نور الحياء
عضو متميز
- رقم العضوية :
- 13850
- البلد/ المدينة :
- بسكرة
- العَمَــــــــــلْ :
- طالبة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 2022
- نقاط التميز :
- 2162
- التَـــسْجِيلْ :
- 21/03/2011
تعريف القرآن الكريم لغة واصطلاحاً:
لغة: المشهور بين علماء اللغة : " أن لفظ القرآن في الأصل مصدر مشتق من قرأ " يقال قرأ قراءة وقرآناً ، ومنه قوله تعالى : " إن علينا جمعه و قرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه " الآيه 18 سورة القيامة . ثم نقل لفظ القرآن من المصدرية وجعل علماً .
قال الزرقاني في كتابه " مناهل العرفان " : أما لفظ القرآن فهو في اللغة مصدر مرادف للقراءة ثم نقل من هذا المعنى المصدري وجعل اسماً للكلام المعجز المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم من باب إطلاق المصدر على مفعوله ، ذلك مما نختاره استناداً إلى موارد اللغة وقوانين الإشتقاق وإليه ذهب اللحياني وجماعة .
اصطلاحاً: وأما تعريف القرآن اصطلاحاً فقد تعددت آراء العلماء فيه وذلك بسبب تعدد الزوايا التي ينظر العلماء منها إلى القرآن .
فقيل: " القرآن هو كلام الله المنزل على سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم المكتوب في المصاحف المنقول بالتواتر المتعبد بتلاوته المعجز ولو بسورة منه ".
وقيل: " هو كلام الله تعالى المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بلفظه ومعناه والمنقول إلينا بالتواتر ".
وبعضهم يزيد على هذا التعريف قيوداً أخرى مثل : المعجز أو المتحدى بأقصر سورة منه أو المتعبد بتلاوته أو المكتوب بين دفتي المصحف أو المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس .
والواقع أن التعريف الذي ذكرناه آنفاً تعريف جامع مانع لا يحتاج إلى زيادة قيد آخر، وكل من زاد عليه قيداً أو قيوداً مما ذكرناه لا يقصد بذلك إلا زيادة الإيضاح بذكر بعض خصائص القرآن التي يتميز بها عما عداه .
بعض أسماء القرآن الكريم
قال مجد الدين الفيروزأبادي في كتابه " بصائر ذوي التمييز":
اعلم أن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى أو كماله في أمر من الأمور، أما ترى أن كثرة أسماء الأسد دلت على كمال قوته ، وكثرة أسماء القيامة دلت على كمال شدتها وصعوبتها، وكذلك كثرة أسماء الله تعالى دلت على كمال جلال عظمته ، وكثرة أسماء النبي صلى الله عليه وسلم دلت على علو رتبته وسمو درجته، وكذلك كثرة أسماء القرآن دلت على شرفه وفضيلته.
قال أبو المعالي عزيزي بن عبد الملك المعروف بشيذلة في كتاب"البرهان": اعلم أن الله سمى القرآن بخمسة وخمسين اسماً :
سماه : قرآناً و كريماً و كلاماً و نوراً و هدىً و رحمةً و فرقاناً و شفاءً و موعظة و ذكراً و مباركاً علياً و حكمةً و حكيماً و مصدقاً و مهيمناً و حبلاً و صراطاً مستقيماً و قيماً و قولاً و فصلاً و نبأً عظيماً و أحسن الحديث و متشابهاً و مثاني و تنزيلاً و روحاً و وحياً و عربياً و بصائر و بياناً و علماً و حقاً و هدياً و عجباً و تذكرة و عروة وثقى و صدقاً و عدلاً و أمرا و مناديا و بشرى و مجيدا و نورا و بشيراً و نذيراً و عزيزاً و بلاغاً و قصصاً و صحفاً و مكرمة و مرفوعة و مطهرة .
أما تسميته:
كتاباً : فلجمعه أنواع العلوم والقصص والأخبار على أبلغ وجه ، والكتاب لغة الجمع
المبين: لأنه أبان أي أظهر الحق من الباطل .
الكلام : فمشتق من الكلم بمعنى التأثير لأنه في ذهن السامع فائدة لم تكن عنده .
النور: فلأنه يدرك به غوامض الحلال والحرام .
الهدى: فلأن فيه الدلالة على الحق وهو من باب إطلاق المصدر على الفاعل مبالغة .
الفرقان: فلأنه فرق بين الحق والباطل .
الشفاء : فلأنه يشفي من الأمراض القلبية كالكفر والجهل والغل والبدنية أيضاً .
الذكر: فلما فيه من المواعظ وأخبار الأمم الماضية، والذكر أيضا الشرف .
الحكمة :فلأنه نزل على قانون المعتبر من وضع كل شيء في محله ،أولأنه مشتمل على الحكمة .
الحكيم: فلأنه أحكمت آياته بعجب النظم وبديع المعاني، وأحكمت عن تطرق التبديل والتحريف والاختلاف والتباين
المهيمن : فلأنه شاهد على جميع الكتب والأمم السابقة .
الحبل: فلأنه من تمسك به وصل إلى الجنة قويم لا عوج فيه .
الصراط المستقيم : فلأنه فيه بيان قصص الأمم الماضية .
المتشابه: فلأنه يشيه بعضه بعضا في الحسن والصدق .
الروح : فلأنه تحيا به القلوب والأنفس .
فضائل القرآن الكريم كثير و قد يستحيل عدها فنكتفي بذكر ما تيسر لنا
فضائل القرآن
قال الله عز وجل: " إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور , ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور "سورة فاطر، آية 30،29
فى أفراد البخاري، من حديث عثمان بن عفان رضى الله عنه، أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال:
" خيركم من تعلم القرآن وعلمه "
وعن عبد الله ابن عمرو رضى الله عنهما، عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال:
" يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فان منزلتك عن آخر آية تقرؤها " صححه الترمذى.
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم : " يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول لصاحبه : هل تعرفني ؟ أنا الذي كنتُ أُسهر ليلك وأظمئ هواجرك ، وإن كل تاجر من وراء تجارته وأنا لك اليوم من وراء كل تاجر فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ، ويُكسى والداه حلَّتين لا تقوم لهما الدنيا وما فيها ، فيقولان : يا رب أنى لنا هذا ؟ فيقال لهما : بتعليم ولدكما القرآن " . رواه الطبراني في " الأوسط " - 6 / 51
وعن بريدة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ القرآن وتعلَّم وعمل به أُلبس والداه يوم القيامة تاجاً من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس ، ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا فيقولان : بم كسينا هذا ؟ فيقال : بأخذ ولدكما القرآن " . رواه الحاكم - 1 / 75
والحديثان يحسن أحدهما الآخر ، انظر " السلسلة الصحيحة " – 2829
قال عليه الصلاة والسلام : " من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها , لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف " أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح
عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: " مَثَلُ الَّذِي يَقْرأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ، فَلَهُ أَجْرَانِ " رواه البخاري في صحيحه: كتاب التفسير، سورة عبس. صحيح البخاري مع شرحه فتح الباري (8/560) ح: 4937.
ومنه تشفيعه في أهله، فعَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : " مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَحَفِظَهُ أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ، وَشَفَّعَهُ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ " رواه ابن ماجه في سننه: الْمقدمة، باب فضل من تعلم القرآن وعلمه (1/78) ح: 216. ورواه الترمذي في سننه: كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في فضل قارئ القرآن ح: 2905، وقال: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَلَيْسَ إِسْنَادُهُ بِصَحِيحٍ وَحَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ يُضَعَّفُ فِي الْحَدِيثِ. وأحمد في الْمسند: مسند العشرة الْمبشرين بالجنة عن علي بنحوه (1/239) ح 1271، و (1/241) ح 1281.
ومن ذلك أيضًا أن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : " إِنَّ للهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ. " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: " هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ " رواه ابن ماجه في سننه: الْمقدمة، باب فضل من تعلم القرآن وعلمه (1/78) ح: 215.
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار " رواه البخاري و مسلم
وعن عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله تعالى يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين " رواه مسلم
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه " رواه مسلم
وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر " رواه البخاري و مسلم
آداب قراءة القرآن الكريم
1 - أن يقصد بقراءته وجه الله تعالى، وتعلم أحكام كتابه، وتنيفيذ أمر ربه بتلاوة القرآن الكريم
قال الله تعالى: " وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حنفاء " البينة 5.
2 - أن يكون على طهارة ، فرض لقراءة القرآن أو مس المصحف وحمله.
قال تعالى: " إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (80) " الواقعة.
3 - تنظيف الفم بالسواك وغيره، لأنه مجرى كلام الله تبارك وتعالى. قال قتادة - ما أكلت الثوم منذ قرأت القرآن-
4 - يستحب للقارئ أن يجلس مستقبلا القبلة إذا تمكن من ذلك، لأنه ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم انه قال
" خير المجالس ما استقبل به القبلة " رواه الطبراني
ويجوز أن يقرأ قائما أو ماشيا أو مضجعا أو في فراشه أو في الطريق أو على غير ذلك من الأحوال وله الأجر، وإن كان دون الأول.
5 - طهارة المكان والثياب ونظافتهما، والتجمل والتطيب استعدادا لمناجاة الله تعالى بتلاوة كلامه
6 - التعوذ والبسملة قبل البدء بالتلاوة
قال تعالى: " فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) " النحل.
7 - المداومة على قراءة القرآن، بالتزام ورد يومي وإن قلّ، وتجنب هجران القرآن ونسيان تلاوته. قال سيدنا عثمان بن عفان : - لو أن قلوبنا طهرت ما شبعت من كلام ربنا عز وجل، وإني لأكره أن يأتي عليّ يوم لا أنظر في المصحف -
8 - الإقبال بشغف وشوق ومحبة على كلام الله تعالى حتى يتملك
عليه مشاعره وأحاسيسه، وقلبه وفكره وروحه، ويعين على ذلك طرح كل ما يشغله من أفكار أو كلام أو هموم الحياة الدنيا، وخصوصا في صلاة الليل
قال تعالى: " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ " الزمر 23.
9 - تحسين الصوت وتزيينه عند التلاوة، والتغني بالقرآن ليكون أشد وقعا، وأكبر تأثيرا في القلوب
وعن البراء بن عازب عن النبي قال: " زيّنوا القرآن بأصواتكم " رواه أبو داود والنسائي.
10 - قراءة القرآن حسب قواعد التجويد، وترتيله على النحو الذي وضعه علماء القرآن بتأديته حرفا حرفا، من غير استعجال، وقد سئل سيدنا علي عن ترتيل القرآن الكريم فقال: - هو تجويد الحروف، ومعرفة الوقوف -
قال تعالى: " وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (4) " المزمل.
- التدبّر -
هذا بعض ما يختص به القرآن الكريم و هناك امور لم نذكرها عن هذا الكتاب الجليل لكن سيكون لنا وقفات أخرى مع ميزات و فضائل هذا النبراس و المنهل العذب للحقيقة و العدل
لغة: المشهور بين علماء اللغة : " أن لفظ القرآن في الأصل مصدر مشتق من قرأ " يقال قرأ قراءة وقرآناً ، ومنه قوله تعالى : " إن علينا جمعه و قرآنه فإذا قرأناه فاتبع قرآنه " الآيه 18 سورة القيامة . ثم نقل لفظ القرآن من المصدرية وجعل علماً .
قال الزرقاني في كتابه " مناهل العرفان " : أما لفظ القرآن فهو في اللغة مصدر مرادف للقراءة ثم نقل من هذا المعنى المصدري وجعل اسماً للكلام المعجز المنزل على النبي صلى الله عليه وسلم من باب إطلاق المصدر على مفعوله ، ذلك مما نختاره استناداً إلى موارد اللغة وقوانين الإشتقاق وإليه ذهب اللحياني وجماعة .
اصطلاحاً: وأما تعريف القرآن اصطلاحاً فقد تعددت آراء العلماء فيه وذلك بسبب تعدد الزوايا التي ينظر العلماء منها إلى القرآن .
فقيل: " القرآن هو كلام الله المنزل على سيدنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم المكتوب في المصاحف المنقول بالتواتر المتعبد بتلاوته المعجز ولو بسورة منه ".
وقيل: " هو كلام الله تعالى المنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بلفظه ومعناه والمنقول إلينا بالتواتر ".
وبعضهم يزيد على هذا التعريف قيوداً أخرى مثل : المعجز أو المتحدى بأقصر سورة منه أو المتعبد بتلاوته أو المكتوب بين دفتي المصحف أو المبدوء بسورة الفاتحة والمختوم بسورة الناس .
والواقع أن التعريف الذي ذكرناه آنفاً تعريف جامع مانع لا يحتاج إلى زيادة قيد آخر، وكل من زاد عليه قيداً أو قيوداً مما ذكرناه لا يقصد بذلك إلا زيادة الإيضاح بذكر بعض خصائص القرآن التي يتميز بها عما عداه .
بعض أسماء القرآن الكريم
قال مجد الدين الفيروزأبادي في كتابه " بصائر ذوي التمييز":
اعلم أن كثرة الأسماء تدل على شرف المسمى أو كماله في أمر من الأمور، أما ترى أن كثرة أسماء الأسد دلت على كمال قوته ، وكثرة أسماء القيامة دلت على كمال شدتها وصعوبتها، وكذلك كثرة أسماء الله تعالى دلت على كمال جلال عظمته ، وكثرة أسماء النبي صلى الله عليه وسلم دلت على علو رتبته وسمو درجته، وكذلك كثرة أسماء القرآن دلت على شرفه وفضيلته.
قال أبو المعالي عزيزي بن عبد الملك المعروف بشيذلة في كتاب"البرهان": اعلم أن الله سمى القرآن بخمسة وخمسين اسماً :
سماه : قرآناً و كريماً و كلاماً و نوراً و هدىً و رحمةً و فرقاناً و شفاءً و موعظة و ذكراً و مباركاً علياً و حكمةً و حكيماً و مصدقاً و مهيمناً و حبلاً و صراطاً مستقيماً و قيماً و قولاً و فصلاً و نبأً عظيماً و أحسن الحديث و متشابهاً و مثاني و تنزيلاً و روحاً و وحياً و عربياً و بصائر و بياناً و علماً و حقاً و هدياً و عجباً و تذكرة و عروة وثقى و صدقاً و عدلاً و أمرا و مناديا و بشرى و مجيدا و نورا و بشيراً و نذيراً و عزيزاً و بلاغاً و قصصاً و صحفاً و مكرمة و مرفوعة و مطهرة .
أما تسميته:
كتاباً : فلجمعه أنواع العلوم والقصص والأخبار على أبلغ وجه ، والكتاب لغة الجمع
المبين: لأنه أبان أي أظهر الحق من الباطل .
الكلام : فمشتق من الكلم بمعنى التأثير لأنه في ذهن السامع فائدة لم تكن عنده .
النور: فلأنه يدرك به غوامض الحلال والحرام .
الهدى: فلأن فيه الدلالة على الحق وهو من باب إطلاق المصدر على الفاعل مبالغة .
الفرقان: فلأنه فرق بين الحق والباطل .
الشفاء : فلأنه يشفي من الأمراض القلبية كالكفر والجهل والغل والبدنية أيضاً .
الذكر: فلما فيه من المواعظ وأخبار الأمم الماضية، والذكر أيضا الشرف .
الحكمة :فلأنه نزل على قانون المعتبر من وضع كل شيء في محله ،أولأنه مشتمل على الحكمة .
الحكيم: فلأنه أحكمت آياته بعجب النظم وبديع المعاني، وأحكمت عن تطرق التبديل والتحريف والاختلاف والتباين
المهيمن : فلأنه شاهد على جميع الكتب والأمم السابقة .
الحبل: فلأنه من تمسك به وصل إلى الجنة قويم لا عوج فيه .
الصراط المستقيم : فلأنه فيه بيان قصص الأمم الماضية .
المتشابه: فلأنه يشيه بعضه بعضا في الحسن والصدق .
الروح : فلأنه تحيا به القلوب والأنفس .
فضائل القرآن الكريم كثير و قد يستحيل عدها فنكتفي بذكر ما تيسر لنا
فضائل القرآن
قال الله عز وجل: " إن الذين يتلون كتاب الله وأقاموا الصلاة وأنفقوا مما رزقناهم سرا وعلانية يرجون تجارة لن تبور , ليوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله إنه غفور شكور "سورة فاطر، آية 30،29
فى أفراد البخاري، من حديث عثمان بن عفان رضى الله عنه، أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال:
" خيركم من تعلم القرآن وعلمه "
وعن عبد الله ابن عمرو رضى الله عنهما، عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال:
" يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فان منزلتك عن آخر آية تقرؤها " صححه الترمذى.
عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلَّى الله عليه وسلم : " يجيء القرآن يوم القيامة كالرجل الشاحب يقول لصاحبه : هل تعرفني ؟ أنا الذي كنتُ أُسهر ليلك وأظمئ هواجرك ، وإن كل تاجر من وراء تجارته وأنا لك اليوم من وراء كل تاجر فيعطى الملك بيمينه والخلد بشماله ويوضع على رأسه تاج الوقار ، ويُكسى والداه حلَّتين لا تقوم لهما الدنيا وما فيها ، فيقولان : يا رب أنى لنا هذا ؟ فيقال لهما : بتعليم ولدكما القرآن " . رواه الطبراني في " الأوسط " - 6 / 51
وعن بريدة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ القرآن وتعلَّم وعمل به أُلبس والداه يوم القيامة تاجاً من نور ضوؤه مثل ضوء الشمس ، ويكسى والداه حلتين لا تقوم لهما الدنيا فيقولان : بم كسينا هذا ؟ فيقال : بأخذ ولدكما القرآن " . رواه الحاكم - 1 / 75
والحديثان يحسن أحدهما الآخر ، انظر " السلسلة الصحيحة " – 2829
قال عليه الصلاة والسلام : " من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها , لا أقول الم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف " أخرجه الترمذي وقال حسن صحيح
عَنْ عَائِشَةَ عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: " مَثَلُ الَّذِي يَقْرأُ الْقُرْآنَ وَهُوَ حَافِظٌ لَهُ مَعَ السَّفَرَةِ الْكِرَامِ الْبَرَرَةِ، وَمَثَلُ الَّذِي يَقْرَأُ الْقُرْآنَ، وَهُوَ يَتَعَاهَدُهُ، وَهُوَ عَلَيْهِ شَدِيدٌ، فَلَهُ أَجْرَانِ " رواه البخاري في صحيحه: كتاب التفسير، سورة عبس. صحيح البخاري مع شرحه فتح الباري (8/560) ح: 4937.
ومنه تشفيعه في أهله، فعَنْ عَلِيٍّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : " مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ وَحَفِظَهُ أَدْخَلَهُ اللهُ الْجَنَّةَ، وَشَفَّعَهُ فِي عَشَرَةٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِهِ كُلُّهُمْ قَدِ اسْتَوْجَبَ النَّارَ " رواه ابن ماجه في سننه: الْمقدمة، باب فضل من تعلم القرآن وعلمه (1/78) ح: 216. ورواه الترمذي في سننه: كتاب فضائل القرآن، باب ما جاء في فضل قارئ القرآن ح: 2905، وقال: هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ لا نَعْرِفُهُ إِلا مِنْ هَذَا الْوَجْهِ وَلَيْسَ إِسْنَادُهُ بِصَحِيحٍ وَحَفْصُ بْنُ سُلَيْمَانَ يُضَعَّفُ فِي الْحَدِيثِ. وأحمد في الْمسند: مسند العشرة الْمبشرين بالجنة عن علي بنحوه (1/239) ح 1271، و (1/241) ح 1281.
ومن ذلك أيضًا أن أهل القرآن هم أهل الله وخاصته، فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : " إِنَّ للهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ. " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: " هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُهُ " رواه ابن ماجه في سننه: الْمقدمة، باب فضل من تعلم القرآن وعلمه (1/78) ح: 215.
وعن ابن عمر - رضي الله عنهما - عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا حسد إلا في اثنتين : رجل آتاه الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار ورجل آتاه الله مالا فهو ينفقه آناء الليل وآناء النهار " رواه البخاري و مسلم
وعن عمر بن الخطاب - رضي الله تعالى عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله تعالى يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين " رواه مسلم
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه " رواه مسلم
وعن أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة ريحها طيب وطعمها طيب ، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن مثل التمرة لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب وطعمها مر ، ومثل المنافق الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة ليس لها ريح وطعمها مر " رواه البخاري و مسلم
آداب قراءة القرآن الكريم
1 - أن يقصد بقراءته وجه الله تعالى، وتعلم أحكام كتابه، وتنيفيذ أمر ربه بتلاوة القرآن الكريم
قال الله تعالى: " وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حنفاء " البينة 5.
2 - أن يكون على طهارة ، فرض لقراءة القرآن أو مس المصحف وحمله.
قال تعالى: " إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ (78) لا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ (79) تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ الْعَالَمِينَ (80) " الواقعة.
3 - تنظيف الفم بالسواك وغيره، لأنه مجرى كلام الله تبارك وتعالى. قال قتادة - ما أكلت الثوم منذ قرأت القرآن-
4 - يستحب للقارئ أن يجلس مستقبلا القبلة إذا تمكن من ذلك، لأنه ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم انه قال
" خير المجالس ما استقبل به القبلة " رواه الطبراني
ويجوز أن يقرأ قائما أو ماشيا أو مضجعا أو في فراشه أو في الطريق أو على غير ذلك من الأحوال وله الأجر، وإن كان دون الأول.
5 - طهارة المكان والثياب ونظافتهما، والتجمل والتطيب استعدادا لمناجاة الله تعالى بتلاوة كلامه
6 - التعوذ والبسملة قبل البدء بالتلاوة
قال تعالى: " فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ (98) " النحل.
7 - المداومة على قراءة القرآن، بالتزام ورد يومي وإن قلّ، وتجنب هجران القرآن ونسيان تلاوته. قال سيدنا عثمان بن عفان : - لو أن قلوبنا طهرت ما شبعت من كلام ربنا عز وجل، وإني لأكره أن يأتي عليّ يوم لا أنظر في المصحف -
8 - الإقبال بشغف وشوق ومحبة على كلام الله تعالى حتى يتملك
عليه مشاعره وأحاسيسه، وقلبه وفكره وروحه، ويعين على ذلك طرح كل ما يشغله من أفكار أو كلام أو هموم الحياة الدنيا، وخصوصا في صلاة الليل
قال تعالى: " اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَاباً مُّتَشَابِهاً مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ " الزمر 23.
9 - تحسين الصوت وتزيينه عند التلاوة، والتغني بالقرآن ليكون أشد وقعا، وأكبر تأثيرا في القلوب
وعن البراء بن عازب عن النبي قال: " زيّنوا القرآن بأصواتكم " رواه أبو داود والنسائي.
10 - قراءة القرآن حسب قواعد التجويد، وترتيله على النحو الذي وضعه علماء القرآن بتأديته حرفا حرفا، من غير استعجال، وقد سئل سيدنا علي عن ترتيل القرآن الكريم فقال: - هو تجويد الحروف، ومعرفة الوقوف -
قال تعالى: " وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً (4) " المزمل.
- التدبّر -
هذا بعض ما يختص به القرآن الكريم و هناك امور لم نذكرها عن هذا الكتاب الجليل لكن سيكون لنا وقفات أخرى مع ميزات و فضائل هذا النبراس و المنهل العذب للحقيقة و العدل