منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


حسن صبرى

حسن صبرى

عضو مساهم
البلد/ المدينة :
مصر
العَمَــــــــــلْ :
موزع تموينى
المُسَــاهَمَـاتْ :
278
نقاط التميز :
511
التَـــسْجِيلْ :
28/02/2011











!!من حق الله تعالى على عباده التعجيل بالتوبة !!





فلا يدري الإنسان ما يعرض له خلال عمره من حوادث الزمن ونوائب الدهر ، فاليوم صحيح وغداً سقيم ، واليوم غني ، وغداً فقير ، واليوم فراغ ، وغداً في شغل ، وهكذا .

فينبغي على العاقل أن يستغل وقته لما فيه خير له في دينه ودنياه ، وليعجل بالتوبة النصوح ، ولا يسوف ولا يؤجل ويقول غداً ، غداً ، قال : { والله إني لا ستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة }( البخاري ) ، وقال : { أيها الناس توبوا إلى الله واستغفروه فإني أتوب في اليوم مائة مرة } ( مسلم ) ، ولا يدري ما يعرض له غداً : [ وما تدري نفس ماذا تكسب غداً وما تدري نفس بأي أرض تموت ] " لقمان 34 " ، فمن حق الله على عباده إخلاص العبادة له وحده فهو الخالق الرازق المنعم المتفضل على عباده بكل ما لديهم من نعم وخيرات : [ وما بكم من نعمة فمن الله ] " النحل 53 " ، وكل ما هُيئ للإنسان من علم ومعرفة فهو من الله وحده لذلك استحق أن يعبد دون سواه :[ والله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئاً وجعل لكم السمع والأبصار والأفئدة لعلكم تشكرون ] " النحل 78 " ، ولقد تفضل الله على عباده بنعم عديدة لا تعد ولا تحصى ليتقوى بها الإنسان على عبادة ربه وخالقه ، ولتعينه على طاعة ربه سبحانه ، :[ وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها ] " إبراهيم 34 "، وحال كثير من الناس اليوم غفلة عن حق الله عليه فلا حمد ولا شكر لله ، فحالهم ذنوب ومعاص ، وتقصير وتفريط في طاعة الله عز وجل ، فبدّلوا شكر المنعم كفراً ، كفروا نعمة الله تعالى فحل بهم الخزى والبوار ، فخير الله إليهم نازل ، وشرهم إليه صاعد .
ولقد قصر وفرط كثير من المسلمين في هذا الزمان بركن من أهم أركان الإسلام ، ألا وهو الصلاة فتفريط وعدم اهتمام بها ، بل إن البعض أسقطها من قاموس حياته ، فلا مكان لها أصلاً في جدول يومه وليلته ، فأي تفريط بعد هذا التفريط وأي تضييع بعد هذا التضييع .
فقد أوجب الله عز وجل على عباده خمس صلوات في اليوم والليلة ، وأوجب عليهم المحافظة عليها ، فقال جل من قائل سبحانه :[ حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين ] " البقرة 238 "، : [ إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتاً ]" النساء 103 " .
فالصلاة هي الحد الفاصل بين الإسلام والكفر والشرك فتاركها جاحداً لوجوبها كافر بالإجماع وتاركها تهاوناً وكسلاً كافر على القول الصحيح من أقول أهل العلم ، قال :{ العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر } ( الترمذي وقال حسن صحيح ) ، فمن حق الله على عباده أن يحافظوا على الصلوات المفروضة في أوقاتها حيث ينادى بها في بيوت الله عز وجل ، قال صلى الله عليه وسلم : { من سمع النداء فارغاً صحيحاً فلم يجب فلا صلاة له } ( صحيح الترغيب والترهيب ) .
ومما قصر فيه كثير من الناس في هذا الزمان الزكاة وما أدرك ما الزكاة ، هي تلك الأموال التي تؤخذ من أغنياء المسلمين وترد على فقراءهم ، فأصبح البعض يتساهل بهذا الركن من أركان الإسلام ولا يلقون له بالاً ، فهاهي الأموال من ورق نقدية وذهب وفضة تتكدس لدى البعض ولا ينفقها في سبيل الله ، لا يؤدي حق الله فيها ، فالله هو الذي رزقه إياها ، فهو الواهب المنعم ، ثم لا تجد أكثرهم شاكرين ، : [ إن الذين يكنزون الذهب والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب اليم * يوم يحمى عليها في نار جهنم فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم هذا ما كنزتم لا نفسكم فذوقوا ما كنتم تكنزون ]" التوبة 35 " .
وقال : { ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها، إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار ، فأحمى عليها في نار جهنم ، فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره ، كلما بردت أعيدت له في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، حتى يقضى بين العباد فيري سبيله ، إما إلى الجنة وإما إلى النار ،……… } ( متفق عليه ) ، والزكاة ركن من أركان الإسلام الذي لا يتم إسلام المرء إلا بالاعتراف بها وأنها ركيزة من ركائز هذا الدين الحنيف ، وهي حق من حقوق الله على عباده .
ومن حق الله على عباده ، صوم رمضان ، فهو الركن الرابع من أركان الإسلام ، وهو أيضاً ركيزة من ركائزه ، فكل العبادات للإنسان إلا الصوم فإنه لله عز وجل اختص الله به من بين سائر العبادات ، ليجزي الصائم من فضله سبحانه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال ، قال رسول الله : { كل عمل بن آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به …… } ( متفق عليه ) .
وقد اختص الله به لأن فيه من الإخلاص لله عز وجل والتعبد له بحيث لا يطلع على الصائم في صيامه إلا من لا تخفى عليه خافية ، فالصيام من العبادات السرية التي لا يطلع عليها الناس ، بل هو سر بين العبد وربه وياله من أسف حينما نرى بعضاً من المسلمين وهم يجاهرون الله بالإفطار في نهار رمضان ، وما قاموا بحق الله عليهم ، وما طمعوا في جنة ربهم سبحانه وما رغبوا في عظيم عفو ربهم جلت قدرته ، يتنعمون بنعم الله عليهم ليل نهار ، وما استحيوا منه سبحانه وما قاموا بشكر تلك النعم ، بل قابلوا الإحسان با لكفران ، قابلوا الحسنة بالسئية ، وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ، : [ ألم تر إلى الذين بدلوا نعمت الله كفراً وأحلوا قومهم دار البوار * جهنم يصلونها وبئس القرار ] " إبراهيم 28/29 " فحال الإنسان لمن صنع إليه معروفاً أن يكافئه على حسن صنيعه ، ويتحبب إليه ويتودد له ، فكيف برب الأرض والسماء ، الغني عنا ونحن الفقراء إليه ، ألا ينبغي على المسلم أن يقابل نعم الله عليه بالشكر ، والحياء منه سبحانه ، بلى والله ! ولكنها الغفلة المهلكة والعياذ بالله .
ومن حق الله على عباده أداء فريضة الحج لأنه الركن الخامس من أركان الإسلام ، ودعيمة من دعائمه فينبغي على المسلم أن يبادر بأداء فريضة الحج على الفور ، ولا يتراخى في ذلك ، ولا يتساهل ولا يتكاسل حتى يعرض له عارض من عوارض الدنيا ، فيقعده عن أداء هذه الفريضة ، : [ ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين ] " آل عمران 97 " ، ومن ملك الزاد والراحلة ثم لم يحج فليمت كيفما شاء يهودياً أو نصرانياً ، والحج المبرور ـ الذي لا يرتكب صاحبه فيه معصية ، فلم يرفث ولم يفسق ولم يصخب أو يجادل فجزاء هذا الحج المبرور الجنة ، وإننا والله لنرى أناساً أعطاهم الله من النعم والخيرات ما لا يعلمه إلا هو سبحانه ومع ذلك لم يقوموا بأداء هذه الشعيرة من شعائر هذا الدين العظيم ، بل إن البعض لم يبالي بها أصلاً والبعض الآخر يسوف ، ويسول له الشيطان وهو لا يدري ما قد يعرض له من مصائب الدنيا ونوائبها .
فحق الله عز وجل على أولئك أن يسارعوا إلى الخيرات ويسابقوا إليها ، ويشمروا عن سواعدهم ليقوموا بحقوق الله عليهم ، ليفوزوا برضوانه سبحانه ..





 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى