ابو حفص
عضو مساهم
- البلد/ المدينة :
- بسكرة باتنة
- العَمَــــــــــلْ :
- استاد ثانوى في العلوم ط
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 123
- نقاط التميز :
- 337
- التَـــسْجِيلْ :
- 16/10/2010
صور التبرج
يبين التبرج في الصور الخاصة الآتية:
ا 1_من التبرج أن لايكون الجلباب مجلببا لجميع جسم المرأة: كأن ينزل من الكتفين لامن الرأس، لأنه مخالف لكلمة (على) الدالة على علو الشيء الواردة في قوله تعالى: »يدنين عليهن من جلابيبهن" [الأحزاب:59] وكتف المرأة ليس هو أعلاها كما مر، فيحجم حينئذ جسمها من أعلاه، بينما الجلباب الشرعي يمنع تفصيل الجسم من رأسها إلى صدرها ومانزل، لأنه ينزل من الرأس.
ا 2_ومن التبرج أن يكون الجلباب قطعتين: قطعة تستر جسمها العلوي، وقطعة تستر جسمها السفلي كالتي يقال لها اليوم تنورة، وهذا مخالف لما نقلناه عن أهل العلم من أن الجلباب قطعة واحدة تشمل الجسم كله، والحكمة في منع لبس ماسبق التمثيل به هو الحيلولة دون التلاعب بهذا اللباس الشريف، وقد ظهرت هذه الحكمة أكثر في العقود المتأخرة، فإنه لما قيل للنساء:(ليس هناك لبس معين للمرأة، إنما المهم أن تستر جسدها!) ، فهمه كل واحدة منهن بحسبها، فأخذ الحجاب أشكالا مختلفة، فتارة تزيد صاحبته شبرا في خمارها وتنقص شبرين من جلبابها، وتارة تستر ذقنها بل وجهها وترفه جلبابها عن ساقيها! وتارة تجعله إلى أنصاف فخذيها أو ساقيها وتكمله بسراويل طويلة، وتارة إذا لم تنزل جلبابها من رأسها وأنزلته من كتفيها تعرضت لكشف شيء من شعر ناصيتها تحت الخمار، وتارة تجعل جلبابها إلى أنصاف ساقيها ثم تكمل ستر ساقيها بالجوارب اللحمية التي تزيدها فتنة,,,
ا 3_ومن التبرج أن يكون الجلباب زينة في نفسه: الحكمة من تشريع لبس الجلباب هي أن تستر المرأة زينتها عن الرجال الأجانب عنها كما قال تعالى: »ولايبدين زينتهن"[النور:31]، وسواء كانت هذه الزينة أصلية وهي بدنها نفسه، أو مكتسبة وهي التي تتجمل بها من لباس وأدوات تجميل، ومن العجائب أن النساء يعلمن هذا ثم يعمدن إلى التجلبب بجلباب قد زين بزخارف الخياطة مايلفت أنظار الرجال إليهن بلاريب، وربما كانت الزخارف عبارة عن رمز (القلب) شعار الفساق الذين يقرأون من خلاله أنها تدعوهم إليها، وربما جعلت شارة على خمارها بلون مميز كأنها عرف الديك، وهذا من العجائب والله! يدل على أن هذه المتحجبة لم تفهم للجلباب معنى أو أنها متلاعبة بدينها أيما تلاعب، مع أن الله أمر بالقرار في بيتها كي تكون أستر ماتكون عن أعين الرجال، فقال: »وقرن في بيوتكن"[الأحزاب:33]، فعُلم من هذا النص أن المرأة كلما أبرزت زينتها للأجانب عنها كانت أبعد عن الحجاب وأقرب إلى التبرج.
وقد استدل الشيخ الألباني رحمه الله بهذه الآية في كتابه((جلباب المرأة المسلمة)) وقال:((وقوله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لاتسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيا، وأمة أو عبد أَبَقَ فمات، وامرأة غاب عنها زوجها قد كفاها مؤنة الدنيا فتبرجت بعده فلاتسأل عنهم)) ، والتبرج أن تبدي المرأة من زينتها ومحاسنها ومايجب عليها ستره مما يستدعي به شهوة الرجل، والمقصود من أمر بالجلباب إنما هو ستر زينة المرأة فلايعقل حينئذ أن يكون الجلباب نفسه زينة، وهذا كما ترى بيِّن لايخفى))،، وقال الألوسي رحمه الله في ((روح المعاني)): ((ثم اعلم أن عندي مما يٌلحَق بالزينة المنهي عنها إبداؤها مايلبسه أكثر مترفات النساء في زماننا فوق ثيابهن، ويستترن به إذا خرجن من بيوتهن، وهو غطاء منسوج من حرير ذي عدة ألوان، وفيه من النقوش الذهبية والفضية مايبهر العيون، وأرى أن تمكين أزواجهن ونحوهم لهن من الخروج بذلك ومشيهن به بين الأجانب من قلة الغيرة، وقد عمت البلوى بذلك.
ومثله ماعمت البلوى أيضا من عدم احتجاب أكثر النساء من غخوان بعولتهن، وعدم مبالاة بعولتهن بذلك، وكثيرا مايأمرونهن به، وقد تحتجب المرأة منهم بعد الدخول أياما إلى أن يعطوها شيئا من الحلي ونحوه، فتبدو لهم ولاتحتجب منهم بعد، وكل ذلك مما لم يأذن به الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأمثال ذلك كثير ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم)).
ا 4_ ومن التبرج أن يكون لباسها شفافا: قال الشيخ الألباني في((الجلباب)): ((وأما الشفاف فإنه يزيد المرأة فتنة وزينة، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلمسيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت،العنوهن، فإنهن ملعونات)، زاد في حديث آخر(لايدخلن الجنة ولايجدن ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا)، قالابن عبد البر: أراد صلى الله عليه وسلم النساء اللواتي يلبسن من الثياب الشيء الخفيف الذي يصف ولايستر، فهن كاسيات بالاسم عاريات في الحقيقة))، وقال ابن تيمية كما في ((مجموع الفتاوى)): ((وقد فُسِّر قوله:(كاسيات عاريات) بأن تكتسي مالايسترها فهي كاسية وهي في الحقيقة عارية، مثل من تكتسي الثوب الرقيق الذي يصف بشرتها أو الثوب الضيق الذي يبدي تقاطيع خلقها مثل عجيزتها وساعدها ونحو ذلك، وإنما كسوة المرأة مايسترها فلايبدي جسمها ولاحجم أعضائها لكونه كثثيفا واسعا)).
ومما يدل على مانحن بصدده مارواه مالك، وابن سعد عن أم علقمة قالت:(( رأيت حفصة بنت عبد الرحمان بن أبي بكر دخلت على عائشة وعليها خمار رقيق يشف عن جبينها، فشقته عائشة عليها وقالت:أما تعلمين ماأنزل الله في سورة النور؟! ثم دعت بخمار فكستها)).
ا 5_ ومن التبرج أن يكون الجلباب واصفا للجسم ولو لم يكن شفافا:
وهذا بأن يكون ضيقا، فإن كثيرا من النساء تفصل جلبابها على قدها بحيث يفصل أعضاءها وتظن ذلك من الأناقة، قال الشيخالألباني رحمه الله في (الجلباب):((لأن الغرض من الثوب إنما هو رفع الفتنة ولايحصل ذلك إلا بالفضفاض الواسع، وأما الضيق فإنه وإن ستر لون البشرة فإنه يصف حجم جسمها أو بعضه ويصوره في أعين الرجال،وفي ذلك من الفساد والدعوة إليه مالايخفى، فوجب أن يكون واسعا))، ثم استدل بقصة أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال:((كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطية كثيفة كانت مماأهداها دحية الكلبي فكسوتها امرأتي، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:مالك لم تلبس القبطية؟ قلت: يارسول الله! كسوتها امرأتي، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: مرها فلتجعل تحتها غلالة، إني أخاف أن تصف حجم عظامها)) رواه أحمد وغيره وهو حسن وقد مضى.
وفي هذا الحديث فائدة مهمة، وهي أن هذا الثوب كان كثيفا كما في صريح هذه الرواية،مع ذلك فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يضاف إليه غلالة تلبس تحته تمنع وصف بدن المرأة إذا كان الثوب من النوع اللين الذي ينثني على الجسد لاسيما عند هبوب ريح، وعلى هذا فليس المطلوب في لباس المرأة مايستر لون بشرتها فحسب ، بل لابد من منع مايصور جسدها أيضا ويحجم أعضاءه، ولذلك روى ابن سعيد بإسناده جوّده الألباني في كتابه المذكور عن هشام بن عروة((أن المنذر بن الزبير قدم من العراق فأرسل إلى أسماء بنت أبي بكر بكسوة من ثياب مروية وقوهيّة رقاق عتاق بعدما كف برها، قال:فلمستها بيدها ثم قالت: أف! ردوا عليه كسوته، قال: فشق ذلك عليه وقال: ياأُمّه ! إنه لايشف، قالت : إنها إن لم تشف فإنها تصف)).
وعن عبد الله بن أبي سلمة:(( أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كسا الناس القباطيّ، ثم قال: لاتدرّعها نساؤكم، فقال رجل: ياأمير المؤمنين! قدألبستها امرأتي فأقبلتْ في البيت وأدبرت فلم أره يشف، فقال عمر: إن لم يكن يشف فإنه يصف)) رواه وهو صحيح.
وفي الأثر والذي قبله إشارة إلى أنه كان من المقرر عندهم أنه لا يجوز للمرأة أن تظهر بالثوب الذي يشف أو يصف، وأن الذي يشف شر من الذي يصف، ولذلك قالت عائشة رضي الله عنها:(( إنما الخمار ماوارى البشرة والشعر)) رواه البيهقي منقطعا ووصله عبد الرزاق وغيره وبه يصح، وورد أيضا عن ابن عمر رضي الله عنه عن ابن أبي شيبة بسند صحيح عن نافع قال:((كسا ابن عمر مولاه يوما من قباطي مصر،فانطلق به فبعث ابن عمر فدعاه، فقال،:ماتريد أن تصنع؟ فقال: أريد أن أجعله درعا لصاحبتي، فقال ابن عمر: إن لم يكن يشف فإنه يصف)).
.........................../...................... و لا زالت صور البلية
يبين التبرج في الصور الخاصة الآتية:
ا 1_من التبرج أن لايكون الجلباب مجلببا لجميع جسم المرأة: كأن ينزل من الكتفين لامن الرأس، لأنه مخالف لكلمة (على) الدالة على علو الشيء الواردة في قوله تعالى: »يدنين عليهن من جلابيبهن" [الأحزاب:59] وكتف المرأة ليس هو أعلاها كما مر، فيحجم حينئذ جسمها من أعلاه، بينما الجلباب الشرعي يمنع تفصيل الجسم من رأسها إلى صدرها ومانزل، لأنه ينزل من الرأس.
ا 2_ومن التبرج أن يكون الجلباب قطعتين: قطعة تستر جسمها العلوي، وقطعة تستر جسمها السفلي كالتي يقال لها اليوم تنورة، وهذا مخالف لما نقلناه عن أهل العلم من أن الجلباب قطعة واحدة تشمل الجسم كله، والحكمة في منع لبس ماسبق التمثيل به هو الحيلولة دون التلاعب بهذا اللباس الشريف، وقد ظهرت هذه الحكمة أكثر في العقود المتأخرة، فإنه لما قيل للنساء:(ليس هناك لبس معين للمرأة، إنما المهم أن تستر جسدها!) ، فهمه كل واحدة منهن بحسبها، فأخذ الحجاب أشكالا مختلفة، فتارة تزيد صاحبته شبرا في خمارها وتنقص شبرين من جلبابها، وتارة تستر ذقنها بل وجهها وترفه جلبابها عن ساقيها! وتارة تجعله إلى أنصاف فخذيها أو ساقيها وتكمله بسراويل طويلة، وتارة إذا لم تنزل جلبابها من رأسها وأنزلته من كتفيها تعرضت لكشف شيء من شعر ناصيتها تحت الخمار، وتارة تجعل جلبابها إلى أنصاف ساقيها ثم تكمل ستر ساقيها بالجوارب اللحمية التي تزيدها فتنة,,,
ا 3_ومن التبرج أن يكون الجلباب زينة في نفسه: الحكمة من تشريع لبس الجلباب هي أن تستر المرأة زينتها عن الرجال الأجانب عنها كما قال تعالى: »ولايبدين زينتهن"[النور:31]، وسواء كانت هذه الزينة أصلية وهي بدنها نفسه، أو مكتسبة وهي التي تتجمل بها من لباس وأدوات تجميل، ومن العجائب أن النساء يعلمن هذا ثم يعمدن إلى التجلبب بجلباب قد زين بزخارف الخياطة مايلفت أنظار الرجال إليهن بلاريب، وربما كانت الزخارف عبارة عن رمز (القلب) شعار الفساق الذين يقرأون من خلاله أنها تدعوهم إليها، وربما جعلت شارة على خمارها بلون مميز كأنها عرف الديك، وهذا من العجائب والله! يدل على أن هذه المتحجبة لم تفهم للجلباب معنى أو أنها متلاعبة بدينها أيما تلاعب، مع أن الله أمر بالقرار في بيتها كي تكون أستر ماتكون عن أعين الرجال، فقال: »وقرن في بيوتكن"[الأحزاب:33]، فعُلم من هذا النص أن المرأة كلما أبرزت زينتها للأجانب عنها كانت أبعد عن الحجاب وأقرب إلى التبرج.
وقد استدل الشيخ الألباني رحمه الله بهذه الآية في كتابه((جلباب المرأة المسلمة)) وقال:((وقوله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لاتسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيا، وأمة أو عبد أَبَقَ فمات، وامرأة غاب عنها زوجها قد كفاها مؤنة الدنيا فتبرجت بعده فلاتسأل عنهم)) ، والتبرج أن تبدي المرأة من زينتها ومحاسنها ومايجب عليها ستره مما يستدعي به شهوة الرجل، والمقصود من أمر بالجلباب إنما هو ستر زينة المرأة فلايعقل حينئذ أن يكون الجلباب نفسه زينة، وهذا كما ترى بيِّن لايخفى))،، وقال الألوسي رحمه الله في ((روح المعاني)): ((ثم اعلم أن عندي مما يٌلحَق بالزينة المنهي عنها إبداؤها مايلبسه أكثر مترفات النساء في زماننا فوق ثيابهن، ويستترن به إذا خرجن من بيوتهن، وهو غطاء منسوج من حرير ذي عدة ألوان، وفيه من النقوش الذهبية والفضية مايبهر العيون، وأرى أن تمكين أزواجهن ونحوهم لهن من الخروج بذلك ومشيهن به بين الأجانب من قلة الغيرة، وقد عمت البلوى بذلك.
ومثله ماعمت البلوى أيضا من عدم احتجاب أكثر النساء من غخوان بعولتهن، وعدم مبالاة بعولتهن بذلك، وكثيرا مايأمرونهن به، وقد تحتجب المرأة منهم بعد الدخول أياما إلى أن يعطوها شيئا من الحلي ونحوه، فتبدو لهم ولاتحتجب منهم بعد، وكل ذلك مما لم يأذن به الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأمثال ذلك كثير ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم)).
ا 4_ ومن التبرج أن يكون لباسها شفافا: قال الشيخ الألباني في((الجلباب)): ((وأما الشفاف فإنه يزيد المرأة فتنة وزينة، وفي ذلك يقول صلى الله عليه وسلمسيكون في آخر أمتي نساء كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت،العنوهن، فإنهن ملعونات)، زاد في حديث آخر(لايدخلن الجنة ولايجدن ريحها وإن ريحها لتوجد من مسيرة كذا وكذا)، قالابن عبد البر: أراد صلى الله عليه وسلم النساء اللواتي يلبسن من الثياب الشيء الخفيف الذي يصف ولايستر، فهن كاسيات بالاسم عاريات في الحقيقة))، وقال ابن تيمية كما في ((مجموع الفتاوى)): ((وقد فُسِّر قوله:(كاسيات عاريات) بأن تكتسي مالايسترها فهي كاسية وهي في الحقيقة عارية، مثل من تكتسي الثوب الرقيق الذي يصف بشرتها أو الثوب الضيق الذي يبدي تقاطيع خلقها مثل عجيزتها وساعدها ونحو ذلك، وإنما كسوة المرأة مايسترها فلايبدي جسمها ولاحجم أعضائها لكونه كثثيفا واسعا)).
ومما يدل على مانحن بصدده مارواه مالك، وابن سعد عن أم علقمة قالت:(( رأيت حفصة بنت عبد الرحمان بن أبي بكر دخلت على عائشة وعليها خمار رقيق يشف عن جبينها، فشقته عائشة عليها وقالت:أما تعلمين ماأنزل الله في سورة النور؟! ثم دعت بخمار فكستها)).
ا 5_ ومن التبرج أن يكون الجلباب واصفا للجسم ولو لم يكن شفافا:
وهذا بأن يكون ضيقا، فإن كثيرا من النساء تفصل جلبابها على قدها بحيث يفصل أعضاءها وتظن ذلك من الأناقة، قال الشيخالألباني رحمه الله في (الجلباب):((لأن الغرض من الثوب إنما هو رفع الفتنة ولايحصل ذلك إلا بالفضفاض الواسع، وأما الضيق فإنه وإن ستر لون البشرة فإنه يصف حجم جسمها أو بعضه ويصوره في أعين الرجال،وفي ذلك من الفساد والدعوة إليه مالايخفى، فوجب أن يكون واسعا))، ثم استدل بقصة أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال:((كساني رسول الله صلى الله عليه وسلم قبطية كثيفة كانت مماأهداها دحية الكلبي فكسوتها امرأتي، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:مالك لم تلبس القبطية؟ قلت: يارسول الله! كسوتها امرأتي، فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: مرها فلتجعل تحتها غلالة، إني أخاف أن تصف حجم عظامها)) رواه أحمد وغيره وهو حسن وقد مضى.
وفي هذا الحديث فائدة مهمة، وهي أن هذا الثوب كان كثيفا كما في صريح هذه الرواية،مع ذلك فقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم أن يضاف إليه غلالة تلبس تحته تمنع وصف بدن المرأة إذا كان الثوب من النوع اللين الذي ينثني على الجسد لاسيما عند هبوب ريح، وعلى هذا فليس المطلوب في لباس المرأة مايستر لون بشرتها فحسب ، بل لابد من منع مايصور جسدها أيضا ويحجم أعضاءه، ولذلك روى ابن سعيد بإسناده جوّده الألباني في كتابه المذكور عن هشام بن عروة((أن المنذر بن الزبير قدم من العراق فأرسل إلى أسماء بنت أبي بكر بكسوة من ثياب مروية وقوهيّة رقاق عتاق بعدما كف برها، قال:فلمستها بيدها ثم قالت: أف! ردوا عليه كسوته، قال: فشق ذلك عليه وقال: ياأُمّه ! إنه لايشف، قالت : إنها إن لم تشف فإنها تصف)).
وعن عبد الله بن أبي سلمة:(( أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه كسا الناس القباطيّ، ثم قال: لاتدرّعها نساؤكم، فقال رجل: ياأمير المؤمنين! قدألبستها امرأتي فأقبلتْ في البيت وأدبرت فلم أره يشف، فقال عمر: إن لم يكن يشف فإنه يصف)) رواه وهو صحيح.
وفي الأثر والذي قبله إشارة إلى أنه كان من المقرر عندهم أنه لا يجوز للمرأة أن تظهر بالثوب الذي يشف أو يصف، وأن الذي يشف شر من الذي يصف، ولذلك قالت عائشة رضي الله عنها:(( إنما الخمار ماوارى البشرة والشعر)) رواه البيهقي منقطعا ووصله عبد الرزاق وغيره وبه يصح، وورد أيضا عن ابن عمر رضي الله عنه عن ابن أبي شيبة بسند صحيح عن نافع قال:((كسا ابن عمر مولاه يوما من قباطي مصر،فانطلق به فبعث ابن عمر فدعاه، فقال،:ماتريد أن تصنع؟ فقال: أريد أن أجعله درعا لصاحبتي، فقال ابن عمر: إن لم يكن يشف فإنه يصف)).
.........................../...................... و لا زالت صور البلية