kada
عضو نشيط
- البلد/ المدينة :
- tiaret
- العَمَــــــــــلْ :
- طالب جامعي
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 480
- نقاط التميز :
- 929
- التَـــسْجِيلْ :
- 26/10/2010
الفشل . . . شبح التميز والإبداع .!
تنهار المؤسسات ...
وتتدمر الشعوب ...
وينهزم الأفراد ....
حين يسقطون في براثن الفشل ..!!
أناس في هذه الحياة ...
يعظمون النجاح والإبداع . . . ويخشون من شبح الفشل !!
يتعثرون . . .
ليهبوا بقوة وهمة عالية جديدة ..
وغيرهم ..
رعاع كسالى بطالون . . .
هم قذى العين وأذاها . . .
لا تعنيهم هذه العبارات ..
و لا تخاطبهم هذه الكلمات . .
الفشل منهم وهم !
: : : * * * : : :
خلق الله العباد وجعل أحوالهم جارية
على سنن قدّرها وقضاها .
فمن سنن الله تعالى ( وتلك الأيام نداولها بين الناس )
الفاشل قد ينجح ..
والناجح قد يفشل . .
( فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى 5 وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى 6
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى 7 وَأَمَّا مَن بَخِلَ وَاسْتَغْنَى 8 وَكَذَّبَ
بِالْحُسْنَى 9 فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى 10 )
تلك سنة جارية . . ولن تجد لسنة الله تبديلا ولا تحويلا !
ولذلك ليس الفاشل من يقع في الفشل . . فتلك سنة !
إنما الفاشل من يقع فيه ثم هو يرتضيه ..
قال تعالى ( إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ
السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ
اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً 17 وَلَيْسَتِ
التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ
أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلاَ الَّذِينَ يَمُوتُونَ
وَهُمْ كُفَّارٌ أُوْلَـئِكَ أَعْتَدْنَا لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا 18 )
والفشل كما يقع على الأفراد فهو يقع على الجماعات والمؤسسات والبرامج
والتنظيمات !
من هنا كان لابد من طرح بعض الإلماحات حتى لا نسقط في الفشل ..!
: : : * * * : : :
مخاطر الفشل
حين ندرك هذه المخاطر فإننا ندرك
أهمية التدارك . .
من مخاطر الفشل :
- الإحباط ( اليأس ) .
فحين نستسلم للفشل ( أفرادا أو جماعات
) نقع في الإحباط واليأس .
الأمر الذي يولّد عند الأفراد ، تخوّفا من الإبداع والتميّز .
وهروباً من التحدّي والإنجاز .
أما على مستوى الجماعة فإنه يولّد هزيمة نفسية حين يرون الفشل يحيط بهم
فيأيسون من التغيير ، وينظرون للعالم من حولهم بالفشل .
قا ل صلى الله عليه وسلم ( من قال : هلك الناس ؛ فهو أهلكهم ) ..
إنها نفسية القاعدين المحبطين اليائسين . . .والمحبط لا ينتج !
- التهور واللامبالاة .
شعار الفاشلين عند الفشل ( خربانة
زيدها خراب ) !!!!
حين نستسلم للفشل لا نبالي بأعمالنا وتصرفاتنا ...
نفتقد الحكمة ..
( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيراً كثيراً )
ولذلك تجد الفاشل اليائس المحبط ليس عنده أهداف ..
خطط ... وسائل ... همة وعزيمة ..!
بل يتصرف ( كيفما اتفق !!)
وكم جنت هذه النفسية على الإبداع والتميّز ..!
بل كم جرّت هذه النفسية على المسلمين من ويلات وويلات
من جرّاء التهور واللامبالاة . . على شعار :
مالجرح بميت إيلام ! !
- عدم الانتاجية .
لأنه يائس محبط . . .
لأنه يائس محبط ...
ومتهور سفيه ..
فهو وإن عمل ..
فعمل بلا انتاج ! !
( مكانك سر )
كالمنبت . . .
لا أرضا قطع ، ولا ظهراً أبقى !!
- التنازع والتفرق .
بالمهاترات . . والتراشق . .
والاعتداد بالرأي . .
فحين يستحكم الفشل من الفاشل .. تراه لا يقبل التوجيه
ولا يقبل الواقع الذي يعيشه . .
فينازع الأمر أهله ..!
ليس عنده هدف أو وجهة ، ولا بصيرة أو حكمة !
يقدّم المفضول ويترك الفاضل . .
ويسعى للمهم على حساب الأهم ..!
ولذلك تجده كثير التنازع والخلاف . .
لأنه رضي بما هو عليه من الفشل .. .
فينطلق من خلال فشله .. دون أن يكلّف نفسه الصعود !
- الحسد .
وهو داء خطير ..!
ومرض عضال . .
يفتك بالأرواح قبل الأبدان ..
ويقضي على الأمم والأفراد ...
الفاشل ...
تتولد عنده نفسية انتقامية ...
نفسية حقودة . . على كل تميّز وإبداع !
علامته :
كثرة الانتقاد والسباب !
واللمز والتنقّص لإبداعات الآخرين ..!
حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه : : : فالكل أعداء له وخصوم
قال تعالى ( وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن
بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً
حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ )
فالحاسد الحاقد يكره حصول النعم ...
يكره التميّز والإبداع . .
وقد أخبرنا المصطفى صلى الله عليه وسلم أن هذا المرض هو وسيلة الفاشلين
وسبيلهم
قال صلى الله عليه وسلم ( إن الشيطان أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب
ولكن في التحريش بينهم ) !
اقرأ هذه النفسية على مستوى الأفراد ..
وانظر آثارها على مستوى الجماعات والتنظيمات على الواقع الملموس !
تلك إشارة إلى أشد مقاتل الفشل ومهالكه . .
حتى نستشعر أهمية التدارك والتغيير . . .
* اسباب
الفشل .
وحتى لا نسقط في الفشل ينبغي أن
نقرأ أسبابه ونجسدها . .
لنكون منها على بيّنة وحذر . .
فمن أسباب الفشل :
- التنازع والإختلاف .
قال الله تعالى ( وَلاَ تَنَازَعُواْ
فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ )
فالتنازع باب الفشل . .
ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يوصي رسوليه إلى اليمن ( معاذ وأبو موسى ) رضي
الله عنهما
بقوله ( تطاوعا ولا تختلفا ) !
فالاختلاف شر كله ..!
يُذكر أن المسلمين في الأندلس كانوا طائفتين ( شافعية وحنفية ) فحصلت بينهم
مقتلة عظيمة بسبب اختلاف المذهبين حتى أباد بعضهم بعضاً ...
ومنها استطاع الأعداء غزو الأندلس والسيطرة عليها ..!!
وصدق الله إذ يقول ( وَلاَ تَنَازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ
)
فتفشلوا . .
وتذهب ريحكم ..!
- العجز والكسل .
كان من هديه صلىالله عليه وسلم أنه
يتعوذ من ( العجز والكسل )
والسر في ذلك يخبرنا به طبيب القلوب ابن القيم رحمه الله حيث يقول :
" وهاتان الصفتان – أي العجز والكسل – مفتاح كل شر .. فالعجز
أصل المعاصي كلها ، فالعبد يعجز عن أسباب أعمال الطاعات وعن
الأسباب التي تبعده عن المعاصي وتحول بينه وبينها فيقعفي المعاصي ..
.وينشأ عن هاتين الصفتين فوات كل خير وحصول كل شر ، ومن ذلك
الشر : تعطيله عن النفع ببدنه وهو ( الجبن ) ، وعن النفع بماله وهو
( البخل ) ، ثم ينشأ له بذلك غلبتان : غلبة بحق باستعلاء غيره عليه
بحق وهو ( غلبة الدين ) ، وغلبة بباطل وهي ( غلبة الرجال ) ..
وكل هذه المفاسد ثمرة العجز والكسل ... "
فنعوذ بالله من العجز والكسل ..!
- الإرتجالية ( الاعتداد بالرأي ) .
على مبدا :
( مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى ) . .
أنا والطوفان من بعدي . .
الأمر الذي يولّد الخلاف والتنازع والاختلاف . .
فنسقط في الفشل . .
لا أهداف . . .
لا خطط . .
لا استراتيجيات . .
فوضوية في العمل والقرارات . .
تأمل قوله صلى الله عليه وسلم ( تطاوعا ) !
إنه لم يقل لينزل كل واحد منكم عند رأي الآخر ..!
إنما ( تطاوعا ) ...
أي ليكن أمركما منكما وليس من واحد منكما !!
وحين توجد الإرتجالية ...
توجد الفتنة :
شح مطاع ..
وهوى متّبع . .
( وإعجاب كل ذي رأي برأيه ) !!
وهم الكمال . .
الكمال الزائف ..
أن يشعر الإنسان أنه بلغ المرحلة التي لا يفشل معها ..!
عنده قناعة بعدم التغيير ..!
ولا يسعى لذلك . .
شعاره :
كن أبا شبر ! !
والناجحون شعارهم :
لا تكن أبا شبر !!
هذه القناعة الزائفة ببلوغ الكمال .. يقف عقبة دون التتطور والتجديد
والسمو والرفعة . .
ولذلك نجد أن تربية القرآن كانت لا تعتبر للزمن اعتبار في قضية الاستقامة
والتربية
فكل مؤمن لا يزال يحتاج إلى التربية والذكير بها . .
( أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ
اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا
الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ
وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ 16 )
يقول ابن مسعود رضي الله عنه : ما كان بين اسلامنا وبين أن عاتبنا الله بهذه
الآية إلا أربع سنين ! !
وذلك حتى لا يسقطون في الفشل !!
- الثقة المفرطة بالنفس .
وذلك والله من أعظم الحرمان ..
أن يكل الله العبد إلى نفسه ...
فإنه الهلاك والفشل الذريع ...
الفاشل يعلوه صوت الـ : ( أنا ) !
ويطربه نغم ( لي ) !!
ويطغيه . . . ( عندي ) !!!
ثلاثية الفشل . .
ولذلك كان من دعاء الصالحين :
( ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين ) !!
قال بعض الصحابة في يوم حنين :
لن نغلب اليوم من قلّة !!
فانزل الله : ( وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ
تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئًا وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ
وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ ) !
هذه جملة من أسباب الفشل .. تقع على الأفراد كما تقع على الجماعات
فكن منها على حذر . .
تنجو وتسلم - بإذن الله -
* وحتى لا
نسقط في الفشل . ( الحلول )
- انطلق من خلال ضعفك ونقصك .
فالمؤمن خُلق مفتّنا توّاباً . .
يخطيء ويقصر . .
وكل ابن آدم خطّاء ..
انطلق من هنا . .
ولا تنطلق من كمال زائف . . !
وتأمل التوجيه النبوي . .
( سيروا بسير أضعفكم ) ! !
- اعلم أنا ما أخطأك لم يكن ليصيبك
وما أصابك لم يكن ليخطئك .
تلك عقيدة المؤمن . . .
الإيمان والرضا بالقضاء والقدر . .
وهو في تميّزه وإبداعه يصارع القدر بالقدر ..
( ولا يرد القدر إلا الدعاء ) !
نفسية المؤمن الراضي بقضاء الله وقدره . .
نفسية تعين على الإنجاز والإبداع والتميز ...
ونفسية الساخط الجازع اليائس ... مهلكة العمل والإبداع .
- ما خاب من استخار ولا ندم من استشار
.
لقد كان صلى الله عليه وسلم يعلم
أصحابه الإستخارة في أمورهم : : :
( اللهم إني أستخيرك بعلمك وأستقدرك بقدرتك واسألك من فضلك العظيم ، فإنك
تقدر ولا أقدر وتعلم ولا أعلم وأنت علام الغيوب
اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر - ويسمي حاجته - شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة
أمري عاجله وآجله ؛ فاقدره لي ويسره لي
وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شرٌ لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري عاجله وآجله
فاصرفه عني واصرفني عنه واقدر لي الخير
حيث كان ثم رضّني به )
وبعد الاستخارة استشارة ..
فقد جاء التوجيه في القرآن للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم الذي يوحى إليه
بقوله : ( وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ ) !!
هذاالنبي الذي يوحى إليه يؤمر بالمشاورة ..
فكيف بعباد ضعفاء .. جبلوا على التقصير والنقص والخطأ !؟!
بالاستشارة : تجمع مع عقلك عقلين وثلاثة وأربعة .. فاستقل من ذلك أو استكثر !
ورأي الجماعة أقرب للصواب والنجاح .
فالاستخارة والاستشارة من أسباب الوقاية من الفشل .. وإن وقع الفشل
فإنك لن تشعر بمرارته وأثره ..!
فإنه ما خاب من استخار ولا ندم من استشار ..
- فإذا عزمت فتوكل . .
ولا تقل أنا الأول . .
بل توكل . وأظهر ضعفك وعجزك بين يدي ربك ...
فإن العبد في توفيق من أمره وسداد في رأيه
متى ما كان على ربه متوكلاً ...
ضعيفاً محتاجاً إليه .
( لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير ) !!
- إبدأ من حيث انتهيت .
وابدأ من حيث انتهى الآخرون . .
في حياة الناجحين المتميزين المبدعين ..
ليس هناك شيء اسمه : فشل !!
إنما هي كسب تجارب وخبرات ..
فكل سقوط تجربة ..
وكل وقوع خبرة ..!
فالفشل يزيد في رصيد الناجحين تجربة وخبرة ..!
لذلك انطلق من حيث انتهيت ..
واستفد مما سبق . .
فلقد كان لكم فيهم عبرة !!
سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا !!
- على عتبة النجاح .. اخلع لبوس
الروتين !!
جدد ..
طوّر ..
أبدع ..
لا تستسلم للروتين ..
أنت بحاجة أن تكون صاحب همّة .. لتبلغ القمة ..
مالم تبلغ من هذا الطريق ..
حاوله من طريق آخر .. فإن لم تستطع فجاوزه !!
إذا لم تستطع شيئا فدعه : : : وجاوزه إلى ما تستطيع !!
الروتين الرتيب . .يقضي على أعمالنا في مهدها ..
لأنه يعلمنا الكسل ..
ويصنع اليأس من العمل !!
تعددت الأسباب والهمّ واحد !!
- اجتمعوا وعوا . !
( فإن يد الله على الجماعة ومن شذ شذ
في النار )
( وإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية ) !
وبعد كل هذا . . . ابداً لا تيأس .
( إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ )
اليأس مقتل النجاح والإبداع ...
اليأس . . هروب البطالين ...
لا تيأس . . واستفد من النملة وتعلم منها ..
وانظر كيف تصنع الأمل بمعاودة العمل !!
فإن سقطت فقل :
- .. لعله خير . !
بل هو الخير . .
ثق تماما أن ما بذلت له سببه فلم يتحقق لك هو خير لك !!
فقد يحرم الله تعالى عبده مطلوبه بعد أن بذل سببه رحمة بعبده ورأفة به ..
( ولله أرحم بعبده ) ..!
وتأمل حدث صلح الحديبية وكيف أن الله سماه ( فتحا مبيناً )
وهو في ظاهره هزيمة وصدّاً ..!
فلا تسخط ولا تجزع ولا تيأس ..!
حتى لا نسقط في الفشل . . .
كتبت حرفها نصحاً وإرشاداً ..
ما كان فيه من الخلل . .
فإني استغفر الله من فتنة القول وفتنة العمل ..
وصلى الله على نبينا محمد وعلى أله ومن بهديه عمل واتصل
كتبه : مهذب أبو أحمد