حسن صبرى
عضو مساهم
- البلد/ المدينة :
- مصر
- العَمَــــــــــلْ :
- موزع تموينى
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 278
- نقاط التميز :
- 511
- التَـــسْجِيلْ :
- 28/02/2011
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
ها هي لأول مرة في حياتها تخرج على الناس جميعًا، وهي تمسك يدَه، تتعلق بيدها في مرفقه، تتلفَّت يمينًا ويسارًا، فإذا الناس من أهل قريتها على الجانبين شبابًا ونساءً وشيوخًا، على وجهها ابتسامةٌ مشرقةٌ، لا تتحرَّج من السلام على أي منهم إذا اقتضى الأمر، وترفع رأسها في شموخ تلتصق به أكثر، تلتفت إليه تحادثه.
تصعد معه إلى سيارة كبرى لنقل الركاب من قريتها إلى المدينة، تجلس إلى جواره في غير خوف ولا ترقُّب ولا تخفٍّ، لا تعمل حسابًا لنظرات الركاب، فهي موضع ثقةٍ لديهم، وجرأتُها على الظهور مع هذا الرجل لا بد أن يكون وراءَه سببٌ، فمثلها لا يغامر بذلك، ومثل أسرتها لا يمكن أن تخاطر به إلا عن بيِّنة.
نعم.. فهذه صبيحةُ عقد شرعي لزواج مشروع، جلست في كل ثقة تبتسم لمَن حولها، فهي لا تخشَى شيئًا من تأويلاتٍ وشبهاتٍ، عادت بذاكرتها إلى الوراء قبل أن يمنَّ الله عليها بالالتزام، استعادت صورةً كاد أن يقشعر منها جسمها، يوم أن كانت في الجامعة تختلس النظر لزميلٍ لها، تتجنَّب الوقوف معه، حتى مع بعض الخلطاء من الشباب والفتيات، تموت رعبًا وخوفًا كلما اقترب منها منفردًا يسألها عن شيء أو يعطيها شيئًا أمام أحد من الناس، تبعُد معه بعيدًا عن أعين الناس جميعًا، تكتب إليه في خِفية، تضطرب اضطرابًا كلما سنَح في خاطرها أن يراها أحد، أو أن تقع عينُ أحدٍ على ما يكتب، تترقَّب في ذُعرٍ خطواتِها، تستقصي نظرَها إلى أبعد مدى.
تصل إليه منهكةً مرهقةً مضطربةَ الخواطر، مضطربةَ المشاعر، لا تكاد تهنأ بحديث معه أو لقاء به، تكتب إليه مرتعشةَ اليد، مهتزَّةَ الخط، مرتعدةَ الفرائص، لا يمكنها الاتصال به، ويستحيل عليه التهافت معها، كل شيء كان يتم خلسةً، إن لم يكن سرقةً، المشاعرُ بلا طعم، اللقاءاتُ بلا انسجام، الأفكار بلا نظام، كل شيء كان يبدو لها صعبًا كئيبًا؛ لأنه إنما ينمو في الظلام، ويُصنَع في غير وئام نفسي وأمان حسي، شتان بين اليوم والأمس..!!
ها هي تعلوها ابتساماتٌ مشرقةٌ، يحدوها شموخٌ وكبرياءٌ، تطلب من زوجها بعد النزول أن تجلس معه في مكان عام، تتناول معه "الأَيِس كريم" في أناة وعلى غير عجلة، تتناول قلمها تكتب إليه، تستأذن أخاها ألا يقطع عليها تداعي خواطرها ومشاعرها، يحترم ذلك منها، لا يؤاخذها، تبث زوجَها في وطن الغربة مشاعرَها وأحاسيسَها، تفخر بذلك، تقدِّم لموظف البريد الخطاب في غير تحرج أو إغضاء طرف، يتصل بها فتردُّ في ثقة، ويترك لها الأهل فرصةً لذلك.
يعود إليها وفي قلب كل منهما فيضٌ من شوقٍ وحنينٍ،فتكون التعليقات أكثر من رائعة، كل شيء يترعرع في نور ساطع، وينبُعُ من قلوب تأمن إلى الحلال، ومشاعر تضطرم بالحلال، كل شيء في نفسها له طعمٌ آخر، وحلاوةٌ أخرى، والأفكار تُناقَش في اطمئنان، المشاعر تتعاطى في نظام دون خوف أو ترقُّب.
ما أروع كلماته الحانية وهمساته الحالمة !! كل ذلك تحوطه عناية الجميع ورعايته، وكل من حولها يفيض عليها بما يُسهم في الوصول بها إلى بداية المسيرة كي تُزَفَّ إلى زوجٍ عرفته من أبواب البيوت لا من نوافذها، لتبدأ معه حياةً لم يسطُ فيها أحدهما أو كلاهما على معاني العفة والطهارة والشرف؛ لذا تبدو متعة الحلال أكثر عمقًا في القلب، إنها متعةٌ أثرُها ممتدُّ المفعول؛ لأنها لا تعرف الخوف إلا من الحق علاَّم الغيوب.
ها هي لأول مرة في حياتها تخرج على الناس جميعًا، وهي تمسك يدَه، تتعلق بيدها في مرفقه، تتلفَّت يمينًا ويسارًا، فإذا الناس من أهل قريتها على الجانبين شبابًا ونساءً وشيوخًا، على وجهها ابتسامةٌ مشرقةٌ، لا تتحرَّج من السلام على أي منهم إذا اقتضى الأمر، وترفع رأسها في شموخ تلتصق به أكثر، تلتفت إليه تحادثه.
تصعد معه إلى سيارة كبرى لنقل الركاب من قريتها إلى المدينة، تجلس إلى جواره في غير خوف ولا ترقُّب ولا تخفٍّ، لا تعمل حسابًا لنظرات الركاب، فهي موضع ثقةٍ لديهم، وجرأتُها على الظهور مع هذا الرجل لا بد أن يكون وراءَه سببٌ، فمثلها لا يغامر بذلك، ومثل أسرتها لا يمكن أن تخاطر به إلا عن بيِّنة.
نعم.. فهذه صبيحةُ عقد شرعي لزواج مشروع، جلست في كل ثقة تبتسم لمَن حولها، فهي لا تخشَى شيئًا من تأويلاتٍ وشبهاتٍ، عادت بذاكرتها إلى الوراء قبل أن يمنَّ الله عليها بالالتزام، استعادت صورةً كاد أن يقشعر منها جسمها، يوم أن كانت في الجامعة تختلس النظر لزميلٍ لها، تتجنَّب الوقوف معه، حتى مع بعض الخلطاء من الشباب والفتيات، تموت رعبًا وخوفًا كلما اقترب منها منفردًا يسألها عن شيء أو يعطيها شيئًا أمام أحد من الناس، تبعُد معه بعيدًا عن أعين الناس جميعًا، تكتب إليه في خِفية، تضطرب اضطرابًا كلما سنَح في خاطرها أن يراها أحد، أو أن تقع عينُ أحدٍ على ما يكتب، تترقَّب في ذُعرٍ خطواتِها، تستقصي نظرَها إلى أبعد مدى.
تصل إليه منهكةً مرهقةً مضطربةَ الخواطر، مضطربةَ المشاعر، لا تكاد تهنأ بحديث معه أو لقاء به، تكتب إليه مرتعشةَ اليد، مهتزَّةَ الخط، مرتعدةَ الفرائص، لا يمكنها الاتصال به، ويستحيل عليه التهافت معها، كل شيء كان يتم خلسةً، إن لم يكن سرقةً، المشاعرُ بلا طعم، اللقاءاتُ بلا انسجام، الأفكار بلا نظام، كل شيء كان يبدو لها صعبًا كئيبًا؛ لأنه إنما ينمو في الظلام، ويُصنَع في غير وئام نفسي وأمان حسي، شتان بين اليوم والأمس..!!
ها هي تعلوها ابتساماتٌ مشرقةٌ، يحدوها شموخٌ وكبرياءٌ، تطلب من زوجها بعد النزول أن تجلس معه في مكان عام، تتناول معه "الأَيِس كريم" في أناة وعلى غير عجلة، تتناول قلمها تكتب إليه، تستأذن أخاها ألا يقطع عليها تداعي خواطرها ومشاعرها، يحترم ذلك منها، لا يؤاخذها، تبث زوجَها في وطن الغربة مشاعرَها وأحاسيسَها، تفخر بذلك، تقدِّم لموظف البريد الخطاب في غير تحرج أو إغضاء طرف، يتصل بها فتردُّ في ثقة، ويترك لها الأهل فرصةً لذلك.
يعود إليها وفي قلب كل منهما فيضٌ من شوقٍ وحنينٍ،فتكون التعليقات أكثر من رائعة، كل شيء يترعرع في نور ساطع، وينبُعُ من قلوب تأمن إلى الحلال، ومشاعر تضطرم بالحلال، كل شيء في نفسها له طعمٌ آخر، وحلاوةٌ أخرى، والأفكار تُناقَش في اطمئنان، المشاعر تتعاطى في نظام دون خوف أو ترقُّب.
ما أروع كلماته الحانية وهمساته الحالمة !! كل ذلك تحوطه عناية الجميع ورعايته، وكل من حولها يفيض عليها بما يُسهم في الوصول بها إلى بداية المسيرة كي تُزَفَّ إلى زوجٍ عرفته من أبواب البيوت لا من نوافذها، لتبدأ معه حياةً لم يسطُ فيها أحدهما أو كلاهما على معاني العفة والطهارة والشرف؛ لذا تبدو متعة الحلال أكثر عمقًا في القلب، إنها متعةٌ أثرُها ممتدُّ المفعول؛ لأنها لا تعرف الخوف إلا من الحق علاَّم الغيوب.