في السنة الثامنة من الهجرة بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم جيشاً إلى
مؤتة
وبعد تجهيز الجيش قال: عليكم زيد (بن حارثة)، فإن أصيب فجعفر بن أبي طالب،
فإن أصيب فابن رواحة (عبد الله بن رواحة)، وكان اختيار الرسول عليه السلام
جعفراً أحد قادة الغزوة ، على أهميتها وخطورتها دليلاً على كفايته
القيادية وشجاعته الفائقة، حيث إن هذه المعركة تعتبر المعركة التمهيدية
الحقيقية لفتح بلاد الشام، وتأسيس أول ركن لدولة الإسلام خارج الجزيرة
العربية، وبعد أن بدأت المعركة واستشهد زيد بن حارثة، تسلم القيادة
واللواء جعفر بن أبي طالب رضي الله عنه، وقد وصف أحد الجنود جعفراً في
المعركة بقوله: لكأني أنظر إلى جعفر يوم مؤتة حين اقتحم عن فرس له شقراء
فعقرها وأخذ يقول:
يا حبـذا الجنـة واقترابـها --- طيبـة وبـارد شرابهـا
والروم روم قد دنا عذابـها --- كافـرة بعيدة أنسابـها
عليّ إذا لاقيتها ضرابـها
فأخذ اللواء بيمينه فحارب حتى قطعت يمينه، فأخذه بشماله فقطعت فاحتضنه
بعضديه حتى قتل، فسقط مضرجاً بدمائه دون أن يسقط اللواء على الأرض، حيث
التقطه بعض الجنود.
ونعاه
رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة في اليوم الذي استشهد فيه
رحمه الله، وصلى عليه صلاة الغائب ودعا له، ثم قال: ((
استغفروا لأخيكم
جعفر، فإنه شهيد ، وقد دخل الجنة وهو يطير فيها بجناحين من ياقوت حيث شاء
من الجنة))
من القائل:
نعم القتيل إذا الرياح تناوحت
خلف البيوت قتلتَ يا ابن الأزور
أدعوته بالله ثم غدرتــــه
لو هو دعاك بذمة لم يغــــدر |
|
|
|
|
|
|
|
|
|