DJABER
طاقم أعضاء الشرف
- رقم العضوية :
- 196
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 1671
- نقاط التميز :
- 2279
- التَـــسْجِيلْ :
- 08/06/2009
إن بلدة ليانة قرية من طوب الطين ، صحراوية المناخ ، تتوقع منذ الأزمنة البعيدة عند سفح الأوراس الأشم ،وبالتحديد بأقصى الزاب الشرقي و بالضبط في سفوح جبال (( برقة )) - بني ملول— تلك الجبال الحجرية التي تخفف عنها غضب الرياح العاتية الباردة شتاء وتلفحها بحرارة صخورها صيفا هذا من الناحية الشمالية أما شرقا فذاك واد العرب الشديد الانحدار والذي يصب مجراه عند شط ملغيغ ، والذي يغازلها ليمدها في المقابل من مياهه الشحيحة المحملة بالأتربة ،بعد صراع يعتمد على سواعد الفلاحين ، من خلال سد تقلدي قل عنه حاجزا تقليديا تتصارع معه الأجيال كلما غضب هذا العاشق، وحيث يغار عليها راح يفصلها عن الطريق الوطني رقم :83 الرابط بين عروس الزيبان بسكرة
وقلعة الجهاد تبسة والمتفع عند بابار ليربط عرين الثوار خنشلة وأنت بإتجه هذه الأخيرة وعند الكيلومتر99 تتراء لك ليانة راكنة عن شمالك يلفها رداء من الحزن نسجته لها يد الزمان . إنها مدينة ... إنها قرية ... إنها ... إنها الأم الفاقدة لفلذاتها والعائشة على أمل رجوعهم في يوم ما، فهي تراقب المسالك على الدوام . زرها وإن لم تدعوك لعلك تساهم في التخفيف من كآبتها ، وتقف على مدلول الآية الكريمة (( وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم
لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين )) القصص 58 .
أطرق بابها إنها مضيافة لا ترد الزائر تستقبله بعد صراعه مع مقطع الواد المذكور آنفا عبر جسر أرضي محفر أبت المياه إلا أن تجرفه لمنع الأحباب من زيارتها والتردد عليها . تستقبلك بوفد من الشهداء بلباسهم الأبيض قد اصطفوا عند مدخلها الشمالي ،من بينهم أثني عشر شهيدا سقطوا في ليلة واحدة بنفس المكان بدار مهجورة تسمى دار سيدي المداني - صاحبها من لقب الغزالي من منطقة المعذر باتنة ، رمتهم يد العدو الغاشم بالرصاص 11/6/1957 لإجهاض الثورة المباركة تقدم صافحهم ... فلان ...فلان ...*
يا يـا للحفاوة زغاريد تنبعث من صدور الثكالى وهتافات تطلع من صدور اليتامى ، بخطى ثابتة متأنية تقدم
[size=18]
في رحاب اليانة مرفقا بتساؤلاتك التي ستربو عن الف سؤال وسؤال وذاك بعد أن تقع عيناك على أطلال رصت لبعضها البعض تنوح على مجد ولى وضاع من نصف قرن وتتملكك هواجس رهيبة عند رأيتك لآثار بقايا بساتين النخيل وإذا ما اكتشفت المعالم والصروح الثقافية والدينية من مساجد ومعاهد التحصيل والمزارات والمصلى والتي لا تنفك تهوى الواحدة تلو الأخرى والتي تكاد تندثر
فسيمتلأ جوفك حسرة وأسى ويخامر فكرك ألف سؤال وسؤال ....
- أولها : هل اليانة حقيقة أم أسطورة ؟ - هل نشأت البارحة واندثرت التو ؟
- ثانيها : من الذين مروا من هنا ؟
- ثالثها : لما هي اليوم خاوية على عروشها ؟
أخي القارئ أخي الزائر لليانة عبر الموقع أو الزائر فعلا ولم تجد جوابا، أكتفي محاولا إجابتك عن الثلاثة بدل الف
بما علمت وأجري على المولى .
قال أحد أبناءها يوما في حبها منشدا :
ليانة(أم القرى )قلبك بوزاهرحارسك *** وواد العرب وزائـر
إ ن تدوين مآثر قرية ليانة و أعلامها يجب أن أقوم به تمحيصاوتدقيقالتسقط التبعة عن الباقين و لأ لانشترك جميعا في التبعة و الإثم.
لأن هم كثر علمائها و مثقفيها الذين تركوا بصمات في المجال الأدبي والفكري خلال الحركة الوطنية و منهم من يجد في مجال تخصصه إلى اليوم عبر الوطن و عبر العالم نذكر على سبيل المثال و لا على سبيل الحصر:
-1 الشيخ محمد السعيد الزاهري: الملقب بالقلم اللاذع و المعروف لدى الأدباء بالقتيل، فهو من ابرز رجالات الحركة الوطنية وعضو جمعية العلماء المسلمين بالجزائر. لم يترك لنا عن تاريخ هذه البلدة أي اثر يذكر بالرغم من أن له كتابا مخطوطا يصف فيه عاصمة الزيانيين تلمسان( بأروع ما وصفت به مدينة عربية إلى اليوم). إضافة إلى الأستاذ الأديب الشاعر: 2- محمد الهادي سنوسي الزاهري:
صاحب الفضل علي طلاب الأدب بالجزائر غداة الاستقلال حيث لم يكن يهتدون لمعرفة شعراء وأدباء
الجزائر لو لا كتابه (( شعراء الجزائري العصر الحاضر )) زيادة على انه يعد مرجعا لا و لم تستغن عنه
أي باحث في الأدب العربي في الجزائر إلى اليوم. هو الأخر لم يترك لنا أثرا عن بلدة ليانة . كما نشير إلى أن أحد أبنائها الكتاب الروائي الأديب :
- 3 حسين بوزاهر :
- له عدة مؤلفات منها (الأصابع الخمسة لليوم ))les cinq doits du jour-
و (( أصوات في القصبة )) رواية تاريخية .لم يلتفت لها هو الأخر، وغيرهم كثيرين لربا أفضلهم التفاتة للبلدة هو الأديب الشاعر:
- 4 مصطفي أبو بكر بن رحمون :
له مخطوط ضخم ينتظر الطباعة وضعه بتونس الشقيقة منذ عقود ، عنوانه (( فيض الجمانة في ذكر أخبار علماء ليانة ))
. ولقد كلفت أحد أبناء قريتي بالبحث عنه هناك : ومن أيام هتف لي من تونس بأنه وجد أثار هذا المخطوط وسيعمل على الإطلاع عليه .les traces لنثري به المكتبة الوطنية الجزائرية وتزداد به ليانة فخرا .
5 - ...أماأنا الشيخ : شعيب بوزاهر -الزاهري –أحدأبناءهاأقر [بان هذاالحلم يراودني منذ سنوات .
والمتمثل في إبراز ليانة المغمورة والمطموسة للأجيال . وراوحت المبادرة مكانها لوقت طويل وخفت أن( تتلف )في ذهني ،أو تموت قبل الولادة ، فقررت أخيرا نشرها عبر النات في انتظار إنجاز الكتاب المشروع .
المتمثلة في رصد وجمع كل ما قيل عنها في المصادر، وما كتب عنها و ما كتب عن أبناءها في تراجمهم .
وكذا تتبع إنجازاتهم العلمية و الأدبية عبر الحقب السالفة ، وكذا في الحاضر. معرجا في ذات الوقت محاولا إبراز دورها النضالي والثقافي و الاقتصادي الزاهر لفترة ليست ببعيدة ، مرورا بحاضرها البائس جدا اليوم .
مع شيء من التحليل لأسباب هجرتهاالمتزايد خاصة منذ مطلع الاستقلال 1962 .
سلف أن أشرت إلى العوز في المصادر لتاريخها المجيد ، مما يحتم علّيا إتباع التواتر في جّل الوقائع والمحطات التي سجلت لليانة وأهلها وبخاصة المرحلة التي عايشتها.
أخي القارئ الكريم بما أن ليانة مسقط رأسي ومرتع طفولتي البائسةإنّ صورتهاالمحفورة في ذاكرتي منذ نعومة أظافري لن ولن تغادرني أبدى، والتي لسوف تساعدني على نقلها إليك بأمانة وصدق مع شيء من الموضوعية التي مجبرا عليها ، ولولا الذاتية والتي تشّمها من العنوان لما سكب فلمي كل هذا الكم من الشهادات لإبراز ليانة للعالم أجمع والتعريف بها ونفض غبار السنين عنها .
مصداقا لعنوان المقال الصحفي والذي إختاره أبناءها في ذات يوم حين نشرمقالا بجريدة وطنية
( ليانة كنز دفين تحت غبار السنين )) .
ويجدر بي أن لا ننكر مجهود كل من تكلم عنها سواء في مقال صحفي أو حوار إذاعي من أمثال الأستاذ الفاضل فوزي مصمودي منشط بإذاعة الزيبان ببسكرة فهو مشكور جزيل الشكر.
أمّا الشيخ زهير نشرت له جريدة الشعب الجزائرية في 1998 محاضرة بعنوان : (( ليانة عبر التاريخ )).
إلا أن في تقديري هذا لا يكفي لحفظ مــآثرها وتقفي بصمات رجالاتها عند كل محطة نزلوا بها ، وكل مجال أبدعوا فيه
]منقول من موقع ليانة من الذات الى الذات]
وقلعة الجهاد تبسة والمتفع عند بابار ليربط عرين الثوار خنشلة وأنت بإتجه هذه الأخيرة وعند الكيلومتر99 تتراء لك ليانة راكنة عن شمالك يلفها رداء من الحزن نسجته لها يد الزمان . إنها مدينة ... إنها قرية ... إنها ... إنها الأم الفاقدة لفلذاتها والعائشة على أمل رجوعهم في يوم ما، فهي تراقب المسالك على الدوام . زرها وإن لم تدعوك لعلك تساهم في التخفيف من كآبتها ، وتقف على مدلول الآية الكريمة (( وكم أهلكنا من قرية بطرت معيشتها فتلك مساكنهم
لم تسكن من بعدهم إلا قليلا وكنا نحن الوارثين )) القصص 58 .
أطرق بابها إنها مضيافة لا ترد الزائر تستقبله بعد صراعه مع مقطع الواد المذكور آنفا عبر جسر أرضي محفر أبت المياه إلا أن تجرفه لمنع الأحباب من زيارتها والتردد عليها . تستقبلك بوفد من الشهداء بلباسهم الأبيض قد اصطفوا عند مدخلها الشمالي ،من بينهم أثني عشر شهيدا سقطوا في ليلة واحدة بنفس المكان بدار مهجورة تسمى دار سيدي المداني - صاحبها من لقب الغزالي من منطقة المعذر باتنة ، رمتهم يد العدو الغاشم بالرصاص 11/6/1957 لإجهاض الثورة المباركة تقدم صافحهم ... فلان ...فلان ...*
يا يـا للحفاوة زغاريد تنبعث من صدور الثكالى وهتافات تطلع من صدور اليتامى ، بخطى ثابتة متأنية تقدم
[size=18]
في رحاب اليانة مرفقا بتساؤلاتك التي ستربو عن الف سؤال وسؤال وذاك بعد أن تقع عيناك على أطلال رصت لبعضها البعض تنوح على مجد ولى وضاع من نصف قرن وتتملكك هواجس رهيبة عند رأيتك لآثار بقايا بساتين النخيل وإذا ما اكتشفت المعالم والصروح الثقافية والدينية من مساجد ومعاهد التحصيل والمزارات والمصلى والتي لا تنفك تهوى الواحدة تلو الأخرى والتي تكاد تندثر
فسيمتلأ جوفك حسرة وأسى ويخامر فكرك ألف سؤال وسؤال ....
- أولها : هل اليانة حقيقة أم أسطورة ؟ - هل نشأت البارحة واندثرت التو ؟
- ثانيها : من الذين مروا من هنا ؟
- ثالثها : لما هي اليوم خاوية على عروشها ؟
أخي القارئ أخي الزائر لليانة عبر الموقع أو الزائر فعلا ولم تجد جوابا، أكتفي محاولا إجابتك عن الثلاثة بدل الف
بما علمت وأجري على المولى .
قال أحد أبناءها يوما في حبها منشدا :
ليانة(أم القرى )قلبك بوزاهرحارسك *** وواد العرب وزائـر
إ ن تدوين مآثر قرية ليانة و أعلامها يجب أن أقوم به تمحيصاوتدقيقالتسقط التبعة عن الباقين و لأ لانشترك جميعا في التبعة و الإثم.
لأن هم كثر علمائها و مثقفيها الذين تركوا بصمات في المجال الأدبي والفكري خلال الحركة الوطنية و منهم من يجد في مجال تخصصه إلى اليوم عبر الوطن و عبر العالم نذكر على سبيل المثال و لا على سبيل الحصر:
-1 الشيخ محمد السعيد الزاهري: الملقب بالقلم اللاذع و المعروف لدى الأدباء بالقتيل، فهو من ابرز رجالات الحركة الوطنية وعضو جمعية العلماء المسلمين بالجزائر. لم يترك لنا عن تاريخ هذه البلدة أي اثر يذكر بالرغم من أن له كتابا مخطوطا يصف فيه عاصمة الزيانيين تلمسان( بأروع ما وصفت به مدينة عربية إلى اليوم). إضافة إلى الأستاذ الأديب الشاعر: 2- محمد الهادي سنوسي الزاهري:
صاحب الفضل علي طلاب الأدب بالجزائر غداة الاستقلال حيث لم يكن يهتدون لمعرفة شعراء وأدباء
الجزائر لو لا كتابه (( شعراء الجزائري العصر الحاضر )) زيادة على انه يعد مرجعا لا و لم تستغن عنه
أي باحث في الأدب العربي في الجزائر إلى اليوم. هو الأخر لم يترك لنا أثرا عن بلدة ليانة . كما نشير إلى أن أحد أبنائها الكتاب الروائي الأديب :
- 3 حسين بوزاهر :
- له عدة مؤلفات منها (الأصابع الخمسة لليوم ))les cinq doits du jour-
و (( أصوات في القصبة )) رواية تاريخية .لم يلتفت لها هو الأخر، وغيرهم كثيرين لربا أفضلهم التفاتة للبلدة هو الأديب الشاعر:
- 4 مصطفي أبو بكر بن رحمون :
له مخطوط ضخم ينتظر الطباعة وضعه بتونس الشقيقة منذ عقود ، عنوانه (( فيض الجمانة في ذكر أخبار علماء ليانة ))
. ولقد كلفت أحد أبناء قريتي بالبحث عنه هناك : ومن أيام هتف لي من تونس بأنه وجد أثار هذا المخطوط وسيعمل على الإطلاع عليه .les traces لنثري به المكتبة الوطنية الجزائرية وتزداد به ليانة فخرا .
5 - ...أماأنا الشيخ : شعيب بوزاهر -الزاهري –أحدأبناءهاأقر [بان هذاالحلم يراودني منذ سنوات .
والمتمثل في إبراز ليانة المغمورة والمطموسة للأجيال . وراوحت المبادرة مكانها لوقت طويل وخفت أن( تتلف )في ذهني ،أو تموت قبل الولادة ، فقررت أخيرا نشرها عبر النات في انتظار إنجاز الكتاب المشروع .
المتمثلة في رصد وجمع كل ما قيل عنها في المصادر، وما كتب عنها و ما كتب عن أبناءها في تراجمهم .
وكذا تتبع إنجازاتهم العلمية و الأدبية عبر الحقب السالفة ، وكذا في الحاضر. معرجا في ذات الوقت محاولا إبراز دورها النضالي والثقافي و الاقتصادي الزاهر لفترة ليست ببعيدة ، مرورا بحاضرها البائس جدا اليوم .
مع شيء من التحليل لأسباب هجرتهاالمتزايد خاصة منذ مطلع الاستقلال 1962 .
سلف أن أشرت إلى العوز في المصادر لتاريخها المجيد ، مما يحتم علّيا إتباع التواتر في جّل الوقائع والمحطات التي سجلت لليانة وأهلها وبخاصة المرحلة التي عايشتها.
أخي القارئ الكريم بما أن ليانة مسقط رأسي ومرتع طفولتي البائسةإنّ صورتهاالمحفورة في ذاكرتي منذ نعومة أظافري لن ولن تغادرني أبدى، والتي لسوف تساعدني على نقلها إليك بأمانة وصدق مع شيء من الموضوعية التي مجبرا عليها ، ولولا الذاتية والتي تشّمها من العنوان لما سكب فلمي كل هذا الكم من الشهادات لإبراز ليانة للعالم أجمع والتعريف بها ونفض غبار السنين عنها .
مصداقا لعنوان المقال الصحفي والذي إختاره أبناءها في ذات يوم حين نشرمقالا بجريدة وطنية
( ليانة كنز دفين تحت غبار السنين )) .
ويجدر بي أن لا ننكر مجهود كل من تكلم عنها سواء في مقال صحفي أو حوار إذاعي من أمثال الأستاذ الفاضل فوزي مصمودي منشط بإذاعة الزيبان ببسكرة فهو مشكور جزيل الشكر.
أمّا الشيخ زهير نشرت له جريدة الشعب الجزائرية في 1998 محاضرة بعنوان : (( ليانة عبر التاريخ )).
إلا أن في تقديري هذا لا يكفي لحفظ مــآثرها وتقفي بصمات رجالاتها عند كل محطة نزلوا بها ، وكل مجال أبدعوا فيه
]منقول من موقع ليانة من الذات الى الذات]