منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


+15
melissa
فارسة الاسلام
ايوب1992
اللورد ايمن
Mr-bra
RITAJ
نجم الإسلام
محمد وسيم
DJABER
acile
المحترف
شهندة 07
نور الحياء
mayar
تاج الإسلام
19 مشترك
تاج الإسلام

تاج الإسلام

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
بسكرة
المُسَــاهَمَـاتْ :
1034
نقاط التميز :
1924
التَـــسْجِيلْ :
28/03/2011
مسابقة تم توريطك بشخصية 2645610321

مسابقة تم توريطك بشخصية 739317


تحيــــــــة صــــــادقـــة مليــــئة بالحـــــب
والمــــــودة لجميع الاعضاء
تحيــــــة رائعــــــــــة بــــروعــــة
أهـــــــل الخيـــــــر والكــــــــرم والعطــــــاء ..


إخواني وأخواتي أعضاء المنتدى الكرام


يسعدنا أن نقدم لكم
مسابقة دينية متنوعة

المسابقة كالتالي

- يتم اختيار غضو مع شخصية دينية ****(انبياء او رسل او علماء دين .....

*بشرط انا من يختار كل الاعضاء مع الشخصيات و تكون في رسالة خاصة*



مسابقة تم توريطك بشخصية 14688


في انتضار ردودكم................................

البداية بعد اي رد من الاعضاء و شكرا


مسابقة تم توريطك بشخصية Almodhi-6c3201203a
 
mayar

mayar

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
8073
البلد/ المدينة :
zeribet el oued/ biskra
العَمَــــــــــلْ :
طالبة
المُسَــاهَمَـاتْ :
2176
نقاط التميز :
1929
التَـــسْجِيلْ :
21/12/2010
لم افهم المسابقة

كيف ستكون
 
تاج الإسلام

تاج الإسلام

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
بسكرة
المُسَــاهَمَـاتْ :
1034
نقاط التميز :
1924
التَـــسْجِيلْ :
28/03/2011
mayar كتب:
لم افهم المسابقة

كيف ستكون


المسابقة تشبه (لقد تم توريطك في مسابقة اختر دولة وو رط فيها عضو)

لكن-1 هذه المسابقة بالشخصيات الدينية
-2 انا من يختار العضو الثاني....
 
نور الحياء

نور الحياء

عضو متميز
رقم العضوية :
13850
البلد/ المدينة :
بسكرة
العَمَــــــــــلْ :
طالبة
المُسَــاهَمَـاتْ :
2022
نقاط التميز :
2162
التَـــسْجِيلْ :
21/03/2011
فكرة جيدة اخــــــــــــــــــــــــــي

مسابقة تم توريطك بشخصية 663727460

مسابقة تم توريطك بشخصية 871175
 
شهندة 07

شهندة 07

عضو نشيط
رقم العضوية :
14007
البلد/ المدينة :
زريبة الوادي/بسكرة
العَمَــــــــــلْ :
طالبة جامعية علوم اقتصادية التسيير وعلوم تجارية
المُسَــاهَمَـاتْ :
1412
نقاط التميز :
1143
التَـــسْجِيلْ :
25/03/2011
فكرة رائعة نحن ننتظر المتورط الاول
 
تاج الإسلام

تاج الإسلام

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
بسكرة
المُسَــاهَمَـاتْ :
1034
نقاط التميز :
1924
التَـــسْجِيلْ :
28/03/2011
shahinda كتب:
فكرة رائعة نحن ننتظر المتورط الاول



بما انكي تنتظري المتورط الاول .. يشرفني انكي تكوني اول المتورطين

و الشخصية هو **خاتم النبيين و أحس الخلق أجمعين محمد صلى الله عليه وسلم** انتي محضوضة



 
المحترف

المحترف

عضو محترف
رقم العضوية :
14615
البلد/ المدينة :
Algerie /Biskra/Zeribet El Oued
العَمَــــــــــلْ :
m i m s p
المُسَــاهَمَـاتْ :
3836
نقاط التميز :
2933
التَـــسْجِيلْ :
08/04/2011
نحن ننتضرك يا شهيندا
 
acile

acile

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
4910
البلد/ المدينة :
biskra
المُسَــاهَمَـاتْ :
2197
نقاط التميز :
2491
التَـــسْجِيلْ :
30/10/2010
على ما أظن أخي

الأخت رتاج لها نفس الموضوع
 
تاج الإسلام

تاج الإسلام

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
بسكرة
المُسَــاهَمَـاتْ :
1034
نقاط التميز :
1924
التَـــسْجِيلْ :
28/03/2011
acile كتب:
على ما أظن أخي

الأخت رتاج لها نفس الموضوع


يا أختي موضوع الاخت رتاج يتضمن التابعين أما موضوعي يتضمن الانبياء و الرسل


وشكرا على المرور
 
تاج الإسلام

تاج الإسلام

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
بسكرة
المُسَــاهَمَـاتْ :
1034
نقاط التميز :
1924
التَـــسْجِيلْ :
28/03/2011
نحن في انتظار الاخت shahinda
 
شهندة 07

شهندة 07

عضو نشيط
رقم العضوية :
14007
البلد/ المدينة :
زريبة الوادي/بسكرة
العَمَــــــــــلْ :
طالبة جامعية علوم اقتصادية التسيير وعلوم تجارية
المُسَــاهَمَـاتْ :
1412
نقاط التميز :
1143
التَـــسْجِيلْ :
25/03/2011
‏محمد صلى الله عليه وسلم
النبي الأمي العربي، من بني هاشم، ولد في مكة بعد وفاة أبيه عبد الله بأشهر قليلة، توفيت أمه آمنة وهو لا يزال طفلا، كفله جده عبد المطلب ثم عمه أبو طالب، ورعى الغنم لزمن، تزوج من السيدة خديجة بنت خويلد وهو في الخامسة والعشرين من عمره، دعا الناس إلى الإسلام أي إلى الإيمان بالله الواحد ورسوله، بدأ دعوته في مكة فاضطهده أهلها فهاجر إلى المدينة حيث اجتمع حوله عدد من الأنصار عام 622 م فأصبحت هذه السنة بدء التاريخ الهجري، توفي بعد أن حج حجة الوداع.
ابناء الرسول صلى الله عليه وسلم
‏عبد الله بن محمد‏
‏ولد له من زوجته السيدة خديجة ومات وهو صغير
‏القاسم بن محمد‏
‏ولد له من زوجته السيدة خديجة ومات وهو صغير
‏إبراهيم بن محمد (توفي 10 هـ)‏
‏ولد له من جاريته مارية القبطية، عاش ثمانية عشر شهرا وتوفي، دخل عليه الرسول وهو يجود بنفسه فجعلت عيناه تذرفان وقال: تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول إلا ما يرضي الرب
‏زينب بنت محمد (توفيت 8 هـ)‏
‏كبرى بنات الرسول، تزوجها أبو العاص بن الربيع، أسلمت وهاجرت مع أبيها وبقي زوجها على دينه بمكة حتى أسر ببدر فطالبه الرسول بفراقها ففارقها، فلما أسلم أبو العاص ردها النبي صلى الله عليه وسلم إليه
‏رقية بنت محمد (توفيت 2 هـ)
‏بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من خديجة، تزوجت في الجاهلية عتبة بن أبي لهب، ولما ظهر الإسلام ونزلت "تبت يدا أبي لهب وتب" (سورة المسد آية 1) أمره أبوه أن يطلقها، تزوجت عثمان بن عفان وهاجرت معه إلى الحبشة ثم عادت إلى المدينة وفيها توفيت
‏فاطمة الزهراء (توفيت 11 هـ)
‏بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم من زوجته خديجة، كانت صغرى بنات الرسول وأحبهن إليه، من نابهات قريش وإحدى الفصيحات العاقلات، تزوجت علي بن أبي طالب وأنجبت له الحسن والحسين وأم كلثوم وزينب، توفيت بعد وفاة الرسول بستة أشهر
‏أم كلثوم بنت محمد (توفيت 9 هـ)‏
‏بنت رسول الله من زوجته خديجة، تزوجها عتيبة بن أبي لهب في الجاهلية وأمره أبوه بفراقها عند نزول "تبت يدا أبي لهب وتب" (سورة المسد آية 1) ففارقها زوجها، هاجرت إلى المدينة ثم تزوجها عثمان بن عفان بعد وفاة أختها رقية
امهات المومنين . زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم

مسابقة تم توريطك بشخصية 702px-%D8%A3%D9%85%D9%87%D8%A7%D8%AA_%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%A4%D9%85%D9%86%D9%8A%D9%86_2

كان محمد صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلقاً وأدباً وأكرمهم و أتقاهم وأنقاهم معاملة . قال عنه ربه عز وجل مادحاً وواصفاً خُلقه الكريم صلى الله عليه وسلم (( وَإِنّكَ لَعَلَىَ خُلُقٍ عَظِيمٍ )) ]القلم 4 [.

عن أنس رضي الله عنه قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقًا " - متفق عليه.

وعن صفية بنت حيي رضي الله عنها قالت : " ما رأيت أحسن خلقًا من رسول الله صلى الله عليه وسلم " - رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن.

وعن عائشة لما سئلت رضي الله عنها عن خلق النبي عليه الصلاة والسلام ، قالت : ( كان خلقه القرآن) صحيح مسلم.

عن عطاء رضي الله عنه قال : قلت لعبد الله بن عمرو أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة ، قال : أجل والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً وحرزًا للأميين ، أنت عبدي ورسولي ، سميتك المتوكل ، لا فظ ولا غليظ ولا صخاب في الأسواق ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء ، بأن يقولوا لا إله إلا الله ، ويفتح بها أعينًا عميًا وآذانًا صمًا وقلوبًا غلفًا - رواه البخاري

لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم من أكمل الناس شرفاً وألطفهم طبعاً وأعدلهم مزاجاً و أسمحهم صلة وأنداهم يداً , لأنه مستغن عن الفانيات بالباقيات الصالحات.

محمد وما أدراك من هو محمد..بأبي هو وأمي صلى الله عليه وسلم

- محمد صلى الله عليه وسلم هو خاتم المرسلين وهو سيد الأولين والآخرين : قال صلى الله عليه وسلم: ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر)

- محمد صلى الله عليه وسلم هو نبي الرحمة قال تعالى : (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ) (الأنبياء:107) .

- محمد صلى الله عليه وسلم أرسل للناس كافة قال تعالى : { إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ }
وقال تعالى : { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا } (الأعراف 158)

- محمد صلى الله عليه وسلم هو صاحب الشفاعة العظمى :
في حديث أبي هريرة رضي الله عنه ( فيأتوني ، فيقولون : يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر، اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى إلى ما نحن فيه ، فأنطلق فآتي تحت العرش ، فأقع ساجداً لربي عز وجل ، ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئاً لم يفتحه على أحد قبلي ، ثم يقال يا محمد ارفع رأسك ، سل تعطى ، واشفع تشفع ) متفق عليه.

- محمد صلى الله عليه وسلم هو صاحب المقام المحمود :
قال تعالى: { عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا } (الإسراء: 79)

وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال : ( إن الناس يصيرون يوم القيامة جثا - جلوسا على الركب - ، كل أمة تتبع نبيها ، يقولون : يا فلان اشفع ، يا فلان اشفع ، حتى تنتهي الشفاعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، فذلك يوم يبعثه الله المقام المحمود ) رواه البخاري .

- محمد صلى الله عليه وسلم هو صاحب لواء الحمد يوم القيامة
قال صلى الله عليه وسلم : (( وبيدي لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر ))

- محمد صلى الله عليه وسلم هو أول من تفتح له أبواب الجنة :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( آتى باب الجنة يوم القيامة فاستفتح ، فيقول الخازن : من أنت ؟ قال : فأقول : محمد. قال : يقول : بك أمرت أن لا أفتح لأحد قبلك (رواه مسلم . )

- محمد صلى الله عليه وسلم أخبره ربه بأنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر قال الله تعالى : (إنا فتحنا لك فتحا مبينا (1) ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر و يتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما ) الآيتان 1و2من سورة الفتح.

- محمد صلى الله عليه وسلم كان من أعبد الناس :
عن عبد الله بن الشخير ـ رضي الله عنه ـ قال : ( أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي ولجوفه أزيزٌ كأزيز المرجل من البكاء) رواه أبو داود .

وعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ : أن نبي الله صلى الله عليه وسلم كان يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه ، فقالت عائشة : لم تصنع هذا يا رسول الله وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ؟ قال : (أفلا أكون عبداً شكوراً) رواه البخاري.
صفاته لا تعد ولا تحصى......................
مسابقة تم توريطك بشخصية 18116
 
شهندة 07

شهندة 07

عضو نشيط
رقم العضوية :
14007
البلد/ المدينة :
زريبة الوادي/بسكرة
العَمَــــــــــلْ :
طالبة جامعية علوم اقتصادية التسيير وعلوم تجارية
المُسَــاهَمَـاتْ :
1412
نقاط التميز :
1143
التَـــسْجِيلْ :
25/03/2011
اتمنى اني قدمت تعريفا كافيا ولو ان هذه الشخصية لا تكفيها صفحات العالم وصفا
 
DJABER

DJABER

طاقم أعضاء الشرف
رقم العضوية :
196
المُسَــاهَمَـاتْ :
1671
نقاط التميز :
2279
التَـــسْجِيلْ :
08/06/2009
بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك اخي F-C-B على هذه المبادرة الطيبة التي من خلالها نتعرف على شخصيات اسلامية

لكن اخي عندي نقطة نظام هنا

F-C-B كتب:


- يتم اختيار غضو مع شخصية دينية ****(انبياء او رسل او علماء دين .....

*بشرط انا من يختار كل الاعضاء مع الشخصيات و تكون في رسالة خاصة*



بما ان امر متعلق بإرسال الجواب في رسالة خاصة يجب هنا موافقة الإدارة

وفي الأخير تقبل تقديري لك
 
محمد وسيم

محمد وسيم

المراقب العام
رقم العضوية :
581
البلد/ المدينة :
الجزائر
العَمَــــــــــلْ :
أعمال حرة
المُسَــاهَمَـاتْ :
4211
نقاط التميز :
6095
التَـــسْجِيلْ :
30/04/2010
مسابقة تم توريطك بشخصية 739317


شكرا لصاحب الموضوع
كما اضيف على كلمات اخي جابر
بان قوانين المنتدى تحدد الرسائل الخاصة بمشاركات معينة
لهذا سوف نحرم اي عضو جديد من المشاركة وهذا لا يصح
شكرا
 
نجم الإسلام

نجم الإسلام

طاقم الإشراف العام
رقم العضوية :
192
العَمَــــــــــلْ :
التربية و التعليم
المُسَــاهَمَـاتْ :
5608
نقاط التميز :
8397
التَـــسْجِيلْ :
06/06/2009
كاتب الموضوع يقصد أنه هو الذي سيختار صاحب الموضوع

و سيعلمه عن طريق ارسال رسالة خاصة له لكي يعرف أنه معني فيستعد للكتابة

أما وضع الموضوع فيكون مباشرة في المنتدى


ملاحظة : عدد الرسائل الخاصة 50 مشاركة

فقد تم تعديلها منذ مسابقة الأخت أسيل


بالتوفيق أخي F-C-B
 
DJABER

DJABER

طاقم أعضاء الشرف
رقم العضوية :
196
المُسَــاهَمَـاتْ :
1671
نقاط التميز :
2279
التَـــسْجِيلْ :
08/06/2009
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيك اخي نجم الإسلام على التوضيح

بالتوفيق أخي F-C-B
 
تاج الإسلام

تاج الإسلام

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
بسكرة
المُسَــاهَمَـاتْ :
1034
نقاط التميز :
1924
التَـــسْجِيلْ :
28/03/2011
بارك الله فيك اختي shahinda
 
تاج الإسلام

تاج الإسلام

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
بسكرة
المُسَــاهَمَـاتْ :
1034
نقاط التميز :
1924
التَـــسْجِيلْ :
28/03/2011
المتورط القادم هي اختي العزيزة نور الحياء

الشخصية // النبي آدم (أبو البشر) عليه السلام

بالتوفيق
 
تاج الإسلام

تاج الإسلام

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
بسكرة
المُسَــاهَمَـاتْ :
1034
نقاط التميز :
1924
التَـــسْجِيلْ :
28/03/2011
نجم الإسلام كتب:
كاتب الموضوع يقصد أنه هو الذي سيختار صاحب الموضوع

و سيعلمه عن طريق ارسال رسالة خاصة له لكي يعرف أنه معني فيستعد للكتابة

أما وضع الموضوع فيكون مباشرة في المنتدى


ملاحظة : عدد الرسائل الخاصة 50 مشاركة

فقد تم تعديلها منذ مسابقة الأخت أسيل


بالتوفيق أخي F-C-B



بارك الله فيك اخي نحم الاسلام على التوضيح للاعضاء الكرام


مسابقة تم توريطك بشخصية 14530 مسابقة تم توريطك بشخصية 14530
 
نور الحياء

نور الحياء

عضو متميز
رقم العضوية :
13850
البلد/ المدينة :
بسكرة
العَمَــــــــــلْ :
طالبة
المُسَــاهَمَـاتْ :
2022
نقاط التميز :
2162
التَـــسْجِيلْ :
21/03/2011
مسابقة تم توريطك بشخصية 3666719324

شكـــــــــرا على اختياري
نبذة:

أبو البشر، خلقه الله بيده وأسجد له الملائكة وعلمه الأسماء وخلق له زوجته وأسكنهما الجنة وأنذرهما أن لا يقربا شجرة معينة ولكن الشيطان وسوس لهما فأكلا منها فأنزلهما الله إلى الأرض ومكن لهما سبل العيش بها وطالبهما بعبادة الله وحده وحض الناس على ذلك، وجعله خليفته في الأرض، وهو رسول الله إلى أبنائه وهو أول الأنبياء.



سيرته:

خلق آدم عليه السلام:

أخبر الله سبحانه وتعالى ملائكة بأنه سيخلق بشرا خليفة في الأرض - وخليفة هنا تعني على رأس ذرية يخلف بعضها بعضا. فقال الملائكة: (أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ).

ويوحي قول الملائكة هذا بأنه كان لديهم تجارب سابقة في الأرض , أو إلهام وبصيرة , يكشف لهم عن شيء من فطرة هذا المخلوق , ما يجعلهم يتوقعون أنه سيفسد في الأرض , وأنه سيسفك الدماء . . ثم هم - بفطرة الملائكة البريئة التي لا تتصور إلا الخير المطلق - يرون التسبيح بحمد الله والتقديس له , هو وحده الغاية للوجود . . وهو متحقق بوجودهم هم , يسبحون بحمد الله ويقدسون له, ويعبدونه ولا يفترون عن عبادته !

هذه الحيرة والدهشة التي ثارت في نفوس الملائكة بعد معرفة خبر خلق آدم.. أمر جائز على الملائكة، ولا ينقص من أقدارهم شيئا، لأنهم، رغم قربهم من الله، وعبادتهم له، وتكريمه لهم، لا يزيدون على كونهم عبيدا لله، لا يشتركون معه في علمه، ولا يعرفون حكمته الخافية، ولا يعلمون الغيب . لقد خفيت عليهم حكمة الله تعالى , في بناء هذه الأرض وعمارتها , وفي تنمية الحياة , وفي تحقيق إرادة الخالق في تطويرها وترقيتها وتعديلها , على يد خليفة الله في أرضه . هذا الذي قد يفسد أحيانا , وقد يسفك الدماء أحيانا . عندئذ جاءهم القرار من العليم بكل شيء , والخبير بمصائر الأمور: (إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ).

وما ندري نحن كيف قال الله أو كيف يقول للملائكة . وما ندري كذلك كيف يتلقى الملائكة عن الله ، فلا نعلم عنهم سوى ما بلغنا من صفاتهم في كتاب الله . ولا حاجة بنا إلى الخوض في شيء من هذا الذي لا طائل وراء الخوض فيه . إنما نمضي إلى مغزى القصة ودلالتها كما يقصها القرآن .

أدركت الملائكة أن الله سيجعل في الأرض خليفة.. وأصدر الله سبحانه وتعالى أمره إليهم تفصيلا، فقال إنه سيخلق بشرا من طين، فإذا سواه ونفخ فيه من روحه فيجب على الملائكة أن تسجد له، والمفهوم أن هذا سجود تكريم لا سجود عبادة، لأن سجود العبادة لا يكون إلا لله وحده.

جمع الله سبحانه وتعالى قبضة من تراب الأرض، فيها الأبيض والأسود والأصفر والأحمر - ولهذا يجيء الناس ألوانا مختلفة - ومزج الله تعالى التراب بالماء فصار صلصالا من حمأ مسنون. تعفن الطين وانبعثت له رائحة.. وكان إبليس يمر عليه فيعجب أي شيء يصير هذا الطين؟

سجود الملائكة لآدم:

من هذا الصلصال خلق الله تعالى آدم .. سواه بيديه سبحانه ، ونفخ فيه من روحه سبحانه .. فتحرك جسد آدم ودبت فيه الحياة.. فتح آدم عينيه فرأى الملائكة كلهم ساجدين له .. ما عدا إبليس الذي كان يقف مع الملائكة، ولكنه لم يكن منهم، لم يسجد .. فهل كان إبليس من الملائكة ؟ الظاهر أنه لا . لأنه لو كان من الملائكة ما عصى . فالملائكة لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون . . وسيجيء أنه خلق من نار . والمأثور أن الملائكة خلق من نور . . ولكنه كان مع الملائكة وكان مأموراً بالسجود .

أما كيف كان السجود ؟ وأين ؟ ومتى ؟ كل ذلك في علم الغيب عند الله . ومعرفته لا تزيد في مغزى القصة شيئاً..

فوبّخ الله سبحانه وتعالى إبليس: (قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ) . وبدلا من التوبة والأوبة إلى الله تبارك وتعالى، ردّ إبليس بمنطق يملأه الكبر والحسد: (قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ) . هنا صدر الأمر الإلهي العالي بطرد هذا المخلوق المتمرد القبيح: (قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ) وإنزال اللعنة عليه إلى يوم الدين. ولا نعلم ما المقصود بقوله سبحانه (مِنْهَا) فهل هي الجنة ؟ أم هل هي رحمة الله . . هذا وذلك جائز لكن الأرجح رحمة الله تعالى، فلم يكن إبليس في الجنة، وحتى آدم عليه السلام لم يكن في الجنة على الأرجح . ولا محل للجدل الكثير . فإنما هو الطرد واللعنة والغضب جزاء التمرد والتجرؤ على أمر الله الكريم .

قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85) (ص)

هنا تحول الحسد إلى حقد . وإلى تصميم على الانتقام في نفس إبليس: (قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ) . واقتضت مشيئة الله للحكمة المقدرة في علمه أن يجيبه إلى ما طلب , وأن يمنحه الفرصة التي أراد. فكشف الشيطان عن هدفه الذي ينفق فيه حقده: (قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ) ويستدرك فيقول: (إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ) فليس للشيطان أي سلطان على عباد الله المؤمنين .

وبهذا تحدد منهجه وتحدد طريقه . إنه يقسم بعزة الله ليغوين جميع الآدميين . لا يستثني إلا من ليس له عليهم سلطان . لا تطوعاً منه ولكن عجزاً عن بلوغ غايته فيهم ! وبهذا يكشف عن الحاجز بينه وبين الناجين من غوايته وكيده ; والعاصم الذي يحول بينهم وبينه . إنه عبادة الله التي تخلصهم لله . هذا هو طوق النجاة . وحبل الحياة ! . . وكان هذا وفق إرادة الله وتقديره في الردى والنجاة . فأعلن - سبحانه - إرادته . وحدد المنهج والطريق: (لَأَمْلَأَنَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ) .

فهي المعركة إذن بين الشيطان وأبناء آدم , يخوضونها على علم . والعاقبة مكشوفة لهم في وعد الله الصادق الواضح المبين . وعليهم تبعة ما يختارون لأنفسهم بعد هذا البيان . وقد شاءت رحمة الله ألا يدعهم جاهلين ولا غافلين . فأرسل إليهم المنذرين .

تعليم آدم الأسماء:

ثم يروي القرآن الكريم قصة السر الإلهي العظيم الذي أودعه الله هذا الكائن البشري , وهو يسلمه مقاليد الخلافة: (وَعَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاء كُلَّهَا) . سر القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات . سر القدرة على تسمية الأشخاص والأشياء بأسماء يجعلها - وهي ألفاظ منطوقة - رموزا لتلك الأشخاص والأشياء المحسوسة . وهي قدرة ذات قيمة كبرى في حياة الإنسان على الأرض . ندرك قيمتها حين نتصور الصعوبة الكبرى , لو لم يوهب الإنسان القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات , والمشقة في التفاهم والتعامل , حين يحتاج كل فرد لكي يتفاهم مع الآخرين على شيء أن يستحضر هذا الشيء بذاته أمامهم ليتفاهموا بشأنه . . الشأن شأن نخلة فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا باستحضار جسم النخلة ! الشأن شأن جبل . فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بالذهاب إلى الجبل ! الشأن شأن فرد من الناس فلا سبيل إلى التفاهم عليه إلا بتحضير هذا الفرد من الناس . . . إنها مشقة هائلة لا تتصور معها حياة ! وإن الحياة ما كانت لتمضي في طريقها لو لم يودع الله هذا الكائن القدرة على الرمز بالأسماء للمسميات .

أما الملائكة فلا حاجة لهم بهذه الخاصية , لأنها لا ضرورة لها في وظيفتهم . ومن ثم لم توهب لهم . فلما علم الله آدم هذا السر , وعرض عليهم ما عرض لم يعرفوا الأسماء . لم يعرفوا كيف يضعون الرموز اللفظية للأشياء والشخوص . . وجهروا أمام هذا العجز بتسبيح ربهم , والاعتراف بعجزهم , والإقرار بحدود علمهم , وهو ما علمهم . . ثم قام آدم بإخبارهم بأسماء الأشياء . ثم كان هذا التعقيب الذي يردهم إلى إدراك حكمة العليم الحكيم: (قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ غَيْبَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَأَعْلَمُ مَا تُبْدُونَ وَمَا كُنتُمْ تَكْتُمُونَ) .

أراد الله تعالى أن يقول للملائكة إنه عَـلِـمَ ما أبدوه من الدهشة حين أخبرهم أنه سيخلق آدم، كما علم ما كتموه من الحيرة في فهم حكمة الله، كما علم ما أخفاه إبليس من المعصية والجحود.. أدرك الملائكة أن آدم هو المخلوق الذي يعرف.. وهذا أشرف شيء فيه.. قدرته على التعلم والمعرفة.. كما فهموا السر في أنه سيصبح خليفة في الأرض، يتصرف فيها ويتحكم فيها.. بالعلم والمعرفة.. معرفة بالخالق.. وهذا ما يطلق عليه اسم الإيمان أو الإسلام.. وعلم بأسباب استعمار الأرض وتغييرها والتحكم فيها والسيادة عليها.. ويدخل في هذا النطاق كل العلوم المادية على الأرض
إن نجاح الإنسان في معرفة هذين الأمرين (الخالق وعلوم الأرض) يكفل له حياة أرقى.. فكل من الأمرين مكمل للآخر.

سكن آدم وحواء في الجنة:

اختلف المفسرون في كيفية خلق حواء. ولا نعلم إن كان الله قد خلق حواء في نفس وقت خلق آدم أم بعده لكننا نعلم أن الله سبحانه وتعالى أسكنهما معا في الجنة. لا نعرف مكان هذه الجنة. فقد سكت القرآن عن مكانها واختلف المفسرون فيها على خمسة وجوه. قال بعضهم: إنها جنة المأوى، وأن مكانها السماء. ونفى بعضهم ذلك لأنها لو كانت جنة المأوى لحرم دخولها على إبليس ولما جاز فيها وقوع عصيان. وقال آخرون: إنها جنة المأوى خلقها الله لآدم وحواء. وقال أكثرهم: إنها جنة من جنات الأرض تقع في مكان مرتفع. وذهب فريق إلى التسليم في أمرها والتوقف.. ونحن نختار هذا الرأي. إن العبرة التي نستخلصها من مكانها لا تساوي شيئا بالقياس إلى العبرة التي تستخلص مما حدث فيها.

كان الله قد سمح لآدم وحواء بأن يقتربا من كل شيء وأن يستمتعا بكل شيء، ما عدا شجرة واحدة. فأطاع آدم وحواء أمر ربهما بالابتعاد عن الشجرة. غير أن آدم إنسان، والإنسان ينسى، وقلبه يتقلب، وعزمه ضعيف. واستغل إبليس إنسانية آدم وجمع كل حقده في صدره، واستغل تكوين آدم النفسي.. وراح يثير في نفسه ويوسوس إليه: (هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى) . وأقسم إبليس لآدم أنه صادق في نصحه لهم، ولم يكن آدم عليه السلام بفطرته السليمة يظن أن هنالك من يقسم بالله كذا، فضعف عزمه ونسي وأكل من الشجرة هو وحواء.

ليس صحيحا ما تذكره صحف اليهود من إغواء حواء لآدم وتحميلها مسئولية الأكل من الشجرة. إن نص القرآن لا يذكر حواء. إنما يذكر آدم -كمسئول عما حدث- عليه الصلاة والسلام. وهكذا أخطأ الشيطان وأخطأ آدم. أخطأ الشيطان بسبب الكبرياء، وأخطأ آدم بسبب الفضول.

لم يكد آدم ينتهي من الأكل حتى اكتشف أنه أصبح هكذا . وبدأ هو وزوجته يقطعان أوراق الشجر. ولم تكن لآدم تجارب سابقة في العصيان، فلم يعرف كيف يتوب، فألهمه الله سبحانه وتعالى عبارات التوبة (قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (23) (الأعرف) وأصدر الله تبارك وتعالى أمره بالهبوط من الجنة.
هبوط آدم وحواء إلى الأرض:

وهبط آدم وحواء إلى الأرض. واستغفرا ربهما وتاب إليه. فأدركته رحمة ربه التي تدركه دائما عندما يثوب إليها ويلوذ بها ... وأخبرهما الله أن الأرض هي مكانهما الأصلي.. يعيشان فيهما، ويموتان عليها، ويخرجان منها يوم البعث.

يتصور بعض الناس أن خطيئة آدم بعصيانه هي التي أخرجتنا من الجنة. ولولا هذه الخطيئة لكنا اليوم هناك. وهذا التصور غير منطقي لأن الله تعالى حين شاء أن يخلق آدم قال للملائكة: "إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً" ولم يقل لهما إني جاعل في الجنة خليفة. لم يكن هبوط آدم إلى الأرض هبوط إهانة، وإنما كان هبوط كرامة كما يقول العارفون بالله. كان الله تعالى يعلم أن آدم وحواء سيأكلان من الشجرة. ويهبطان إلى الأرض. أما تجربة السكن في الجنة فكانت ركنا من أركان الخلافة في الأرض. ليعلم آدم وحواء ويعلم جنسهما من بعدهما أن الشيطان طرد الأبوين من الجنة، وأن الطريق إلى الجنة يمر بطاعة الله وعداء الشيطان.

هابيل وقابيل:

لا يذكر لنا المولى عزّ وجلّ في كتابه الكريم الكثير عن حياة آدم عليه السلام في الأرض. لكن القرآن الكريم يروي قصة ابنين من أبناء آدم هما هابيل وقابيل. حين وقعت أول جريمة قتل في الأرض. وكانت قصتهما كالتالي.

كانت حواء تلد في البطن الواحد ابنا وبنتا. وفي البطن التالي ابنا وبنتا. فيحل زواج ابن البطن الأول من البطن الثاني.. ويقال أن قابيل كان يريد زوجة هابيل لنفسه.. فأمرهما آدم أن يقدما قربانا، فقدم كل واحد منهما قربانا، فتقبل الله من هابيل ولم يتقبل من قابيل. قال تعالى في سورة (المائدة):

وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (27) لَئِن بَسَطتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَاْ بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لَأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (28) (المائدة)
قال القتيل في هدوء:

إِنِّي أُرِيدُ أَن تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاء الظَّالِمِينَ (29) (المائدة)

انتهى الحوار بينهما وانصرف الشرير وترك الطيب مؤقتا. بعد أيام.. كان الأخ الطيب نائما وسط غابة مشجرة.. فقام إليه أخوه قابيل فقتله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تقتل نفس ظلما إلا كان على ابن آدم الأول كفل من دمها لأنه كان أول من سن القتل". جلس القاتل أمام شقيقه الملقى على الأرض. كان هذا الأخ القتيل أول إنسان يموت على الأرض.. ولم يكن دفن الموتى شيئا قد عرف بعد. وحمل الأخ جثة شقيقه وراح يمشي بها.. ثم رأى القاتل غرابا حيا بجانب جثة غراب ميت. وضع الغراب الحي الغراب الميت على الأرض وساوى أجنحته إلى جواره وبدأ يحفر الأرض بمنقاره ووضعه برفق في القبر وعاد يهيل عليه التراب.. بعدها طار في الجو وهو يصرخ.

اندلع حزن قابيل على أخيه هابيل كالنار فأحرقه الندم. اكتشف أنه وهو الأسوأ والأضعف، قد قتل الأفضل والأقوى. نقص أبناء آدم واحدا. وكسب الشيطان واحدا من أبناء آدم. واهتز جسد القاتل ببكاء عنيف ثم أنشب أظافره في الأرض وراح يحفر قبر شقيقه.

قال آدم حين عرف القصة: (هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ) وحزن حزنا شديدا على خسارته في ولديه. مات أحدهما، وكسب الشيطان الثاني. صلى آدم على ابنه، وعاد إلى حياته على الأرض: إنسانا يعمل ويشقى ليصنع خبزه. ونبيا يعظ أبنائه وأحفاده ويحدثهم عن الله ويدعوهم إليه، ويحكي لهم عن إبليس ويحذرهم منه. ويروي لهم قصته هو نفسه معه، ويقص لهم قصته مع ابنه الذي دفعه لقتل شقيقه.


موت آدم عليه السلام:

وكبر آدم. ومرت سنوات وسنوات.. وعن فراش موته، يروي أبي بن كعب، فقال: إن آدم لما حضره الموت قال لبنيه: أي بني، إني أشتهي من ثمار الجنة. قال: فذهبوا يطلبون له، فاستقبلتهم الملائكة ومعهم أكفانه وحنوطه، ومعهم الفؤوس والمساحي والمكاتل، فقالوا لهم: يا بني آدم ما تريدون وما تطلبون؟ أو ما تريدون وأين تطلبون؟ قالوا: أبونا مريض واشتهى من ثمار الجنة، فقالوا لهم: ارجعوا فقد قضي أبوكم. فجاءوا فلما رأتهم حواء عرفتهم فلاذت بآدم، فقال: إليك عني فإني إنما أتيت من قبلك، فخلي بيني وبين ملائكة ربي عز وجل. فقبضوه وغسلوه وكفنوه وحنطوه، وحفروا له ولحدوه وصلوا عليه ثم أدخلوه قبره فوضعوه في قبره، ثم حثوا عليه، ثم قالوا: يا بني آدم هذه سنتكم.

وفي موته يروي الترمذي: حدثنا عبد بن حميد، حدثنا أبو نعيم، حدثنا هشام بن سعد، عن زيد بن أسلم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "لما خلق الله آدم مسح ظهره، فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة، وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصاً من نور، ثم عرضهم على آدم فقال: أي رب من هؤلاء؟ قال: هؤلاء ذريتك، فرأى رجلاً فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال: أي رب من هذا؟ قال هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له داود، قال: رب وكم جعلت عمره؟ قال ستين سنة، قال: أي رب زده من عمري أربعين سنة. فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت، قال: أو لم يبق من عمري أربعون سنة؟ قال: أو لم تعطها ابنك داود؟ قال فجحد فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته، وخطئ آدم فخطئت ذريته".
 
تاج الإسلام

تاج الإسلام

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
بسكرة
المُسَــاهَمَـاتْ :
1034
نقاط التميز :
1924
التَـــسْجِيلْ :
28/03/2011
شكرا على سرعة الاجابة من الاخت نور الحياء

و المتورط الثالث هو** نجم الإسلام**

و الشخصية // إدريس عليه السلام


مسابقة تم توريطك بشخصية 453372
بالتوفيق
 
تاج الإسلام

تاج الإسلام

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
بسكرة
المُسَــاهَمَـاتْ :
1034
نقاط التميز :
1924
التَـــسْجِيلْ :
28/03/2011
نحن ننتظر في الاخ نجم الاسلام ..........
 
تاج الإسلام

تاج الإسلام

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
بسكرة
المُسَــاهَمَـاتْ :
1034
نقاط التميز :
1924
التَـــسْجِيلْ :
28/03/2011
نحن في انتظار الاخ نجم الاسلام

و المتورط الرابع هي الاخت acile

و الشخصية// إسماعيل عليه السلام

بالتوفيق
 
acile

acile

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
4910
البلد/ المدينة :
biskra
المُسَــاهَمَـاتْ :
2197
نقاط التميز :
2491
التَـــسْجِيلْ :
30/10/2010
مسابقة تم توريطك بشخصية 3666719324


سيدنا إسماعيل عليه السلام

هو إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام هو ابن إبراهيم البكر وولد السيدة هاجر زوجة ابو الانبياء سيدنا ابراهيم ,,

قال تعالى: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ
إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولا نَبِيًّا * وَكَانَ
يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ
مَرْضِيًّا} [مريم: 54-55].
ويترجح لدينا أن الله أرسله إلى القبائل العربية التي عاش عليه السلام في
وسطها، وقد ذكر المؤرخون أن الله أرسله إلى قبائل اليمن وإلى العماليق.

حياة إسماعيل عليه السلام

أبرز ما تعرض له المؤرخون من حياته عليه السلام ما يلي:

لما بلغ إبراهيم عليه السلام من العمر (86) سنة ولدت له أمَته المصرية
"هاجر" ابنه إسماعيل. وهذه الأَمَة هي التي كان فرعون مصر قد وهبها لسارة
زوجة إبراهيم عليه السلام، فوهبتها سارة لإِبراهيم لعل الله أن يرزقه منها
بولد، إذْ كانت هي حتى ذلك التاريخ عقيماً لم تلد، إلا أنها ولدت بعد ذلك
بإسحاق، ببشارة الملائكة لإِبراهيم كما قدمنا عند الكلام على حياة سيدنا
إبراهيم عليه السلام.


ذكر الله في كتابه الكريم، ثلاث مشاهد من حياة
إسماعيل عليه السلام. كل مشهد عبارة عن محنة واختبار لكل من إبراهيم
وإسماعيل عليهما السلام.



أول هذه المشاهد هو أمر الله سبحانه وتعالى لإبراهيم بترك إسماعيل وأمه في
واد مقفر، لا ماء فيه ولا طعام. فما كان من إبراهيم عليه السلام إلا
الاستجابة لهذا الأمر الرباني. وهذا بخلاف ما ورد في الإسرائيليات من أن
إبراهيم حمل ابنه وزوجته لوادي مكة لأن سارة -زوجة إبراهيم الأولى- اضطرته
لذلك من شدة غيرتها من هاجر. فالمتأمل لسيرة إبراهيم عليه السلام، سيجد أنه
لم يكن ليتلقّى أوامره من أحد غير الله.
أنزل زوجته وابنه وتركهما هناك، ترك معهما جرابا فيه بعض الطعام، وقليلا من الماء. ثم استدار وتركهما وسار.
أسرعت خلفه زوجته وهي تقول له: يا إبراهيم أين تذهب وتتركنا بهذا الوادي الذي ليس فيه شيء؟
لم يرد عليها سيدنا إبراهيم وظل يسير.. عادت تقول له ما قالته وهو صامت..
أخيرا فهمت أنه لا يتصرف هكذا من نفسه.. أدركت أن الله أمره بذلك فسألته:
هل الله أمرك بهذا؟
فقال إبراهيم عليه السلام: نعم.
قالت زوجته المؤمنة العظيمة: لن نضيع ما دام الله معنا وهو الذي أمرك بهذا.
وسار إبراهيم حتى إذا أخفاه جبل عنهما وقف ورفع يديه الكريمتين إلى السماء وراح يدعو الله:

رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ
غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ
الصَّلاَةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ
وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ (37) (إبراهيم)
لم يكن بيت الله قد أعيد بناؤه بعد، لم تكن الكعبة قد بنيت، وكانت هناك
حكمة عليا في أمر الله سبحانه لإبراهيم، فقد كان إسماعيل -الطفل الذي
تُرِكَ مع أمه في هذا المكان- ووالده من سيكونان المسؤولان بناء الكعبة
فيما بعد.. وكانت حكمة الله تقضي أن يسكن أحد في هذا الوادي، لميتد إليه
العمران.

بعد أن ترك إبراهيم زوجته وابنه الرضيع في الصحراء بأيام نفد الماء وانتهى الطعام، وجف لبن الأم.. وأحست هاجر وإسماعيل بالعطش.

ولما كانت ام اسماعيل ترضعه من ذلك الماء الذي تركه لهما ابراهيم حتى نفد
وعطشت عطشا شديدا وعطش ابنها وصار يتلوى ويبكي من شدة العطش وصارت تنظر
اليه وهو يتلوى وانطلقت تفتش عن الماء فوجدت الصفا اقرب جبل في الارض يليها
فصعدت عليه ثم استقبلت الوادي تنظر هل ترى احدا فلم ترى احدا فهبطت من
الصفا حتى بلغت الوادي وصارت تسعى سعي المجهود حتى وصلت الى جبل المروة
فصعدت عليه ونظرت هل تجد احدا فلم تجد فأخذت تذهب وتجيء بين الصفا والمروة
سبع مرات فلما اشرفت على المروة سمعت صوتا فقالت: اغثنا ان كان عندك غواث
فرأت ملكا وهو جبريل يضرب بقدمه الارض حتى ظهر الماء السلسبيل العذب وهو
ماء زمزم فجعلت ام اسماعيل تحوط الماء وتغرف منه بسقائها وهو يفور وجعل
جبريل يقول لها: لا تخافي الضياع فإن لله هنا بيتا (واشار الى اكمة مرتفعة
من الارض) يبنيه هذا الغلام وابوه.





روى البخاري في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما
قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: يرحم الله ام اسماعيل لو تركت زمزم او
قال: لو لم تغرف من الماء لكانت زمزم عيناً معيناً.
شربت هاجر من ماء زمزم وارتوت وارضعت ولدها اسماعيل شاكرة الله الكريم
اللطيف على عظيم فضله ورحمته وعنايته ثم بدأت الطيور ترد ذلك الماء وتحوم
حوله ومرت قبيلة جرهم العربية فرأوا الطيور حائمة حول ذلك الماء فاستدلوا
على وجود الماء فوصلوا الى ماء زمزم واستأذنوا ام اسماعيل ان يضربوا خيامهم
حول ذلك المكان قريبا منه فأذنت لهم واستأنست بوجودهم حولها ثم اخذ
العمران يتكاثر ببركة هذا الماء المبارك الذي خلقه الله في ذلك المكان من
هذه البقعة الطيبة المباركة وشب اسماعيل عليه السلام بين قبيلة جرهم وتعلم
منهم العربية وترعرع بينهم ولما اعجبهم سيرته وخلقه زوجوه امرأة منهم
واصبحت مكة مأهولة بالسكان من ذلك الحين بعد ان كانت جرداء وقفرا موحشا.


قصة الذبيح اسماعيل عليه السلام :

رأى سيدنا ابراهيم عليه السلام في منامه رؤيا ان الله تعالى يأمره بذبح ولده اسماعيل. ورؤيا الانبياء وحي.

كالوحي في اليقظة ولم يقل: يا بني اني رأيت انما قال: يا بني اني ارى في
المنام لان الرؤيا تكررت مرة بعد مرة كما قال النسفي والبيضاوي. فلما
استيقظ من النوم سارع لتنفيذ امر الله تعالى دون تردد فقد قيل: لما اراد
ابراهيم ذبح ولده اسماعيل قال له: انطلق نقرب قربانا الى الله عز وجل فأخذ
سكينا وحبلا ثم انطلقا حتى اذا ذهبا بين الجبال قال له اسماعيل: يا ابت اين
قربانك؟ قال له ابراهيم: يا بني اني ارى في المنام اني اذبحك فانظر ما ترى
اي امرت بذلك في المنام فقال له: يا ابت افعل ما تؤمر ستجدني ان شاء الله
من الصابرين. قيل: عرض سيدنا ابراهيم على اسماعيل ذلك لا ليرجع الى رأيه
ولكن ليعلم ايجزع ام يصبر وليكون اطيب لقلبه واهون عليه من ان يأخذه قسرا
ويذبحه قهرا فبدر اسماعيل الحليم بقوله: ﴿يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ
سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللهُ مِنَ الصَّابِرِينَ﴾ (سورة الصافات ءاية 102).
فكان جواب اسماعيل لابيه في غاية السداد والطاعة لابيه ونهاية الامتثال
والانقياد واراد اسماعيل ان يخفف عن ابيه لوعة الثكل ويرشده الى اقرب السبل
ليصل الى قصده فقال لأبيه: يا ابت اجعل لي وثاقا واحكم رباطي حتى لا اضطرب
واكفف عن ثيابك حتى لا ينضح عليك من دمي فتراه امي فتحزن واسرع مر السكين
على حلقي ليكون اهون للموت علي واذا اتيت امي فاقرا عليها السلام مني فأقبل
عليه سيدنا ابراهيم برأفة وحنان الاب يقبله ويبكي: نعم العون انت لي يا
بني على امر الله عز وجل: ﴿فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ﴾
(سورة الصافات ءاية 103) اي خضعا لأمر الله وانقادا واستسلما لأمر الله
والقاه على وجهه وقيل: اراد ان يذبحه من قفاه لئلا يشاهده في حالة الذبح
وقيل كان ذلك عند المنحر الذي ينحر فيه اليوم وقيل عند الصخرة التي بمنى.
والله اعلم.

وامر ابراهيم السكين على رقبة ولده فلم تقطع شيئا لان الله تبارك وتعالى لم
يشأ لها ان تقطع فهي سبب للقطع فلا تقطع الا بمشيئة الله تعالى فالله
تعالى خالق للسكين وخالق للقطع.

وارسل الله جلت عظمته لابراهيم عليه السلام فداء لإسماعيل ذبحا وهو كبش
عظيم قيل كان قد رعى في الجنة اربعين سنة وكان هذا الكبش ابيض عظيماً أملح
أقرن ضخم الجثة فذبحه سيدنا ابراهيم بمنى فداء ابنه اسماعيل عليه السلام.







فائدة:

لما اراد ابراهيم عليه السلام ذبح ابنه تنفيذا لأمر الله ظهر له ابليس ثلاث
مرات عند موضع الجمرات الثلاث اليوم وذلك ليوسوس له بالمعصية فرماه سيدنا
ابراهيم عليه السلام عند هذه المواضع اهانة له فأمة محمد امروا بهذا الرمي
احياء لسنة نبي الله ابراهيم وفي ذلك رمز لمشروعية مخالفة الشيطان واهانته
وليس المعنى للرجم ان الشيطان يسكن هناك كما زعم بعض الجاهلين.



وها نحن الآن أمام المشهد الثالث

اختبار لا يمس إبراهيم وإسماعيل فقط. بل يمس ملايين البشر من بعدهم إلى
يوم القيامة.. إنها مهمة أوكلها الله تعالى لهذين النبيين الكريمين.. مهمة
بناء بيت الله تعالى في الأرض.
كبر إسماعيل.. وبلغ أشده.. وجاءه إبراهيم وقال له: يا إسماعيل.. إن الله
أمرني بأمر. قال إسماعيل: فاصنع ما أمرك به ربك.. قال إبراهيم: وتعينني؟
قال: وأعينك. فقال إبراهيم: فإن الله أمرني أن ابني هنا بيتا. أشار بيده
لصحن منخفض هناك.
صدر الأمر ببناء بيت الله الحرام.. هو أول بيت وضع للناس في الأرض.. وهو
أول بيت عبد فيه الإنسان ربه.. ولما كان آدم هو أول إنسان هبط إلى الأرض..
فإليه يرجع فضل بنائه أول مرة.. قال العلماء: إن آدم بناه وراح يطوف حوله
مثلما يطوف الملائكة حول عرش الله تعالى.
بنى آدم خيمة يعبد فيها الله.. شيء طبيعي أن يبني آدم -بوصفه نبيا- بيتا
لعبادة ربه.. وحفت الرحمة بهذا المكان.. ثم مات آدم ومرت القرون، وطال عليه
العهد فضاع أثر البيت وخفي مكانه.. وها هو ذا إبراهيم يتلقى الأمر ببنائه
مرة ثانية.. ليظل في المرة الثانية قائما إلى يوم القيامة إن شاء الله.
وبدأ بناء الكعبة..
هدمت الكعبة في التاريخ أكثر من مرة، وكان بناؤها يعاد في كل مرة.. فهي
باقية منذ عهد إبراهيم إلى اليوم.. وحين بعث رسول الله، صلى الله عليه
وسلم، تحقيقا لدعوة إبراهيم.. وجد الرسول الكعبة حيث بنيت آخر مرة، وقد قصر
الجهد بمن بناها فلم يحفر أساسها كما حفره إبراهيم.
نفهم من هذا إن إبراهيم وإسماعيل بذلا فيها وحدهما جهدا استحالت -بعد ذلك-
محاكاته على عدد كبير من الرجال.. ولقد صرح الرسول بأنه يحب هدمها وإعادتها
إلى أساس إبراهيم، لولا قرب عهد القوم بالجاهلية، وخشيته أن يفتن الناس
هدمها وبناؤها من جديد.. بناؤها بحيث تصل إلى قواعد إبراهيم وإسماعيل.
أي جهد شاق بذله النبيان الكريمان وحدهما؟ كان عليهما حفر الأساس لعمق غائر
في الأرض، وكان عليهما قطع الحجارة من الجبال البعيدة والقريبة، ونقلها
بعد ذلك، وتسويتها، وبناؤها وتعليتها.. وكان الأمر يستوجب جهد جيل من
الرجال، ولكنهما بنياها معا.
لا نعرف كم هو الوقت الذي استغرقه بناء الكعبة، كما نجهل الوقت الذي
استغرقه بناء سفينة نوح، المهم أن سفينة نوح والكعبة كانتا معا ملاذا للناس
ومثوبة وأمنا.. والكعبة هي سفينة نوح الثابتة على الأرض أبدا.. وهي تنتظر
الراغبين في النجاة من هول الطوفان دائما.
لم يحدثنا الله عن زمن بناء الكعبة.. حدثنا عن أمر أخطر وأجدى.. حدثنا عن تجرد نفسية من كان يبنيها.. ودعائه وهو يبنيها:
وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (127)
رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِن ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً
مُّسْلِمَةً لَّكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنتَ
التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (128) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً
مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ (129)
(البقرة)
إن أعظم مسلمين على وجه الأرض يومها يدعوان الله أن يتقبل عملهما، وأن
يجعلهما مسلمين له.. يعرفان أن القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن. وتبلغ
الرحمة بهما أن يسألا الله أن يخرج من ذريتهما أمة مسلمة له سبحانه..
يريدان أن يزيد عدد العابدين الموجودين والطائفين والركع السجود. إن دعوة
إبراهيم وإسماعيل تكشف عن اهتمامات القلب المؤمن.. إنه يبني لله بيته، ومع
هذا يشغله أمر العقيدة.. ذلك إيحاء بأن البيت رمز العقيدة. ثم يدعوان الله
أن يريهم أسلوب العبادة الذي يرضاه، وأن يتوب عليهم فهو التواب الرحيم.
بعدها يتجاوز اهتمامها هذا الزمن الذي يعيشان فيه.. يجاوزانه ويدعوان الله
أن يبث رسولا لهؤلاء البشر. وتحققت هذه الدعوة الأخيرة.. حين بعث محمد بن
عبد الله، صلى الله عليه وسلم.. تحققت بعد أزمنة وأزمنة.
انتهى بناء البيت، وأراد إبراهيم حجرا مميزا، يكون علامة خاصة يبدأ منها
الطواف حول الكعبة.. أمر إبراهيم إسماعيل أن يأتيه بحجر مميز يختلف عن لون
حجارة الكعبة.
سار إسماعيل ملبيا أمر والده.. حين عاد، كان إبراهيم قد وضع الحجر الأسود
في مكانه.. فسأله إسماعيل: من الذي أحضره إليك يا أبت؟ فأجاب إبراهيم:
أحضره جبريل عليه السلام.
انتهى بناء الكعبة.. وبدأ طواف الموحدين والمسلمين حولها.. ووقف إبراهيم
يدعو ربه نفس دعائه من قبل.. أن يجعل أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي
إلى المكان.. انظر إلى التعبير.. إن الهوى يصور انحدارا لا يقاوم نحو شيء..
وقمة ذلك هوى الكعبة. من هذه الدعوة ولد الهوى العميق في نفوس المسلمين،
رغبة في زيارة البيت الحرام.
وصار كل من يزور المسجد الحرام ويعود إلى بلده.. يحس أنه يزداد عطشا كلما
ازداد ريا منه، ويعمق حنينه إليه كلما بعد منه، وتجيء أوقات الحج في كل
عام.. فينشب الهوى الغامض أظافره في القلب نزوعا إلى رؤية البيت، وعطشا إلى
بئر زمزم.
قال تعالى حين جادل المجادلون في إبراهيم وإسماعيل.
مَا كَانَ إِبْرَاهِيمُ يَهُودِيًّا وَلاَ نَصْرَانِيًّا وَلَكِن كَانَ
حَنِيفًا مُّسْلِمًا وَمَا كَانَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (67) (آل عمران)
عليه الصلاة والسلام.. استجاب الله دعاءه.. وكان إبراهيم أول من سمانا المسلمين"



شيء من سيرته:



خبر زوجة إسماعيل:

عاش إسماعيل في شبه الجزيرة العربية ما شاء الله له أن يعيش.. روض الخيل
واستأنسها واستخدمها، وساعدت مياه زمزم على سكنى المنطقة وتعميرها. استقرت
بها بعض القوافل.. وسكنتها القبائل.. وكبر إسماعيل وتزوج، وزاره إبراهيم
فلم يجده في بيته ووجد امرأته.. سألها عن عيشهم وحالهم، فشكت إليه من الضيق
والشدة.
قال لها إبراهيم: إذا جاء زوجك مريه أن يغير عتبة بابه.. فلما جاء إسماعيل،
ووصفت له زوجته الرجل.. قال: هذا أبي وهو يأمرني بفراقك.. الحقي بأهلك.
وتزوج إسماعيل امرأة ثانية.. زارها إبراهيم، يسألها عن حالها، فحدثته أنهم في نعمة وخير.. وطاب صدر إبراهيم بهذه الزوجة لابنه.

ذكر من سيرته انه اول من ركب الخيل وكانت قبل ذلك وحوشا فأنسها وركبها ودعا
لها بدعوته التي كان اعطي فأجابته وكان اسماعيل عليه السلام قد تكلم
بالعربية الفصيحة التي اخذها من قبيلة جرهم الذين نزلوا عندهم بمكة بسبب
ماء زمزم الطيب المبارك. وولد له من زوجته الثانية وهي السيدة بنت مضاض
الجرهمي اثنا عشر ولدا ذكرا وعرب الحجاز كلهم ينتسبون اليهم.





ابن الذبيحين:

روي ان سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم قال: انا ابن الذبيحين. فأحدهما جده
اسماعيل اذ يرجع نسب رسولنا الاعظم اليه والاخر ابوه عبد الله وذلك ان عبد
المطلب نذر ان بلغ بنوه عشرة ان يذبح ءاخر ولد تقربا وكان عبد الله اي
والد الرسول محمد ففداه عبد المطلب بمائة من الابل وبهذا سمي بابن الذبيحين
عليه الصلاة والسلام.



 
acile

acile

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
4910
البلد/ المدينة :
biskra
المُسَــاهَمَـاتْ :
2197
نقاط التميز :
2491
التَـــسْجِيلْ :
30/10/2010
شكرا لك على هذه الفرصة التي منحتها لي

في التعريف بأحد الأنبياء
 
تاج الإسلام

تاج الإسلام

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
بسكرة
المُسَــاهَمَـاتْ :
1034
نقاط التميز :
1924
التَـــسْجِيلْ :
28/03/2011
ربي يبارك فيك
وشكرا على سرعة الرد
 
تاج الإسلام

تاج الإسلام

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
بسكرة
المُسَــاهَمَـاتْ :
1034
نقاط التميز :
1924
التَـــسْجِيلْ :
28/03/2011
المتورط الخامس هي الاخت **رتاج**

الشخصية هو// اليسع عليه السلام
 
تاج الإسلام

تاج الإسلام

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
بسكرة
المُسَــاهَمَـاتْ :
1034
نقاط التميز :
1924
التَـــسْجِيلْ :
28/03/2011
المتورط السادس هو الاخ العزيز زكريا

و الشخصية هو// زكريا عليه السلام
 
RITAJ

RITAJ

عضو متميز
رقم العضوية :
12689
البلد/ المدينة :
biskra
المُسَــاهَمَـاتْ :
2950
نقاط التميز :
3208
التَـــسْجِيلْ :
21/02/2011
اليسع عليه السلام


[b]من أنبياء الله تعالى، الذين يذكر الحق أسمائهم ويثني عليهم،


إليسع (إليشع في الأصل العبري، אֱלִישַׁע): نبي من أنبياء الله الذين لم تذكر الكتب المدة التي عاشها. لكنه كان في منطقة بانياس في سورية من (أرض الشام).

ذكره في القرآن
[/b]
ذكر اليسع عليه السلام في آيتين من القرآن الكريم ، في سورة الأنعام في قوله تعالي .(وإسماعيل واليسع ويونس ولوطا وكلا فضلنا على العالمين ) وفي سورة (ص ) (واذكر إسماعيل ، واليسع ، وذا الكفل ، وكل من الأخيار)
جاء في تاريخ الطبري حول ذكر نسبة انه (اليسع بن أخطوب ) ويقال انه ابن عم الياس النبي عليهما السلام ، وذكر الحافظ ابن عساكر نسبة على الوجه الآتي ) (اسمه أسباط بن عدي بن شوتلم بن أفرائيم بن يوسف الصديق عليه السلام )وهو من أنبياء بني إسرائيل ، وقد أوجز القرآن الكريم عن حياته فلم يذكر عنها شيئاً وإنما أكتفي بعده في مجموعة الرسل الكرام الذي يجب الإيمان بهم تفصيلاً

دعوته عليه السلام :

قام بتبليغ الدعوة بعد انتقال الياس إلى جوار الله فقام يدعو إلى الله مستمسكاً بمنهاج نبي الله الياس وشريعته وقد كثرت في زمانه الأحداث والخطايا وكثر الملوك الجبابرة فقتلوا الأنبياء وشردوا المؤمنين فوعظهم (اليسع) وخوفهم من عذاب الله ولكنهم لم يأبهوا بدعوته ثم توفاه الله وسلط على بني إسرائيل من يسومهم سوء العذاب كما قص علينا القرآن الكريم. ويذكر بعض المؤرخين أن دعوته في مدينة تسعى (بانياس) إحدى مدن الشام ، ولا تزال حتى الآن موجودة وهي قريبة من بلدة اللاذقية


وقد روي أن اليسع قال لمن معه: أيكم يكفل لي أن يصوم النهار ويقوم الليل ولا يغضب، ويكون معي في درجتي ويكون بعدي في مقامي؟ قال شاب من القوم: أنا. ثم أعاد فقال الشاب: أنا، ثم أعاد فقال الشاب: أنا، ثم أعاد فقال الشاب: أنا، فلما مات قام بعده في مقامه فأتاه إبليس بعدما قال ليغضبه يستعديه فقال الرجل: اذهب معه. فجاء فأخبره أنه لم ير شيءًا، ثم أتاه فأرسل معه آخر فجاءه فأخبره أنه لم ير شيءًا، ثم أتاه فقام معه فأخذ بيده فانفلت منه فسمي (ذا الكفل) لأنه كفل أن لا يغضب.[ابن جرير وابن المنذر وأبي تمام]. وهذه هي قصة ذو الكفل الرجل الصالح من بني إسرائيل :

كان في عهد نبي الله اليسع. وروي أنه لما كبر اليسع قال لو أني استخلفت رجلاً على الناس يعمل عليهم في حياتي حتى أنظر كيف يعمل؟ فجمع الناس فقال: من يتقبل لي بثلاث استخلفه: يصوم النهار، ويقوم الليل، ولا يغضب. فقام رجل تزدريه العين، فقال: أنا، فقال: أنت تصوم النهار، وتقوم الليل، ولا تغضب؟ قال: نعم. لكن اليسع—ردّ الناس ذلك اليوم دون أن يستخلف أحدا. وفي اليوم التالي خرج اليسع—على قومه وقال مثل ما قال اليوم الأول، فسكت الناس وقام ذلك الرجل فقال أنا. فاستخلف اليسع ذلك الرجل.

فجعل إبليس يقول للشياطين: عليكم بفلان، فأعياهم ذلك. فقال دعوني وإياه فأتاه في صورة شيخ كبير فقير، وأتاه حين أخذ مضجعه للقائلة، وكان لا ينام الليل والنهار، إلا تلك النّومة فدقّ الباب. فقال ذو الكفل: من هذا؟ قال: شيخ كبير مظلوم. فقام ذو الكفل ففتح الباب. فبدأ الشيخ يحدّثه عن خصومة بينه وبين قومه، وما فعلوه به، وكيف ظلموه، وأخذ يطوّل في الحديث حتى حضر موعد مجلس ذو الكفل بين الناس، وذهبت القائلة. فقال ذو الكفل: إذا رحت للمجلس فإنني آخذ لك بحقّك.

فخرج الشيخ وخرج ذو الكفل لمجلسه دون أن ينام. لكن الشيخ لم يحضر للمجلس. وانفض المجلس دون أن يحضر الشيخ. وعقد المجلس في اليوم التالي، لكن الشيخ لم يحضر أيضا. ولما رجع ذو الكفل لمنزله عند القائلة ليضطجع أتاه الشيخ فدق الباب، فقال: من هذا؟ فقال الشيخ الكبير المظلوم. ففتح له فقال: ألم أقل لك إذا قعدت فاتني؟ فقال الشيخ: إنهم اخبث قوم إذا عرفوا أنك قاعد قالوا لي نحن نعطيك حقك، وإذا قمت جحدوني. فقال ذو الكفل: انطلق الآن فإذا رحت مجلسي فأتني.

ففاتته القائلة، فراح مجلسه وانتظر الشيخ فلا يراه وشق عليه النعاس، فقال لبعض أهله: لا تدعنَّ أحداً يقرب هذا الباب حتى أنام، فإني قد شق عليّ النوم. فقدم الشيخ، فمنعوه من الدخول، فقال: قد أتيته أمس، فذكرت لذي الكفل أمري، فقالوا: لا والله لقد أمرنا أن لا ندع أحداً يقربه. فقام الشيخ وتسوّر الحائط ودخل البيت ودق الباب من الداخل، فاستيقظ ذو الكفل، وقال لأهله: ألم آمركم ألا يدخل علي أحد؟ فقالوا: لم ندع أحدا يقترب، فانظر من أين دخل. فقام ذو الكفل إلى الباب فإذا هو مغلق كما أغلقه؟ وإذا الرجل معه في البيت، فعرفه فقال: أَعَدُوَّ اللهِ؟ قال: نعم أعييتني في كل شيء ففعلت كل ما ترى لأغضبك.
 
نجم الإسلام

نجم الإسلام

طاقم الإشراف العام
رقم العضوية :
192
العَمَــــــــــلْ :
التربية و التعليم
المُسَــاهَمَـاتْ :
5608
نقاط التميز :
8397
التَـــسْجِيلْ :
06/06/2009
نبي الله إدريس عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم

قال اللهُ تعالى: {واذكر في الكتاب إدريسَ إنَّه كان صدّيقًا نبيًّا * ورفعناهُ مكانًا عليًّا} (سورة مريم/56-57).

نبي الله إدريس عليه الصلاة والسلام
سيدنا إدريس عليه الصلاة والسلام هو أحد الأنبياء والرسل الكرام الذين أخبرالله عنهم في القرءان الكريم، وقد ذكره الله تعالى في بضعة مواطن من سورالقرءان، وهو ممن يجب الإيمان والاعتقاد بنبوته ورسالته على سبيل القطع والجزم، وقد وصفه الله تعالى في القرءان الكريم بالنبوة والصدّيقية.
إدريس
(عليه السلام)نبي كريم من أنبياء الله -عز وجل- ذكره الله في القرآن
الكريم مرتين دون أن يحكي لنا قصته أو قصة القوم الذين أُرسل إليهم، قال
تعالى: {وإسماعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين}[الأنبياء: 85] وقال
تعالى: {واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقًا نبيًّا.ورفعناه مكانًا
عليًّا} [مريم: 56-57].
وقد مرَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بإدريس
ليلة الإسراء والمعراج، وهو في السماء الرابعة، فسلَّم عليه فقال: (..
فأتيتُ على إدريس فسلمتُ، فقال: مرحبًا بك من أخ ونبي) [البخاري].

ويروى أن نبي الله إدريس -عليه السلام- كان خياطًا، فكان لا يغرز إبرة إلا
قال: سبحان الله! فكان يمسي حين يمسي وليس في الأرض أحد أفضل منه عملاً،
وذكر بعض العلماء أن زمن إدريس كان قبل نوح -عليه السلام- والبعض الآخر ذكر
أنه جاء بعده

مسابقة تم توريطك بشخصية Attachment
نسبه
اختلف في نسبه وأشهر ما قيل هو إدريس بن يرد بن مهلاييل، ويسمى أيضًا أخَنوخ، وينتهي نسبه عليه السلام إلى نبي الله شيث بن ءادم عليهم الصلاة والسلام.
وقيل سمي إدريس بهذا الاسم لأنه مشتق من الدراسة، وذلك لكثرة درسه الصحف التي أنزلت على سيدنا ءادم وابنه شيث عليهم الصلاة والسلام.
النبي
ادريس عليه السلام هو احد انبياء الله المعروفين بالانبياء « السريانيين »
وذلك في قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لابي ذر : يا ابا ذر اربعة
من الانبياء ـ سريانيون : آدم وشيث واخنوخ ـ « وهو ادريس عليه السلام » ـ
ونوح عليه السلام ، واربعة من الانبياء من العرب ! هود ، وصالح
، وشعيب ، ونبيك محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، واول نبي من بني اسرائيل : موسى ، وآخرهم عيسى ، وهم ستمائة نبي ... (2)


مسابقة تم توريطك بشخصية At-009-01

مولده
سيدنا إدريس عليه الصلاة والسلام وهو ثالث الأنبياء بعد ءادم وشيث عليهم السلام، ولقد اختلف العلماء في مولده ونشأته فقال بعضهم إن إدريس ولد ببابل مدينة في العراق، وقال ءاخرون إنه ولد بمصر والصحيح أنه ولد بالعراق في مدينة بابل.

حياته
وقد أخذ في أول عمره بعلم شيث بن آدم، ولما كبر آتاه الله النبوة فنهي المفسدين من بني آدم عن مخالفتهم شريعة (آدم) و (شيث) فأطاعه نفر قليل، وخالفه جمع خفير، فنوى الرحلة عنهم وأمر من أطاعه منهم بذلك فثقل عليهم الرحيل عن أوطانهم فقالوا له، وأين نجد إذا رحلنا مثل (بابل) فقال إذا هاجرنا رزقنا الله غيره، فخرج وخرجوا حتى وصلوا إلى أرض مصر فرأوا النيل فوقف على النيل وسبح الله، وأقام إدريس ومن معه بمصر يدعو الناس إلى الله وإلى مكارم الأخلاق. وكانت له مواعظ وآداب فقد دعا إلى دين الله، وإلى عبادة الخالق جل وعلا، وتخليص النفوس من العذاب في الآخرة، بالعمل الصالح في الدنيا وحض على الزهد في هذه الدنيا الفانية الزائلة، وأمرهم بالصلاة والصيام والزكاة وغلظ عليهم في الطهارة من الجنابة، وحرم المسكر من كل شي من المشروبات وشدد فيه أعظم تشديد وقيل إنه كان في زمانه 72 لساناً يتكلم الناس بها وقد علمه الله تعالى منطقهم جميعاً ليعلم كل فرقة منهم بلسانهم.
وهو أول من علم السياسة المدنية، ورسم لقومه قواعد تمدين المدن، فبنت كل فرقة من الأمم مدناً في أرضها وأنشئت في زمانه 188 مدينة وقد اشتهر بالحكمة فمن حكمة قوله (خير الدنيا حسرة، وشرها ندم) وقوله (السعيد من نظر إلى نفسه وشفاعته عند ربه أعماله الصالحة) وقوله (الصبر مع الإيمان يورث الظفر).


صفاته
وأما ما جاء في وصفه فقد روى الحاكم في المستدرك عن سَمُرة بن جندب قال:
كان إدريس أبيض طويلاً، ضخم البطن، عريض الصدر، قليل شعر الجسد كثير شعر الرأس، وكانت في صدره نكتة بيضاء من غير برص، فلما حصل من أهل الأرض الفجور والاعتداء في أمر الله رفعه الله إلى السماء فهو حيث يقول {ورفعناه مكانًا عليًّا}.
وقيل إن إدريس هو أول من خطّ بعد ءادم عليه السلام وقطع الثياب وخاطها، وينسب إلى هذا النبي الكريم أشياء كثيرة مما هي كذب وافتراء.
وقد ورى ابن حبان في صحيحه من حديث أبي ذر رضي الله عنه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال :"يا أيا ذر أربعة سُريانيون: ءادم وشيثٌ وأخَنوخُُ وهو إدريس وهو أوّل من خطّ بالقلم، ونوحٌ".

نقل كثير من المفسرين ، ان ادريس كان اسمه في التوراة « اخنوخ » وفي
العربية « ادريس » ، وهو جد سيدنا نوح عليه السلام ، وادريس عليه
السلام
كان اول من كتب بالقلم ودرس ودرّس ، ولذلك سمي ـ ادريس فقد كان بالاضافة
الى النبوة عالما بالنجوم والحساب ، والهيئة ، وكان اول من علّم ٍالبشر
خياطة الملابس ، وكان ذلك من معاجزه عليه السلام ، واول من استخرج الحكمة
وعلم النجوم ، فان الله عزوجل افهمه سر الفلك وتركيبه. ونقط اجتماع الكواكب
فيه ، وافهمه عدد السنين والحساب ، وكان عليه السلام رجلا طويلا ، ضخم
البطن ، عظيم الصدر ، قليل الصوت ، رقيق المنطق ، قريب الخطى اذا مشى.
وكان كثير التصديق في امور الدين وذكره القرآن الكريم « انه كان صديقا » كان صادقا مبالغا في الصدق فيما يخبر عن الله تعالى.
ومن
الصفات التي انفرد بها عن باقي الانبياء انه قبض الله روحه بين السماء
الرابعة والخامسة ، وذلك في قوله تعالى : « ورفعناه مكانا عليا »

عبادته لله قبل النبوة
كان ادريس عليه السلام يفكر في عظمة الله وقدرته ، وكان يقول : ان لهذه
السماوات والارض والخلق العظيم والشمس والقمر والنجوم والسحاب والمطر لابد
ان يكون لها ربا يدبرها ويصلحها بقدرته فكيف لي بهذا الرب فاعبده حق
عبادته.
فجمع طائفة من اصحابه وقومه ، فجعل يعظهم ويذكرهم بعظمة الخالق
لهذه الكائنات ، ويدعوهم الى عبادة خالق هذه الاشياء ، فكان يجيبه واحدا
بعد الآخر ويؤمن بقوله حتى صاروا سبعة ، ثم صاروا سبعين ، ثم سبعمائة ، ثم
بلغوا الفا ، فلما بلغوا الفا قال لهم : تعالوا نختار من خيارنا مائة رجل
،فاختاروا مائة رجل ، واختاروا من المائة سبعين رجلا ، ثم اختاروا من
السبعين عشرة ، ثم اختاروا من العشرة سبعة.
ثم قال لهم : تعالوا فليدع هؤلاء السبعة وليؤمّن بقيتنا فلعل هذا الرب جل جلاله يدلنا على عبادته.
فوضعوا
ايديهم على الارض ودعوا طويلا فلم يتبين لهم شيء ، ثم رفعواايديهم الى
السماء فأوحى الله عزوجل الى ادريس عليه السلام ونبأه ودله على عبادته ،
ومن آمن معه ، فلم يزالوا يعبدون الله عزوجل لا يشركون به شيئا.
وبعدما
توفى ادريس انقرض اكثر من تابعه على دينه الا القليل منهم ،ثم اختلفوا بعد
ذلك واحدثوا الاحداث وابدعوا البدع حتى كان زمان نوح عليه السلام

مسابقة تم توريطك بشخصية 5848488811989051745
بعثته عليه السلام


وفاته
وقد أُخْتُلِفَ في موته.. فعن ابن وهب، عن جرير بن حازم، عن الأعمش، عن شمربن عطية، عن هلال بن يساف قال: سأل ابن عباس كعباً وأنا حاضر فقال له: ما
قول الله تعالى لإدريس {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً}؟ فقال كعب: أما إدريس فإن الله أوحى إليه: أني أرفع لك كل يوم مثل جميع عمل بني آدم - لعله من أهل زمانه - فأحب أن يزداد عملاً، فأتاه خليل له من الملائكة، فقال "له": إن الله أوحى إلي كذا وكذا فكلم ملك الموت حتى ازداد عملاً، فحمله بين جناحيه ثم صعد به إلى السماء، فلما كان في السماء الرابعة تلقاه ملك الموت منحدراً، فكلم ملك الموت في الذي كلمه فيه إدريس، فقال: وأين إدريس؟
قال هو ذا على ظهري، فقال ملك الموت: يا للعجب! بعثت وقيل لي اقبض روح إدريس في السماء الرابعة، فجعلت أقول: كيف أقبض روحه في السماء الرابعة وهو
في الأرض؟! فقبض روحه هناك. فذلك قول الله عز وجل {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناًعَلِيّاً}. ورواه ابن أبي حاتم عند تفسيرها. وعنده فقال لذلك الملك سل لي ملك الموت كم بقي من عمري؟ فسأله وهو معه: كم بقي من عمره؟ فقال: لا أدري حتى أنظر، فنظر فقال إنك لتسألني عن رجل ما بقي من عمره إلا طرفة عين، فنظرالملك إلى تحت جناحه إلى إدريس فإذا هو قد قبض وهو لا يشعر. وهذا من الإسرائيليات، وفي بعضه نكارة.


وقول ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} قال: إدريس رفع ولم يمت كما رفع عيسى. إن أراد أنه لم يمت إلى الآن ففي هذانظر، وإن أراد أنه رفع حياً إلى السماء ثم قبض هناك. فلا ينافي ما تقدم عن كعب الأحبار. والله أعلم.

وقال العوفي عن ابن عباس في قوله: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} : رفع إلى السماء السادسة فمات بها، وهكذا قال الضحاك. والحديث المتفق عليه من أنه في السماء الرابعة أصح، وهو قول مجاهد وغير واحد. وقال الحسن البصري: {وَرَفَعْنَاهُ مَكَاناً عَلِيّاً} قال: إلى الجنة، وقال قائلون رفع في حياة أبيه يرد بن مهلاييل والله أعلم. وقد زعم بعضهم أن إدريس لم يكن قبل
نوح بل في زمان بني إسرائيل.



مسابقة تم توريطك بشخصية 1275240093

 
تاج الإسلام

تاج الإسلام

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
بسكرة
المُسَــاهَمَـاتْ :
1034
نقاط التميز :
1924
التَـــسْجِيلْ :
28/03/2011
شكرا للاخ نجم الاسلام و الاخت رتاج
 
تاج الإسلام

تاج الإسلام

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
بسكرة
المُسَــاهَمَـاتْ :
1034
نقاط التميز :
1924
التَـــسْجِيلْ :
28/03/2011

المتورط رقم 07 هو الاخ محمد وسيم

و الشخصية** هو// داود عليه السلام
 
تاج الإسلام

تاج الإسلام

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
بسكرة
المُسَــاهَمَـاتْ :
1034
نقاط التميز :
1924
التَـــسْجِيلْ :
28/03/2011
مسابقة تم توريطك بشخصية 2645610321

مسابقة تم توريطك بشخصية 739317

الاعضاء المشاركين في مسابقة تم توريطك مع شخصية

محمد صلى الله عليه وسلم مسابقة تم توريطك بشخصية 125175 شاهيندا
آدم عليه السلام أبو البشر مسابقة تم توريطك بشخصية 125175 نور الحياء
إدريس عليه السلام مسابقة تم توريطك بشخصية 125175 نجم الاسلام
إسماعيل عليه السلام مسابقة تم توريطك بشخصية 125175 أصيل
اليسع عليه السلام مسابقة تم توريطك بشخصية 125175 رتاج
زكريا عليه السلام مسابقة تم توريطك بشخصية 125175 زكريا
داود عليه السلام مسابقة تم توريطك بشخصية 125175 محمد وسيم


 
محمد وسيم

محمد وسيم

المراقب العام
رقم العضوية :
581
البلد/ المدينة :
الجزائر
العَمَــــــــــلْ :
أعمال حرة
المُسَــاهَمَـاتْ :
4211
نقاط التميز :
6095
التَـــسْجِيلْ :
30/04/2010

مسابقة تم توريطك بشخصية 739317
[center][size=12][center][size=21]داود عليه السلام

هو من الرسل الذين أرسلهم الله إلى بني إسرائيل، وقد آتاه الله الملك
والنبوة، وهو من سِبط يهوذا بن يعقوب، وقد ذكره الله في عداد مجموعة الرسل
عليهم السلام، وقال: {وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَاوَاتِ
وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ
وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا} [الإسراء: 55].




مسابقة تم توريطك بشخصية At-025-02

نسب داود عليه السلام:



أثبت أهل التوراة وأهل الإِنجيل نسبه على الوجه التالي:




هو داود بن ايشا بن عويد بن عابر بن سلمون بن نحشون بن عويناذب
بن ارم بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن
يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عبد الله ونبيه، وخليفته في أرض
بيت المقدس



حياة داود عليه السلام في فقرات:



أولاً- مقدمة عن حال بني إسرائيل منذ وفاة موسى عليه السلام
حتى قيام ملك داود عليه السلام:




بعد انقضاء المدّة التي أقامها بنو إسرائيل في التيه -وهي (40) سنة-
وبعد وفاة هارون وموسى، تولى أمر بني إسرائيل نبي من أنبيائهم اسمه (يوشع
بن نون عليه السلام)، فدخل بهم بلاد فلسطين، وقسم لهم الأرضين. وكان لهم
تابوت "صندوق" يسمونه تابوت الميثاق أو "تابوت العهد"، فيه ألواح موسى
وعصاه ونحو ذلك، وهو ما أشار إليه القرآن الكريم بقوله تعالى: {وَقَالَ
لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ ءايَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ
فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى
وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لَكُمْ
إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 248].




لما توفي يوشع بن نون، تولى أمر بني إسرائيل قضاة منهم، ولذلك سمي الحكم في هذه المدّة: حكم القضاة.



وفي هذه المدة دبّ إلى بني إسرائيل التهاون الديني، فكثرت فيهم المعاصي،
وفشا فيهم الفسق، إلى أن ضيعوا الشريعة، ودخلت في صفوفهم الوثنية، فسلَّط
الله عليهم الأمم، فكانت قبائلهم عرضة لغزوات الأمم القريبة منهم، وكانوا
إلى الخذلان أقرب منهم إلى النصر في كثير من مواقعهم مع عدوهم، وكثيراً ما
كان خصومهم يخرجونهم من ديارهم وأموالهم وأبنائهم.


وفي أواخر هذه المدّة سَلب
الفلسطينيون منهم "تابوت العهد"، في حربٍ دارت بين الطرفين، وكان ممّن
يدبر أمرهم في أواخر مدّة حكم القضاة نبي من أنبياء بني إسرائيل من سِبط
لاوي اسمه: (صمويل = شَمْويل)، يتصل نسبه بهارون عليه السلام.



فطلب بنو إسرائيل من (صمويل) أن يجعل عليهم ملكاً يجتمعون عليه، ويقاتلون
في سبيل الله بقيادته، {أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإِ مِنْ بَنِي
إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمُ ابْعَثْ
لَنَا مَلِكًا نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ هَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ
كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ أَلا تُقَاتِلُوا قَالُوا وَمَا لَنَا أَلا
نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا
وَأَبْنَائِنَا فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ تَوَلَّوْا إِلا
قَلِيلاً مِنْهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} [البقرة: 246].


فسأل شمويل ربه في ذلك، فأوحى الله إليه أن الله قد جعل عليهم ملكاً منهم
اسمه (طالوت= شاؤول) من سبط بَنْيامين، وكانت قبيلة بنيامين في ذلك العهد
قد أوشكت على الفناء في حرب أهلية وفتن داخلية قامت بين بني إسرائيل،
فاستنكروا أن يكون طالوت ملكاً عليهم.



قال الله عزّ وجلّ: {وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ
بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكًا قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ
عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ
الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً
فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللَّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ
وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 247].



فسألوا عن دليل رباني يدلهم على أن الله ملَّكه عليهم، فقال لهم صمويل:



{وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَنْ يَأْتِيَكُمْ
التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِمَّا تَرَكَ
ءالُ مُوسَى وَءالُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ إِنَّ فِي ذَلِكَ
لآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ} [البقرة: 248].



وأعطاهم صمويل موعداً لمجيء التابوت تحمله الملائكة، فخرجوا لاستقباله
فلما وجدوا التابوت قد جيء به حسب الموعد أذعنوا لملك طالوت، فكان أول ملك
من ملوك بني إسرائيل.


جمع طالوت صفوف بني إسرائيل، وهيأهم لمحاربة عدوهم، وخرج بهم، ثم اصطفى
منهم خلاصة للقتال، يقارب عددها عدد المسلمين في غزوة بدر. قالوا: وكان
عددهم نحواً من (319) مقاتل، وذلك بطريقة قصها القرآن علينا في قوله
تعالى: {فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ
مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ
يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلا مَنْ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ
فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ
وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ
بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو
اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ
اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 249].



وهؤلاء القلة هم الذين اصطفاهم طالوت للقتال بعد رحلة برية شاقة سار بهم
فيها، وقد اشتد فيها ظمأ القوم، وبهذه القلة التي جاوزت النهر واجه طالوت
الأعداء.

لقي طالوت خصومه الوثنيين الفلسطينيين، وكان رئيسهم جالوت (جليات عند العبرانيين) قوياً شجاعاً فرهبه بنو إسرائيل.
وهنا دخل في صفوف بني إسرائيل المقاتلين فتى صغير من سِبط يهوذا كان يرعى
الغنم لأبيه "اسمه داود"، ولم يكن في الحسبان أن يدخل مثله في المقاتلين،
ولكن أباه أرسله إلى إخوته الثلاثة الذين هم مع جيش طالوت ليأتيه
بأخبارهم.



قالوا: فرأى داود جالوت وهو يطلب المبارزة معتداً بقوته وباسه، والمقاتلون من بني إسرائيل قد رهبوه وخافوا من لقائه.

فسأل داود -وهو الفتى الصغير- عما يصير لقاتل هذا الرجل الجبار شديد
البأس، فأُجيب بأن الملك "طالوت" يغنيه ويزوِّجه ابنته، ويجعل بيت أبيه
حراً في إسرائيل.

فذهب داود إلى الملك طالوت وطلب منه الإِذن بمبارزة جالوت، فضنَّ به طالوت وحذره.
فقال له داود: إني قتلت أسداً أخذ شاة من غنم أبي، وكان معه دبّ فقتلته
أيضاً، فألبسه طالوت لامَة الحرب وعدة القتال، فلم يستطع داود أن يسير بها
لعدم خبرته السابقة بذلك، فخلعها وتقدم بعصاه ومقلاعه وخمسة أحجار صلبة
انتخبها من الوادي. وأقبل داود على جالوت وجرت بينهما مكالمةٌ عن بعد، وأظهر جالوت احتقار
الفتى وازدراءه، والعفة عن مبارزته لصغر سنِّه، لكن داود أخذ مقلاعه -وكان
ماهراً به- وزوَّده بحجرٍ من أحجاره، ورمى به فثبت الحجر في جبهة جالوت
الجبار فطرحه أرضاً، ثم أقبل إليه وأخذ سيفه وفصل به رأسه، وتمت الهزيمة
لجنود جالوت بإذن الله!



قال الله تعالى: {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ
جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا
يَشَاءُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ
الأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [البقرة:
251].

ووفَّى طالوت لداود بالوعد، فزوجه ابنته (ميكال) وأغناه.

ومنذ ذلك التاريخ لمع اسم (داود) في جماهير بني إسرائيل، ثم توالت
الانتصارات لبني إسرائيل على يد داود، وخاف طالوت على ملكه منه فلاحقه
ولاحق أنصاره وعَزَمَ على التخلص منه بالقتل، إلاَّ أن الله سلَّم داود
منه، ولم يكن من داود لطالوت إلاَّ الوفاء والطاعة وحسن العهد، وقد تهيأت
له الفرصة عدة مرات أن يقتله فلم يفعل ولو شاء لانتزع منه الملك.



ولما لم يجد داود سبيلاً لإِصلاح نفس طالوت عليه، اعتزل عنه بعد عدة
محاولات وفاء قام بها نحوه، فلم يخفف ذلك من حسده وقلقه وآلامه.



ومن ثَمّ بدأت الهزائم تلاحق طالوت في حروبه مع أعداء بني إسرائيل،
حتى
قُتل هو وثلاثة من بنيه، وهُزم رجاله. قالوا: وقد ندم طالوت على ما كان
منه

وكان نبيهم صمويل قد تغير على طالوت وهجره لما بدر منه نحو داود، وقد أُخبر داود أن المُلكَ صائر إليه بعد موت طالوت.


































ثانياً- داود في الملك:


علم داود بمقتل طالوت، فصعد إلى حبرون (مدينة الخليل)، فجاء رؤساء سبط يهوذا وبايعوه بالملك.


أما بقية أسباط بني إسرائيل فقد دانوا بالطاعة لولد من أولاد طالوت اسمه: (إيشبوشت).

ثم قامت حروب بين جنود داود وجنود إيشبوشت، انتهت بمقتل ابن طالوت بعد
سنتين أو ثلاث، واستتب لداود الملك العام على بني إسرائيل، وكان عمره (30)
سنة.


اتسعت مملكة بني إسرائيل على يد داود عليه السلام، وآتاه الله مع الملك
النبوة، وجعله رسولاً إلى بني إسرائيل يحكم بالتوراة، كما أنزل عليه
(الزبور) - أحد الكتب السماوية الأربعة الكبار - وآتاه الله الحكمة وفصل
الخطاب.



قالوا: وقد دام ملكه (40) سنة ثم توفي عليه السلام، ودفن في "بيت لحم"
بعد أن أوصى بالملك لابنه سليمان، فيكون عمره على هذا حين قبض عليه السلام
(70) سنة. والله أعلم.


وقد تعرض القرآن الكريم في عدة سور لحياة داود عليه السلام، بشكل
تناول أهم النقاط البارزة في حياته، مما يتصل ببدء ظهور اسمه في بني
إسرائيل، وملكه ونبوته، وبعض صفاته ونعم الله عليه، وأبرز ما جاء فيه
النقاط التالية:

-1 إثبات نبوته ورسالته، وأن الله أوحى إليه وأنزل عليه الزبور، وآتاه
الحكمة وفصل الخطاب، وعلمه مما يشاء، وأمره أن يحكم بين الناس بالحق.



-2 إثبات أنه قتل جالوت في المعركة التي قامت بين بني إسرائيل وعدوهم بقيادة طالوت.



-3 إثبات أن الله أنعم عليه بنعم كثيرة منها:



أن الله آتاه الملك وشدّه له، وجعله خليفة في الأرض، وأعطاه قوةً في حكمه.



أن الله سخر الجبال والطير يسبحن معه في العشي والإِبكار.



"فقد آتاه الله صوتاً حسناً، وقدرة على الإِنشاد البديع، فهو يصدح بصوته
بتسبيح الله وتحميده، ويتغنى فيه بكلام الله في الزبور في العشي
والإِبكار، فترجّع الجبال معه التسبيح والتحميد، وتجتمع عليه الطير فترجع
معه تسبيحاً وترنماً وغناءً.



أن الله آتاه علم منطق الطير، كما آتى ولده سليمان من بعده مثل ذلك.



أن الله ألان له الحديد، "فهو يتصرف بَطيّه وتقطيعه ونسجه، كما يتصرف أحدنا بالأشياء اللينة بطبعها.



أن الله علَّمه صناعة دروع الحرب المنسوجة من زرد الحديد.



قالوا: وكانت هذه الصناعة غير معروفة قبل داود عليه السلام.



عرض قصة استفتاء فقهي وُجِّه إليه، فأفتى فيه بوجه، وكان ابنه سليمان
فتىً صغيراً حاضراً مجلس الاستفتاء فأفتى بوجه آخر، وكان ما أفتى به
سليمان أضمن للحق وأقرب للصواب.



وذلك ما أشار إليه القرآن الكريم بقوله تعالى: {وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ
إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ
وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ * فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلا
آتَيْنَا حُكْمًا وَعِلْمًا وَسَخَّرْنَا مَعَ دَاوُودَ الْجِبَالَ
يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 78-79].



نفشت: أي رعت ليلاً بلا راعٍ.



قال المفسرون: إن زرعاً دخلت فيه ليلاً غنم لغير أهله، فأكلته وأفسدته،
فجاء المتحاكمون إلى داود - وعنده سليمان -، فحكم داود بالغنم لصاحب الحرث
عوضاً عن حرثه الذي أتلفته الغَنم ليلاً. فقال سليمان - وهو ابن إحدى عشرة
سنة -: غير هذا أرفق، فأمر بدفع الغنم إلى أهل الحرث لينتفعوا بألبانها
وأولادها وأشعارها، وبدفع الحرث إلى أهل الغنم ليقوموا بإصلاحه حتى يعود
إلى ما كان، ثم يترادّان.



عرض قصة الخصمين اللذين تسوّرا على داود، ودخلا عليه المحراب في وقت
عبادته الخاصة التي يخلو بها ولا يسمح لأحد أن يدخل عليه فيها، ففزع داود
منهما، لأنهما لم يستأذنا بالدخول عليه، ولم يدخلا محرابه من بابه، فقالا
له:



{لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا
بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ} [ص: 22] أي: لا تَجُرْ في الحكم - {وَاهْدِنَا
إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ}.



فأصغى لهما داود، فقال أحد الخصمين:



{إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ
وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا} - أي: ملكنيها- {وَعَزَّنِي فِي
الْخِطَابِ} [ص: 23] أي: غلبني في المخاصمة بنفوذٍ أو بقوة.



وسكت الآخر سكوت إقرار.



فقال داود: {لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ
وَإِنَّ كَثِيرًا مِنْ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ
إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ} [ص:
24].



وانصرف المتسوران دون أن يعلِّقا بشيء على ما أفتى به داود.



فرجع داود إلى نفسه، فعرف أن الله أرسل إليه هؤلاء القوم بهذا الاستفتاء
ابتلاء، وذلك لينبهه على أمر ما كان يليق به أن يصدر منه بحسب مقامه، فوبخ
نفسه: {فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعًا وَأَنَابَ} تائباً من
ذنبه، خائفاً من ربه.



وتطبيقاً لمبدأ عصمة الرسل عليهم السلام، فإن ما فُتِنَ به داود ونبِّه
عليه عن طريق الخصمين المستفتيين ينبغي أن لا يكون معصية ثابتة، وإنما هو
من المباحات العامة التي لا تليق بمقام الرسل المصطفين عليهم السلام.



هذا إذا كانت الحادثة بعد النبوة، أما إذا كانت قبل النبوة فينبغي أن لا
تكون من الكبائر، إذ الكبائر لا تليق بآحاد المؤمنين، فضلاً عن الذين
يهيؤون للرسالة. والله أعلم.



وذكر فريق من المفسرين أنّ فتنة داود عليه السلام كانت لأنه حكم بمجرّد
سماع الدعوى، دون أن يسأل البيِّنة، أو يسمع كلام المدَّعى عليه، ولذلك
قال الله له بعد ذلك كما جاء: {يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً
فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعْ
الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ
عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ
الْحِسَابِ} [ص: 26].







































قصة داود وما كان في أيامه


size=24]
هو داود بن ايشا بن عويد بن عابر بن سلمون بن نحشون بن عويناذب
بن ارم بن حصرون بن فارص بن يهوذا بن
يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عبد الله ونبيه، وخليفته في أرض
بيت المقدس
.





قال
محمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم، عن وهب بن منبه:





كان
داود عليه السلام قصيراً، أزرق العينين، قليل الشعر، طاهر القلب
ونقيه. تقدم أنه لما قتل جالوت، وكان قتله له فيما ذكر ابن عساكر
عند قصر أم حكيم بقرب مرج الصفر، فأحبته بنو إسرائيل ومالوا إليه
وإلى ملكه عليهم، فكان من أمر طالوت ما كان وصار الملك إلى داود
عليه السلام،
وجمع الله له بين الملك
والنبوة بين خير الدنيا والآخرة، وكان الملك يكون في سبط، والنبوة
في آخر، فاجتمع في داود هذا وهذا.







كما
قال تعالى: {وَقَتَلَ دَاوُدُ
جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ
مِمَّا يَشَاءُ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ
بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى
الْعَالَمِينَ}




أي:
لولا إقامة الملوك حكاما على الناس، لأكل قوي الناس ضعيفهم، ولهذا
جاء في بعض الآثار:




السلطان ظل الله في أرضه.




وقال أمير المؤمنين عثمان بن عفان: إن الله ليزغ بالسلطان ما لا
يزغ بالقرآن







وقد ذكر ابن جرير في تاريخه
أن جالوت لما بارز طالوت فقال له: اخرج إلي وأخرج إليك، فندب طالوت
الناس فانتدب داود فقتل جالوت.





قال وهب بن منبه:

فمال الناس إلى داود، حتى لم يكن لطالوت ذكر، وخلعوا طالوت وولوا
عليهم داود.










وقال
تعالى:
{وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ
مِنَّا فَضْلاً يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ
وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ
فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحاً إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ
بَصِيرٌ}









وقال
تعالى:
{... وَسَخَّرْنَا مَعَ
دَاوُدَ الْجِبَالَ يُسَبِّحْنَ وَالطَّيْرَ وَكُنَّا فَاعِلِينَ *
وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ
بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ شَاكِرُونَ}






أعانه الله على عمل الدروع من الحديد ليحصن المقاتلة من الأعداء،
وأرشده إلى صنعتها وكيفيتها فقال:





{وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ}
أي: لا تدق المسمار فيفلق، ولا تغلظه فيفصم








قال الحسن البصري، وقتادة، والأعمش:


كان الله قد ألان له الحديد حتى كان
يفتله بيده، لا يحتاج إلى نار ولا مطرقة.






قال قتادة:

فكان أول من عمل الدروع من زرد، وإنما كانت قبل ذلك من صفائح.






قال ابن شوذب:

كان يعمل كل يوم درعاً يبيعها بستة آلاف درهم، وقد ثبت في الحديث:






((أن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وأن نبي الله داود كان يأكل من
كسب يده)).







وقال تعالى: {وَاذْكُرْ عَبْدَنَا
دَاوُدَ ذَا الْأَيْدِ إِنَّهُ أَوَّابٌ * إِنَّا سَخَّرْنَا
الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ *
وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ * وَشَدَدْنَا
مُلْكَهُ وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ}
.






قال ابن عباس، ومجاهد:

الأيد: القوة في الطاعة، يعني: ذا قوة في العبادة والعمل الصالح.






قال قتادة:

أُعطي قوة في العبادة، وفقهاً في الإسلام.






قال: وقد ذكر لنا أنه كان يقوم الليل، ويصوم نصف الدهر.





وقد
ثبت في الصحيحين أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:






((أحب الصلاة إلى الله صلاة داود، وأحب الصيام إلى الله صيام
داود: كان ينام نصف الليل، ويقوم ثلثه، وينام سدسه، وكان يصوم
يوماً، ويفطر يوماً، ولا يفر إذا لاقى)).







وقوله:
{إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ
مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِشْرَاقِ * وَالطَّيْرَ
مَحْشُورَةً كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ} .







كما
قال: {يا جبال أوبي معه والطير}
أي: سبحي معه.





{إِنَّا سَخَّرْنَا الْجِبَالَ مَعَهُ يُسَبِّحْنَ بِالْعَشِيِّ
وَالْإِشْرَاقِ}





أي:
عند آخر النهار وأوله. وذلك أنه كان الله تعالى قد وهبه من الصوت
العظيم ما لم يعطه أحداً، بحيث أنه كان إذا ترنم بقراءة كتابه يقف
الطير في الهواء، يُرجع بترجيعه، ويسبح بتسبيحه، وكذلك الجبال
تجيبه وتسبح معه، كلما سبح بكرة وعشياً صلوات الله وسلامه عليه.






وقال الأوزاعي: حدثني عبد الله بن عامر قال:
أعطي داود من حُسن الصوت ما لم يعط أحد قط، حتى أن كان الطير
والوحش ينعكف حوله، حتى يموت عطشاً وجوعاً، وحتى إن الأنهار لتقف.







وقال وهب بن منبه:
كان لا يسمعه أحد إلا حجل كهيئة الرقص، وكان يقرأ الزبور بصوت لم
تسمع الآذان بمثله، فيعكف الجن، والإنس، والطير، والدواب على صوته،
حتى يهلك بعضها جوعاً.





عن عائشة قالت: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوت أبي موسى
الأشعري وهو يقرأ فقال
:
((لقد أوتي أبو موسى من مزامير آل
داود)).






وقد
كان داود عليه السلام مع هذا الصوت الرخيم، سريع القراءة لكتابه
الزبور كما قال الإمام أحمد: عن أبي
هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
:







((خفف على داود القراءة، فكان يأمر بدابته فتسرج، فكان يقرأ القرآن
من قبل أن تسرج دابته، وكان لا يأكل إلا من عمل يديه)).







والمراد بالقرآن ههنا الزبور:

الذي أنزله عليه، وأوحاه إليه، وقد كان ملكاً له أتباع، فكان يقرأ
الزبور بمقدار ما تسرج الدواب، وهذا أمر سريع مع التدبر والترنم
والتغني به على وجه التخشع، صلوات الله وسلامه عليه.







وقد
قال الله تعالى: {وَآتَيْنَا دَاوُدَ
زَبُوراً}




والزبور: كتاب مشهور، أنزل في شهر رمضان، وفيه من المواعظ والحكم
ما هو معروف لمن نظر فيه.





وقوله: {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ
وَآتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ}
أي: أعطيناه
ملكاً عظيماً، وحكماً نافذاً.





روى
ابن جرير، وابن أبي حاتم، عن ابن عباس:




أن
رجلين تداعيا إلى داود عليه السلام في بقر: ادعى أحدهما على الآخر
أنه اغتصبها منه، فأنكر المدعى عليه، فأرجأ أمرهما إلى الليل، فلما
كان الليل أوحى الله إليه أن يقتل المدعي،






فلما أصبح قال له داود:

إن الله قد أوحى إلي أن أقتلك، فأنا قاتلك لا محالة، فما خبرك فيما
ادعيته على هذا؟





قال:

والله يا نبي الله إني لمحق فيما ادعيت عليه، ولكني كنت اغتلت أباه
قبل هذا، فأمر به داود فقتل، فعظم أمر داود في بني إسرائيل جداً
وخضعوا له خضوعاً عظيماً.





قال
ابن عباس: وهو قوله تعالى: {وَشَدَدْنَا
مُلْكَهُ}





وقوله تعالى: {وَآتَيْنَاهُ
الْحِكْمَةَ}
أي: النبوة.






{وَفَصْلَ الْخِطَابِ}

قال شريح، والشعبي، وقتادة، وأبو عبد الرحمن السلمي، وغيرهم:






فصل الخطاب
:
الشهود والأيمان، يعنون بذلك البينة على المدعي، واليمين على من
أنكر.





وقال مجاهد والسدي:

هو إصابة القضاء وفهمه.




وقال مجاهد:

هو الفصل في الكلام، وفي الحكم






{وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا
الْمِحْرَابَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُدَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ
قَالُوا لَا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ
فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلَا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى
سَوَاءِ الصِّرَاطِ * إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ
نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا
وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ * قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ
نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنَ الْخُلَطَاءِ
لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا
وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُدُ
أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً
وَأَنَابَ * فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا
لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ} .




وقد
ذكر كثير من المفسرين من السلف والخلف ههنا، قصصاً وأخبارا أكثرها
إسرائيليات، ومنها ما هو مكذوب لا محالة، تركنا إيرادها هنا قصداً
اكتفاء واقتصاراً على مجرد تلاوة القصة من القرآن العظيم، والله
يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.





قال
الله تعالى: {فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ
وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ}






أي:
إن له يوم القيامة لزلفى، وهي القربة التي يقربه الله بها، ويدنيه
من حظيرة قدسه بسببها، كما ثبت في حديث





قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:




((إن أحب الناس إلى الله يوم القيامة وأقربهم منه مجلساً إمام
عادل، وإن أبغض الناس إلى الله يوم القيامة وأشدهم عذاباً إمام
جائر)).





وقال ابن أبي حاتم: حدثنا جعفر بن سليمان، سمعت مالك بن دينار في
قوله:
{وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا
لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ}






قال: يقوم داود عليه السلام يوم القيامة عند ساق العرش،






فيقول الله:

يا داود مجدني اليوم بذلك الصوت الحسن الرخيم، الذي كنت تمجدني في
الدنيا،






فيقول:

وكيف وقد سلبته؟





فيقول:

إني أرده عليك اليوم.




قال: فيرفع داود بصوت يستفرغ نعيم أهل الجنان.







قال
تعالى
: {يَا دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ
خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ
وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ
الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ
بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ}






هذا
خطاب من الله تعالى مع داود، والمراد ولاة الأمور، وحكام الناس،
وأمرهم بالعدل، واتباع الحق المنزل من الله لا ما سواه من الآراء
والأهواء، وتوعد من سلك غير ذلك، وحكم بغير ذلك.







وقد
كان داود عليه السلام هو المقتدى به في ذلك الوقت في العدل، وكثرة
العبادة، وأنواع القربات، حتى إنه كان لا يمضي ساعة من آناء الليل
وأطراف النهار إلا وأهل بيته في عبادة ليلاً ونهاراً





كما
قال تعالى:
{اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ
شُكْراً وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ}







عن
أبي الجلد قال: قرأت في مسألة داود
عليه السلام أنه قال:
يا رب كيف لي أن أشكرك، وأنا لا أصل
إلى شكرك إلا بنعمتك،






قال: فأتاه الوحي أن يا داود
:
ألست تعلم أن الذي بك من النعم مني؟






قال:

بلى يا رب.




قال:

فإني أرضى بذلك منك.





وقال البيهقي: عن ابن شهاب قال:
قال داود: الحمد لله كما ينبغي لكرم وجهه، وعز جلاله، فأوحى الله
إليه إنك أتعبت الحفظة يا داود.





وعن
عمر مولى عفرة قال:




قالت يهود لما رأت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتزوج النساء:

انظروا إلى هذا الذي لا يشبع من الطعام، ولا والله ما له همة إلا
إلى النساء، حسدوه لكثرة نسائه وعابوه بذلك،
فقالوا:






لو
كان نبياً ما رغب في النساء، وكان أشدهم في ذلك حيي بن أخطب،
فأكذبهم الله وأخبرهم بفضل الله وسعته
على نبيه صلوات الله عليه وسلامه، فقال
:






{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ
فَضْلِهِ...}

يعني بالناس رسول الله صلى الله عليه وسلم.






{... فَقَدْ آتَيْنَا آلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ
وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْنَاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً}






يعني: ما أتى الله سليمان بن داود كانت له ألف امرأة، سبعمائة
مهرية، وثلاثمائة سرية، وكانت لداود
عليه السلام مائة امرأة منهن: امرأة أوريا أم سليمان بن داود، التي
تزوجها بعد الفتنة
. هذا أكثر مما لمحمد صلى الله عليه وسلم.
وقد ذكر الكلبي نحو هذا، وإنه كان لداود عليه السلام مائة امرأة،
ولسليمان ألف امرأة منهن ثلاثمائة سرية.










عن
أبي هريرة الحمصي، عن صدقة الدمشقي، أن
رجلاً سأل ابن عباس عن الصيام فقال:
لأحدثنك بحديث كان عندي
في البحث مخزوناً إن شئت أنبأتك بصوم
داود،
فإنه كان صواماً قواماً، وكان شجاعاً لا يفر إذا
لاقى، وكان يصوم يوماً ويفطر يوماً.






وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:




((أفضل الصيام صيام داود، وكان يقرأ الزبور بسبعين صوتا يكون
فيها، وكانت له ركعة من الليل يبكي فيها نفسه، ويبكي ببكائه كل
شيء، ويصرف بصوته الهموم والمحموم)).






وإن شئت أنبأتك بصوم ابنه سليمان،

فإنه كان يصوم من أول الشهر ثلاثة أيام، ومن وسطه ثلاثة أيام، ومن
آخره ثلاثة أيام، يستفتح الشهر بصيام، ووسطه بصيام، ويختمه بصيام.






وإن شئت أنبأتك بصوم ابن العذراء البتول عيسى بن مريم
،
فإنه كان يصوم الدهر، ويأكل الشعير، ويلبس الشعر، يأكل ما وجد، ولا
يسأل عما فقد، ليس له ولد يموت، ولا بيت يخرب، وكان أينما أدركه
الليل صفَّ بين قدميه، وقام يصلي حتى يصبح، وكان رامياً لا يفوته
صيد يريده، وكان يمر بمجالس بني إسرائيل فيقضي لهم حوائجهم.






وإن شئت أنبأتك بصوم أمه مريم بنت عمران
،
فإنها كانت تصوم يوماً، وتفطر يومين.






وإن شئت أنبأتك بصوم النبي العربي الأمي - محمد صلى الله عليه وسلم

- فإنه كان يصوم من كل شهر ثلاثة أيام، ويقول:
((إن ذلك صوم الدهر)).





ذكر كمية حياته وكيفية وفاته و جنازته






قد
ذكرنا فى قصة آدم الأحاديث الواردة في خلق آدم أن الله لما استخرج
ذريته من ظهره فرأى فيهم الأنبياء عليهم السلام ورأى فيهم رجلاً
يُزهر





فقال:

أي رب من هذا؟





قال:

هذا ابنك داود.




قال:

أي رب كم عمره؟





قال:

ستون عاماً.




قال:

أي رب زد في عمره.




قال:

لا إلا أن أزيده من عمرك.




وكان عمر آدم ألف عام فزاده أربعين عاماً





فلما انقضى عمر آدم جاءه ملك الموت





فقال:

بقي من عمري أربعون سنة، ونسي آدم ما كان وهبه لولده داود، فأتمها
الله لآدم ألف سنة، ولداود مائة سنة.






وأما وفاته عليه السلام
فقال الإمام أحمد في مسنده:

عن أبي
هريرة، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:





"كان داود عليه السلام فيه غ
 
Mr-bra

Mr-bra

طاقم الإدارة
رقم العضوية :
1
البلد/ المدينة :
الجزائر
المُسَــاهَمَـاتْ :
6459
نقاط التميز :
8835
التَـــسْجِيلْ :
08/06/2008
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اولا اشكرك اخي fcbعلى توريطك لي مع شحصية النبي زكرياء
(بالهمزة المضمومة في آخر الاسم كما جاء في القرآن الكريم) عليه السلام


بصراحة اخوتي قصة النبي زكرياء عليه السلام من أروع القصص لذلك أرجوا أن تطالعوها من
أولها لآخرها.لقد حاولت أن اجعل التعريف مختصر بعض الشيء حتى لا يدخل القارئ في الملل
حيث نقلت نبذة قصيرة عنه كما نقلت قصة كفالة النبي زكرياء لمريم بنت عمران وكيف وهبه الله
يحيى عليه السلام


بسم الله أبدا

نبذة عن النبي زكرياء عليه السلام:

مسابقة تم توريطك بشخصية Attachment

كان سيدنا زكرياء عليه السلام عبدا صالح تقي أخذ يدعو للدين الحنيف، كفل مريم العذراء، دعا الله أن
يرزقه ذرية صالحة
زكريا عليه السلام أحد أنبياء بني إسرائيل يصل نسبه إلى سليمان بن داود
عليه السلام، وكانت رسالته قبل ميلاد المسيح
بن مريم عليه السلام. بعثه
الله إلى بني إسرائيل فقام يدعوهم إلى الله، ويخوِّفهم عذابه، في وقت اشتد
فيه الفسق والفجور
وطغت على بني إسرائيل موجة عنيفة من التفسخ والتحلل،
وطغيان المادة حتى نسوا الله والدار الآخرة، وتسلّط على الحكم ملوك
ظالمون
جبابرة لقي زكريا عليه السلام منهم كل عنت ومشقة، وناله من أذاهم الشيء
الكثير. وتوالت عليه الأهوال الشدائد، ووهن
العظم منه واشتعل الرأس شيبـًا،
ولم يعد به طاقة لتحمل الأذى والمخاطر،
وهبه الله يحيى عليه السلام الذي خلفه في الدعوة لعبادة الله الواحد القهار.

قصة سيدنا زكرياء عليه السلام وكفالة مريم بنت عمران و كيف وهبه الله يحيى عليه السلام

امرأة عمران:

في ذلك
العصر القديم.. كان هناك نبي.. وعالم عظيم يصلي بالناس.. كان اسم النبي
زكريا عليه السلام.. أما العالم العظيم
الذي اختاره الله للصلاة بالناس،
فكان اسمه عمران عليه السلام.وكان لعمران زوجته لا تلد.. وذات
يوم رأت طائرا يطعم
ابنه الطفل في فمه ويسقيه.. ويأخذه تحت جناحه خوفا عليه
من البرد.. وذكرها هذا المشهد بنفسها فتمنت على الله أن تلد..
ورفعت يديها
وراحت تدعو خالقها أن يرزقها بطفل..واستجابت لها رحمة الله
فأحست ذات يوم أنها حامل.. وملأها الفرح
والشكر لله فنذرت ما في بطنها
محررا لله.. كان معنى هذا أنها نذرت لله أن يكون ابنها خادما للمسجد طوال حياته..
يتفرغ لعبادة الله وخدمة بيته.

ولادة مريم:

وجاء يوم الوضع ووضعت زوجة عمران بنتا، وفوجئت الأم! كانت تريد ولدا ليكون
في خدمة المسجد والعبادة، فلما جاء
المولود أنثى قررت الأم أن تفي بنذرها
لله برغم أن الذكر ليس كالأنثى.سمع الله سبحانه وتعالى دعاء
زوجة عمران،
والله يسمع ما نقوله، وما نهمس به لأنفسنا، وما نتمنى أن نقوله
ولا نفعله.. يسمع الله هذا كله ويعرفه.. سمع الله زوجة عمران
وهي تخبره
أنها قد وضعت بنتا، والله أعلم بما وضعت، الله.. هو وحده الذي يختار نوع
المولود فيخلقه ذكرا أو يخلقه أنثى..
سمع الله زوجة عمران تسأله أن يحفظ
هذه الفتاة التي سمتها مريم، وأن يحفظ ذريتها من الشيطان الرجيم.

ويروي الإمام مسلم في صحيحه: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى
شَيْبَةَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ
عَنْ سَعِيدٍ عَنْ أَبِى
هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه
وسلم قَالَ
« مَا مِنْ مَوْلُودٍ يُولَدُ إِلاَّ نَخَسَهُ الشَّيْطَانُ
فَيَسْتَهِلُّ صَارِخاً مِنْ نَخْسَةِ الشَّيْطَانِ إِلاَّ
ابْنَ مَرْيَمَ وَأُمَّهُ
». ثُمَّ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ
(وَإِنِّى أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ).

كفالة زكريا لمريم:

أثار ميلاد مريم بنت عمران مشكلة صغيرة في بداية الأمر.. كان عمران قد
مات قبل ولادة مريم.. وأراد علماء ذلك الزمان
وشيوخه أن يربوا مريم.. كل
واحد يتسابق لنيل هذا الشرف.. أن يربي ابنة شيخهم الجليل العالم وصاحب
صلاتهم وإمامهم فيها.
قال زكريا: أكفلها أنا.. هي قريبتي.. زوجتي هي خالتها.. وأنا نبي هذه الأمة وأولاكم بها.وقال العلماء والشيوخ:
ولماذا لا يكفلها أحدنا..؟ لا نستطيع أن نتركك تحصل على هذا الفضل بغير اشتراكنا فيه.ثم اتفقوا على إجراء قرعة.
أي واحد يكسب القرعة هو الذي يكفل مريم،
ويربيها، ويكون له شرف خدمتها، حتى تكبر هي وهي تخدم المسجد وتتفرغ
لعبادة
الله، وأجريت القرعة.. وضعت مريم وهي مولودة على الأرض، ووضعت إلى جوارها
أقلام الذين يرغبون في كفالتها،
وأحضروا طفلا صغيرا، فأخرج قلم زكريا..

قال زكريا: حكم الله لي بأن أكفلها.
قال العلماء والشيوخ: لا.. القرعة ثلاث مرات.
وراحوا يفكرون في القرعة الثانية.. حفر كل واحد اسمه على قلم خشبي،
وقالوا: نلقي بأقلامنا في النهر.. من سار قلمه ضد التيار
وحده فهو الغالب.وألقوا أقلامهم في النهر، فسارت أقلامهم جميعا مع التيار ما عدا قلم
زكريا.. سار وحده ضد التيار..
وظن زكريا أنهم سيقتنعون، لكنهم أصروا على أن
تكون القرعة ثلاث مرات. قالوا: نلقي أقلامنا في النهر.. القلم الذي يسير
مع التيار وحده يأخذ مريم. وألقوا أقلامهم فسارت جميعا ضد التيار ما عدا
قلم زكريا. وسلموا لزكريا، وأعطوه مريم ليكفلها..
وبدأ زكريا يخدم مريم،
ويربيها ويكرمها حتى كبرت..كان لها مكان خاص تعيش فيه في
المسجد.. كان لها محراب تتعبد فيه..
وكانت لا تغادر مكانها إلا قليلا..
يذهب وقتها كله في الصلاة والعبادة.. والذكر والشكر والحب لله..وكان زكريا يزورها
أحيانا في المحراب.. وكان يفاجأه كلما دخل عليها أنه
أمام شيء مدهش.. يكون الوقت صيفا فيجد عندها فاكهة الشتاء..
ويكون الوقت
شتاء فيجد عندها فاكهة الصيف.
ويسألها زكريا من أين جاءها هذا الرزق..؟
فتجيب مريم: إنه من عند الله..
وتكرر هذا المشهد أكثر من مرة.

دعاء زكريا ربه:

كان زكريا شيخا عجوزا ضعف عظمه، واشتعل رأسه بالشعر الأبيض، وأحس أنه
لن يعيش طويلا.. وكانت زوجته
وهي خالة مريم عجوزا مثله ولم تلد من قبل في
حياتها لأنها عاقر.. وكان زكريا يتمنى أن يكون له ولد يرث علمه
ويصير نبيا
ويستطيع أن يهدي قومه ويدعوهم إلى كتاب الله ومغفرته.. وكان زكريا لا يقول
أفكاره هذه لأحد.. حتى
لزوجته..ولكن الله تعالى كان يعرفها قبل أن تقال..
ودخل زكريا ذلك الصباح على مريم في المحراب.. فوجد عندها
فاكهة ليس هذا
أوانها.

سألها زكريا: (قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَـذَا)؟!
مريم: (قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ).
قال زكريا في نفسه: سبحان الله.. قادر على كل شيء.. وغرس الحنين أعلامه في قلبه وتمنى الذرية.. فدعا ربه.
سأل زكريا خالقه بغير أن يرفع صوته أن يرزقه طفلا يرث النبوة والحكمة
والفضل والعلم.. وكان زكريا خائفا
أن يضل القوم من بعده ولم يبعث فيهم
نبي.. فرحم الله تعالى زكريا واستجاب له. فلم يكد زكريا يهمس في قلبه
بدعائه
لله حتى نادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب: (يَا زَكَرِيَّاء
إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَل لَّهُ مِن
قَبْلُ سَمِيًّا
).
مسابقة تم توريطك بشخصية 5680991125_780bac89d0
فوجئ زكريا بهذه البشرى.. أن يكون له ولد لا
شبيه له أو مثيل من قبل.. أحس زكريا من فرط الفرح باضطراب.. تسائل من
موضع
الدهشة: (قَالَ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَكَانَتِ امْرَأَتِي
عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا
) أدهشه أن ينجب وهو عجوز وامرأته
لا تلد..(قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ
هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِن قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا
) أفهمته
الملائكة أن هذه مشيئة الله وليس أمام مشيئة
الله إلا النفاذ.. وليس هناك
شيء يصعب على الله سبحانه وتعالى.. كل شيء يريده يأمره بالوجود فيوجد.. وقد
خلق الله زكريا
نفسه من قبل ولم يكن له وجود.. وكل شيء يخلقه الله تعالى
بمجرد المشيئة (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ
كُنْ فَيَكُونُ
).
امتلأ قلب زكريا بالشكر لله وحمده وتمجيده..
وسأل ربه أن يجعل له آية أو علامة. فأخبره الله أنه ستجيء عليه ثلاثة أيام
لا يستطيع فيها النطق.. سيجد نفسه غير قادر على الكلام.. سيكون صحيح المزاج
غير معتل.. إذا حدث له هذا أيقن أن امرأته
حامل، وأن معجزة الله قد
تحققت.. وعليه ساعتها أن يتحدث إلى الناس عن طريق الإشارة.. وأن يسبح الله
كثيرا في الصباح والمساء..
وخرج زكريا يوما على الناس وقلبه
مليء بالشكر.. وأراد أن يكلمهم فاكتشف أن لسانه لا ينطق.. وعرف أن معجزة
الله قد تحققت..
فأومأ إلى قومه أن يسبحوا الله في الفجر والعشاء.. وراح هو
يسبح الله في قلبه.. صلى لله شكرا على استجابته لدعوته ومنحه يحيي..

ظل زكريا عليه السلام يدعوا إلى ربه حتى جاءت وفاته.

ولم ترد روايات صحيحة عن وفاته عليه السلام. لكن ورايات كثير -ضعيفة-
أوردت قتله على يد جنود الملك الذي قتل يحيى من قبل




مسابقة تم توريطك بشخصية 1
 
اللورد ايمن

اللورد ايمن

طاقم الكتاب الحصريين
رقم العضوية :
16200
البلد/ المدينة :
منتدى وادي العرب
العَمَــــــــــلْ :
2 AS
المُسَــاهَمَـاتْ :
1517
نقاط التميز :
2170
التَـــسْجِيلْ :
02/05/2011
شكرا جزيلا للمعلومات القيمة اخي زكرياء
 
تاج الإسلام

تاج الإسلام

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
بسكرة
المُسَــاهَمَـاتْ :
1034
نقاط التميز :
1924
التَـــسْجِيلْ :
28/03/2011
شكرا للأخ زكريا
 
ايوب1992

ايوب1992

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
95
البلد/ المدينة :
الدرمون/باتنة/الجزائر
العَمَــــــــــلْ :
طالب
المُسَــاهَمَـاتْ :
7391
نقاط التميز :
13148
التَـــسْجِيلْ :
25/12/2008
اختصار كبير اخي زكرياء اذا اردت الاختصار ابعثها في ملف mp .3
 
تاج الإسلام

تاج الإسلام

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
بسكرة
المُسَــاهَمَـاتْ :
1034
نقاط التميز :
1924
التَـــسْجِيلْ :
28/03/2011
المتورط رقم 08 هو الاخ مدريدي ونص

و الشخصية** هو//شعيب عليه السلام

بالتوفيق..
 
المحترف

المحترف

عضو محترف
رقم العضوية :
14615
البلد/ المدينة :
Algerie /Biskra/Zeribet El Oued
العَمَــــــــــلْ :
m i m s p
المُسَــاهَمَـاتْ :
3836
نقاط التميز :
2933
التَـــسْجِيلْ :
08/04/2011
شعيب عليه السلام

مولده
شعيب عليه السلام لم تذكر كتب القصص الفترة التي عاشها إنما ذكر انه
بعد هلاك قومه عاش مده من الزمن إلى ان توفاة الله في الفترة بين وفاة
يوسف ونشاة موسى عليهما الصلاة والسلام
نسب شعيب عليه السلام:
قال أبو البقاء في كلياته: "شعيب عليه السلام هو ابن ميكيل بن يشجر بن مدين بن إبراهيم الخليل". وقيل غير ذلك في نسبه.
قالوا: وأمه بنت لوط عليه السلام. والله أعلم.

* حياة شعيب مع قومه في فقرات:
1- لم
يَطُل بأهل مدين العهد حتى هجروا دينهم الذي كانوا ورثوه عن إبراهيم عليه
السلام، ودخلت فيهم الوثنية فكفروا بالله وعبدوا غيره، وانحرفوا عن الصراط
السوي، فكان من سيئاتهم: التطفيف في الكيل والوزن، وبخس الناس أشياءهم في
تجاراتهم، والفساد في الأرض.

2- فأرسل
الله إليهم شعيباً رسولاً منهم يتصل نسبه من جهة آبائه بإبراهيم عليه
السلام، فدعاهم إلى الله بمثل دعوة الرسل، وأمرهم بالعدل، ونهاهم عن
الظلم، وجاءهم ببينة من ربه، وذكرهم بنعمة الله عليهم، إذ كثّرهم من قلة،
وأغناهم من فقر، فآمن به قليل منهم وكذبه الأكثرون.

وكان
خطيباً حسن البيان قويّ الحجّة، ويذكر المفسرون أنه خطيب الأنبياء، وروي
في ذلك حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم، رواه ابن إسحاق عن ابن عباس.

3- ولمَّا ألح عليهم شعيب عليه السلام في الدعوة والموعظة قالوا له - {وَاسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ إِنَّ رَبِّي رَحِيمٌ وَدُودٌ}.
4- ثم
هدَّدوه وتوعدوه بإخراجه من قريتهم هو والذين آمنوا معه إلا أن يعود في
ملتهم، وهيهات لرسول أن يستجيب لدعوة الكفر وهو يدعو إلى الإِيمان!!

5- ولقد أنذرهم عقاب الله فقال لهم - {وَيَا
قَوْمِ لا يَجْرِمَنَّكُمْ شِقَاقِي أَنْ يُصِيبَكُمْ مِثْلُ مَا أَصَابَ
قَوْمَ نُوحٍ أَوْ قَوْمَ هُودٍ أَوْ قَوْمَ صَالِحٍ وَمَا قَوْمُ لُوطٍ
مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ
} [هود: 89].

6- وعلى
الرغم من كل النصائح والمواعظ والإِنذارات، طلبوا منه- عناداً وجهلاً
وسخرية وتحدياً - أن يُسقِط عليهم كسفاً "قطعاً" من السماء إن كان من
الصادقين!!

7- فاستنصر شعيب
بربه، فحقت كلمة الله بالعذاب على من كفر من قومه، فأهلكهم الله بالصيحة
رافقتها الرجفة في يوم الظلة، وذلك يوم اشتدت فيه الحرارة شدة لا تطاق،
فأرسل الله سحابة ففزعوا إليها فراراً من شدة الحر، فلما تكامل عدد أهل
الكفر في ظلها، تزلزلت بهم الأرض، وصدمتهم صيحة السماء، فأصبحوا في ديارهم
جاثمين كأن لم يَغْنَوا فيها!!

8- ونجى الله شعيباً والذين آمنوا معه برحمته.
9- ليس
عند المؤرخين تحديد للزمن الذي عاش فيه شعيب عليه السلام، ومن المحقَّق أن
دعوته لقومه كانت بعد لوط بزمن غير بعيد، لقوله لقومه -كما قص القرآن
المجيد في سورة(هود)-: {وما قوم لوط منكم ببعيد}، وأنها كانت قبل موسى لقوله تعالى -عقب الحديث عن عدد من الرسل ومنهم شعيب- {ثُمَّ
بَعَثْنَا مِنْ بَعْدِهِمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ
وَمَلَئِهِ فَظَلَمُوا بِهَا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ
الْمُفْسِدِينَ
}.

ويغلب على الظن
أن أحداث إهلاك قومه كانت بعد انتقال بني إسرائيل إلى مصر وفي المدّة
الواقعة بين وفاة يوسف ونشأة موسى عليهما السلام. والله أعلم.

10- وقد أوجز القرآن الكريم قصة شعيب مع قومه في عدة سور، وأهم ما جاء فيها النقاط التالية:
(أ) إثبات نبوته ورسالته إلى أهل مدين وأصحاب الأيكة.
وهل هما قوم أو قومان؟
للمفسرين في ذلك رأيان، الأرجح أنهما اسمان لمسمى واحد. والله أعلم.
(ب) وصف قومه بالكفر وفعل السيئات التي منها: التطفيف والبخس، والإفساد في الأرض.
لقاؤه بموسى وزواج موسى من بنته على أن يأجره ثمان حجج.
(جـ) دعوته لقومه، وصبره عليهم، وإنذاره لهم.
(د) إهلاك الله لقومه، ونجاته هو والذين آمنوا معه برحمة من الله وفضل.
قصة شعيب نبي الله
لم ترد قصة شعيب عليه السلام إلا في اربع سور من القرآن الكريم هي: الأعراف وهود والشعراء والعنكبوت.

وشعيب لقب بخطيب الانبياء لما أعطي من منطق حسن وأسلوب لين، وقد بعثه الله
الى مدين او أصحاب الأيكة، وهؤلاء قوم ابتلاهم الله بنقص في المكيال
والميزان، فكانت دعوة شعيب لهم بأن لا ينقصوا المكيال والميزان، لأن ذلك
يعد غشا وكذبا وخداعا والله لا يرضى بذلك.

إذن بعد توحيد الله لابد من معاملة الناس بالعدل والاحسان، قال
تعالى: “والى مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله مالكم من إله غيره،
قد جاءتكم بينة من ربكم فأوفوا الكيل والميزان ولا تبخسوا الناس أشياءهم
ولا تفسدوا في الارض بعد اصلاحها، ذلكم خير لكم ان كنتم مؤمنين” الآية رقم
85 من سورة الاعراف.

لكن قوم شعيب كغيرهم صاروا يستهزئون بنبيهم ويقولون له: أصلاتك تأمرك بهذا؟

عندئذ حل بهم العذاب قال تعالى: “فأخذتهم الرجفة فأصبحوا في دارهم
جاثمين”. ويقول في آية اخرى: “فكذبوه فأخذهم عذاب يوم الظلة انه كان عذاب
يوم عظيم” الآية رقم 189 من سورة الشعراء.

يقول الاستاذ سميح عاطف الزين في كتابه قصص الانبياء في القرآن:

ابتلي قوم شعيب بالحر الشديد، لا يروي ظمأهم ماء ولا تقيهم ظلال ولا
تمنعهم جبال ففروا هاربين، ورأوا سحابة مظلة لهم من وهج الشمس وحسبوها
ستارا من شدة الحر فاجتمعوا تحتها، ولكن ما ان اكتمل عددهم حتى بدأت
الغمامة ترميهم بالشرر، وجاءت الصيحة وعذاب الظلة من السماء، وزلزلت الارض
من تحت أقدامهم فأهلكوا وصاروا من الغابرين عندئذ تأسف عليهم نبي الله
شعيب وقال بعد ان تولى عنهم: “يا قوم لقد أبلغتكم رسالات ربي ونصحت لكم
فكيف آسى على قوم كافرين” الآية رقم 93 من سورة الاعراف.

أقول: وينبغي ان نقف مع نبي الله شعيب وقومه أهل مدين وقفتين:

1- أهل مدين هم اصحاب الأيكة على أرجح الأقوال كما يقول ابن كثير وقد قال
بأن الحديث الذي يقول: ان قوم مدين واصحاب الأيكة أمتان بعث الله اليهما
شعيبا عليه السلام حديث غريب.

والأيكة شجرة كان أهل مدين يعبدونها من دون الله، وعندما بعث شعيب كانوا متلبسين بعملين مشينين:

الأول: الاشراك بالله في العبادة.

الثاني: التطفيف في المكيال والميزان، حيث إنهم كانوا اذا وزنوا للناس او
كالوا يخسرون فيهما، واذا وزنوا او كالوا لأنفسهم زادوا في الميزان
والمكيال، وليس بعد هذا جور أبدا.

2- الصلاة ليست معروفة في الاسلام فقط بل حتى الديانات او الأمم الاخرى
عرفت الصلاة، بدليل ان قوم شعيب قالوا لشعيب أصلاتك تأمرك ان نترك ما يعبد
آباؤنا او ان نفعل في أموالنا ما نشاء؟

وبالمناسبة هذه الشهادة من أهل مدين بجدوى الصلاة في بتر جذور المنكر،
تعزز الآية الكريمة التي تقول: ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي،
فالذي أمرت به أمة محمد أمر به من قبلها أيضا.

3 برزت في مهمة نبي الله شعيب مع قومه مشكلة المال ومحاربة الفساد، فشعيب
جاء ليطهر المجتمع من الامراض الاجتماعية التي هي من قبيل الكذب والغش
والتطفيف في المكيال والميزان، لأن كل هذه من أكل أموال الناس بالباطل.

ولكن قوم شعيب اعتبروا شعيبا خارجا عليهم جاء ليحد من حرياتهم الشخصية،
فلو تركوه يمضي في طريقه الاصلاحي هذا فإنهم سوف يخسرون المال والجاه
والمنصب، كيف لا وقد تعودوا ان يظلموا الضعفاء ويستعلوا عليهم بقوة
سلطانهم؟
ذكر الله سبحانه وتعالى قصة شعيب النبي صلى الله عليه وسلم في غير موضع من كتابه وإرساله إلى أهل مدين , وقال في موضع آخر : " كذب أصحاب الأيكة المرسلين " (سورة الشعراء 176 ) فأكثر الناس يقولون : إنهم أهل مدين ومن الناس من يجعلها قصتين .

وذكر في قصة موسى ـ عليه السلام ـ أنه " لما
ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان
قال ما خطبكما .." (الآية 23من سورة القصص ) إلى آخر القصة .


فموسى
عليه السلام قضى أكمل الأجلين ولم يذكر عن هذا الشيخ أنه كان شعيبا , ولا
أنه كان نبيا ولا عند أهل الكتابين أنه كان نبيا , ولا نُقل عن أحد من
الصحابة أن هذا الشيخ الذي صاهر موسى كان شعيبا النبي , لا عن ابن عباس
ولا غيره , بل المنقول عن الصحابة أنه لم يكن هو شعيب .


قال سنيد بن داود شيخ البخاري في تفسيره بإسناده عن ابن عباس :

قال
اسمه : يثرى , قال حجاج : وقال غيره : يثرون , وعن شعيب الجبائي أنه قال :
اسم الجاريتين ليا وصغوره , وامرأة موسى صغوره ابنة يثرون كاهن مدين ,
والكاهن الحبر , وفي رواية عن ابن عباس أن اسمه يثرون أو يثرى.


وقال
ابن جرير : اسم إحدى الجاريتين ليا , ويقال شرفا , والأخرى صغورة , وقال
أيضا : وأما أبوهما فمختلف في اسمه , فقال بعضهم : اسمه يثرون , وقال ابن
مسعود : الذي استأجر موسى ابن أخي شعيب يثرون , وقال أبو عبيدة : هو يثرون
ابن أخي شعيب النبي صلى الله عليه وسلم .


وقال
آخرون : اسمه يثرى, وهو منقول عن ابن عباس , وقال الحسن : يقولون هو شعيب
النبي , لا ولكنه سيد أهل الماء يومئذ , قال ابن جرير : وهذا لا يدرك علمه
إلا بخبر عن معصوم , ولا خبر في ذلك .


وقيل
: اسمه أثرون , فهذه كتب التفسير التي تروى بالأسانيد المعروفة عن النبي
صلى الله عليه وسلم والتابعين لم يذكر فيها عن أحد أنه شعيب النبي صلى
الله عليه وسلم , ولكن نقلوا بالأسانيد الثابتة عن الحسن البصري أنه قال :
يقولون إنه شعيب , وليس بشعيب , ولكنه سيد الماء يومئذ .


فالحسن
يذكر أنه شعيب عمن لا يعرف , ويرد عليهم ذلك , ويقول : ليس هو شعيب , وإن
كان الثعلبي قد ذكر أنه شعيب فلا يلتفت إلى قوله , فإنه ينقل الغث والسمين
, فمن جزم بأنه شعيب النبي فقد قال ما ليس له به علم , وما لم ينقل عن
النبي صلى الله عليه وسلم , ولا عن الصحابة , ولا عمن يحتج بقوله من علماء
المسلمين , وخالف في ذلك ما ثبت عن ابن عباس , والحسن البصري مع مخالفته
أيضا لأهل الكتابين , فإنهم متفقون على أنه ليس هو شعيب النبي , فإن ما في
التوراة التي عند اليهود والإنجيل الذي عند النصارى أن اسمه يثرون , وليس
لشعيب النبي عندهم ذكر في التوراة .


وقد
ذكر غير واحد من العلماء أن شعيبا كان عربيا , بل قد روي عن أبي ذر مرفوعا
إلى النبي صلى الله عليه وسلم ـ رواه أبو حاتم وغيره ـ أن شعيبا كان عربيا
, وكذلك هود وصالح , وموسى كان عبرانيا فلم يكن يعرف لسانه.


وظاهر
القرآن يدل على مخاطبة موسى للمرأتين وأبيهما بغير ترجمان, وإنما شبهة من
ظن ذلك أنه وجد في القرآن قصة شعيب وإرساله إلى أهل مدين , ووجد في القرآن
مجيء موسى إلى مدين ومصاهرته لهذا , فظن أنه هو .


والقرآن
يدل أن الله أهلك قوم شعيب بالظلة , فحينئذ لم يبق في مدين من قوم شعيب
أحد , وشعيب لا يقيم بقريه ليس بها أحد , وقد ذكروا أن الأنبياء كانوا إذا
هلكت أممهم ذهبوا إلى مكة فأقاموا بها إلى الموت, كما ذكر أن قبر شعيب
بمكة , وقبر هود بمكة , وكذلك غيرهما .


وموسى
لما جاء إلى مدين كانت معمورة بهذا الشيخ الذي صاهره , ولم يكن هؤلاء قوم
شعيب المذكورين في القرآن , بل ومن قال : إنه كان ابن أخي شعيب أو ابن عمه
, لم ينقل ذلك عن ثبت , والنقل الثابت عن ابن عباس لا يعارض بمثل قول
هؤلاء , وما يذكرونه في عصا موسى , وأن شعيبا أعطاه إياها , وقيل أعطاه
إياها هذا الشيخ , وقيل : جبريل , وكل ذلك لا يثبت .


وعن
أبي بكر ـ أظنه الهذلي ـ قال : سألت عكرمة عن عصا موسى قال هي عصا خرج بها
آدم من الجنة , ثم قبضها بعد ذلك جبريل , فلقي بها موسى ليلا فدفعها إليه
, وقال السدي في تفسيره المعروف : أمر أبو المرأتين ابنته أن يأتي موسى
بعصا , وكانت تلك العصا عصا استودعها ملك في صورة رجل إلى آخر القصة ,
استودعه إياها ملك في سورة رجل وأن حماه خاصمه , وحكما بينهما رجلا , وأن
موسى أطاق حملها دون حميه , وذكر عن موسى أنه أحق بالوفاء من حميه .


ولو
كان هذا هو شعيبا النبي لم ينازع موسى , ولم يندم على إعطائه إياها , ولم
يحاكمه , ولم يكن موسى قبل أن ينبأ أحق بالوفاء منه , فإن شعيبا كان نبيا
وموسى لم يكن نبيا , فلم يكن موسى قبل أن ينبأ أكمل من نبي , وما ذكره زيد
من أنه كان يعرف أن موسى نبي إن كان ثابتا فالأحبار والرهبان كانت عندهم
علامات الأنبياء , وكانوا يخبرون بأخبارهم قبل أن يبعثوا , والله سبحانه
أعلم .


وأما
شياع كون حمى موسى شعيبا النبي عند كثير من الناس الذين لا خبرة لهم
بحقائق العلم ودلائله وطرقه السمعية والعقلية فهذا مما لا يغتر به عاقل ,
فإن غاية مثل ذلك أن يكون منقولا عن بعض المنتسبين إلى العلم , وقد خالفه
غيره من أهل العلم , وقول العالم الذي يخالفه نظيره ليس حجة , بل يجب رد
ما تنازعا فيه إلى الأدلة .


ومثال
ذلك ما ذكره بعضهم أو كثير منهم من أن الرسل المذكورين في سورة يس هم من
حواريي المسيح عليه السلام , وأن حبيب النجار آمن بهم وهذا أمر باطل عند
أجلاء علماء المسلمين , وعند أهل الكتاب فإن الله قد أخبر عن هذه القرية
التي جاءها المرسلون أنه قد أهلك أهلها , فقال تعالى : " إن كانت إلا صيحة واحدة فإذا هم خامدون " الآية 29


وأنطاكية
لما جاءها اثنان من الحواريين بعد رفع المسيح آمنوا بهما , وهي أول مدينة
اتبعت المسيح , ولم يهلكهم الله بعد المسيح باتفاق المسلمين وأهل الكتاب ,
فكيف يجوز أن يقال هؤلاء هم رسل المسيح .


وأيضا
فإن الذين أتوهم كانا اثنين من الحواريين , وأهل الكتاب معترفون بذلك ,
ولم يكن حبيب النجار موجودا حينئذ , بل هؤلاء رسل أرسلهم الله قبل المسيح
, وأهلك أهل تلك القرية , وقد قيل : إنها أنطاكية , وآمن حبيب بأولئك
الرسل ثم بعد هذا عمرت أنطاكية , وجاءتهم رسل المسيح بعد ذلك .


والحواريون
ليسوا رسل الله عند المسلمين , بل هم رسل المسيح , كالصحابة الذين كان
النبي صلى الله عليه وسلم يرسلهم إلى الملوك , ومن زعم أن هؤلاء حواريون
فقد جعل للنصارى حجة لا يحسن أن يجيب عنها , وقد بسطنا ذلك في الرد على
النصارى , وبينا أن الحواريين لم يكونوا رسلا , فإن النصارى يزعمون أن
الحواريين رسل الله مثل إبراهيم وموسى , وقد يفضلونهم على إبراهيم وموسى ,
وهذا كفر عند المسلمين , وقد بينا ضلال النصارى في ذلك.
وذكر في قصة موسى أنه ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون
ووجد من دونهم امرأتين تذودان قال ما خطبكما الآية سورة القصص 23 إلى آخر
القصة فموسى عليه السلام قضى أكمل الأجلين ولم يذكر عن هذا الشيخ أنه كان
شعيبا ولا أنه كان نبيا ولا عند أهل الكتابين أنه كان نبيا ولا نقل عن أحد
من الصحابة أن هذا الشيخ الذي صاهر موسى كان شعيبا النبي لا عن ابن عباس
ولا غيره بل المنقول عن الصحابة أنه لم يكن هو شعيب
قال سنيد بن داود شيخ البخاري في تفسيره بإسناده عن ابن عباس قال اسمه
يثرى قال حجاج وقال غيره يثرون وعن شعيب الجبائي أنه قال اسم الجاريتين
ليا وصغوره وامرأة موسى صغوره ابنة يثرون كاهن مدين والكاهن الحبر وفي
رواية عن ابن عباس أن اسمه يثرون أو يثرى
وقال ابن جرير اسم إحدى الجاريتين ليا ويقال شرفا والأخرى صغورة وقال
أيضا وأما أبوهما فمختلف في اسمه فقال بعضهم اسمه يثرون
وقد ذكر غير واحد من العلماء أن شعيبا كان عربيا بل قد روي عن أبي ذر مرفوعا إلى النبي رواه أبو حاتم وغيره أن شعيبا كان عربيا وكذلك هود وصالح وموسى كان عبرانيا فلم يكن يعرف لسانه
وظاهر القرآن يدل على مخاطبة موسى للمرأتين وأبيهما بغير ترجمان
وإنما شبهة من ظن ذلك أنه وجد في القرآن قصة شعيب وإرساله إلى أهل مدين ووجد في القرآن مجيء موسى إلى مدين ومصاهرته لهذا فظن أنه هو
والقرآن يدل أن الله أهلك قوم شعيب بالظلة فحينئذ لم يبق في مدين من
قوم شعيب أحد وشعيب لا يقيم بقريه ليس بها أحد وقد ذكروا أن الأنبياء
كانوا إذا هلكت أممهم ذهبوا إلى مكة فأقامة بها إلى الموت كما ذكر أن قبر
شعيب بمكة وقبر هود بمكة وكذلك غيرهما
وموسى لما جاء إلى مدين كانت معمورة بهذا الشيخ الذي صاهره ولم يكن
هؤلاء قوم شعيب المذكورين في القرآن بل ومن قال إنه كان ابن أخي شعيب أو
ابن عمه لم ينقل ذلك عن ثبت والنقل الثابت عن ابن عباس لا يعارض بمثل قول
هؤلاء
وما يذكرونه في عصا موسى وأن شعيبا أعطاه إياها وقيل أعطاه إياها هذا الشيخ وقيل جبريل وكل ذلك لا يثبت
وعن أبي بكر أظنه الهذلي قال سألت عكرمة عن عصا موسى قال هي عصا خرج
بها آدم من الجنة ثم قبضها بعد ذلك جبريل فلقي بها موسى ليلا فدفعها إليه
وقال السدي في تفسيره المعروف أمر أبو المرأتين ابنته أن يأتي موسى
بعصا وكانت تلك العصا عصا استودعها ملك في صورة رجل إلى آخر القصة استودعه
إياها ملك في سورة رجل وأن حماه خاصمه وحكما بينهما رجلا وأن موسى أطاق
حملها دون حميه وذكر عن موسى أنه أحق بالوفاء من حميه
ولو كان هذا هو شعيبا النبي لم ينازع موسى ولم يندم على إعطائه إياها
ولم يحاكمه ولم يكن موسى قبل أن ينبأ أحق بالوفاء منه فإن شعيبا كان نبيا
وموسى لم يكن نبيا فلم يكن موسى قبل أن ينبأ أكمل من نبي وما ذكره زيد من
أنه كان يعرف أن موسى نبي إن كان ثابتا فالأحبار والرهبان كانت عندهم
علامات الأنبياء وكانوا يخبرون بأخبارهم قبل أن يبعثوا والله سبحانه أعلموأما شياع كون حمى موسى شعيبا النبي عند كثير من الناس الذين لا خبرة
لهم بحقائق العلم ودلائله وطرقه السمعية والعقلية فهذا مما لا يغتر به
عاقل فإن غاية مثل ذلك أن يكون منقولا عن بعض المنتسبين إلى العلم وقد
خالفه غيره من أهل العلم وقول العالم الذي يخالفه نظيره ليس حجة بل يجب رد
ما تنازعا فيه إلى الأدلة
ومثال ذلك ما ذكره بعضهم أو كثير منهم من أن الرسل المذكورين في سورة
يس هم من حواريي المسيح عليه السلام وأن حبيب النجار آمن بهم وهذا أمر
باطل عند أجلاء علماء المسلمين وعند أهل الكتاب فإن الله قد أخبر عن هذه
القرية التي جاءها المرسلون أنه قد أهلك أهلها فقال تعالى إن كانت إلا
صيحة واحدة فإذا هم خامدون الآية 29
وأنطاكية لما جاءها اثنان من الحواريين بعد رفع المسيح آمنوا بهما وهي
أول مدينة اتبعت المسيح ولم يهلكهم الله بعد المسيح باتفاق المسلمين وأهل
الكتاب فكيف يجوز أن يقال هؤلاء هم رسل المسيح
وأيضا فإن الذين أتوهم كانا اثنين من الحواريين وأهل الكتاب معترفون
بذلك ولم يكن حبيب النجار موجودا حينئذ بل هؤلاء رسل أرسلهم الله قبل
المسيح وأهلك أهل تلك القرية وقد قيل إنها أنطاكية وآمن حبيب بأولئك الرسل
ثم بعد هذا عمرت أنطاكية وجاءتهم رسل المسيح بعد ذلك
والحواريون ليسوا رسل الله عند المسلمين بل هم رسل المسيح كالصحابة الذين كان النبي
يرسلهم إلى الملوك ومن زعم أن هؤلاء حواريون فقد جعل للنصارى حجة لا يحسن
أن يجيب عنها وقد بسطنا ذلك في الرد على النصارى وبينا أن الحواريين لم
يكونوا رسلا فإن النصارى يزعمون أن الحواريين رسل الله مثل إبراهيم وموسى
وقد يفضلونهم على إبراهيم وموسى وهذا كفر عند المسلمين وقد بينا ضلال
النصارى في ذلك
(آخره والحمد لله وحده وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه


أرجو أن أكون قد أعطيت ما طلب مني حقه ولو أننا كلمل كتبنا فلن نعطيهم حقهم
 
تاج الإسلام

تاج الإسلام

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
بسكرة
المُسَــاهَمَـاتْ :
1034
نقاط التميز :
1924
التَـــسْجِيلْ :
28/03/2011
المتورط رقم 09 هي الاخت فارسة الاسلام

و الشخصية** هو// موسى عليه السلام

بالتوفيق..
 
فارسة الاسلام

فارسة الاسلام

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
2996
البلد/ المدينة :
الجزائر
العَمَــــــــــلْ :
طالبة
المُسَــاهَمَـاتْ :
4059
نقاط التميز :
-4
التَـــسْجِيلْ :
12/10/2010
سافعل

و انتضروني
 
فارسة الاسلام

فارسة الاسلام

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
2996
البلد/ المدينة :
الجزائر
العَمَــــــــــلْ :
طالبة
المُسَــاهَمَـاتْ :
4059
نقاط التميز :
-4
التَـــسْجِيلْ :
12/10/2010



قصة موسى عليه السلام









قال
الله تعالى:
{ طسم، تِلْكَ آيَاتُ
الْكِتَابِ الْمُبِينِ، نَتْلُو عَلَيْكَ مِنْ نَبَإِ مُوسَى
وَفِرْعَوْنَ بِالْحَقِّ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ، إِنَّ فِرْعَوْنَ
عَلا فِي الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ
طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ
نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ، وَنُرِيدُ أَنْ
نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ
وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ،
وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ
وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ}.






وملخص
القصة :
{إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلا فِي
الأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعاً }





أي
تجبّر وعتا وطغى وبغى وآثر الحياة الدنيا، وأعرض عن طاعة الله ،
وجعل أهلها شيعا ، أي قسم رعيته إلى أقسام وفَرِقٍ وأنواع ، يستضعف
طائفة منهم، وهم شعب بني إسرائيل، الذين هم من سلالة نبي الله
يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم خليل الله، وكانوا إذ ذاك خيار أهل
الأرض. وقد سلط عليهم هذا الملك الظالم الغاشم الكافر الفاجر
يستعبدهم ويستخدمهم في أخس الصنائع والحرف وأرداها وأدناها ومع هذا

{يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِ
نِسَاءَهُمْ إِنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُفْسِدِينَ}.






وكان الدافع له على هذا الصنيع القبيح أن بني إسرائيل كانوا
يتدارسون فيما بينهم ما يأثرونه عن إبراهيم عليه السلام من أنه
سيخرج من ذريته غلام يكون هلاك ملك مصر على يديه وكانت هذه البشارة
مشهورة في بني إسرائيل ووصلت إلى فرعون فذكرها له بعض أمرائه فأمر
عند ذلك بقتل أبناء بني إسرائيل حذراً من وجود هذا الغلام ولن يغني
حذر من قدر.




وعن
ابن مسعود وعن أناس من الصحابة أن فرعون رأى في منامه كأن ناراً قد
أقبلت من نحو بيت المقدس فأحرقت دور مصر وجميعَ القبط ولم تضر بني
إسرائيل. فلما استيقظ هاله ذلك فجمع الكهنة والسحرة وسألهم عن ذلك؟
فقالوا: هذا غلام يولد من هؤلاء يكون سبب هلاك أهل مصر على يديه
فلهذا أمر بقتل الغلمان وترك النساء.










ولهذا قال الله تعالى:
{وَنُرِيدُ أَنْ
نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأَرْضِ
وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمْ الْوَارِثِينَ
وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأَرْضِ وَنُرِي فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ
وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا كَانُوا يَحْذَرُونَ}











والمقصود أن فرعون احترز كل الاحتراز أن لا يوجد موسى، حتى جعل
رجالاً وقوابل يدورون على الحبالى ويعلمون ميقات وضعهن، فلا تلد
امرأة ذكراً إلا ذبحه أولئك الذباحون من ساعته.






و
لكن الله تعالى أراد أن يقول لفرعون : يا أيها الملك الجبار
المغرور بكثرة جنوده أن هذا المولود الذي تحترز منه، وقد قتلت
بسببه من النفوس ما لا يعد ولا يحصى لا يكون مرباه إلا في دارك،
وعلى فراشك ولا يغذى إلا بطعامك وشرابك في منزلك، وأنت الذي تتبناه
ثم يكون هلاكك في دنياك وأخراك على يديه، لتعلم أنت وسائر الخلق أن
رب السماوات والأرض هو الفعال لما .











وقد
ذكر غير واحد من المفسرين أن أعوان فرعون شكوا إلى فرعون قلة بني
إسرائيل بسبب قتل ولدانهم الذكور وخشي أن تتفانى الكبار مع قتل
الصغار فيصيرون هم الذين يلون ما كان بنو إسرائيليعملون من اعمال
الخدمة.




فأمر فرعون بقتل الأبناء عاماً، وأن يتركوا عاما، فذكروا أن هارون
عليه السلام ولد في عام المسامحة عن قتل الأبناء، وأن موسى عليه
السلام ولد في عام قتلهم، فضاقت أمه به ذرعاً واحترزت من أول ما
حبلت، ولم يكن يظهر عليها مظهر الحبل. فلما وضعت ألهمت أن تتخذ له
تابوتاً ربطته في حبل وكانت دارها متاخمة للنيل فكانت ترضعه فإذا
خشيت من أحد وضعته في ذلك التابوت فأرسلته في البحر وأمسكت طرف
الحبل عندها فإذا ذهبوا استرجعته إليها به.‏











قال
الله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ
مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي
الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ
وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ، فَالْتَقَطَهُ آلُ فِرْعَوْنَ
لِيَكُونَ لَهُمْ عَدُوّاً وَحَزَناً إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ
وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ،


وَقَالَتْ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ
عَيْنٍ لِي وَلَكَ لا تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنفَعَنَا أَوْ
نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ}.











فأرسلته ذات يوم ونسيت أن تربط طرف الحبل عندها فذهب مع النيل فمر
على دار فرعون وذكر المفسرون أن الجواري التقطنه من البحر في تابوت
مغلق عليه فلم يتجاسرون على فتحه حتى وضعنه بين يدي امرأة فرعون
آسية بنت مزاحم




فلما فتحت الباب وكشفت الحجاب رأت وجهه يتلألأ بتلك الأنوار
النبوية ، فلما رأته ووقع نظرها عليه أحبته حباً شديداً جداً.





فلما جاء فرعون قال: ما هذا؟ وأمر بذبحه، فاستوهبته منه ودافعت عنه





{وَقَالَتْ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّةُ
عَيْنٍ لِي وَلَكَ}




فقال لها فرعون: أما لك فنعم وأما لي فلا، أي لا حاجة لي به.




وقد
أنالها الله ما رَجَتْ من النفع. أما في الدنيا فهداها الله به،
وأما في الآخرة فأسكنها جنته .
 
فارسة الاسلام

فارسة الاسلام

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
2996
البلد/ المدينة :
الجزائر
العَمَــــــــــلْ :
طالبة
المُسَــاهَمَـاتْ :
4059
نقاط التميز :
-4
التَـــسْجِيلْ :
12/10/2010

رد موسى الى امه








قال
الله تعالى: {وَأَصْبَحَ فُؤَادُ أُمِّ
مُوسَى فَارِغاً إِنْ كَادَتْ لَتُبْدِي بِهِ لَوْلا أَنْ
رَبَطْنَا عَلَى قَلْبِهَا لِتَكُونَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ،
وَقَالَتْ لأُخْتِهِ قُصِّيهِ فَبَصُرَتْ بِهِ عَنْ جُنُبٍ وَهُمْ
لا يَشْعُرُونَ، وَحَرَّمْنَا عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ
فَقَالَتْ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ
لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ، فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ
تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ
اللَّهِ حَقٌّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ}.






قال
ابن عباس اصبح فؤاد أم موسى فارغاً من كل شيء من أمور الدنيا، إلا
من موسى حتى كادت أن تظهر أمره وتسأل عنه جهرة لولا أن صبرها
وثبتها الله تعالى , و قالت لأخته وهي ابنتها الكبيرة اتبعي أثره
واطلبي لي خبره




وذلك لأن موسى عليه السلام لما استقر بدار فرعون أرادوا أن يغذوه
برضاعة، فلم يقبل ثدياً ولا أخذ طعاماً، فحاروا في أمره واجتهدوا
على تغذيته بكل ممكن فلم يفعل. كما قال تعالى {وَحَرَّمْنَا
عَلَيْهِ الْمَرَاضِعَ مِنْ قَبْلُ} فأرسلوه مع القوابل والنساء
إلى السوق لعلهم يجدون من يوافق رضاعته، فبينما هم وقوف به والناس
عكوف عليه إذ بصرت به أخته فلم تظهر أنها تعرفه بل قالت:
{هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ
يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ نَاصِحُونَ}.






فلما قالت ذلك قالوا لها: ما يدريك بنصحهم وشفقتهم عليه؟ فقالت:
رغبة في سرور الملك، ورجاء منفعته.





فذهبوا معها إلى منزلهم، فأخذته أمه، فلما أرضعته التقم ثديها،
وأخذ يمتصه ويرتضعه، ففرحوا بذلك فرحاً شديداً، وذهب البشير إلى
آسية يعلمها بذلك، فاستدعتها إلى منزلها وعرضت عليها أن تكون
عندها، وان تحسن إليها فأبت عليها، وقالت إن لي بعلاً وأولاداً،
ولست أقدر على هذا، إلا أن ترسليه معي، فأرسلته معها وجعلت لها
راتب، وأجرت عليها النفقات والكساوي والهبات، فرجعت به، وقد جمع
الله شمله بشملها.‏





{فَرَدَدْنَاهُ إِلَى أُمِّهِ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهَا وَلا
تَحْزَنَ وَلِتَعْلَمَ أَنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ}











سبب خروجه موسى من مصر









{وَلَمَّا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَاسْتَوَى آتَيْنَاهُ حُكْماً
وَعِلْماً وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ، وَدَخَلَ
الْمَدِينَةَ عَلَى حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا
رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلانِ هَذَا مِنْ شِيعَتِهِ وَهَذَا مِنْ
عَدُوِّهِ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي
مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَى فَقَضَى عَلَيْهِ قَالَ هَذَا
مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ، قَالَ
رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ
إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ، قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ
عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ}.











دخل
موسى المدينة فوجد فيها رجلان يتضاربان ويتهاوشان أحدهما من شيعنه
أي إسرائيلي و الآخر من عدوه أي قبطي.




{فَإسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ
عَدُوِّهِ}




وذلك لأن موسى عليه السلام كانت له بديار مصر صولة بسبب نسبته إلى
تبني فرعون له وتربيته في بيته وكانت بنو إسرائيل قد عزوا وصارت
لهم وجاهة وارتفعت رؤوسهم بسبب أنهم أرضعوه وهم أخواله أي من
الرضاعة فلما استغاث ذلك الإسرائيلي موسى عليه السلام على ذلك
القبطي أقبل إليه موسى {فَوَكَزَهُ}.
أي طعنة بجمع كفه. وقيل : بعصا كانت معه
{فَقَضَى عَلَيْهِ} أي فمات
منها.





ولم
يرد موسى قتله بالكلية وإنما أزاد زجره وردعه











{فَأَصْبَحَ فِي الْمَدِينَةِ خَائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا
الَّذِي اسْتَنصَرَهُ بِالأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ قَالَ لَهُ مُوسَى
إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ، فَلَمَّا أَنْ أَرَادَ أَنْ يَبْطِشَ
بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمَا قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ
تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلا
أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ
مِنْ الْمُصْلِحِينَ، وَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ
يَسْعَى قَالَ يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ يَأْتَمِرُونَ بِكَ
لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنْ النَّاصِحِينَ، فَخَرَجَ
مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قَالَ رَبِّ نَجِّنِي مِنْ الْقَوْمِ
الظَّالِمِينَ}.









يخبر تعالى أن موسى أصبح بمدينة مصر خائفاً - أي من فرعون وملئه -
أن يعلموا أن هذا القتيل الذي رفع إليه أمره إنما قتله موسى في
نصرة رجل من بني إسرائيل فتقوى ظنونهم أن موسى منهم ويترتب على ذلك
أمر عظيم.




فصار يسير في المدينة في صبيحة ذلك اليوم
{خَائِفاً يَتَرَقَّبُ} أي يلتفت
فبينما هو كذلك إذا ذلك الرجل الإسرائيلي الذي استنصره بالأمس
يستصرخه أي يصرخ به ويستغيثه على آخر قد قاتله، فعنّفه موسى ولامه
على كثرة شره ومخاصمته، قال له: {إِنَّكَ
لَغَوِيٌّ مُبِينٌ
}.




ثم
أراد أن يبطش بذلك القبطي الذي هو عدو لموسى وللإسرائيلي فيردعه
عنه ويخلصه منه فلما عزم على ذلك وأقبل على القبطي

{قَالَ يَا مُوسَى أَتُرِيدُ أَنْ
تَقْتُلَنِي كَمَا قَتَلْتَ نَفْساً بِالأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلا
أَنْ تَكُونَ جَبَّاراً فِي الأَرْضِ وَمَا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ
مِنْ الْمُصْلِحِينَ}.




قال
بعضهم إنما قال هذا الكلام الإسرائيلي الذي اطلع على ما كان صنع
موسى بالأمس




ولما بلغ فرعون أن موسى هو قاتل ذلك المقتول بالأمس أرسل في طلبه
وسبقهم رجل ناصح من طريق أقرب {وَجَاءَ
رَجُلٌ مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ قال يَا مُوسَى إِنَّ الْمَلأَ
يَأْتَمِرُونَ بِكَ لِيَقْتُلُوكَ فَاخْرُجْ إِنِّي لَكَ مِنْ
النَّاصِحِينَ}
 
فارسة الاسلام

فارسة الاسلام

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
2996
البلد/ المدينة :
الجزائر
العَمَــــــــــلْ :
طالبة
المُسَــاهَمَـاتْ :
4059
نقاط التميز :
-4
التَـــسْجِيلْ :
12/10/2010

توجه موسى الى مدين









{ فَخَرَجَ مِنْهَا خَائِفاً يَتَرَقَّبُ قال رَبِّ نَجِّنِي
مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ، وَلَمَّا تَوَجَّهَ تِلْقَاءَ
مَدْيَنَ قَالَ عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ،
وَلَمَّا وَرَدَ مَاءَ مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِنْ
النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِنْ دُونِهِمْ امْرَأتَيْنِ
تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى
يُصْدِرَ الرِّعَاءُ وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ، فَسَقَى لَهُمَا
ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا
أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}.











يخبر تعالى عن خروج عبده ورسوله وكليمه من مصر خائفاً يترقب أي
يتلفت خشية أن يدركه أحد من قوم فرعون وهو لا يدري أين يتوجه، ولا
إلى أين يذهب، وذلك لأنه لم يخرج من مصر قبلها.‏ حتى وصل مدين
وكانت بئراً يستقون منها. فوجد الرعاء يسقون منها و وجد أمرأتين أي
تكفكفان عنهما غنمهما أن تختلط بغنم الناس.






فسألهما عن حالهما قالتا : لا نقدر على ورود الماء إلا بعد صدور
الرعاء لضعفنا وسبب مباشرتنا هذه الرعية ضعف أبينا وكبره قال الله
تعالى {
فَسَقَى لَهُمَا}.





قال
المفسرون: أن الرعاء كانوا إذا فرغوا من وردهم وضعوا على فم البئر
صخرة عظيمة فتجئ هاتان المرأتان فيشرعان غنمهما في فضل أغنام
الناس، فلما كان ذلك اليوم جاء موسى فرفع تلك الصخرة وحده. ثم
استقى لهما وسقى غنمهما ثم رد الحجر. كما كان. قال أمير المؤمنين
عمر وكان لا يرفعه إلا عشرة وإنما استقى ذنوباً واحدا فكفاهما.






ثم
تولى إلى الظل. قالوا: وكان ظل شجرة من السمر. أنه رآها خضراء ترف

{فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ
إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ}.




فسمعته المرأتان فيما قيل فذهبتا إلى أبيهما فيقال إنه استنكر سرعة
رجوعهما؛ فأخبرتاه بما كان من أمر موسى عليه السلام، فأمر إحداهما
أن تذهب إليه فتدعوه










{فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَالَتْ
إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا
فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ
نَجَوْتَ مِنْ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ، قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا
أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنْ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ
الأَمِينُ، قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى
ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَةَ حِجَجٍ
فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ
أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ
الصَّالِحِينَ، قَالَ ذَلِكَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَيَّمَا
الأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ فَلا عُدْوَانَ عَلَيَّ وَاللَّهُ عَلَى مَا
نَقُولُ وَكِيلٌ}.










فلما جاءه موسى أضافه واكرم مثواه وقص عليه ما كان أمره بشره بأنه
قد نجا، فعند ذلك قالت إحدى البنتين لأبيها
{يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ} أي
لرعي غنمك، ثم مدحته بأنه قوي أمين.





قال
عمر وابن عباس : لما قالت ذلك قال لها أبوها وما علمك بهذا؟ فقالت
إنه رفع صخرة لا يطيق رفعها إلا عشرة. وأنه لما جئت معه تقدمت
أمامه فقال كوني من ورائي فإذا اختلف الطريق فاحذفي لي بحصاة أعلم
بها كيف الطريق.









عن
عتبة بن النُدْر، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
:
"إن موسى آجر نفسه بعفة فرجه وطعام بطنه". فلما وفى الأجل، قيل: يا
رسول الله أي الأجلين؟ قال: "أبرهما وأوفاهما".











قال
الله تعالى {
فَلَمَّا قَضَى مُوسَى
الأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَاراً
قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَاراً لَعَلِّي
آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنْ النَّارِ
لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ، فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِنْ شَاطِئِ
الْوَادِي الأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنْ
الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ
الْعَالَمِينَ، وَأَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ
كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِراً وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى
أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنْ الآمِنِينَ، اسْلُكْ يَدَكَ فِي
جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ
جَنَاحَكَ مِنْ الرَّهْبِ فَذَانِكَ بُرْهَانَانِ مِنْ رَبِّكَ
إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً
فَاسِقِينَ}.









فلما سار بأهله ومعه ولدان منهم، وغنم قد استفادها مدة مقامه.





و
كان ذلك في ليلة مظلمة باردة وتاهوا في طريقهم فلم يهتدوا إلى
السلوك في الدرب المألوف، واشتد الظلام والبرد.






فبينما هو كذلك إذ أبصر عن بعد ناراً تأجّج في جانب الطّور - فـ
{قَالَ لأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي
آنَسْتُ نَاراً}
، وكأنه والله أعلم رآها دونهم، لأنّ هذه
النار هي نور في الحقيقة، ولا يصلح رؤيتها لكل أحد
{لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ}
أي لعلي أستعلم من عندها عن الطريق
{أَوْ جَذْوَةٍ مِنْ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ}
فدل
على أنهم كانوا قد تاهوا عن الطريق في ليلة باردة ومظلمة











قال
غير واحد من المفسرين لما قصد موسى إلى تلك النار التي رآها فانتهى
إليها وجدها تأجج في شجرة خضراء من العوسج، وكل ما لتلك النار في
اضطرام وكل ما لخضرة تلك الشجرة في ازدياد، فوقف متعجباً، وكانت
تلك الشجرة في لحف جبل غربي منه عن يمينه، كما قال تعالى:
{وَمَا كُنتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِيِّ
إِذْ قَضَيْنَا إِلَى مُوسَى الأَمْرَ وَمَا كُنتَ مِنْ
الشَّاهِدِينَ}
وكان موسى في واد اسمه "طوى" فكان موسى
مستقبل القبلة، وتلك الشجرة عن يمينه من ناحية الغرب
{إِذْ نَادَاهُ رَبُّهُ بِالْوَادِي
الْمُقَدَّسِ طُوًى}
فأمر أولاً بخلع نعليه تعظيماً
وتكريماً وتوقيراً لتلك البقعة المباركة ولاسيما في تلك الليلة
المباركة.









ثم
خاطبه تعالى كما يشاء قائلاً له:
{إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} {إِنَّنِي أَنَا
اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمْ الصَّلَاةَ
لِذِكْرِي}
أي أنا رب العالمين الذي لا إله إلا هو الذي لا
تصلح العبادة وإقامة الصلاة إلا له.










ثم
أخبره أن هذه الدنيا ليست بدار قرار وإنما الدار الباقية يوم
القيامة التي لابد من كونها ووجودها
{لِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا تَسْعَى}
أي من خير وشر.
وحضه وحثه على العمل لها ومجانبة من لا يؤمن بها ممن عصى مولاه
واتبع هواه.









ثم
قال له مخاطباً ومؤانساً ومبيناً له أنه القادر على كل شيء، والذي
يقول للشيء كن فيكون. {وَمَا تِلْكَ
بِيَمِينِكَ يَا مُوسَى}
أي أما هذه عصاك التي تعرفها منذ
صحبتها؟




{قَالَ هِيَ عَصَايَ أَتَوَكَّأُ عَلَيْهَا وَأَهُشُّ بِهَا
عَلَى غَنَمِي وَلِيَ فِيهَا مَآرِبُ أُخْرَى}





{قَالَ أَلْقِهَا يَا مُوسَى، فَأَلْقَاهَا فَإِذَا هِيَ
حَيَّةٌ تَسْعَى}.





فإذا هى قد صارت حية عظيمة لها ضخامة هائلة وأنياب تصك وهي مع ذلك
في سرعة حركة فجمعت الضخامة والسّرعة الشديدة، فلمّا رأها موسى
عليه السلام {وَلَّى مُدْبِراً}
أي هارباً منها لأن طبيعته البشرية تقتضي ذلك {وَلَمْ يُعَقِّبْ}
أي ولم يتلفت، فناداه ربه قائلاً له:

{يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلا تَخَفْ إِنَّكَ مِنْ الآمِنِينَ}.





فلما رجع أمره الله تعالى أن يمسكها.
{قَالَ خُذْهَا وَلا تَخَفْ سَنُعِيدُهَا سِيرَتَهَا الأُولَى
{









ثم
أمره تعالى بإدخال يده في جيبه. ثم أمره بنزعها فإذا هي تتلألأ
كالقمر بياضاً من غير سوء، أي من غير برصٍ ولا بَهَق. ولهذا قال:
{اسْلُكْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَاءَ مِنْ غَيْرِ
سُوءٍ وَاضْمُمْ إِلَيْكَ جَنَاحَكَ مِنْ الرَّهْبِم}

 
فارسة الاسلام

فارسة الاسلام

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
2996
البلد/ المدينة :
الجزائر
العَمَــــــــــلْ :
طالبة
المُسَــاهَمَـاتْ :
4059
نقاط التميز :
-4
التَـــسْجِيلْ :
12/10/2010

ارسال موسى الى فرعون









أمر
الله سبحانه و تعالى موسى عليه السلام بالذّهاب إلى فرعون فشكا إلى
الله تعالى ما يتخوف من آل فرعون في القتيل الذى قتله وعقدة لسانه؛
فإنه كان في لسانه عقدة تمنعه من كثير من الكلام، قيل إنه أصابه في
لسانه لثغة بسبب تلك الجمرة التي وضعها على لسانه والتي كان فرعون
أراد اختبار عقله حين أخذ بلحيته وهو صغير، فهمَّ بقتله فخافت عليه
آسية، وقالت: إنه طفل فاختبره بوضع تمرة وجمرة بين يديه، فهمَّ
بأخذ التمرة فصرف الملك يده إلى الجمرة فأخذها فوضعها على لسانه
فأصابه لثغة بسببها، فسأل زوال بعضها بمقدار ما يفهمون قوله، ولم
يسأل زوالها بالكلية.





وسأل ربه أن يعينه بأخيه هارون؛ يكون له ردءاً، يتكلم عنه الكثير
مما لا يفصح به لسانه، فآتاه الله عز وجل سؤله، وحل عقدة من لسانه،
وأوحى الله إلى هارون فأمره أن يلقاه.





{قَالَ رَبِّ إِنِّي قَتَلْتُ مِنْهُمْ نَفْساً فَأَخَافُ أَنْ
يَقْتُلُونِي، وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَاناً
فَأَرْسِلْهُ مَعِي رِدْءاً يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ
يُكَذِّبُونِي}










{وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي، هَارُونَ أَخِي، اشْدُدْ
بِهِ أَزْرِي، وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي، كَيْ نُسَبِّحَكَ
كَثِيراً، وَنَذْكُرَكَ كَثِيراً، إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيراً،
قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا


مُوسَى}.















فلما ذهبا الى فرعون وبلّغاه ما أرسلا به من دعوته إلى عبادة الله
تعالى وحده لا شريك له، وأن يفكَّ أسارى بني إسرائيل من قبضته
وقهره وسطوته، ويتركهم يعبدون ربهم حيث شاؤا ويتفرّغون لتوحيده
ودعائه والتضرّع لديه.




فتكبَّر فرعون في نفسه وعتا وطغى ونظر إلى موسى بعين الازدراء
والتنقص قائلاً له: { أَلَمْ نُرَبِّكَ
فِينَا وَلِيداً وَلَبِثْتَ فِينَا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ}

أي أما أنت الذي ربيناه في منزلنا وأحسنا إليه وأنعمنا عليه مدة من
الدهر؟




{وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ وَأَنْتَ مِنْ
الْكَافِرِينَ}

أي وقتلت الرجل القبطيّ وفررت منا وجحدت نعمتنا.






فقال موسى {قَالَ فَعَلْتُهَا إِذاً
وَأَنَا مِنْ الضَّالِّينَ}
أي قبل أن يوحى إلي وينزل علي






{فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي
حُكْماً وَجَعَلَنِي مِنْ الْمُرْسَلِينَ}

ثم قال مجيباً لفرعون عما امتن به من التربية والاحسان
إليه {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا
عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إسرائِيلَ}
أي وهذه النعمة
التي ذكرت من أنك أحسنت إلي وأنا رجل واحد من بني إسرائيل تقابل ما
استخدمت هذا الشعب العظيم بكماله واستعبدتهم في أعمالك وخدمتك
وأشغالك.









{قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ، قَالَ رَبُّ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إنْ كُنتُمْ
مُوقِنِينَ، قَالَ لِمَنْ حَوْلَهُ أَلا تَسْتَمِعُونَ، قَالَ
رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمْ الأَوَّلِينَ، قَالَ إِنَّ
رَسُولَكُمْ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ، قَالَ رَبُّ
الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِنْ كُنْتُمْ
تَعْقِلُونَ}.









فلما جحد فرعون وجود الله تعالى و صنعه و خلقه و زعم انه هو الرب و
الاله





{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ
مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي}.





و
استمرّ على طغيانه وعناده وكفرانه فلما قامت الحجج على فرعون
وانقطعت شبهته ولم يبق له قول سوى العناد عدل إلى استعمال سلطانه
وجاهه وسطوته:
{قَالَ لَئِنْ اتَّخَذْتَ
إِلَهَ غَيْرِي لأَجْعَلَنَّكَ مِنْ الْمَسْجُونِينَ، قَالَ
أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُبِينٍ، قَالَ فَأْتِ بِهِ إِنْ
كُنْتَ مِنْ الصَّادِقِينَ، فَأَلْقَى عَصَاهُ فَإِذَا هِيَ
ثُعْبَانٌ مُبِينٌ، وَنَزَعَ يَدَهُ فَإِذَا هِيَ بَيْضَاءُ
لِلنَّاظِرِينَ}.










وهكذا لما أدخل موسى عليه السلام يده في جيبه واستخرجها أخرجها وهي
كفلقة القمر تتلألأ نوراً تبهر الأبصار فإذا أعادها إلى جيبه رجعت
إلى صفتها الأولى.





ومع
هذا كله لم ينتفع فرعون - لعنه الله - بشيء من ذلك بل استمر على ما
هو عليه، وأظهر أن هذا كله سحر، وأراد معارضته بالسحرة فأرسل
يجمعهم من سائر مملكته










فرعون يجمع السحرة









قال
تعالى:
{وَلَقَدْ أَرَيْنَاهُ آيَاتِنَا
كُلَّهَا فَكَذَّبَ وَأَبَى، قَالَ أَجِئْتَنَا لِتُخْرِجَنَا مِنْ
أَرْضِنَا بِسِحْرِكَ يَا مُوسَى، فَلَنَأْتِيَنَّكَ بِسِحْرٍ
مِثْلِهِ فَاجْعَلْ بَيْنَنَا وَبَيْنَكَ مَوْعِداً لا نُخْلِفُهُ
نَحْنُ وَلا أَنْتَ مَكَاناً سُوًى، قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ
الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى}.






يخبر تعالى عن استكبار فرعون وقوله لموسى إنَّ هذا الذي جئت به سحر
ونحن نعارضك بمثله، ثم طلب من موسى أن يواعده إلى وقت معلوم ومكان
معلوم.




وكان هذا من أكبر مقاصد موسى عليه السلام أن يظهر آيات الله وحججه
وبراهينه جهرة بحضرة النّاس ولهذا:
{قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ}
وكان يوم عيد من
أعيادهم ومجتمع لهم {وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} أي من أول
النهار في وقت اشتداد ضياء الشمس فيكون الحق أظهر وأجلى، ولم يطلب
أن يكون ذلك ليلاً في ظلام ، بل طلب أن يكون نهاراً جهرة لأنه على
بصيرة من ربِّه ويقين بأن الله سيظهر كلمته ودينه






فذهب فرعون فجمع من كان ببلاده من السحرة، وكانت بلاد مصر في ذلك
الزمان مملوءة سحرة فضلاء، في فنهم غاية، فجمعوا له من كل بلد، ومن
كل مكان، فاجتمع منهم خلق كثير





وحضر فرعون وأمراؤه وأهل دولته وأهل بلده عن بكرة أبيهم. وذلك أن
فرعون نادى فيهم أن يحضروا هذا الموقف العظيم فخرجوا وهم يقولون:

{لَعَلَّنَا نَتَّبِعُ السَّحَرَةَ إِنْ
كَانُوا هُمْ الْغَالِبِينَ}.









وتقدم موسى عليه السلام إلى السحرة فوعظهم وزجرهم عن تعاطي السحر
الباطل الذي فيه معارضة لآيات الله وحججه، فقال:
{وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى
اللَّهِ كَذِباً فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنْ
افْتَرَى، فَتَنَازَعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ}.






قيل: معناه أنهم اختلفوا فيما بينهم، فقائل يقول: هذا كلام نبي
وليس بساحر، وقائل منهم يقول: بل هو ساحر فالله أعلم. وأسرّوا
التناجي بهذا وغيره.










{قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ
نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى، قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا
حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ
أَنَّهَا تَسْعَى، فَأَوْجَسَ فِي نَفْسِهِ خِيفَةً مُوسَى،
قُلْنَا لا تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ الأَعْلَى، وَأَلْقِ مَا فِي
يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ
وَلا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى}.






لما
اصطف السحرة ووقف موسى وهرون عليهما السّلام تجاههم قالوا له إما
أن تلقي قبلنا، وإما أن نلقي قبلك؟
{قَالَ بَلْ أَلْقُوا}
أنتم وكانوا قد أخذوا حبال وعصيّ
فملؤها الزئبق وغيره من الآلات التي تضطرب بسببها تلك الحبال
والعصي اضطراباً يخيل للرائي أنها تسعى باختيارها، وإنما تتحرك
بسبب ذلك. فعند ذلك سحروا أعين الناس واسترهبوهم وألقوا حبالهم
وعصيهم وهم يقولون {بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ
الْغَالِبُونَ}.









{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ
تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُون، فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا
يَعْمَلُونَ، فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ،
وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ، قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ
الْعَالَمِينَ، رَبِّ مُوسَى وَهَارُونَ}.






وذلك أن موسى عليه السلام لما ألقاها صارت حية عظيمة ذات عنق عظيم
وشكل هائل مزعج بحيث أن الناس خافوا منها وهربوا سراعاً وأقبلت هي
على ما ألقوه من الحبال والعصي فجعلت تلقفه واحداً واحداً في أسرع
ما يكون من الحركة، والناس ينظرون إليها ويتعجّبون منها.‏











وأما السّحرة فإنهم رأوا ما هالهم وحيّرهم في أمرهم و لم يكن في
خلدهم ولا بالهم فعند ذلك أنَّ هذا ليس بسحر ولا شعوذة ولا خيال بل
حق لا يقدر عليه إلا الحق وكشف الله عن قلوبهم غشاوة الغفلة
وأنارها وأنابوا إلى ربهم وخرّوا له ساجدين وقالوا جهرة للحاضرين
ولم يخشوا عقوبة فرعون




كما
قال تعالى {فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ
سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى



قَالَ آمَنْتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ
لَكَبِيرُكُمْ الَّذِي عَلَّمَكُمْ السِّحْرَ فَلَسَوْفَ
تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ


أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِنْ
خِلَافٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ، قَالُوا لا ضَيْرَ
إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنْقَلِبُونَ، إِنَّا نَطْمَعُ أَنْ
يَغْفِرَ لَنَا رَبُّنَا خَطَايَانَا أَنْ كُنَّا أَوَّلَ
الْمُؤْمِنِينَ}.









البلاء الذى انزله الله على فرعون و قومه









قال
تعالى:
{وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ
فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ
يَذَّكَّرُونَ، فَإِذَا جَاءَتْهُمْ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا
هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ
مَعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ
أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ، وَقَالُوا مَهْمَا تَأْتِنَا بِهِ
مِنْ آيَةٍ لِتَسْحَرَنَا بِهَا فَمَا نَحْنُ لَكَ بِمُؤْمِنِينَ،
فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ الطُّوفَانَ وَالْجَرَادَ وَالْقُمَّلَ
وَالضَّفَادِعَ وَالدَّمَ آيَاتٍ مُفَصَّلاتٍ فَاسْتَكْبَرُوا
وَكَانُوا قَوْمًا مُجْرِمِينَ}.











فرجع عدو الله فرعون حين آمنت السحرة مغلوباً مغلولاً ثم أبى إلا
الاقامة على الكفر والتمادي في الشر و حرضه الامراء و الوزراء على
اذية موسى و ع7دم تصديقه و على قتل غلمان بنى اسرائيل الذين آمنوا
زيادة فى اذلالهم و مهانتهم فتابعه الله بالآيات فأخذه بالسنين
فأرسل عليه الطوفان ثم الجراد ثم القمل ثم الضفادع ثم الدم آيات
مفصلات




فأرسل الطوفان - وهو الماء - ففاض على وجه الأرض ثم ركد. لا يقدرون
على أن يحرثوا، ولا أن يعملوا شيئا حتى جهدوا جوعاً.






فلما بلغهم ذلك: {قَالُوا يَا مُوسَى
ادْعُ لَنَا رَبَّكَ بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا
الرِّجْزَ لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي
إسرائِيلَ}.




فدعا موسى ربه فكشفه عنهم فلما لم فلما لم يفوا به بشيء فأرسل الله
عليهم الجراد فأكل الشجر فيما بلغني حتى أن كان ليأكل مسامير
الأبواب من الحديد حتى تقع دورهم ومساكنهم، فقالوا مثل ما قالوا،





فدعا ربه فكشف عنهم، فلم يفوا له بشيء مما قالوا فأرسل الله عليهم
القمل فانثال عليهم قملاً، حتى غلب على البيوت والأطعمة، ومنعهم
النوم والقرار.





فلما جهدهم قالوا له مثل ما قالوا له، فدعا ربه فكشف عنهم فلما لم
يفوا بشي مما قالوا





فأرسل عليهم الضَّفادع فملأت البيوت والأطعمة والآنية فلا يكشف أحد
ثوباً ولا طعاماً إلا وجد فيه الضفادع قد غلبت عليه. حتى إن أحدهم
إذا فتح فاه (لطعام أو شراب) سقطت فيه ضفدعة من تلك الضفادع.






فلما جهدهم ذلك قالوا له مثل ما قالوا، فدعا ربه فكشف عنهم فلم
يفوا بشيء مما قالوا، فأرسل الله عليهم الدم فصارت مياه آل فرعون
دماً لا يستقون من بئر ولا نهر يغترفون من إناء إلاّ عاد دما
عبيطاً.




هذا
كله لم ينل بني إسرائيل من ذلك شيء بالكلية. وهذا من تمام المعجزة
الباهرة










قال
الله تعالى:
{وَلَمَّا وَقَعَ
عَلَيْهِمْ الرِّجْزُ قَالُوا يَا مُوسَى ادْعُ لَنَا رَبَّكَ
بِمَا عَهِدَ عِنْدَكَ لَئِنْ كَشَفْتَ عَنَّا الرِّجْزَ
لَنُؤْمِنَنَّ لَكَ وَلَنُرْسِلَنَّ مَعَكَ بَنِي إسرائِيلَ،
فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُمْ الرِّجْزَ إِلَى أَجَلٍ هُمْ
بَالِغُوهُ إِذَا هُمْ يَنكُثُونَ، فَانتَقَمْنَا مِنْهُمْ
فَأَغْرَقْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا
وَكَانُوا عَنْهَا غَافِلِينَ}.










موسى يخرج ببنى اسرائيل من مصر









ولما تمادى أهل مصر على كفرهم وعتوهم وعنادهم متابعة لملكهم فرعون
ومخالفة لنبي الله ورسوله وكليمه موسى بن عمران عليه السلام؛ وأقام
الله على أهل مصر الحجج العظيمة القاهرة وأراهم من خوارق العادات
ما بهر الأبصار وحير العقول، وهم مع ذلك لا يرعون ولا ينتهون ولا
ينزعون ولا يرجعون.




ولم
يؤمن منهم إلا القليل من قوم فرعون، والسحرة كلهم، وجميع شعب بني
إسرائيل وإيمانهم كان خفية لمخافتهم من فرعون وسطوته وجبروته
وسلطته




أوحى الله تعالى إلى موسى وأخيه هارون عليهما السلام أن يتخذا
لقومهما بيوتاً متميزة فيما بينهم عن بيوت اتباع فرعون ليكونوا على
أهبة من الرحيل إذا أمروا به ليعرف بعضهم بيوت بعض , و ليعبدوا
الله فيها









{وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَنْ تَبَوَّأَا
لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا وَاجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً
وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَبَشِّرْ الْمُؤْمِنِينَ}.











و
استأذن بنو إسرائيل فرعون في الخروج إلى عيد لهم فأذن لهم وهو
كاره، ولكنهم تجهزوا للخروج وتأهبوا له، وإنما كان في نفس الأمر
مكيدة بفرعون وجنوده ليتخلّصوا منهم ويخرجوا عنهم.











قال
الله تعالى: {وَأَوْحَيْنَا إِلَى
مُوسَى أَنْ أَسْرِ بِعِبَادِي إِنَّكُمْ مُتَّبَعُونَ، فَأَرْسَلَ
فِرْعَوْنُ فِي الْمَدَائِنِ حَاشِرِينَ، إِنَّ هَؤُلاءِ
لَشِرْذِمَةٌ قَلِيلُونَ، وَإِنَّهُمْ لَنَا لَغَائِظُونَ،
وَإِنَّا لَجَمِيعٌ حَاذِرُونَ، فَأَخْرَجْنَاهُمْ مِنْ جَنَّاتٍ
وَعُيُونٍ، وَكُنُوزٍ وَمَقَامٍ كَرِيمٍ، كَذَلِكَ
وَأَوْرَثْنَاهَا بَنِي إسرائِيلَ، فَأَتْبَعُوهُمْ مُشْرِقِينَ،
فَلَمَّا تَرَاءَى الْجَمْعَانِ قَالَ أَصْحَابُ مُوسَى إِنَّا
لَمُدْرَكُونَ، قَالَ كَلا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِي،
فَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ
فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ،
وَأَزْلَفْنَا ثَمَّ الآخَرِينَ، وَأَنْجَيْنَا مُوسَى وَمَنْ
مَعَهُ أَجْمَعِينَ، ثُمَّ أَغْرَقْنَا الآخَرِينَ، إِنَّ فِي
ذَلِكَ لَآيَةً وَمَا كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُؤْمِنِينَ، وَإِنَّ
رَبَّكَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ}.











أن
فرعون لحقهم بالجنود فأدركهم عند شروق الشمس وتراءى الجمعان ورأى
كلٌّ من الفريقين صاحبه وتحققه ولم يبق إلا المقاتلة فعندها قال
أصحاب موسى وهم خائفون: إنا لمدركون، وذلك لأنهم اضطروا في طريقهم
إلى البحر، فليس لهم طريق الا سلوكه وخوضه. وهذا ما لا يستطيعه أحد
ولا يقدر عليه، والجبال عن يسرتهم وعن أيمانهم وفرعون قد واجههم.






فشكوا إلى نبي الله ما هم فيه مما قد شاهدوه , فقال لهم موسى

{كَلا إِنَّ مَعِي رَبِّي سَيَهْدِينِي}





ونظر إلى البحر وهو يتلاطم بأمواجه وهو يقول: هاهنا أمرت





فيقولون لموسى عليه السلام: يا نبي الله أههنا أمرت. فيقول نعم.





فلما تفاقم الأمر وضاق الحال واشتد الأمر واقترب فرعون فعند ذلك
أوحى الحليم العظيم القدير ربُّ العرش الكريم إلى موسى الكليم





قال
الله تعالى: {فَأَوْحَيْنَا إِلَى
مُوسَى أَنْ اضْرِبْ بِعَصَاكَ الْبَحْرَ فَانفَلَقَ فَكَانَ كُلُّ
فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ}




ويقال: إنه انفلق اثنتي عشرة طريقا لكل سبط طريق يسيرون فيه, وأمر
الله تعالى موسى عليه السلام أن يجوزه ببني إسرائيل فانحدروا فيه
مسرعين مستبشرين مبادرين فلما جازوه وجاوزوه وخرج أخرهم منه
وانفصلوا عنه كان ذلك عند قدوم أول جيش فرعون إليه ووفودهم عليه.






فأراد موسى عليه السلام أن يضرب البحر بعصاه ليرجع كما كان عليه
لئلا يكون لفرعون وجنوده وصول إليه، ولا سبيل عليه، فأمره القدير
ذو الجلال أن يترك البحر على هذه الحال كما قال تعالى
{وَاتْرُكْ الْبَحْرَ رَهْوًا}
أي ساكنا على هيئته لا تغيره عن هذه الصفة .






فلما تركه على هيئته وحالته وانتهى فرعون فرأى ما رأى هاله هذا
المنظر العظيم وتحقق من أن هذا من فعل رب العرش الكريم فأحجم ولم
يتقدم ، لكنه أظهر لجنوده تجلّداً ، وحملته النفس الكافرة على ان
يعبر بجنوده مثل بنى اسرائيل





فعند ذلك أمر الله تعالى كليمه فيما أوحاه إليه أن يضرب بعصاه
البحر فضربه فارتطم عليهم البحر كما كان فلما ينج منهم إنسان.






و
هنا فقط و عندما أيقن فرعون من غرقه آمن بالله الواحد الأحد






عن
ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لما قال فرعون
{آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا
الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إسرائِيلَ}
قال لي جبريل: لو
رأيتني وقد أخذت من حال البحر فدسته في فيه مخافة أن تناله
الرحمة".









بنو إسرائيل يطلبون عبادة الأصنام




وقد
قال الله تعالى في كتابه العزيز المهيمن على ما عداه من الكتب:

{وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إسرائِيلَ
الْبَحْرَ فَأَتَوْا عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ
لَهُمْ قَالُوا يَا مُوسَى اجْعَل لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ
آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ، إِنَّ هَؤُلاءِ
مُتَبَّرٌ مَا هُمْ فِيهِ وَبَاطِلٌ مَا كَانُوا يَعْمَلُون}






و
ذلك انهم بعد ما عاينوا من آيات الله وقدرته ما دلّهم على صدق ما
جاءهم به رسول ذو الجلال والإكرام، وذلك أنه مروا على قومٍ يعبدون
أصناماً، قيل: كانت على صور البقر، فكأنهم سألوهم: لم يعبدونها؟
فزعموا لهم أنها تنفعهم وتضرهم ويسترزقون بها عند الضرورات، فكأنَّ
بعض الجهَّال منهم صدّقوهم في ذلك، فسألوا نبيهم الكليم الكريم
العظيم أن يجعل لهم آلهة كما لأولئك آلهة















موسى يذهب لميقات ربه









قال
تعالى: {وَوَاعَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ
لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ
أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ
اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ
الْمُفْسِدِينَ


{









ذلك
أن موسى عليه السلام ذهب الى ميقات ربه و استخلف على شعب بني
إسرائيل أخاه هارون فلما استكمل الميقات ثلاثين ليلة، وكان فيه
صائماً يقال إنه لم يستطعم الطعام، فلما كمل الشهر أخذ لحاء شجرة
فمضغه ليطيب ريح فمه، فأمره الله أن يمسك عشراً أخرى، فصارت أربعين
ليلة. ولهذا ثبت في الحديث: أن خلوف فم الصائم أطيب عند الله من
ريح المسك.









}
قَالَ
يَا مُوسَى إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي
وَبِكَلَامِي فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ وَكُنْ مِنْ الشَّاكِرِينَ،
وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْعِظَةً
وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ فَخُذْهَا بِقُوَّةٍ وَأْمُرْ
قَوْمَكَ يَأْخُذُوا بِأَحْسَنِهَا سَأُرِيكُمْ دَارَ
الْفَاسِقِينَ
{










فلما أتم الميقات و أعطاه ربه التوراة وفيها مواعظ عن الآثام،
وتفصيل لكل ما يحتاجون إليه من الحلال والحرام.











بنى اسرائيل يعبدون العجل










{وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً
جَسَداً لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لَا يُكَلِّمُهُمْ
وَلَا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ،
وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ وَرَأَوْا أَنَّهُمْ قَدْ ضَلُّوا
قَالُوا لَئِنْ لَمْ يَرْحَمْنَا رَبُّنَا وَيَغْفِرْ لَنَا
لَنَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ، وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى
قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفاً قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ
بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الأَلْوَاحَ
وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ، قَالَ ابن أُمَّ
إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلا
تُشْمِتْ بِي الْأَعْدَاءَ وَلا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ
الظَّالِمِينَ، قَالَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلأَخِي وَأَدْخِلْنَا
فِي رَحْمَتِكَ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ


{




حين
ذهب موسى عليه السلام إلى ميقات ربه فمكث على الطور يناجيه ربه
ويسأله موسى عليه السلام عن أشياء كثيرة وهو تعالى يجيبه عنها.






فعمد رجل منهم يقال له هارون السامري، فأخذ ما كانوا استعاروه من
الحلي، فصاغ منه عجلاً وألقى فيه قبضة من التراب، كان أخذها من أثر
فرس جبريل، حين رآه يوم أغرق الله فرعون على يديه. فلما ألقاها فيه
خار كما يخور العجل الحقيقي وقيل بل كانت الريح إذا دخلت من دبره
خرجت من فمه فيخور كمن تخور البقرة، فيرقصون حوله ويفرحون.







{فَقَالُوا هَذَا إِلَهُكُمْ وَإِلَهُ مُوسَى فَنَسِيَ}.


أي
فنسي موسى ربه عندنا، وذهب يتطلبه وهو هاهنا! تعالى الله عما
يقولون علواً كبيراً




ولما رجع موسى عليه السلام إليهم، ورأى ما هم عليه من عبادة العجل،
ومعه الألواح المتضمنة التوراة، ألقاها. ثم أقبل عليهم فعنفهم
ووبخهم فاعتذروا إليه، بما ليس بصحيح، قالوا إنا
{حُمِّلْنَا أَوْزَاراً مِنْ زِينَةِ
الْقَوْمِ فَقَذَفْنَاهَا فَكَذَلِكَ أَلْقَى السَّامِرِيُّ}.

تحرجوا من تملك حلي آل فرعون وهم أهل حرب، وقد أمرهم الله بأخذه
وأباحه لهم، ولم يتحرجوا من عبادة !!





ثم
أقبل على أخيه هارون عليه السلام قائلاً
له {يَا هَارُونُ مَا مَنَعَكَ إِذْ رَأَيْتَهُمْ ضَلُّوا، أَلاَّ
تَتَّبِعَنِي}
. أي هلا لما رأيت ما صنعوا اتبعتني فأعلمتني
بما فعلوا، فقال: {إِنِّي خَشِيتُ أَنْ
تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِي إسرائِيلَ}
. أي تركتهم
وجئتني وأنت قد استخلفتني فيهم.





فعمد موسى عليه السلام إلى هذا العجل، فحرقه قيل بالنار، وقيل
بالمبارد ثم ذراه في البحر، وأمر بني إسرائيل فشربوا، فمن كان من
عابديه علق على شفاههم من ذلك الرماد ما يدل عليه، وقيل بل اصفرت
ألوانهم.




فاستيقن بنو إسرائيل بالفتنة ، فقالوا لجماعتهم: يا موسى سل لنا
ربك يفتح لنا باب توبة نصنعها فتكفر عنا ما عملنا. فاختار موسى من
قومه سبعين رجلاً لذلك، لا يألو الخير من خيار بني إسرائيل ومن لم
يشرك في الحق، فانطلق بهم يسأل لهم التوبة فرجفت بهم الأرض.






فاستحيا نبي الله عليه السلام من قومه ومن وفده حين فعل بهم ما فعل
فقال: {رَبِّ لَوْ شِئْتَ
أَهْلَكْتَهُمْ مِنْ قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ
السُّفَهَاءُ مِنَّا}.
وفيهم من كان الله اطلع منه على ما
أشرب قلبه من حب العجل وإيمانه به، فلذلك رجفت بهم الأرض فقال
{وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ
فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ
وَالَّذِينَ هُمْ بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ، الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ
الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً
عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ}.






فقال: يا رب سألتك التوبة لقومي، فقلت: إن رحمتي كتبتها لقوم غير
قومي، فليتك أخرتني حتى تخرجني في أمة ذلك الرجل المرحوم. فقال له:
إن توبتهم أن يقتل كل رجل منهم من لقي من والد وولد فيقتله بالسيف
ولا يبالي من قتل في ذلك الموطن.






وتاب أولئك الذين كان خفي على موسى وهارون أمرهم، واطلع الله من
ذنوبهم فاعترفوا بها، وفعلوا ما أمروا ، وألقى الله عليهم ضباباً
حتى لا يعرف القريب قريبه ولا النسيب نسيبه، ثم مالوا على عابدي
العجل فقتلوهم وحصدوهم وغفر الله للقاتل والمقتول.






ثم
سار بهم موسى عليه السلام متوجهاً نحو الأرض المقدسة، وأخذ الألواح
بعدما





سكت
عنه الغضب، فأمرهم بالذي أمر به من الوظائف فقالوا: انشرها علينا
فإن كانت أوامرها ونواهيها سهلة قبلناها. فقال: بل اقبلوها بما
فيها، فراجعوه مراراً، فأمر الله الملائكة فرفعوا الجبل على رؤوسهم
حتى صار كأنه ظلة، ودنا منهم حتى خافوا أن يقع عليهم، فأخذوا
الكتاب بأيمانهم




وهم
مصغون ينظرون إلى الجبل، والكتاب بأيديهم وهم من وراء الجبل مخافة
أن يقع عليهم




{وَإِذْ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ
وَظَنُّوا أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ
بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُوا مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ}..






ثم
مضوا حتى أتوا الأرض المقدسة، فوجدوا فيها قوم جبارون











نكوث بني إسرائيل عن قتال الجبارين









وذلك أن موسى عليه السلام لما انفصل من بلاد مصر وواجه بلاد بيت
المقدس وجد فيها قوماً من الجبّارين من الحيثانيين و والكنعانيين
وغيرهم.




فأمرهم موسى عليه السّلام بالدّخول عليهم ومقاتلتهم وإجلائهم إياهم
عن بيت المقدس، فإن الله كتبه لهم ووعدهم إياه فخافوا من هؤلاء
الجبارين




قال
الله تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى
لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ اذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ
جَعَلَ فِيكُمْ أَنْبِيَاءَ وَجَعَلَكُمْ مُلُوكًا وَآتَاكُمْ مَا
لَمْ يُؤْتِ أَحَدًا مِنْ الْعَالَمِينَ، يَا قَوْمِ ادْخُلُوا
الأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِي كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلا
تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ،
قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّ فِيهَا قَوْمًا جَبَّارِينَ وَإِنَّا
لَنْ نَدْخُلَهَا حَتَّى يَخْرُجُوا مِنْهَا فَإِنْ يَخْرُجُوا
مِنْهَا فَإِنَّا دَاخِلُونَ


{











فذمهم الله في تخاذلهم وعاقبهم بالتيه على ترك جهادهم ومخالفتهم
رسولهم





}



قَالُوا يَا مُوسَى إِنَّا لَنْ نَدْخُلَهَا أَبَدًا مَا دَامُوا
فِيهَا فَاذْهَبْ أَنْتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا
قَاعِدُونَ، قَالَ رَبِّ إِنِّي لَا أَمْلِكُ إِلا نَفْسِي وَأَخِي
فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ، قَالَ
فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَيْهِمْ أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ
فِي الأَرْضِ فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ}.











فكانوا يسيرون فى الأرض إلى غير مقصد ليلاً ونهاراً وصباحاً ومساءً










قال
الله تعالى:
{يَا بَنِي إسرائِيلَ قَدْ
أَنجَيْنَاكُمْ مِنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ
الطُّورِ الأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمْ الْمَنَّ
وَالسَّلْوَى، كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَلا
تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي وَمَنْ يَحْلِلْ
عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى، وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ
وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى}.






يذكر تعالى أنه أنزل عليهم في حال شدتهم وضرورتهم في سفرهم في
الأرض التي ليس فيها زرع ولا ضرع، منَّاً من السماء، يصبحون
فيجدونه خلال بيوتهم، فيأخذون منه قدر حاجتهم في ذلك اليوم إلى
مثله من الغد، ومن ادخر منه لأكثر من ذلك فسد، ومن أخذ منه قليلاً
كفاه، أو كثيراً لم يفضل عنه، فيصنعون منه مثل الخبز، وهو في غاية
البياض والحلاوة، فإذا كان من آخر النهار غشيهم طير السلوى،
فيقتنصون منها بلا كلفة ما يحتاجون إليه حسب كفايتهم لعشائهم.






وإذا كان فصل الصيف ظلل الله عليهم الغمام، وهو السحاب الذي يستر
عنهم حر الشمس وضوءها الباهر




وجعل لهم ثياباً لا تبلى ولا تتسخ وجعل بين ظهرانيهم حجراً مربعاً.
وأمر موسى فضربه بعصاه، فانفجرت منه اثنتا عشرة عيناً، في كل ناحية
ثلاثة أعين، وأعلم كل سبط عينهم التي يشربون منها، فلا يرتحلون
محلة إلا وجدوا ذلك الحجر بينهم بالمكان الذي فيه بالمنزل الأول
بالأمس.









ذكر وفاته عليه السلام









قال
البخاري في صحيحه: عن أبي هريرة قال: أرسل ملك الموت إلى موسى عليه
السلام، فلما جاءه صكَّه فرجع إلى ربه عز وجل، فقال: أرسلتني إلى
عبد لا يريد الموت، قال ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور، فله
بما غطت يده بكل شعرة سنة قال: أي رب ثم ماذا؟ قال: ثم الموت، قال:
فالآن.




قال: فسأل الله عز وجل أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر قال
أبو هريرة: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "فلو كنت ثَم
لأريتكم قبره إلى جانب الطريق عند الكثيب الأحمر".
 
فارسة الاسلام

فارسة الاسلام

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
2996
البلد/ المدينة :
الجزائر
العَمَــــــــــلْ :
طالبة
المُسَــاهَمَـاتْ :
4059
نقاط التميز :
-4
التَـــسْجِيلْ :
12/10/2010
اسيل

اسماعيل

تم توريطها
 
تاج الإسلام

تاج الإسلام

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
بسكرة
المُسَــاهَمَـاتْ :
1034
نقاط التميز :
1924
التَـــسْجِيلْ :
28/03/2011
شكرا للأخت فارسة الاسلام على هذه المشاركة

لكن لم افهم معنى


اسيل

اسماعيل

تم توريطها


مسابقة تم توريطك بشخصية 380574
 
melissa

melissa

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
12924
البلد/ المدينة :
jijel
العَمَــــــــــلْ :
طالبة جامعية
المُسَــاهَمَـاتْ :
6768
نقاط التميز :
6286
التَـــسْجِيلْ :
27/02/2011
مسابقة تم توريطك بشخصية 601903 مسابقة تم توريطك بشخصية 132648 مسابقة تم توريطك بشخصية 871175
 
تاج الإسلام

تاج الإسلام

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
بسكرة
المُسَــاهَمَـاتْ :
1034
نقاط التميز :
1924
التَـــسْجِيلْ :
28/03/2011
المتورط رقم 10هو الاخ DJABER

و الشخصية** هو//هارون عليه السلام

بالتوفيق..
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى