عبدو604
عضو نشيط
- البلد/ المدينة :
- الجزائر
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 328
- نقاط التميز :
- 463
- التَـــسْجِيلْ :
- 22/05/2011
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين والعاقبة للمتقين .
أما بعد .
يقول صلى الله عليه وسلم (( إن ثلاثة من بني إسرائيل : ابرص وأقرع وأعمى أراد الله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكاً . فأتى الأبرص , فقال أي شيء أحبُ إليك ؟
قال لون حسن , وجلد حسن , ويذهب عني الذي قد قذرني الناس , فمسحه فذهب عنه قذره , وأعطى لوناً حسناً.
فقال : أي المال أحبُ إليك ؟ قال : الأبل , أو قال البقر _ شك الراوي _ فأعطي .
ثم اتى الأقرع فقال : أي شيء أحبُ إليك ؟
قال : شعرحسن , ويذهب عني هذا الذي قذرني الناس .
فمسحهُ فذهب عنه وأعطى شعراً حسناً .
قال : فأي المال أحبُ إليك ؟ قال : البقر , فأعطى بقرة حاملاً , وقال : بارك الله لك فيها ,
ثم أتى الأعمى فقال : أي شيء أحبُ إليك ؟
قال : أن يردالله إلي بصري فأُبصر الناس.
فمسحه فرد الله إليه بصره . قال : فأي المال أحب إليك ؟ قال :الغنم , فأعطى شاة والداً.
فأنتج هذان , وولد هذا.
فكان لهذا وادمن الأبل, ولهذا وادٍ من بقر ولهذا وادٍ من الغنم .
فجاءهم الملك _ اتى الأبرص في صورته وهيئته . (ليتذكر ماضيه وماكان عليه )
فقال : رجل مسكين قد انقطعت بي الحبالُ في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك .
اسألك بالذي أعطاك اللون الحسن , والجلد الحسن , والمال بعيراً اتبلغ به في سفري .
أخواتي فالله ماذا قال الأبرص قصة نفسها تتكرر في ايامنا مع كثير من الأغنياء إلا من رحم ربي . قال (الحقوق كثيرة ) كما يقول كثير من الأغنياء , عافانا الله من الفتن .
(فقال له الملك : كأني أعرفك , الم تكن أبرص يقذرك الناس و فقيرا فأعطاك الله ؟
فقال : إنما ورثت هذا المال كابراً عن كابر ) أي عن أجدادي وآبائي ,
( فقال له: أن كنت كاذباً فصير الله على ماكنت )
وأتى الأقرع في صورته وهيئته فقال له مثل ماقال لهذا . ورد عليه مثل مارد هذا .
(فقال : إن كنت كاذباً فصيرك الله إلى ماكنت )
( واتى الأعمى : في صورته وهيئته فقال : رجل مسكين وابن سبيل انقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ لي اليوم إلا بالله ثم بك . )
وهنا تذكر الأعمى ماضيه .
(فقال له : قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري فخذ ماشئت ودع ماشئت , فوالله لاأجهدك اليوم بشئ أخذته لله عزوجل )
وهنا كشف الملك عن حقيقته وقال له ( أمسك مالك فإنما ابتليتم , فقد رضي الله عنك وسخط على صاحبيك )
الدروس والعبر:
اولاً: أن التصدق والأنفاق في سبيل الله بما عندكِ أخيتي من مال الله يوصل إلى رضا الله والجنة , وسبب لبقاء المال وزيادته , وإن البخل والشح يوصل لسخط الله وإلى النار , وهو سبب للزوال المال .
ثانياً : أن البخل والشح يجر صاحبه للكذب .
فانظرن ماذا قالا الأبرص والأقرع الحقوق كثيرة وقد ورثت هذا المال كابر عن كابر .
ثالثا : أن الإنسان يجوز له أن يقول : أنا بالله ثم بك , ولايجوز له أن يقول : أنا بالله وبك بل هذه الكلمة انا بالله وبك شرك والعياذ بالله .
أرجو من الله ان ننتفع جميعاً من هذه القصة ومن الدروس والعبر هذه وان نتقرب الى الله سبحانه بكل نعمه أنعمها الله علينا بالشكر بالقول والعمل ومن الله التوفيق