تاج الإسلام
عضو نشيط
- البلد/ المدينة :
- بسكرة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 1034
- نقاط التميز :
- 1924
- التَـــسْجِيلْ :
- 28/03/2011
﴿ تفسير سورة الحديد ﴾
﴿ بسم الله الرحمن الرحيم ﴾ تقدم الكلام عليها، ﴿ سبح لله ما في السموات والأَرض وهو العزيز الحكيم ﴾ معنى سبح أي نزه الله - عز وجل - عن كل عيب ونقص، وعن مماثلة المخلوقين، ودليل تنزهه عن كل عيب ونقص قول الله تبارك وتعالى:﴿ ولقد خلقنا السموات والأَرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب ﴾ واللغوب يعني التعب والإعياء، وهذا يدل على كمال قوته - عز وجل - وقال تعالى:﴿ أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون ﴾ وقال تعالى:﴿ وما الله بغافل عما تعملون ﴾ فنزه الله تعالى نفسه عن الغفلة، وقال تعالى: ﴿ وما كان الله ليعجزه من شيء في السموات ولا في الأَرض إنه كان عليماً قديراً ﴾ فنزه نفسه عن العجز، ودليل تنزهه عن مماثلة المخلوقين، قوله تعالى:﴿ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ﴾ وأثبت الله لنفسه وجهاً في قوله تعالى: ﴿ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ﴾، وأثبت الله لنفسه أنه استوى على العرش، والإنسان يستوي على البعـير، أي يركب البعير ويستقر عليه ويعلو عليـه، ليـس استـواؤه سبحانه وتعالى على العـرش كاستـواء الإنسان على البعير، والدليل:﴿ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ﴾ فكل صفة يثبتها الله لنفسه وللمخلوق مثلهـا فـإن ذلك موافقـة للاسـم فقط، أما في الحقيقة فليس كمثله شيء، مثال ذلك: أثبت الله لنفسه علماً، وأثبت للمخلوق علماً، فقال الله تعالى: {فإن علمتموهن مؤمنات} فأثبت الله لنا علماً، وأثبت لنفسه علماً {علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم} وليس العلم الذي أثبته لنفسه كعلم المخلوق والدليل قوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } فالله – عز وجل - لا يمكن أن يماثله شيء من المخلوقات لا في ذاته، ولا في صفاته، ولهذا لا يمكننا أن ندرك الله - عز وجل - نعلمه بآياته وصفاته وأفعاله، لكنا لا ندرك حقيقته - عز وجل - لأنه مهما قدرت من شيء فالله تعالى مخالف له غير مماثل، وقوله: {ما في السماوات والأَرض} أي: كل ما في السماوات والأرض، فإنه يسبح الله - عز وجل - وينزهه، ويشمل الآدمي، والجن، والملائكة، والحشرات، والحيوانات، وكل شيء، فكل ما في السماوات والأرض يسبح الله، وهل يسبحه بلسان المقال بمعنى يقول: سبحان الله، أو بلسان الحال، بمعنى أن تنظيم السماوات والأرض والمخلوقات على ما هي عليه يدل على كمال الله - عز وجل - وتنزهه عن كل نقص، الجواب: أنه يسبح الله بلسان الحال وبلسان المقال، إلا الكافر، فإنه يسبح الله بلسان الحال لا بلسان المقال؛ لأن الكافر يصف الله بكل نقص، يقول: اتخذ الله ولداً، ويقول: إن معه إلهاً، وربما ينكر الخالق أصلاً، لكن حاله وخلقته وتصرفه تسبيح لله - عز وجل -. وهل الحشرات والحيوانات تسبح الله بلسان المقال؟ الجواب: نعم، قال الله تعالى: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولـكن لا تفقهون تسبيحهم} الحشرات كلها تسبح الله بلسان المقال، والحصى يسبح الله كما كان ذلك بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) {وهو العزيز الحكيم } العزيز يعني ذو العزة، والعزة هي الكبرياء والغلبة والسلطان وما أشبه ذلك، فالعزيز هو ذو السلطان الكامل والغلبة الكاملة، فلا أحد يغلبه - عز وجل - يقول الشاعر الجاهلي:
﴿ بسم الله الرحمن الرحيم ﴾ تقدم الكلام عليها، ﴿ سبح لله ما في السموات والأَرض وهو العزيز الحكيم ﴾ معنى سبح أي نزه الله - عز وجل - عن كل عيب ونقص، وعن مماثلة المخلوقين، ودليل تنزهه عن كل عيب ونقص قول الله تبارك وتعالى:﴿ ولقد خلقنا السموات والأَرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لغوب ﴾ واللغوب يعني التعب والإعياء، وهذا يدل على كمال قوته - عز وجل - وقال تعالى:﴿ أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتبون ﴾ وقال تعالى:﴿ وما الله بغافل عما تعملون ﴾ فنزه الله تعالى نفسه عن الغفلة، وقال تعالى: ﴿ وما كان الله ليعجزه من شيء في السموات ولا في الأَرض إنه كان عليماً قديراً ﴾ فنزه نفسه عن العجز، ودليل تنزهه عن مماثلة المخلوقين، قوله تعالى:﴿ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ﴾ وأثبت الله لنفسه وجهاً في قوله تعالى: ﴿ ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام ﴾، وأثبت الله لنفسه أنه استوى على العرش، والإنسان يستوي على البعـير، أي يركب البعير ويستقر عليه ويعلو عليـه، ليـس استـواؤه سبحانه وتعالى على العـرش كاستـواء الإنسان على البعير، والدليل:﴿ ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ﴾ فكل صفة يثبتها الله لنفسه وللمخلوق مثلهـا فـإن ذلك موافقـة للاسـم فقط، أما في الحقيقة فليس كمثله شيء، مثال ذلك: أثبت الله لنفسه علماً، وأثبت للمخلوق علماً، فقال الله تعالى: {فإن علمتموهن مؤمنات} فأثبت الله لنا علماً، وأثبت لنفسه علماً {علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم} وليس العلم الذي أثبته لنفسه كعلم المخلوق والدليل قوله تعالى: {ليس كمثله شيء وهو السميع البصير } فالله – عز وجل - لا يمكن أن يماثله شيء من المخلوقات لا في ذاته، ولا في صفاته، ولهذا لا يمكننا أن ندرك الله - عز وجل - نعلمه بآياته وصفاته وأفعاله، لكنا لا ندرك حقيقته - عز وجل - لأنه مهما قدرت من شيء فالله تعالى مخالف له غير مماثل، وقوله: {ما في السماوات والأَرض} أي: كل ما في السماوات والأرض، فإنه يسبح الله - عز وجل - وينزهه، ويشمل الآدمي، والجن، والملائكة، والحشرات، والحيوانات، وكل شيء، فكل ما في السماوات والأرض يسبح الله، وهل يسبحه بلسان المقال بمعنى يقول: سبحان الله، أو بلسان الحال، بمعنى أن تنظيم السماوات والأرض والمخلوقات على ما هي عليه يدل على كمال الله - عز وجل - وتنزهه عن كل نقص، الجواب: أنه يسبح الله بلسان الحال وبلسان المقال، إلا الكافر، فإنه يسبح الله بلسان الحال لا بلسان المقال؛ لأن الكافر يصف الله بكل نقص، يقول: اتخذ الله ولداً، ويقول: إن معه إلهاً، وربما ينكر الخالق أصلاً، لكن حاله وخلقته وتصرفه تسبيح لله - عز وجل -. وهل الحشرات والحيوانات تسبح الله بلسان المقال؟ الجواب: نعم، قال الله تعالى: {وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولـكن لا تفقهون تسبيحهم} الحشرات كلها تسبح الله بلسان المقال، والحصى يسبح الله كما كان ذلك بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم (1) {وهو العزيز الحكيم } العزيز يعني ذو العزة، والعزة هي الكبرياء والغلبة والسلطان وما أشبه ذلك، فالعزيز هو ذو السلطان الكامل والغلبة الكاملة، فلا أحد يغلبه - عز وجل - يقول الشاعر الجاهلي: