الفارس الملثم
طاقم الكتاب الحصريين
- البلد/ المدينة :
- barika
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 3599
- نقاط التميز :
- 7496
- التَـــسْجِيلْ :
- 01/01/2013
[rtl]
يا ليت أبانا كان [size=64]معنــــــا. ؟[/size]
[/rtl]
[rtl][/rtl]
[rtl]ارفعي رأسك أماه ’ نحن حولك متحلقون...؟
من أنتم ’ دعوني وشأني ’ هيا خوضوا مع الخائضين...؟
لا الأم متذكرة ابناءها ’ ولا الأب الغائب المغيب بقادر على إدخال الفرحة إلى قلبها...
هذا حسام الدين أكبر أولادها وأنه على آخر محطة من التعليم الثانوي’ إنه في نهايتها...
وذاك الأوسط صلاح الدين على درجة الرابعة يقف ليطوي كتب المتوسطة ليودعها...
وتلكم الشحرورة البهية صغيرتي خديجة تلوّح بزهرة براءتها ’ تلقي بآخر نظرة على مدرستها...
أمـــــــــــاه تبخّرت رائحة الإمتحانات وخنقت الزغاريد في الجناحر وازداد أجاجا ملح الثريد فاسودّ لحم القديد ’ ألك أن تشرحي لنا كيف ولِما؟
استقامت الأم في جلستها وبادلتهم النظرات .. نظرات تخللتها حيرة البسمة وغابت عنها الإجابات ’ ولكنها الأم ’ عليها أن تصدق وترفق ثم بعد ذلك تحن وتشفق’ وزيّن محياها نور من الله ففرشت بساط الحكمة و صفت نمارق الهمة فكان تجمعهم على زرابي وكأني بها بثت بثا ’ وكأني بها تلكم الزرابي المبثوثة
قالت لهم: أدنوا مني أكثر’ لتسمعوا كلامي وفي قلوبكم يستقر ويثمر ’ ما دام ليل إلا وأعقبه فجر..
ابنائي : ذهبت رائحة الإمتحانات لمّا ذهب أهلها ’ حين [ قنطاس] الخيمة كان كانت الهمة والعزيمة ’ كذاك الإمتحان كان له طعم وقيمة ومكانة وذمة .. لما كان المعلِّم كان المتعلم في المقدمة وأعلا القمة ’ أما وبعد أن فُتحت الأبواب وقيل هيا يا من شئت تتعلم وهيا يا من شئت تُعلِّم ’ هنا القشة التي قصمت ظهر البعير ’ لا تربية ولا احترام من الصغير للكبير ولا توجيه وإرشاد من الكبير إلى الصغير ’ هنا تناثر حب التربية نثرا ’ هنا أُسندت الأمور لغير أهلها وأمسوا فرقا وشيعا كل يغني عن ليلاه ...............
ابنائي: ساعة كان التعليم رسالة كاد المعلم أن يكون رسولا ’ أمَا وقد أصبح التعليم حرفة كباقي الحرف ترى جذور الفتنة اشتد سوقها وتعددت أراؤها وأفكارها فضَربت الكف بالكف ’ ضاع الود وطغت روح التأفف ’ طال الإنتظار فعاث بقوة فسادا الصرصار...
ابنائي: أعلم وأن كلامي وقعه على عقولهم لثقيل وما نيتي إلا أن أبيّن لكم حسن السبيل’ فقيادة التربية ليست حرفة ولا مهنة وأخطأ من ظن ذلك وحسب...أيضا ليست قرارا إداريا يرفع الوضيع الأصم الأبكم الأعمى الأعرج ليصول ويجول وهو لا يفرق بين العصا والألف ولا بين الضاد والظاد’ فلغة الضاد هي لغة السماء لا تستهينوا بها ولا تسمحوا لأي كان أن يفرشها حصى ليمشي عليها ..لا.لا..لا..لا.
الفاشل فاشل فلا تنتظر منه استقامة وأنّى للغصن المائل ظله أن يعتدل ...؟
ابنائي: أنتم وأترابكم من ابناء هذا البلد الطيب أهله ’ هذا البلد السخي المعطاء ’ هذا البلد الذي حماه رب الأرض والسماء ’ هذا البلد الذي افتداه وحرره رجال ونساء منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا..عليكم به ’ حافظوا عليه وقدّموا كل غال ونفيس من أجله يا ابنائي إنها الجزائر أمكم الحبيبة.
عليكم بالخُلُق الكريم إناثا وذكورا’ انهلوا من ينابيع فكر وعقول الأوفياء المخلصين المضحين الذين لا ينتظرون ثروة ولا يسعون لثراء ’ فقط هم قناديل أضاءت لكم الدروب ووأنارت لكم الظلماء...
أرني لسانك لأتأكد من صدق صيامك ؟ ها هو أمامك ؟
لا لست بصائم وقد بدا الإحمرار يعلو متوهجا ذاك الذي بين شدقيك..وهذه علامة تدل على أنك تلوك الحديث كما يلوك ويعجن [ البيتران] ويخلط [ الخلاّط] الكيل والكم من الكلام ..
أفهمتم مني ما أعني ابنائي......؟
نعم أمــــــــــــــــاه . رغم الغموض الذي إعترى ظاهره وغاب عنا باطنه ’ لكننا فهمنا وعلمنا مرمى حديثك ولسنا بغافلين...
وقالت خديجة: أمـــــــاه وما الحل الذي ترين؟
نظر كل من الثلاثة في وجوه بعضهم بعض وقال حسام الدين : يا ليت أبانا كان معنا ’ ليرى حالك وحالنا .. ضمينا تحت جناحك أماه حتى يفرج الله سبحانه وتعالى كربنا وهمنا ..؟
وقالت الأم وقد فاضت عيناها بالدمع الأحمر الحار الكاوي الحارق: يا ليته كان معنا.. يا ليته .لكن الله معنا.
الله المستعان.
[/rtl]