الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
[size=64]غفرانك اللهم رب...[/size]
قلت: وما أكتب أبتي...؟
قال: أكتبي... بسم الله الرحمن الرحيم .
كتبت بسم الله الرحمن الرحيم ’ قال أريني أرى ’ فأريته قال : حسن الآن أكتبي
[ .. أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين].
أيضا كتبها وأريته إياها ’ شد على يدي وقال : بوركت’ قلت هل ’ لم يمهلني لأكمل كلمتي فقال: بنيتي هذا العالم النحوي سيبويه قال: أموت وفي قلبي شيئ من حتى ..
نعم أبتي ثم ماذا’ هل أكتبها ؟’ قال لا ولكن أكتبي ما قلت أنا ’ فقلت وما قلت؟ قال:
لعلي راحل ولكن لا أدري متى؟’ قلت : ما هذا القول أبتي ؟ قال- بعد أن تنهد طويلا – وهل تخشين الرحيل بنيتي وكلنا راحلون ؟’ قلت كلا أبتي ولكن..؟ ولكن ماذا؟ قلت:- بعد ما لذت بالصمت قليلا- غفرانك اللهم رب..
نظرت إليه فخلته نام والعرق يسيل من على جبينه وكأن قِربا من الماء صُبت فوق رأسه ’ ناديت والدتي بعد أن مررت راحة يدي على جبينه فإذا بحرارة جبينه جد مرتفعة ..
أماه ألآ يستدعي هذا الطبيب أو على الأقل نقله للممشفى لعل دواء يخفف عنه ذلك حرارته غير عادية ..
ألآ تعرفين أباك... وأنه وما ذكرت خطان لا يلتقيان ’ هو لا يثق في أحد منهم’ فمنذ فاجعة عمك- رحمة الله تعالى عليه- وهو ينأى عن ذكر هؤلاء نظرا لما كان ساعتها..
وما الحل أماه ’ هل نتركه هكذا يتلوى ويئن..؟
يتململ الأب في مكانه ’ يفتح عينيه’ ينظر فينا ’ يبتسم ’يمد يده ليجذبني إليه ’ وإذا بها تكوي كيا ’ ضمني إلى صدره ضما ’ ضاق صدري من شدة حرارة صدره’ زحلقت يدي ووضعتها على قفا رأسه وكأني بها قد وضعتها في قدر يغلي ماؤه
لم أتمالك نفسي انهمرت الدموع من عيني ’ شعرت بإختناق ’ زحزحتني أمي عنه قليلا لتعلم الأمر ’ سكتت برهة ثم قالت: لا تثريب عليه ولا عليك ابنتي ’ سأفعل له خليطا من أعشاب- علمتني إياها جدتك – رحمها الله تعالى- .
مر من الوقت ليس بالكثير ’ اعتدل في فراشه قاعدا ’ أبعد العصابه التي كانت حول جبينه تضمه’ طلب شربة ماء ثم فنجان قهوة’ نظر في أمي ولها قال: هات لي سيجارة ..؟
وكرر لها القول : قلت لك هات لي سيجارة ألآ تسمعين ..؟ قدمت له العلبة كلها وهي متذمرة ’ أخذ عدة أنفاس وقال : أعلم أنكما تنكران علي هذا وأنا أعلم كذلك أنه منكر من الفعل ولكن كلمة سمعتها منك بنيتي آنفا قد قلتيها ’ قلت وما هي أبتي؟ ’ قال: غفرانك اللهم رب.....’ قلت أوَسمعتها أبتي وكنت أظنك نائما’ قال: كلا بنيتي فالقلب حي والسمع قبله ’ قلت أراك ألآن قد تحسنت وأن الحمى قد زالت عنك أليس كذلك أبتي؟ أومأ بعينيه وحرّك رأسه – أي نعم – وقال: إن لم نلتق اليوم فسنلتقي في الدار الباقية’ إن شاء الله ...