melissa
طاقم المشرفين
- رقم العضوية :
- 12924
- البلد/ المدينة :
- jijel
- العَمَــــــــــلْ :
- طالبة جامعية
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 6768
- نقاط التميز :
- 6286
- التَـــسْجِيلْ :
- 27/02/2011
الأرق، صعوبة الاستغراق في النوم في بداية الليل، أو تقطع النوم، أو رداءة جودته، من الأعراض المنتشرة بشكل كبير، حيث يعاني منه الملايين حول العالم، وتصل نسبة الإصابة به
بين 10 و19 في المائة من سكان العالم، نتيجة المعاناة من مشكلات عضوية، وسلوكية ونفسية كثيرة.
* الأرق المزمن
* حول هذا الموضوع، التقت «صحتك» بالدكتور أيمن بدر كريم، استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بجدة، فأفاد بأن «الأرق السلوكي المزمن» (Chronic Psychophysiological Insomnia) هو نوع من أرق النوم يرتبط بزيادة التوتر وفرط التفكير، نتيجة أزمة نفسية، أو مشكلة عائلية أو اجتماعية طارئة، قد تسبب أرقا حادا ورداءة في النوم لعدة أيام، إلا أنه سرعان ما يسيطر على الإنسان الخوف من عدم القدرة على النوم السليم، ويغلب عليه التفكير المؤرق في احتمال شعوره بالتعب والخمول أثناء النهار، على الرغم من انتهاء آثار المشكلة المؤقتة على حالته النفسية، وهذا سبب تسمية هذا النوع من الأرق بالمزمن «المكتسب».
ومن أجل التحفيز على النوم، يعتاد الإنسان على بعض السلوكيات الخاطئة كإجهاد الفكر في محاولة النوم، ومتابعة عقارب الساعة، والتدخين، وتناول المنبهات، مما يزيد من صعوبة الاسترخاء ويرفع درجة التوتر ويفاقم الأرق، فيحبس الشخص نفسه في حلقة مفرغة من الأرق والتوتر المزمنين. ويؤدي تكرار هذه التجربة الليلية إلى الحرمان المزمن من النوم، والشعور بالخمول والنعاس وقلة التركيز أثناء النهار، وسوء المزاج، وحتى الاكتئاب في بعض الأحيان، مما ينعكس سلبا على التحصيل الأكاديمي والمهني وعلاقة الشخص بأفراد عائلته.
ويضيف الدكتور أيمن كريم أن هذا النوع من الأرق يصيب 1 إلى 2 في المائة من الأفراد في المجتمع - أغلبهم من النساء متوسطات الأعمار - وهو يمثل نسبة 10 إلى 15 في المائة من الحالات التي تعالج في مراكز اضطرابات النوم.
ويعمل استشاري اضطرابات النوم في هذه الحالات على التأكد من عدم وجود بعض الأمراض العضوية، كأمراض الروماتيزم أو أحد اضطرابات النوم، كمتلازمة الساقين غير المستقرة، وانقطاع التنفس أثناء النوم، وغيرهما من الأمراض النفسية كالاكتئاب، وقد يضطر المريض إلى البيات في مختبر خاص لفحص طبيعة النوم، للتأكد من خلوه من اضطرابات نوم أخرى.
أما بالنسبة للعلاج، فيشير إلى أنه يحتاج إلى وقت طويل ومتابعة مستمرة، حيث يتم التركيز على المعالجة السلوكية بشكل أساسي، ويمكن في بعض الحالات اللجوء إلى الأدوية المنومة قصيرة الأمد ولمدة لا تتجاوز عشرة أيام، أو مضادات الاكتئاب عند الحاجة، وذلك بمشورة الطبيب المختص.
* دراسة سعودية
* وفي دراسة حديثة، طبقت على عينة من الأفراد في المجتمع السعودي، أظهرت نتائجها أملا جديدا في وسائل علاج الأرق المزمن، عن طريق الانخراط في برنامج علاجي يعتمد على تمارين الآيروبيك الرياضية (Aerobic Exercise)، ففي خضم المعاناة من الأرق المزمن، يعتمد كثير من المصابين على العلاج الدوائي، ويهملون العلاجات السلوكية التي أثبتت فعاليتها في تحسن أعراض الأرق المزمن. وبمرور الوقت، يتعود المريض على تناول الأدوية (خاصة تلك التي لا تحتاج لوصفة طبيب، مثل مضادات الهستامين) والحبوب المنومة أو المهدئة، التي قد يفقد كثير منها أثرها المطلوب، فيضطر المريض إلى زيادة الجرعة، أو تغيير الدواء، مما قد يؤخر العلاج السلوكي المعرفي المناسب لحالته، ويفاقم أعراض المشكلة، ويؤدي إلى الاعتماد الخاطئ على الأدوية المنومة.
وبرزت أهمية هذه الدراسة السعودية في لفت الانتباه إلى وسائل علاجية أخرى، تعتمد أساسا على تحسين السلوك المصاحب للنوم والاستيقاظ، والعلاج المعرفي، إضافة إلى التمارين الرياضية من خلال برنامج علاج طبيعي لمدة أربعة أسابيع. ولدى دراسة 20 مريضا من المصابين بتشخيص الأرق المزمن، تم تقسيمهم إلى مجموعتين متساويتين، وعلاجهم بالوسائل السلوكية المعرفية والصحية العامة، إضافة إلى الدوائية (حسب الحاجة). أما العلاج بالتمارين الرياضية، فقد تم تطبيقه على مجموعة واحدة فقط. والتزم المرضى العشرة في هذه المجموعة تحت الدراسة، بالانخراط في برنامج علاج بتمارين رياضية هوائية، بإشراف متخصصتين في العلاج الطبيعي هما شذى قدح ورنا العروي، بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع (نصف ساعة لكل جلسة) ولمدة 4 أسابيع. وتم خلال فترة الدراسة، قياس عدد ساعات نوم المرضى خلال الأسبوع الأول، والأسبوع الرابع عن طريق مدونة خاصة بذلك (Sleep Diary)، إضافة إلى قياس درجة نعاسهم وخمولهم أثناء النهار عن طريق مقياس «إيبوورث» العلمي المعتمد.
* نتائج الدراسة
* قال الدكتور أيمن بدر كريم، قائد الفريق الطبي الذي قام بهذه الدراسة: «كانت النتيجة مذهلة، فقد ازداد عدد ساعات النوم الأسبوعية أثناء الليل لدى مجموعة التمارين من 20 إلى 50 ساعة أسبوعيا، ولم يتغير لدى المجموعة التي لم تخضع للعلاج بالتمارين الرياضية. وقد بدا الفارق في عدد ساعات النوم الأسبوعية واضحا بين المجموعتين بداية من الأسبوع الأول للتمارين، في إشارة إلى سرعة استجابة نظام النوم والاستيقاظ للأثر الإيجابي للبرنامج الرياضي. كما تحسن أداء المرضى المنخرطين في برنامج التمارين الرياضية أثناء النهار مقارنة بنظرائهم في المجموعة الأخرى».
* أهمية الدراسة
* قال الدكتور سراج ولي، أستاذ مساعد ومدير مركز اضطرابات النوم بجامعة الملك عبد العزيز بجدة: «تحفز هذه الدراسة السعودية ومثيلاتها القلائل التي طبقت في بعض المجتمعات الغربية على الاهتمام بالعلاج السلوكي المعرفي، والتمارين الرياضية (الهوائية بصفة خاصة)، بديلا أو تزامنا مع العلاج الدوائي المؤقت، لعلاج مشكلة الأرق المزمن، ونشر ثقافة الأسلوب الصحي للنوم، وتجنب العادات التي تحفز على السهر والتوتر، مثل التدخين، والإفراط في تناول المواد المنبهة، والارتباطات الاجتماعية بعد منتصف الليل.
* نبهت الاختصاصيتان في مجال العلاج الطبيعي شذى قدح، ورنا العروي إلى أهمية تجنب التمارين القاسية والمجهدة قريبا من موعد النوم، حيث إن الأثر الإيجابي لهذه الدراسة، كان نتيجة ممارسة التمارين الرياضية بصورة خفيفة إلى متوسطة، قبل موعد الخلود للنوم بعدة ساعات، لتجنب الأثر المنشط لفرط إفراز هرمونات التوتر، مثل الكورتيزول والأدرينالين، على طبيعة النوم.
بين 10 و19 في المائة من سكان العالم، نتيجة المعاناة من مشكلات عضوية، وسلوكية ونفسية كثيرة.
* الأرق المزمن
* حول هذا الموضوع، التقت «صحتك» بالدكتور أيمن بدر كريم، استشاري الأمراض الصدرية واضطرابات النوم بمدينة الملك عبد العزيز الطبية بجدة، فأفاد بأن «الأرق السلوكي المزمن» (Chronic Psychophysiological Insomnia) هو نوع من أرق النوم يرتبط بزيادة التوتر وفرط التفكير، نتيجة أزمة نفسية، أو مشكلة عائلية أو اجتماعية طارئة، قد تسبب أرقا حادا ورداءة في النوم لعدة أيام، إلا أنه سرعان ما يسيطر على الإنسان الخوف من عدم القدرة على النوم السليم، ويغلب عليه التفكير المؤرق في احتمال شعوره بالتعب والخمول أثناء النهار، على الرغم من انتهاء آثار المشكلة المؤقتة على حالته النفسية، وهذا سبب تسمية هذا النوع من الأرق بالمزمن «المكتسب».
ومن أجل التحفيز على النوم، يعتاد الإنسان على بعض السلوكيات الخاطئة كإجهاد الفكر في محاولة النوم، ومتابعة عقارب الساعة، والتدخين، وتناول المنبهات، مما يزيد من صعوبة الاسترخاء ويرفع درجة التوتر ويفاقم الأرق، فيحبس الشخص نفسه في حلقة مفرغة من الأرق والتوتر المزمنين. ويؤدي تكرار هذه التجربة الليلية إلى الحرمان المزمن من النوم، والشعور بالخمول والنعاس وقلة التركيز أثناء النهار، وسوء المزاج، وحتى الاكتئاب في بعض الأحيان، مما ينعكس سلبا على التحصيل الأكاديمي والمهني وعلاقة الشخص بأفراد عائلته.
ويضيف الدكتور أيمن كريم أن هذا النوع من الأرق يصيب 1 إلى 2 في المائة من الأفراد في المجتمع - أغلبهم من النساء متوسطات الأعمار - وهو يمثل نسبة 10 إلى 15 في المائة من الحالات التي تعالج في مراكز اضطرابات النوم.
ويعمل استشاري اضطرابات النوم في هذه الحالات على التأكد من عدم وجود بعض الأمراض العضوية، كأمراض الروماتيزم أو أحد اضطرابات النوم، كمتلازمة الساقين غير المستقرة، وانقطاع التنفس أثناء النوم، وغيرهما من الأمراض النفسية كالاكتئاب، وقد يضطر المريض إلى البيات في مختبر خاص لفحص طبيعة النوم، للتأكد من خلوه من اضطرابات نوم أخرى.
أما بالنسبة للعلاج، فيشير إلى أنه يحتاج إلى وقت طويل ومتابعة مستمرة، حيث يتم التركيز على المعالجة السلوكية بشكل أساسي، ويمكن في بعض الحالات اللجوء إلى الأدوية المنومة قصيرة الأمد ولمدة لا تتجاوز عشرة أيام، أو مضادات الاكتئاب عند الحاجة، وذلك بمشورة الطبيب المختص.
* دراسة سعودية
* وفي دراسة حديثة، طبقت على عينة من الأفراد في المجتمع السعودي، أظهرت نتائجها أملا جديدا في وسائل علاج الأرق المزمن، عن طريق الانخراط في برنامج علاجي يعتمد على تمارين الآيروبيك الرياضية (Aerobic Exercise)، ففي خضم المعاناة من الأرق المزمن، يعتمد كثير من المصابين على العلاج الدوائي، ويهملون العلاجات السلوكية التي أثبتت فعاليتها في تحسن أعراض الأرق المزمن. وبمرور الوقت، يتعود المريض على تناول الأدوية (خاصة تلك التي لا تحتاج لوصفة طبيب، مثل مضادات الهستامين) والحبوب المنومة أو المهدئة، التي قد يفقد كثير منها أثرها المطلوب، فيضطر المريض إلى زيادة الجرعة، أو تغيير الدواء، مما قد يؤخر العلاج السلوكي المعرفي المناسب لحالته، ويفاقم أعراض المشكلة، ويؤدي إلى الاعتماد الخاطئ على الأدوية المنومة.
وبرزت أهمية هذه الدراسة السعودية في لفت الانتباه إلى وسائل علاجية أخرى، تعتمد أساسا على تحسين السلوك المصاحب للنوم والاستيقاظ، والعلاج المعرفي، إضافة إلى التمارين الرياضية من خلال برنامج علاج طبيعي لمدة أربعة أسابيع. ولدى دراسة 20 مريضا من المصابين بتشخيص الأرق المزمن، تم تقسيمهم إلى مجموعتين متساويتين، وعلاجهم بالوسائل السلوكية المعرفية والصحية العامة، إضافة إلى الدوائية (حسب الحاجة). أما العلاج بالتمارين الرياضية، فقد تم تطبيقه على مجموعة واحدة فقط. والتزم المرضى العشرة في هذه المجموعة تحت الدراسة، بالانخراط في برنامج علاج بتمارين رياضية هوائية، بإشراف متخصصتين في العلاج الطبيعي هما شذى قدح ورنا العروي، بمعدل ثلاث مرات في الأسبوع (نصف ساعة لكل جلسة) ولمدة 4 أسابيع. وتم خلال فترة الدراسة، قياس عدد ساعات نوم المرضى خلال الأسبوع الأول، والأسبوع الرابع عن طريق مدونة خاصة بذلك (Sleep Diary)، إضافة إلى قياس درجة نعاسهم وخمولهم أثناء النهار عن طريق مقياس «إيبوورث» العلمي المعتمد.
* نتائج الدراسة
* قال الدكتور أيمن بدر كريم، قائد الفريق الطبي الذي قام بهذه الدراسة: «كانت النتيجة مذهلة، فقد ازداد عدد ساعات النوم الأسبوعية أثناء الليل لدى مجموعة التمارين من 20 إلى 50 ساعة أسبوعيا، ولم يتغير لدى المجموعة التي لم تخضع للعلاج بالتمارين الرياضية. وقد بدا الفارق في عدد ساعات النوم الأسبوعية واضحا بين المجموعتين بداية من الأسبوع الأول للتمارين، في إشارة إلى سرعة استجابة نظام النوم والاستيقاظ للأثر الإيجابي للبرنامج الرياضي. كما تحسن أداء المرضى المنخرطين في برنامج التمارين الرياضية أثناء النهار مقارنة بنظرائهم في المجموعة الأخرى».
* أهمية الدراسة
* قال الدكتور سراج ولي، أستاذ مساعد ومدير مركز اضطرابات النوم بجامعة الملك عبد العزيز بجدة: «تحفز هذه الدراسة السعودية ومثيلاتها القلائل التي طبقت في بعض المجتمعات الغربية على الاهتمام بالعلاج السلوكي المعرفي، والتمارين الرياضية (الهوائية بصفة خاصة)، بديلا أو تزامنا مع العلاج الدوائي المؤقت، لعلاج مشكلة الأرق المزمن، ونشر ثقافة الأسلوب الصحي للنوم، وتجنب العادات التي تحفز على السهر والتوتر، مثل التدخين، والإفراط في تناول المواد المنبهة، والارتباطات الاجتماعية بعد منتصف الليل.
* نبهت الاختصاصيتان في مجال العلاج الطبيعي شذى قدح، ورنا العروي إلى أهمية تجنب التمارين القاسية والمجهدة قريبا من موعد النوم، حيث إن الأثر الإيجابي لهذه الدراسة، كان نتيجة ممارسة التمارين الرياضية بصورة خفيفة إلى متوسطة، قبل موعد الخلود للنوم بعدة ساعات، لتجنب الأثر المنشط لفرط إفراز هرمونات التوتر، مثل الكورتيزول والأدرينالين، على طبيعة النوم.
وختاما، أوضح الدكتور كريم أن هذه الدراسة نالت جائزة المركز الثاني لأفضل بحث مقدم لمؤتمر الخليج الطبي للأمراض الصدرية (ضمن 62 بحثا) المنعقد في دبي خلال شهر مارس (آذار) 2011، كما تم قبولها للنشر في المجلة العلمية الدورية للأمراض الصدرية «Annals of Thoracic Medicine»، الصادرة عن الجمعية السعودية لطب وجراحة الصدر.