*أمان*
عضو مساهم
- البلد/ المدينة :
- مدينتي
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 129
- نقاط التميز :
- 222
- التَـــسْجِيلْ :
- 14/02/2011
باسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ها هو ذا شهر ربيع الأوّل قد أطَلَّ، وأقْبَلَ على العالم الإسلامي، وها هم أولاء المسلمون شعوبًا وحكومات يتهيَّأون لاستقبال ذكرى مولد سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وها هي المساجد تتزيّن بحلق الذِّكر أو دراسة السِّيرة النّبويّة العطرة أو سماع شمائله الشّريفة عليه الصّلاة والسّلام ...أو توزيع الجوائز على حفظة كتاب الله تعالى.
قد يتساءل المرء.. ما موقع ذلك كلّه من سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ هل يزيدنا هذا قُربًا إليه؟ أم هل يزيدنا هذا قُربًا إلى الله سبحانه وتعالى؟
لقد وضع سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين أيدينا قائمة من الوصايا والأوامر والنّواهي، وأكّد لنا أنّنا إذا اتّبعنا هذه الوصايا ائتمرنا بما طَلَبَ، وانتهينا عمّا حَذَّرَ، وأكّد لنا أنّ الله سبحانه وتعالى لَن يتخلَّى عن هذه الأمّة لا في شيء من مصالحها الدنيوية، ولا في شيء ممّا وعدها به في سعادتها الأخروية، فلمّا رَحَلَ الرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم وانتقل إلى الرّفيق الأعلى سبحانه وتعالى، وخَلَفَ مِن بعد ذلك الرّعيل الأوّل ثمّ الثاني ثمّ الثالث ثمّ الرّابع، خَلَفَ مِن بَعدِهم خَلْفٌ أضاعوا الصّلاة واتّبعوا الشّهوات، قال تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا × إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا} مريم: 60-59. وقال عليه الصّلاة والسّلام ''ألا لَيُذَادَنَّ رجال عن حوضي كما يُذَادُ البعير الضال'' أي ليطردن رجال عن حوضي. ''فأقول اللّهمّ اللّهمّ فيقال: إنّك لا تدري كَم بدَّلُوا مِن بعدك فأقول فسحقًا فسحقًا فسحقًا''.
إنّ الاحتفال بذِكرى المولد النّبويّ الشّريف تعبير عن الفرح والسّرور بمولد المُصطفى صلّى الله عليه وسلّم، وأنّه بِدعَة لم تكُن في عهده صلّى الله عليه وسلّم، ولكنَّها حَسَنَةٌ، لانشغال أمّة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم بدراسة سيرته العطرة، والاستفادة من هديه والاقتداء بسُنّته صلّى الله عليه وسلّم.
والاحتفال بالمولد النّبويّ الشّريف ليست له كيفية مخصوصة لا بُدّ من الالتزام أو إلزام النّاس بها، بل إنّ كلّ ما يدعو إلى الخير ويجمَع النّاس على الهدي النّبويّ ويُرشدهم إلى ما فيه منفعتهم في دينهم ودُنياهم يحصل به تحقيق المقصود من المولد النّبويّ.
ونود أن نوضّح أنّ سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يُعظِّم يوم مولده، ويشكُر الله تعالى فيه على نِعْمَتِه الكبرى عليه، وتفضُّله عليه بالجُود لهذا الوجود، إذ سَعِد به كلّ موجود، وكان يعبِّر عن ذلك التّعظيم بالصيام كما جاء في الحديث عن أبي قتادة: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سُئل عن صيام يوم الاثنين؟ فقال ''فيه وُلدتُ وفيه أُنزل عليَّ'' رواه الإمام مسلم في الصحيح في كتاب الصيام.
كما ينبغي علينا أن نوضِّح أنّ المولد النّبويّ يشتمل على ذِكرى مولده الشّريف ومعجزاته وسيرته والتّعريف به، وهو ما يُحتِّم علينا معرفته ومطالبين بالاقتداء به والتّأسِّي بأعماله والإيمان بمعجزاته والتّصديق بآياته، وتذكير النّاس بذلك طيلة أيّام السنة وليس فقط ليلة المولد النّبويّ وشهر ربيع الأوّل.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في المولد: قد يُثَاب بعض النّاس على فعل المولد، وكذلك ما يحدثه بعض النّاس إمّا مضاهاة للنّصارى في ميلاد عيسى عليه السّلام وإمّا محبَّة للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وتعظيمًا له، والله قد يُثِيبهم على هذه المحبّة والاجتهاد لا على البدع.[center]
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
ها هو ذا شهر ربيع الأوّل قد أطَلَّ، وأقْبَلَ على العالم الإسلامي، وها هم أولاء المسلمون شعوبًا وحكومات يتهيَّأون لاستقبال ذكرى مولد سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم، وها هي المساجد تتزيّن بحلق الذِّكر أو دراسة السِّيرة النّبويّة العطرة أو سماع شمائله الشّريفة عليه الصّلاة والسّلام ...أو توزيع الجوائز على حفظة كتاب الله تعالى.
قد يتساءل المرء.. ما موقع ذلك كلّه من سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ هل يزيدنا هذا قُربًا إليه؟ أم هل يزيدنا هذا قُربًا إلى الله سبحانه وتعالى؟
لقد وضع سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم بين أيدينا قائمة من الوصايا والأوامر والنّواهي، وأكّد لنا أنّنا إذا اتّبعنا هذه الوصايا ائتمرنا بما طَلَبَ، وانتهينا عمّا حَذَّرَ، وأكّد لنا أنّ الله سبحانه وتعالى لَن يتخلَّى عن هذه الأمّة لا في شيء من مصالحها الدنيوية، ولا في شيء ممّا وعدها به في سعادتها الأخروية، فلمّا رَحَلَ الرّسول الكريم صلّى الله عليه وسلّم وانتقل إلى الرّفيق الأعلى سبحانه وتعالى، وخَلَفَ مِن بعد ذلك الرّعيل الأوّل ثمّ الثاني ثمّ الثالث ثمّ الرّابع، خَلَفَ مِن بَعدِهم خَلْفٌ أضاعوا الصّلاة واتّبعوا الشّهوات، قال تعالى: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا × إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئًا} مريم: 60-59. وقال عليه الصّلاة والسّلام ''ألا لَيُذَادَنَّ رجال عن حوضي كما يُذَادُ البعير الضال'' أي ليطردن رجال عن حوضي. ''فأقول اللّهمّ اللّهمّ فيقال: إنّك لا تدري كَم بدَّلُوا مِن بعدك فأقول فسحقًا فسحقًا فسحقًا''.
إنّ الاحتفال بذِكرى المولد النّبويّ الشّريف تعبير عن الفرح والسّرور بمولد المُصطفى صلّى الله عليه وسلّم، وأنّه بِدعَة لم تكُن في عهده صلّى الله عليه وسلّم، ولكنَّها حَسَنَةٌ، لانشغال أمّة المصطفى صلّى الله عليه وسلّم بدراسة سيرته العطرة، والاستفادة من هديه والاقتداء بسُنّته صلّى الله عليه وسلّم.
والاحتفال بالمولد النّبويّ الشّريف ليست له كيفية مخصوصة لا بُدّ من الالتزام أو إلزام النّاس بها، بل إنّ كلّ ما يدعو إلى الخير ويجمَع النّاس على الهدي النّبويّ ويُرشدهم إلى ما فيه منفعتهم في دينهم ودُنياهم يحصل به تحقيق المقصود من المولد النّبويّ.
ونود أن نوضّح أنّ سيّدنا رسول الله صلّى الله عليه وسلّم كان يُعظِّم يوم مولده، ويشكُر الله تعالى فيه على نِعْمَتِه الكبرى عليه، وتفضُّله عليه بالجُود لهذا الوجود، إذ سَعِد به كلّ موجود، وكان يعبِّر عن ذلك التّعظيم بالصيام كما جاء في الحديث عن أبي قتادة: أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم سُئل عن صيام يوم الاثنين؟ فقال ''فيه وُلدتُ وفيه أُنزل عليَّ'' رواه الإمام مسلم في الصحيح في كتاب الصيام.
كما ينبغي علينا أن نوضِّح أنّ المولد النّبويّ يشتمل على ذِكرى مولده الشّريف ومعجزاته وسيرته والتّعريف به، وهو ما يُحتِّم علينا معرفته ومطالبين بالاقتداء به والتّأسِّي بأعماله والإيمان بمعجزاته والتّصديق بآياته، وتذكير النّاس بذلك طيلة أيّام السنة وليس فقط ليلة المولد النّبويّ وشهر ربيع الأوّل.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في المولد: قد يُثَاب بعض النّاس على فعل المولد، وكذلك ما يحدثه بعض النّاس إمّا مضاهاة للنّصارى في ميلاد عيسى عليه السّلام وإمّا محبَّة للنّبيّ صلّى الله عليه وسلّم وتعظيمًا له، والله قد يُثِيبهم على هذه المحبّة والاجتهاد لا على البدع.[center]