منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


شيماءs

شيماءs

عضو نشيط
رقم العضوية :
15069
البلد/ المدينة :
bechar
العَمَــــــــــلْ :
طالبة
المُسَــاهَمَـاتْ :
552
نقاط التميز :
860
التَـــسْجِيلْ :
14/04/2011
أسلمنا و لكن لم نأمن 315340


كثيرا ما تستوقفني تلك المفارقة العجيبة التي بيننا وبين الصحابة الكرام ، فقد
ضرب الصحابة أروع الأمثال والصور المشرقة في طاعة الله ورسوله ، وفي حب الله
ورسوله ، وفي قوة اليقين ، وصدق التوكل ، والرضا بقضاء الله ، وفي صدق الأخوة ،
والإيثار ، والبذل والعطاء ، وفي المروءة ، لقد كانوا بحق مجتمعا فريدا من نوعه
لم يتكرر .
فمن الأمثلة التي ضربوها في الأخوة والإيثار : أنه أهدي إلى رجل من الصحابة رأس
شاة ، فقال : إن أخي أحوج إليه مني ، فبعث به إلى رجل ، فبعث به ذلك إلى آخر ،
حتى تداولته سبع أبيات ، فرجع إلى الأول .
وفي معركة اليرموك ، أتي عكرمة بن أبي جهل بالماء ، فنظر إلى سهيل بن عمرو ينظر
إليه ، فقال لحامل الماء : ابدأ بهذا ، ونظر سهيل إلى الحارث ينظر إليه ، فقال
: ابدأ بهذا ، وكل منهم يؤثر الآخر على نفسه بالشربة ، فماتوا كلهم قبل أن
يشربوا ، فمر بهم خالد بن الوليد فقال : بنفسي أنتم .

وفي السخاء والبذل والعطاء والمروءة ، قال عروة : رأيت عائشة – رضي الله عنها –
تقسم سبعين ألفا ، وهي ترقع درعها . وقيل : كان لعثمان على طلحة – رضي الله
عنهما – خمسون ألف درهم ، فخرج إلى المسجد ، فقال له طلحة : قد تهيأ مالك
فاقبضه ، فقال : هو لك يا أبا محمد معونة على مروءتك .
وفي الرضا بقضاء الله ، قال ابن عمر – رضي الله عنهما - : إن الرجل يستخير الله
فيختار له ، فيسخط ، فلا يلبث أن ينظر في العاقبة ، فإذا هو قد خير له . ونظر
علي بن أبي طالب –رضي الله عنه – إلى عدي بن حاتم كئيبا ، فقال : يا عدي ، مالي
أراك كئيبا حزينا ؟ فقال : وما يمنعني ، فقد قتل ابناي ، وفقئت عيني . فقال :
يا عدي ، من رضي بقضاء الله جرى عليه وكان له أجر ، ومن لم يرض بقضاء الله جرى
عليه وحبط عمله . ودخل أبو الدرداء – رضي الله عنه – على رجل وهو يموت وهو يحمد
الله تعالى ، فقال أبو الدرداء : أصبت ، إن الله عز وجل إذا قضى قضاء أحب أن
يرضى به .
هذه أمثلة بسيطة ، وغيض من فيض ، ومن أراد المزيد فعليه بقراءة الكتب ، فسيجد
نماذج فريدة وراقية جدا .
لننتقل الآن إلى الصورة المقابلة ، ولنر حالنا – نحن المسلمين – اليوم ، كيف
حلت فينا الأثرة ، وكيف ضعف إيماننا فضعف يقيننا ، فنحن لا نتوكل على ربنا حق
التوكل ، والتوكل كما قال سعيد بن جبير : جماع الإيمان . ولا نرضى بما قسم الله
لنا ، والنبي – عليه الصلاة والسلام - يقول :" لكل شيئ حقيقة ، وما بلغ عبد
حقيقة الإيمان حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه ، وما أخطأه لم يكن ليصيبه "
.

ثم إننا قد انتشرت فينا دعوى الجاهلية ، فأصبحنا ننادي إلى التفاخر بالأحساب
والأنساب ، قال عليه السلام :" ثلاث من عمل أهل الجاهلية ، لا يتركهن أهل
الإسلام : النياحة ، والاستسقاء بالأنواء ، وكذا . قلت لسعيد : وما هو ؟ قال :
دعوى الجاهلية : يا آل فلان ، يا آل فلان ، يا آل فلان " .
وأصبح المسلم لا يهتم بأمر أخيه المسلم ، بل انتشرت فينا القبلية والعنصرية
والقومية . يقول عليه السلام :" المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد ،
يألم المؤمن لما يصيب أهل الإيمان ، كما يألم الرأس لما يصيب الجسد " ، ويقول
:" المسلمون كرجل واحد ، إن اشتكى عينه اشتكى كله ، وإن اشتكى رأسه اشتكى كله "
.
وأصبحنا نوالي ونعادي ونخاصم وننافس في أمور الدنيا ولأجل الدنيا . قال رسول
الله – صلى الله عليه وسلم – لأبي ذر:" أي عرى الإيمان – أظنه قال – أوثق ؟ "
قال : الله ورسوله أعلم . قال :" الموالاة في الله والمعاداة في الله ، والحب
في الله ، والبغض في الله " .



أنا لست أخاصم للدنيا = دنياكم ليست تغريني
أنا لي هدف أسمى أعلى = نفسي لا ترضى بالدون



قال الحسن البصري : من نافسك في دينك فنافسه ،
ومن نافسك في دنياك فألقها في نحره . وقال : والله لقد أدركت أقواما كانت
الدنيا أهون عليهم من التراب الذي تمشون عليه ، ما يبالون أشرقت الدنيا أم غربت
، ذهبت إلى ذا أو ذهبت إلى ذا . وقال : المؤمن في الدنيا كالغريب ، لا يجزع من
ذلها ، ولا ينافس في عزها ، له شأن وللناس شأن . ويقول سيد قطب – يرحمه الله -
: إن التنافس في أمر الآخرة يرفع بأرواح المتنافسين جميعا ، بينما التنافس في
أمر الدنيا ينحط بهم جميعا . والسعي لنعيم الآخرة يصلح الأرض ويعمرها ويطهرها
للجميع ، والسعي لعرض الدنيا يدع الأرض مستنقعا وبيئا تأكل فيه الديدان بعضها
بعضا . وقيل : الدنيا لا تساوي نقل أقدامك إليها ، فكيف تعدو خلفها ؟! .
أيها المسلمون ، إن رسول الله –عليه السلام – يقول :" ثلاث من فعلهن فقد طعم
طعم الإيمان : من عبد الله وحده ، وأنه لا إله إلا الله ، وأعطى زكاة ماله طيبة
بها نفسه ، رافدة عليه كل عام ، ولا يعطي الهرمة ، ولا الدرنة ، ولا المريضة ،
ولا الشرط : اللئيمة ، ولكن من وسط أموالكم ، فإن الله لم يسألكم خيره ، ولم
يأمركم بشره " ، وقال :" ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان وطعمه : أن يكون
الله – عز وجل – ورسوله أحب إليه مما سواهما ، وأن يحب في الله ويبغض في الله ،
وأن توقد نار عظيمة فيقع فيها ، أحب إليه من أن يشرك بالله شيئا " ، وقال :" من
سره أن يجد طعم الإيمان فليحب المرء لا يحبه إلا لله – عز وجل – " . فهل وجدنا
نحن طعم الإيمان وحلاوته ؟ هل نحن نعطي زكاة أموالنا عن طيب نفس ومن أجود ما
آتانا الله ، أم نخرج الرديئ ؟ وهل نحن نحب الله ورسوله أكثر مما سواهما ، أم
أننا نؤثر هوى أنفسنا على ما جاء به الشرع الحنيف ؟ وهل يحب بعضنا البعض ،
ويؤاخي بعضنا البعض في الله ولله ، أم لأجل مصالحنا الذاتية ومنافعنا الدنيوية
؟ .
هذا عدا عن أن الإيمان يحتاج إلى تجديد ، فالرسول عليه السلام يقول :" إن
الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب ، فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في
قلوبكم " . فهل نحن نحرص على تجديد الإيمان كما كان الصحابة يفعلون ؟ فقد كام
أحدهم يقول لصاحبه : اجلس أو تعال بنا نؤمن ساعة .
بعد هذا التطواف ، أخرج بنتيجة ، ولكم أن تخالفوني فيها ، وهو يبدو أيها الإخوة
، أننا أسلمنا ، ولكننا ... لما نؤمن بعد!!.









منقووووووووووووووووول




تحياتي
 
avatar

PassWord-ms

عضو مساهم
البلد/ المدينة :
alger
المُسَــاهَمَـاتْ :
62
نقاط التميز :
55
التَـــسْجِيلْ :
25/05/2011
:تحية:
:يعطيك العافية:
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى