لاريب أن أول شيء دخله الفساد هو المرأة، وإذا فسدت المرأة فلاتسأل عن فساد مجتمعها، وأسرع شيء منها يدخله الفساد هو لباسها، فيبدأ الأمر في ذلك في الغرب الكافر ثم تتأثرالمجتمعات الإسلامية بصيحاته العفنة في أزياء الموضة، ظانين أنهم لايتحضّرون إلا بأن يتفسخوا أخلاقيا كتفسخه وأن يتعرّوا كتعريه، وإنك لتدخل بعض البلاد المسلمة فلاتكاد تفرق في الظاهر بين مسلمة وكافرة إلا بالاسم! بل كل لباس فاضح تراه في بلاد الغرب فإن تصوره في بلاد الإسلام اليوم لايحول دونه شيء،
فقد بلغت المسلمة من ضعف الإيمان مايبعثُها تقلِّد الكافرة بلاقيود ولاحدود، فيالضعف الولاء والبراء!ومن المتناقضات أن الله تعالى أمر النساء بجر ذيولهن فرفعنا! ونهى الرجال عن جر ثيابهم فجروها! فعن ابن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: »من جرّ ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة، فقالت أم سلمة: فكيف يصنعن النساء بذيولهن؟ قال: يرخين شبرا، فقالت: إذا تنكشف أقدامهن؟ قال: فيرخينه ذراعا لايزدن عليه” رواه الترميذي وصححه الألباني،
فيا غربة هذا الحديث في ديار المسلمين! فقد عكس عصيانا تارة، وجهلا أخرى، فرفعت المرأة ثيابها حتى ظهر منها مايجب ستره، وأما الرجل فقد أخذ أمر الرسول صلى الله عليه وسلم للنساء وطبقه على نفسه، والعجب أن الشيطان أرى الشيء الواحد جمالا لأحدهما ودماثة للآخر، فأقنع الرجل بأن جمال ثيابه في تطويلها وجرِّها! وأقنع المرأة بأن جمال ثيابها في تقصيرها وكرّه إليها جرها كما كره إليها طهرها وعفافها!