وحي القلم
طاقم الكتاب الحصريين
- رقم العضوية :
- 10472
- البلد/ المدينة :
- الجزائر العاصمة
- العَمَــــــــــلْ :
- طالبة طب
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 896
- نقاط التميز :
- 1243
- التَـــسْجِيلْ :
- 23/01/2011
شريف مصطفى طفل نوراني يحفظ القرآن بقراءاته العشر و11 ألف حديث نبوي
لقب الطفل المعجزة الذي يطلقه المصريون على شريف سيد مصطفى “11عاما” التلميذ بالصف الخامس الابتدائي الأزهري ليس دقيقا، لأن الناس اعتادوا إطلاق هذا اللقب على من يأتي بأفعال مادية خارقة للعادة وغير مألوفة. لكن شريف هو الطفل النوراني أو القرآني أنعم الله عليه بحفظ القرآن الكريم بقراءاته العشر وحفظ أحد عشر ألف حديث نبوي شريف في أشهر قليلة.
كان ذلك أمرا عاديا في صدر الإسلام، حيث حفظ العلماء والفقهاء الأجلاء أمثال الإمام الشافعي وغيره القرآن الكريم والأحاديث الشريفة في سن التاسعة أو العاشرة. وجاء شريف سيد ليعيد هذا الزمن الجميل في ظل عصر الطغيان المادي وانصراف الناس عن العلوم الدينية إلى ما يسمونه علوم العصر.
ابن الحي الشعبي
ولأن الأطفال الذين يغنون أو يرقصون أو يمثلون أو يبرمجون الكمبيوتر في زماننا نطلق عليهم أطفالاً معجزات، فإن شريف صار أكبر وأعظم من ذلك اللقب المادي المستهلك، فهو طفل نوراني انبثق وسط الظلمة المادية وفي ظل ظروف اقتصادية صعبة لأسرته التي تسكن حي منشأة ناصر الشعبي بالقاهرة. وهو الحي الذي يصنف على أنه عشوائي ومخبأ لمطاريد العدالة. ولعل ظروف شريف القاسية وهو ابن البائع الجائل والأسرة الفقيرة، هي التي صنعت منه هذا العملاق المنير. مما يعطي دليلا قويا على أن الفقر والعوز ليسا ذريعة للانحراف وارتكاب الجرائم البشعة. والد شريف البائع الجائل البسيط اجتهد في تعليمه وصقل موهبته ولم يبخل عليه بأي جهد، حتى حفظ القرآن الكريم كاملا وعمره لم يتجاوز ثماني سنوات، ولم يكتف بذلك بل حفظ القرآن بالقراءات العشر الصغرى ويتلوه كاملا بالتجويد والترتيل ويحفظ 11 ألف حديث ومئات الخطب التي يعظ بها الناس في صلاة الجمعة كما برع في الإنشاد الديني وإلقاء أبيات الشعر التي يحفظ منها الكثير.
رعاية موهبة
وعن اكتشاف موهبته، يقول والده سيد مصطفى: بدأ شريف حفظ القرآن الكريم وهو في سن الرابعة على يد فضيلة الشيخ عبد الشكور محمود، وكان شيخه يشجعه على حفظ القرآن حتى حفظ 4 أجزاء وهو في سن سبع سنوات و6 أشهر، وعندما لاحظ الشيخ أن شريف يمتلك موهبة الحفظ أرسل لي ليحثني على متابعة ابني في حفظ القرآن، ومنذ ذلك اليوم بدأت رحلتي مع شريف ومتابعته ليل نهار حتى حفظ 26 جزءاً من القرآن في ثلاثة أشهر فقط.
وأضاف: بعد أن أتم شريف حفظ القرآن كاملا بدأ تعلم التجويد على يد الشيخ سيد أبو عمار تلميذ الشيخ المعصراوي، ثم بدأ رحلته الكبرى مع الشيخ سيد هارون أبو الدهب الذي أكمل معه علم التجويد وحفظ على يديه متن الجزرية والشاطبية والدرة، وهي من أصعب المتون، ولتفوقه ونبوغه قرر الشيخ سيد هارون أن يحفظ شريف القراءات العشر الصغرى على يديه وأن يخصه برعايته واهتمامه.
وقال: حصل شريف على إجازة بالقراءات العشر الصغرى من الشيخ سيد هارون في 6 أشهر، ثم بدأ القراءة على عدد كبير من المشايخ ليحصل منهم على إجازات بالقراءات العشر الصغرى، فتعلم من الشيخ الدكتور علي محمد توفيق النحاس، والشيخ مصباح إبراهيم، وحصل على إجازة في قراءة حفص والتحفة والجزرية والسلسبيل الشافي من الشيخ عبدالفتاح مدكور، كما حصل على إجازة بقراءة عاصم من الشيخ ياسر الزغبي، وإجازة أخرى من الشيخ رجب عبدالباري. وعن المنهج الذي يتبعه في التعامل مع ابنه الموهوب لتنمية قدراته، قال: أنا رجل بسيط حصلت على دبلوم الصناعة قسم تشغيل ماكينات وأعمل في بيع الملابس الجاهزة، وأجتهد قدر طاقتي في توفير احتياجات أسرتي، وهذا يستغرق جزءا كبيرا من وقتي وجهدي. ورغم ثقافتي المحدودة، فإنني أحرص على استشارة من أثق بهم من المشايخ والعلماء وسؤالهم عن كيفية تنمية قدرات ابني وزيادة معارفه وثقافته الإسلامية وإعداده علميا سواء في علم القراءات أو الحديث والفقه أو الفكر الإسلامي، وأطمح إلى أن يتبناه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ويرعاه بطريقة علمية صحيحة تؤهله ليكون من علماء الأمة في المستقبل.
لا مكاسب دنيوية
وعن كيفية استثمار موهبة شريف، يقول: النبوغ والتفوق الذي حققه ابني جاء بتوفيق من الله تعالى ورعايته، وأنا لا أطمع في أي مكسب مادي أو دنيوي من موهبة شريف؛ لأنني وهبته لله تعالى منذ كان جنينا في بطن أمه، فقد رأيت رؤيا وأنا معتكف في المسجد بأنني رزقت بابن ذكر ولم أكن رزقت بأي أبناء بعد، وأخذت عهدا أمام الله سبحانه وتعالى أنه إذا أعطاني ابنا ذكرا فسوف أهبه لخدمة الإسلام والدعوة الإسلامية، وبعدها مباشرة أخبرتني زوجتي بأنها حامل وتحققت الرؤيا ورزقني الله تعالى بشريف فوهبته لخدمة دينه وأمته وهدفي من كل ما أبذله لبناء ابني علميا وفكريا، هو أن أكون بارا بقسمي أمام الله سبحانه وتعالى وتقديم جيل ينتفع به في الدنيا والآخرة.
وعن حفظه للقرآن الكريم، يقول شريف: قلبي يفيض بمشاعر وأحاسيس إيمانية عندما أجلس لحفظ القرآن الكريم وأشعر بحلاوة تغمرني وتجعلني أواصل ترديد كلمات الله، فلا أشعر بأي تعب أو ملل والوقت يمر من دون أن تفتر همتي، لأجد أنني أمضيت أكثر من 18 ساعة يومياً في درس وحفظ القراءات العشر الصغرى ورغم صعوبتها، خاصة لمن هم في سني أعتبرها من أجمل الأمور المحببة لنفسي.
برنامج يومي
وعن برنامجه اليومي، يقول شريف: أستيقظ مع الفجر وأحرص على الصلاة في المسجد وأجلس لمراجعة دروسي قبل ذهابي إلى المدرسة، وعندما أعود إلى المنزل أستذكر دروسي وأنهي واجباتي، ثم أبدأ “وردي” اليومي الذي يتكون من مراجعة 6 أجزاء من القرآن الكريم ، و250 من متون “القراءات”، وبعدها أراجع الأحاديث النبوية الشريفة، والآن أعكف على حفظ ألفية ابن مالك التي تتكون من ألف بيت حفظت منها مئتين.
ويضيف: أتمنى أن أتخرج في كلية الطب وأصبح طبيبا ماهرا يساهم في تخفيف الألم عن المرضى، وفي الوقت ذاته أكون عالما بكتاب الله وأقدم تفسيرا لكلماته ينفع الأمة ويكون في ميزان حسنات والدي وجدي.
وعن تفوقه الدراسي، يقول شريف: عشقي للقرآن الكريم والأحاديث النبوية لم يمنعني من مواصلة دراستي والتفوق، بل كان دافعا لي لبذل مزيد من الجهد والالتزام والسعي لتحقيق نتائج باهرة تجعل أسرتي فخورة بي، وأنا من الأوائل في مدرستي وعلى مستوى الإدارة التعليمية. كما اشتركت في عدة مسابقات قرآنية في مصر وحصلت على المراكز الأولى في هذه المسابقات، وأتمنى أن تتاح لي في السنوات القادمة فرصة المشاركة في المسابقات التي تعقد على مستوى العالم الإسلامي.
وأضاف شريف: قدوتي الرسول– صلى الله عليه وسلم - فقد تعلمت من سيرته الصدق والأمانة والجلد والتصميم على الوصول إلى الهدف مهما كانت الصعاب. وأكد أنه يحرص على قراءة قصص الأنبياء وسيرة الرسول- عليه الصلاة والسلام- وسماع تلاوة القرآن بصوت الشيخ محمد صديق المنشاوي والشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد والشيخ أحمد العجمي والشيخ فارس عياد. كما يسمع دروس الشيخ أبي إسحاق الحويني ومحمد حسان والقرضاوي، والراحل الشيخ كشك، ود. أحمد الطيب من خلال CD الكمبيوتر التي يحضرها له والده كنوع من المكافأة على إجادته في الحفظ.
فتى واعد
ويقول الشيخ عبدالشكور محمود، من علماء الأزهر وأول من تعهد شريف بالحفظ وتعليمه القراءات: شريف فتى واعد حباه الله موهبة كبيرة، ومن توفيق الله تعالى أنني اكتشفتها مبكرا وبذلت مجهودا مضنيا في تحفيظه وتعليمه البدايات الضرورية في القراءات والتيقن من ترسيخها في ذهنه بالشرح والفهم.
وشدد على ضرورة قيام الدولة باحتضان شريف ورعايته في كل مراحل التعليم، وقال إنه من المهم توفير كل متطلبات الرعاية والعناية له لكي تنمو موهبته مع مراحل عمره، ويجب الانتباه إلى حقيقة أن لديه قدرة تستوعب أكثر من أمثاله، فما يستوعبه غيره في زمن يستوعبه هو في زمن أقل، وهذا يجعلني أطالب بضرورة إيجاد وسيلة للإسراع في إعطائه ما يستوعبه على قدر طاقته، بحيث نختصر الزمن ونستفيد من موهبته في اجتياز سنوات الدراسة الأساسية في وقت أقل، طالما أنه قادر ولديه هذه الملكات ويمكن مثلا أن نجعله يدخل أكثر من سنة دراسية في عام واحد.
لجنة من أساتذة علوم القرآن ترعى شريف
يقول الشيخ سليمان خيري، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة القاهرة الأزهرية، إن شريف نموذج مشرف للتلميذ المجتهد الموهوب، فهو يتمتع بقدرات وملكات خاصة جعلته يحفظ القرآن كاملا في 3 أشهر مجودا ومرتلا. كما حفظ القراءات العشر الصغرى في 6 أشهر، إضافة إلى 11 ألف حديث من الأحاديث المتفق عليها في البخاري ومسلم، وكذلك مفردات الصحيحين في مدة لم تتجاوز 40 يوما. وفاز بالمركز الأول في عشرات المسابقات الدينية في القرآن الكريم والقراءات وحصل على أكثر من 26 شهادة تقدير.
وأضاف أن الأزهر قام بتكريم شريف لنبوغه ومنحه شهادة تقدير وهدايا عينية ومالية وتم فتح حساب باسمه في أحد البنوك بمبلغ رمزي تقديرا لتميزه، كما تم إهداؤه مراجع علمية وثقافية ودينية وأمهات الكتب في تفسير القرآن والسنة النبوية الشريفة. مضيفا أنه تم تشكيل لجنة رباعية تضم نخبة من أساتذة اللغة العربية والعلوم الشرعية وعلوم القرآن لرعايته ومساعدته علميا في مواصلة مسيرته بيسر، فضلا عن تدريبه مجانا على استخدام الكمبيوتر واللغات بمعهد مدينة نصر الأزهري النموذجي.
دور الأم في تفوق الابن
تؤكد والدة شريف دور الأسرة في تهيئة المناخ المناسب للأبناء للتفوق، وتقول إن التربية على القيم الإسلامية أمر في غاية الأهمية، خاصة في ظل المغريات التي تستهدف تمييع الشخصية وإفقاد أبناء المجتمعات الإسلامية هويتهم المميزة. وتقول: حرصت على تربية شريف على قيم المسؤولية والتعاون والقناعة والشعور بالواجب تجاه الأسرة والمجتمع الذي يعيش فيه، كما عودته الصراحة والحرية في إبداء الآراء والاجتهاد في التفكير ليكون رأيه مبنيا على الحجة وليس الهوى. وتضيف والدة شريف: بالرغم من صغر سنه، فإنه يتمتع بحكمة كبيرة تجعله يسبق سنه بكثير، وعندما أتحدث معه أشعر بأنه أخي أو صديق مقرب وليس مجرد ابني فقط، ودائما أحرص على مشاورته في كل أمور الأسرة وأستمع لرأيه ولكنني أجتهد في إبعاده عن المشكلات التي تضيع وقته أو تشتت تركيزه وتصرفه عن التحصيل ومتابعة دروسه
لقب الطفل المعجزة الذي يطلقه المصريون على شريف سيد مصطفى “11عاما” التلميذ بالصف الخامس الابتدائي الأزهري ليس دقيقا، لأن الناس اعتادوا إطلاق هذا اللقب على من يأتي بأفعال مادية خارقة للعادة وغير مألوفة. لكن شريف هو الطفل النوراني أو القرآني أنعم الله عليه بحفظ القرآن الكريم بقراءاته العشر وحفظ أحد عشر ألف حديث نبوي شريف في أشهر قليلة.
كان ذلك أمرا عاديا في صدر الإسلام، حيث حفظ العلماء والفقهاء الأجلاء أمثال الإمام الشافعي وغيره القرآن الكريم والأحاديث الشريفة في سن التاسعة أو العاشرة. وجاء شريف سيد ليعيد هذا الزمن الجميل في ظل عصر الطغيان المادي وانصراف الناس عن العلوم الدينية إلى ما يسمونه علوم العصر.
ابن الحي الشعبي
ولأن الأطفال الذين يغنون أو يرقصون أو يمثلون أو يبرمجون الكمبيوتر في زماننا نطلق عليهم أطفالاً معجزات، فإن شريف صار أكبر وأعظم من ذلك اللقب المادي المستهلك، فهو طفل نوراني انبثق وسط الظلمة المادية وفي ظل ظروف اقتصادية صعبة لأسرته التي تسكن حي منشأة ناصر الشعبي بالقاهرة. وهو الحي الذي يصنف على أنه عشوائي ومخبأ لمطاريد العدالة. ولعل ظروف شريف القاسية وهو ابن البائع الجائل والأسرة الفقيرة، هي التي صنعت منه هذا العملاق المنير. مما يعطي دليلا قويا على أن الفقر والعوز ليسا ذريعة للانحراف وارتكاب الجرائم البشعة. والد شريف البائع الجائل البسيط اجتهد في تعليمه وصقل موهبته ولم يبخل عليه بأي جهد، حتى حفظ القرآن الكريم كاملا وعمره لم يتجاوز ثماني سنوات، ولم يكتف بذلك بل حفظ القرآن بالقراءات العشر الصغرى ويتلوه كاملا بالتجويد والترتيل ويحفظ 11 ألف حديث ومئات الخطب التي يعظ بها الناس في صلاة الجمعة كما برع في الإنشاد الديني وإلقاء أبيات الشعر التي يحفظ منها الكثير.
رعاية موهبة
وعن اكتشاف موهبته، يقول والده سيد مصطفى: بدأ شريف حفظ القرآن الكريم وهو في سن الرابعة على يد فضيلة الشيخ عبد الشكور محمود، وكان شيخه يشجعه على حفظ القرآن حتى حفظ 4 أجزاء وهو في سن سبع سنوات و6 أشهر، وعندما لاحظ الشيخ أن شريف يمتلك موهبة الحفظ أرسل لي ليحثني على متابعة ابني في حفظ القرآن، ومنذ ذلك اليوم بدأت رحلتي مع شريف ومتابعته ليل نهار حتى حفظ 26 جزءاً من القرآن في ثلاثة أشهر فقط.
وأضاف: بعد أن أتم شريف حفظ القرآن كاملا بدأ تعلم التجويد على يد الشيخ سيد أبو عمار تلميذ الشيخ المعصراوي، ثم بدأ رحلته الكبرى مع الشيخ سيد هارون أبو الدهب الذي أكمل معه علم التجويد وحفظ على يديه متن الجزرية والشاطبية والدرة، وهي من أصعب المتون، ولتفوقه ونبوغه قرر الشيخ سيد هارون أن يحفظ شريف القراءات العشر الصغرى على يديه وأن يخصه برعايته واهتمامه.
وقال: حصل شريف على إجازة بالقراءات العشر الصغرى من الشيخ سيد هارون في 6 أشهر، ثم بدأ القراءة على عدد كبير من المشايخ ليحصل منهم على إجازات بالقراءات العشر الصغرى، فتعلم من الشيخ الدكتور علي محمد توفيق النحاس، والشيخ مصباح إبراهيم، وحصل على إجازة في قراءة حفص والتحفة والجزرية والسلسبيل الشافي من الشيخ عبدالفتاح مدكور، كما حصل على إجازة بقراءة عاصم من الشيخ ياسر الزغبي، وإجازة أخرى من الشيخ رجب عبدالباري. وعن المنهج الذي يتبعه في التعامل مع ابنه الموهوب لتنمية قدراته، قال: أنا رجل بسيط حصلت على دبلوم الصناعة قسم تشغيل ماكينات وأعمل في بيع الملابس الجاهزة، وأجتهد قدر طاقتي في توفير احتياجات أسرتي، وهذا يستغرق جزءا كبيرا من وقتي وجهدي. ورغم ثقافتي المحدودة، فإنني أحرص على استشارة من أثق بهم من المشايخ والعلماء وسؤالهم عن كيفية تنمية قدرات ابني وزيادة معارفه وثقافته الإسلامية وإعداده علميا سواء في علم القراءات أو الحديث والفقه أو الفكر الإسلامي، وأطمح إلى أن يتبناه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر ويرعاه بطريقة علمية صحيحة تؤهله ليكون من علماء الأمة في المستقبل.
لا مكاسب دنيوية
وعن كيفية استثمار موهبة شريف، يقول: النبوغ والتفوق الذي حققه ابني جاء بتوفيق من الله تعالى ورعايته، وأنا لا أطمع في أي مكسب مادي أو دنيوي من موهبة شريف؛ لأنني وهبته لله تعالى منذ كان جنينا في بطن أمه، فقد رأيت رؤيا وأنا معتكف في المسجد بأنني رزقت بابن ذكر ولم أكن رزقت بأي أبناء بعد، وأخذت عهدا أمام الله سبحانه وتعالى أنه إذا أعطاني ابنا ذكرا فسوف أهبه لخدمة الإسلام والدعوة الإسلامية، وبعدها مباشرة أخبرتني زوجتي بأنها حامل وتحققت الرؤيا ورزقني الله تعالى بشريف فوهبته لخدمة دينه وأمته وهدفي من كل ما أبذله لبناء ابني علميا وفكريا، هو أن أكون بارا بقسمي أمام الله سبحانه وتعالى وتقديم جيل ينتفع به في الدنيا والآخرة.
وعن حفظه للقرآن الكريم، يقول شريف: قلبي يفيض بمشاعر وأحاسيس إيمانية عندما أجلس لحفظ القرآن الكريم وأشعر بحلاوة تغمرني وتجعلني أواصل ترديد كلمات الله، فلا أشعر بأي تعب أو ملل والوقت يمر من دون أن تفتر همتي، لأجد أنني أمضيت أكثر من 18 ساعة يومياً في درس وحفظ القراءات العشر الصغرى ورغم صعوبتها، خاصة لمن هم في سني أعتبرها من أجمل الأمور المحببة لنفسي.
برنامج يومي
وعن برنامجه اليومي، يقول شريف: أستيقظ مع الفجر وأحرص على الصلاة في المسجد وأجلس لمراجعة دروسي قبل ذهابي إلى المدرسة، وعندما أعود إلى المنزل أستذكر دروسي وأنهي واجباتي، ثم أبدأ “وردي” اليومي الذي يتكون من مراجعة 6 أجزاء من القرآن الكريم ، و250 من متون “القراءات”، وبعدها أراجع الأحاديث النبوية الشريفة، والآن أعكف على حفظ ألفية ابن مالك التي تتكون من ألف بيت حفظت منها مئتين.
ويضيف: أتمنى أن أتخرج في كلية الطب وأصبح طبيبا ماهرا يساهم في تخفيف الألم عن المرضى، وفي الوقت ذاته أكون عالما بكتاب الله وأقدم تفسيرا لكلماته ينفع الأمة ويكون في ميزان حسنات والدي وجدي.
وعن تفوقه الدراسي، يقول شريف: عشقي للقرآن الكريم والأحاديث النبوية لم يمنعني من مواصلة دراستي والتفوق، بل كان دافعا لي لبذل مزيد من الجهد والالتزام والسعي لتحقيق نتائج باهرة تجعل أسرتي فخورة بي، وأنا من الأوائل في مدرستي وعلى مستوى الإدارة التعليمية. كما اشتركت في عدة مسابقات قرآنية في مصر وحصلت على المراكز الأولى في هذه المسابقات، وأتمنى أن تتاح لي في السنوات القادمة فرصة المشاركة في المسابقات التي تعقد على مستوى العالم الإسلامي.
وأضاف شريف: قدوتي الرسول– صلى الله عليه وسلم - فقد تعلمت من سيرته الصدق والأمانة والجلد والتصميم على الوصول إلى الهدف مهما كانت الصعاب. وأكد أنه يحرص على قراءة قصص الأنبياء وسيرة الرسول- عليه الصلاة والسلام- وسماع تلاوة القرآن بصوت الشيخ محمد صديق المنشاوي والشيخ عبدالباسط محمد عبدالصمد والشيخ أحمد العجمي والشيخ فارس عياد. كما يسمع دروس الشيخ أبي إسحاق الحويني ومحمد حسان والقرضاوي، والراحل الشيخ كشك، ود. أحمد الطيب من خلال CD الكمبيوتر التي يحضرها له والده كنوع من المكافأة على إجادته في الحفظ.
فتى واعد
ويقول الشيخ عبدالشكور محمود، من علماء الأزهر وأول من تعهد شريف بالحفظ وتعليمه القراءات: شريف فتى واعد حباه الله موهبة كبيرة، ومن توفيق الله تعالى أنني اكتشفتها مبكرا وبذلت مجهودا مضنيا في تحفيظه وتعليمه البدايات الضرورية في القراءات والتيقن من ترسيخها في ذهنه بالشرح والفهم.
وشدد على ضرورة قيام الدولة باحتضان شريف ورعايته في كل مراحل التعليم، وقال إنه من المهم توفير كل متطلبات الرعاية والعناية له لكي تنمو موهبته مع مراحل عمره، ويجب الانتباه إلى حقيقة أن لديه قدرة تستوعب أكثر من أمثاله، فما يستوعبه غيره في زمن يستوعبه هو في زمن أقل، وهذا يجعلني أطالب بضرورة إيجاد وسيلة للإسراع في إعطائه ما يستوعبه على قدر طاقته، بحيث نختصر الزمن ونستفيد من موهبته في اجتياز سنوات الدراسة الأساسية في وقت أقل، طالما أنه قادر ولديه هذه الملكات ويمكن مثلا أن نجعله يدخل أكثر من سنة دراسية في عام واحد.
لجنة من أساتذة علوم القرآن ترعى شريف
يقول الشيخ سليمان خيري، رئيس الإدارة المركزية لمنطقة القاهرة الأزهرية، إن شريف نموذج مشرف للتلميذ المجتهد الموهوب، فهو يتمتع بقدرات وملكات خاصة جعلته يحفظ القرآن كاملا في 3 أشهر مجودا ومرتلا. كما حفظ القراءات العشر الصغرى في 6 أشهر، إضافة إلى 11 ألف حديث من الأحاديث المتفق عليها في البخاري ومسلم، وكذلك مفردات الصحيحين في مدة لم تتجاوز 40 يوما. وفاز بالمركز الأول في عشرات المسابقات الدينية في القرآن الكريم والقراءات وحصل على أكثر من 26 شهادة تقدير.
وأضاف أن الأزهر قام بتكريم شريف لنبوغه ومنحه شهادة تقدير وهدايا عينية ومالية وتم فتح حساب باسمه في أحد البنوك بمبلغ رمزي تقديرا لتميزه، كما تم إهداؤه مراجع علمية وثقافية ودينية وأمهات الكتب في تفسير القرآن والسنة النبوية الشريفة. مضيفا أنه تم تشكيل لجنة رباعية تضم نخبة من أساتذة اللغة العربية والعلوم الشرعية وعلوم القرآن لرعايته ومساعدته علميا في مواصلة مسيرته بيسر، فضلا عن تدريبه مجانا على استخدام الكمبيوتر واللغات بمعهد مدينة نصر الأزهري النموذجي.
دور الأم في تفوق الابن
تؤكد والدة شريف دور الأسرة في تهيئة المناخ المناسب للأبناء للتفوق، وتقول إن التربية على القيم الإسلامية أمر في غاية الأهمية، خاصة في ظل المغريات التي تستهدف تمييع الشخصية وإفقاد أبناء المجتمعات الإسلامية هويتهم المميزة. وتقول: حرصت على تربية شريف على قيم المسؤولية والتعاون والقناعة والشعور بالواجب تجاه الأسرة والمجتمع الذي يعيش فيه، كما عودته الصراحة والحرية في إبداء الآراء والاجتهاد في التفكير ليكون رأيه مبنيا على الحجة وليس الهوى. وتضيف والدة شريف: بالرغم من صغر سنه، فإنه يتمتع بحكمة كبيرة تجعله يسبق سنه بكثير، وعندما أتحدث معه أشعر بأنه أخي أو صديق مقرب وليس مجرد ابني فقط، ودائما أحرص على مشاورته في كل أمور الأسرة وأستمع لرأيه ولكنني أجتهد في إبعاده عن المشكلات التي تضيع وقته أو تشتت تركيزه وتصرفه عن التحصيل ومتابعة دروسه