kada
عضو نشيط
- البلد/ المدينة :
- tiaret
- العَمَــــــــــلْ :
- طالب جامعي
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 480
- نقاط التميز :
- 929
- التَـــسْجِيلْ :
- 26/10/2010
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ السحيم حفظك الله وبارك فيك
كثيرا ما نسمع يا شيخ بأن الزواج التقليدي افضل من الزواج الذي يكون عن حب
كما يقولون وانجح، فكيف نجمع بين ذلك وبين الحديث (لم ير للمتحابين مثل
النكاح ) ؟
وشكرا مقدما
الجواب/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً
أولاً : الحديث رواه ابن ماجه بلفظ : لم يُـرَ للمتحابَّين مثل النكاح .
وأما معناه فقال المناوي في فيض القدير :
" لم يُـرَ للمتحابين " قال الطِّيبِي : هو من الخطاب العام ، ومفعوله
الأول محذوف ، أي لم تَـرَ أيها السامع ما تزيد به المحبة مثل النكاح .
لفظ ابن ماجه . والحاكم " مثل التزوج " ، أي : إذا نَظَر رجل لأجنبية
وأخَذَتْ بمجامع قلبه فنكاحها يُورِثه مزيد المحبة ، كذا ذكره الطيبي .
وأفصح منه قول بعض الأكابر : المراد أن أعظم الأدوية التي يعالج بها العشق
النكاح ، فهو عِلاجه الذي لا يعدل عنه لغيره ما وجد إليه سبيلا . اهـ .
ثانياً : الحديث جاء فيه " لم يُـرَ
للمتحابَّين مثل النكاح " وليس فيه : لم يُـرَ للـنِّـكاح مثل الحبّ !
وهذا يَعني أنه ليس هو الأصل ، أي : ليس الأصل أن يكون الزواج بعد حُبّ ،
إلا أن الإسلام راعى هذه العلاقة إذا ما وَقَعَتْ .
كأن يُقال : ليس أنفع للمريض من العَسَل .
فغير المريض لا يَحتاج للتداوي بالعسل .
ولذلك وَصَف النبي صلى الله عليه وسلم شُرْب العَسَل للمريض ، كما في
الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى
الله عليه وسلم فقال : أخي يشتكي بطنه ، فقال : اسْقِه عسلا ، ثم أتاه
الثانية ، فقال : اسقه عسلا ، ثم أتاه الثالثة ، فقال : اسقه عسلا ، ثم
أتاه فقال : قد فعلت . فقال : صدق الله وكذب بطن أخيك ، اسقه عسلا ، فسقاه
، فَبَرَأ .
والشاهد من هذا أن ما جاء في حديث " لم يُـرَ للمتحابَّين مثل النكاح "
إنما هو بِمنْزِلة وصْف الدواء ، وليس من باب التشريع ابتداء . وهو حَلّ
لأمر قد يَقع ، وليس وَصيّة لكل مُتزوِّج .
وهذا بِخلاف وصيته صلى الله عليه وسلم للشباب بالزواج عند الاستطاعة ،
وبِخلاف حثّـه صلى الله عليه وسلم على الفوز بِذاتِ الدِّين . والله تعالى
أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد
فضيلة الشيخ السحيم حفظك الله وبارك فيك
كثيرا ما نسمع يا شيخ بأن الزواج التقليدي افضل من الزواج الذي يكون عن حب
كما يقولون وانجح، فكيف نجمع بين ذلك وبين الحديث (لم ير للمتحابين مثل
النكاح ) ؟
وشكرا مقدما
الجواب/ وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً
أولاً : الحديث رواه ابن ماجه بلفظ : لم يُـرَ للمتحابَّين مثل النكاح .
وأما معناه فقال المناوي في فيض القدير :
" لم يُـرَ للمتحابين " قال الطِّيبِي : هو من الخطاب العام ، ومفعوله
الأول محذوف ، أي لم تَـرَ أيها السامع ما تزيد به المحبة مثل النكاح .
لفظ ابن ماجه . والحاكم " مثل التزوج " ، أي : إذا نَظَر رجل لأجنبية
وأخَذَتْ بمجامع قلبه فنكاحها يُورِثه مزيد المحبة ، كذا ذكره الطيبي .
وأفصح منه قول بعض الأكابر : المراد أن أعظم الأدوية التي يعالج بها العشق
النكاح ، فهو عِلاجه الذي لا يعدل عنه لغيره ما وجد إليه سبيلا . اهـ .
ثانياً : الحديث جاء فيه " لم يُـرَ
للمتحابَّين مثل النكاح " وليس فيه : لم يُـرَ للـنِّـكاح مثل الحبّ !
وهذا يَعني أنه ليس هو الأصل ، أي : ليس الأصل أن يكون الزواج بعد حُبّ ،
إلا أن الإسلام راعى هذه العلاقة إذا ما وَقَعَتْ .
كأن يُقال : ليس أنفع للمريض من العَسَل .
فغير المريض لا يَحتاج للتداوي بالعسل .
ولذلك وَصَف النبي صلى الله عليه وسلم شُرْب العَسَل للمريض ، كما في
الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رجلا أتى النبي صلى
الله عليه وسلم فقال : أخي يشتكي بطنه ، فقال : اسْقِه عسلا ، ثم أتاه
الثانية ، فقال : اسقه عسلا ، ثم أتاه الثالثة ، فقال : اسقه عسلا ، ثم
أتاه فقال : قد فعلت . فقال : صدق الله وكذب بطن أخيك ، اسقه عسلا ، فسقاه
، فَبَرَأ .
والشاهد من هذا أن ما جاء في حديث " لم يُـرَ للمتحابَّين مثل النكاح "
إنما هو بِمنْزِلة وصْف الدواء ، وليس من باب التشريع ابتداء . وهو حَلّ
لأمر قد يَقع ، وليس وَصيّة لكل مُتزوِّج .
وهذا بِخلاف وصيته صلى الله عليه وسلم للشباب بالزواج عند الاستطاعة ،
وبِخلاف حثّـه صلى الله عليه وسلم على الفوز بِذاتِ الدِّين . والله تعالى
أعلم .
المجيب الشيخ/ عبدالرحمن السحيم
عضو مركز الدعوة والإرشاد