجد.
نعم من سار بين الناس جابرا للخواطر أدركته رحمة الله في جوف المخاطر .
أعذر أخاك وله التمس حججا تغنيك ومن الوسواس تنجيك وعن التأنيب ترضيك ومن العداوة تحميك ...؟ لا تلق بالا لسفاسف الأقوال وترفّع دوما عن صحبة الأنذال ’ تعش سعيدا وترضي بمن هو على البال ...
ليس لي من الصحب اليوم أحد إلا واحدا ’ لا تسألني عمن هو فأنا أعرفه وهو يعرفني ’ أنا صادقته بعدما صدّقته
العطاء من بحر السخاء بيني وبينه سواق لا تنضب وماؤها فرات عذب’ صدقٌ هذا لا كذب والشاهد على ما بيننا لا يعلمه إلا الله الرب.
صديق صان نفسه وعقر لسانه والوقر جعله في أذنه ترفّع عن كل ما يدنس عرضه وساحته ’ ليلا يبكي بصمت ونهارا يبتسم بسمت ’شق كبد المعاضل فريدا’ وجاس بين ثنايا عقول البشر وحيدا’ هو لا يأكل إلا من عرق يده أو ما اكتسبه من حلال ’ لا يأكل حتى يجوع وإذا أكل فلا يشبع ’ لأنه ليس عبد شهواته ..
صديق أعتز اليوم وغدا بصداقته ’ أفديه بكل ما أتاني ربي ’ لا ولن أتاخر إذا ما هو نادى في الضياء أو في الظلمات ’ لا ولن أكبح جماح إحساسي وشعوري إذا ما دعت الضرورات’ إنه أقرب إلي من كبدي ’ هذا إذا لم يكن هو كبدي كله ... أتعلمون كيف ذلك؟ كان سبّاقا للبكاء قبل أن أبكي’ كان سراجا وهاجا حين ظُلمت وسجنت في زنزنة أفكاري ’ كان المفتاح لكل قفل استعصى عليّ فتحه’ كان ينزع لقمة من كلامه الطيب ليضعها في فم سريرتي ’ كان ولا زال وما فتئ وما برح هو الصديق الصدوق الصادق حتى أُوارى في تربتي .
الصديق قبل الطريق .