al moharib
عضو مساهم
- البلد/ المدينة :
- تلمسان
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 93
- نقاط التميز :
- 54
- التَـــسْجِيلْ :
- 09/06/2011
فصل { النفس بين جواذب الدنيا وجواذب الأخرة }
جواذب الطبع إلى الدنيا كثيرة ، ثم هي من داخل وذكرالأخرة أمر خارج عن الطبع ، من خارج . وربما ظن من لاعلم له أن جواذب الأخرة أقوى ، لما يسمع من الوعيد في القرآن .
وليس كذلك ، لأن مثل الطبع في ميله إلى الدنيا كالماء الجاري ، فإنه يطلب الهبوط ، و إنما رفعه إلى فوق يحتاج إلى التكلف .
ولهذا أجاب الشرع : بالترغيب و الترهيب يقوى جند العقل .
فأما الطبع فجواذبه كثيرة ، وليس العجب أن يَغلب ، إنما العجب أن يُغلب .
فصل { تقدير العواقب سبب النجاة }
من عاين بعين بصيرته تناهي الأمور في بداياتها ،نال خيرها ، ونجا من شرها .
ومن لم ير العواقب غلب عليه الحس ، فعاد عليه بالألم ما طلب منه السلامة ، وبالنَّصب ما رجا منه الراحة .
وبيان هذا في المستقبل يتبين بذكر الماضي ،وهوأنك لا تخلو أن تكون عصيت الله في عمرك ، أو أطعته .
فأين لذة معصيتك ؟ وأين تعب طاعتك ؟ هيهات رحل كلٌ بما فيه . فليت الذنوب إذا تخلت خلت .
وأزيدك في هذا بيانًا: مثَّل ساعة الموت ، وانظر إ لى مرارة الحسرات على التفريط ، ولا أقول : كيف تغلب حلاوة
اللذات ، لأن حلاوة اللذات استحالت حنظلا ً ، فبقيت مرارة الأسى بلا مقاوم .
أتراك ما علمت أن الأمر بعواقبه ؟ فراقب العواقب تسلم ، ولا تمل مع هوى الحس فتندم .
هذان فصلان من فصول كتاب صيد الخاطر : للإمام إبن الجوزي :
إلى اللقاء مع فصول أخرى إن شاء الله
أخوكم ....المحارب ...