الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
[rtl]تزوجته لأنــــــــه......
[/rtl]
[/rtl]
[rtl]زمن الجدات اللواتي هن ثلة من الأولين أخاله’ كان الحياء حياء’ كما كان الوفاء وفاء...
لا أذكر تحديدا كم كان سني وقتها .. لعلني كنت في العاشرة ونيّف لحظتها.. على كل لا زلت أتذكر حكاية [ مْحاجية] – بنت السلطان
مع كونها وحيدة والدها ’ وممن حولها من خدم [وحشم ] وبإشارة من يدها تُطاطأ الرؤوس وتنحني الهمم ’ بيْد أن الأمر هنا مختلف ’ لا يخضع ولا يركع لمثل تلكم العادت المعدّة من القيّم...
بنت رغم إنحدارها من صلب أسرة مالكة منذ أحقاب وقرون ... رغم الثروة والثراء والضرع والزرع والخيل المُسوَّمة والقناطير المقفطرة من الذهب والفضة..رغم الإستبرق والسندس والحرير الناعم ’ كل ذلك لم يغريها ولم يلهيها . لم يجر قدميها بريق المُلْك والمملكة ’ كانت عن كل ذلك نائية بعقلها عما يلهث ’ غير عابئة بإرث ولا تراث ... همها كان منصبا حول الرجل الذي خُلِقت له ومن أجله’ لا لأحد سواه
كانت تشترط على والدها أن الذي يطلبها وترضى به قرينا هو الشخص الذي يدرك حسن الفهم ويعرف كيف يُميّز بين المفصل واللحم ’ بعد ذبح وسلخ دون أن يخدش العظم... بنت لم تشترط جاها ولا مالا’ لا سلطة ولا سلطانا’ لا قصرا ولا صْولجانا’ فقط شرطها كما سبق جلي واضح المعالم....
وأعلن الملك شرط ابنته قدر مساحة ملكه ومملكته... تبارى ..تنافس... تسارع... هرع ’ تملق ونافق وتألق... وتخنث بعد رجولة .. و راح يستجدي رياء ومكاء الثريُّ الغني المترف
ذو السيف والفرس.. ذو المحبرة والقلم... ذو البسطة في المال والجسم ’ لكن البنت تشبثت بشرطها ولم يعتريها ندم....
سنة تلوى أخرى جحافل تدبر وأخرى تقدم والركب قائم ..و لا من أحد أدرك ما ترمي إليه ابنة القصر من كنه القيّم .. وجاء يوم واُحضِر أفقر القوم ’ وكان الملك وحاشيته واقفين على رأسه كالصنم ثم قال الملك له
*- أأنت تحسن إنجاز الطلب المقدم؟
وبإشارة من رأسه قال
*- بلى ونعم
*- هيا ما المطلوب هيا تكلم؟
*- خروف ومن الأواني ثلاث في الحين والآن
*- أتسخر منا يا بهلوان؟
*- حاشا لله فقط أحضر الأواني.؟
ما هي إلا لحظات من زمن أنجز الصانع صنعه وللملك الأواني الثلاث قدم... نظر الملك وعقله غضب يحتدم .. بحلق وكاد لسانه أن ينزلق ولكن إنها وحيدته .. إنها عزيزته. إنها العالية الغالية ...... أكيد وأن وراء قصدها شيئا أعظم ...
قدم الملك لوحيدته الصنع بأكمله ... وقبل أن يرتد إليه طرفه رفعت رأسها والإبتسامة تعلو محياها وإشراقة شمس الربيع تضيئ وجهها ولون الورد إياه اغتصبت وجنتيها وقالت:
*- أي والله هذا الذي أريده وابتغيه ولا استغني عنه
الملك في دهشة وتعجب ولكن لا مفر من أمر ابنته تفضل وتحب
*- هيا بنيتي أفهميني إني أصبحت أمامك بليدا عديم الفهم..؟
مسكت بيده ... سرت رعشة في أوصاله ’ بكت عيناه لكنه أخيرا في وجهها ابتسم
*- بنيتي أزيلي عن عيني وعقلي غشاوة إني أكاد اُصاب بضيم..؟
*- أبتي أترى هذه الأواني الثلاث ’ دقق النظر في الإناء الأول وُضع [ طابقْ ورئة] وهذا معناه أنه رجل محب ويحب العمل ’ ولا يطيب له ولا يستلذ طعم إلا ما كان بعرقه ’ إنه رجل أبي كريم لا يقرب ما حُرّم..أما الإناء الثاني ترى وقد وُضع فيه [ قلب ورِجل] وهذا ما مفاده أنه رجل صاحب همة وشرف ’ أمين غيور مُؤْتَمن
مهذب مؤدب ’ راع في أهله ولهم ’ أسد في عرينه ’ للمعاملات مقدر حكيم متحكم ليس بصاحب نزوة ولا يغريه بريق الخلط والإختلاط ولا يستهويه الحال الذي هم عليه أناس كثّر اليوم’ يستحلون اللغو واللغط وما نتن وما سقط من الغلط وما كان من واللمم
أما الإناء الثالث فيه كبد وعين] وهذا إقٌرار لا تشهير ولا إشهار’ وأن الحنان نما وتربى ووُلد و في هذا الكبد تجسد ’ وأن العين التي بجانبه لهي عين سخيرة من شدة وكثرة الحنان والمحافظة على صلة الرحم.
أدرك الوالد الآن قصد ابنته وفهم.
خلاصة طرحي لما تقدم: هذا هو تفيكر الزوجة التي يجب أن تكون عليه وبه اليوم وهذا هو الزوج المفترض صاحب الأنفة صائن الأرض والعرض.
الله المستعان.
[/rtl]