منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


احمدالجزائري

احمدالجزائري

عضو مساهم
البلد/ المدينة :
الجزائر
المُسَــاهَمَـاتْ :
62
نقاط التميز :
59
التَـــسْجِيلْ :
10/07/2011
احرق ذنبك.. لا تحرق نفسك


الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.


لفت انتباهي قيام بعض الشباب في البلدان العربية بحرق نفسه؛

تعبيرًا عن الظلم الواقع عليه، وهو بذلك يجمع بين ظلمَيْن؛ ظلم

المُجتمع له، وظلمه لنفسه.

وهي حالة سلبية، حالة ضعف ووهن وانْهِزام، بدلاً من مُواجهة

الواقع، ومُجاهدة النَّفْس والهوى والدُّنيا والشيطان، فالله - عزَّ

وجلَّ - لا يظلم الناس شيئًا، والناس أنفُسَهم يظلمون، والله لا

يكلِّف العبد ما لا يُطيق، وما يتعرض له العبد أيًّا كان، فهو في

وسعه وطاقته، ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا

مَا اكْتَسَبَتْ رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا

إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِنَا رَبَّنَا وَلَا تُحَمِّلْنَا مَا لَا طَاقَةَ لَنَا بِهِ ﴾ [البقرة: 286].



وحياتك ونفسك أنت لا تملكها؛ كي تنهيها كما تشاء، بل هي ملك

لله خالقها وبارئها، واجبٌ وآكِدٌ الحفاظُ عليها "حفظ النفس"،

فيجب حفظها ورعايتها؛ قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ

اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29]، وقال تعالى: ﴿ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ ﴾ [البقرة: 195].




عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أنه قال: ((لا تزولُ قدما عبدٍ

يومَ القيامة حتى يُسأل عن أربعٍ: عن عُمُرِهِ فيمَ أفناهُ، وعن علمِه

ماذا عمِل به، وعن مالِه من أين اكتسبَه وفِيمَ أنفَقَهُ، وعن جسمِه

فِيمَ أبلاهُ
))؛ رواه الترمذي، وقال: حديث حسنٌ صحيح.




فمن يحرق جسده: فيم أبلاه؟ أفي طاعة الله؟ أم في معصية الله؟


وقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من قَتلَ نَفْسَهُ بحديدةٍ،

فحديدَتُه في يدِه يتَوجَّأُ بها في بطنهِ في نارِ جهنَّم خالدًا مخلدًا فيها

أبدًا، ومَن شَرِبَ سُمًّا فقتل نفسَه فهو يتحسَّاهُ في نار جهنم خالدًا

مخلدًا فيها أبَدًا، ومن تَردَّى من جبلٍ فقتلَ نفسَهُ فهو يَتردَّى في نارِ

جهنَّم خالدًا مخلدًا فيها أبدًا))؛ رواه مسلم.


وقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الذي يَطعنُ نفسَهُ، إنما

يطعنها في النارِ، والذي يتقحَّم فيها يتقَحَّمُ في النار، والذي يخنقُ

نفْسَهُ يخنقها في النَّار))؛ رواه أحمد؛ "السلسة الصحيحة" للألباني.



ومعنى ((يتقحم فيها))؛ أي: الذي يتقحم في نار الدنيا يتقحم في

نار الآخرة، انظر إلى الوعيد الشديد والعذاب الأليم الذي أعدَّه الله لقاتل نفسه!

كيف لا، وهو بِلِسان حاله يتَّهم الربَّ - جلَّ في عُلاه - فإنه لو

أحسن الظنَّ بربِّه ما أقدم على ذلك أبدًا، ولعلم أنه في ابتلاءٍ من

ربِّه؛ إما لمغفرة السيئات، أو لزيادة الحسنات، ورفع الدرجات.

وما هذه الحياة الدنيا إلا ابتلاء.

﴿ تَبَارَكَ الَّذِي بِيَدِهِ الْمُلْكُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * الَّذِي خَلَقَ

الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 1 - 2].



فبدل أن تحرق نفسك: احرق ذنبك بالتوبة والإنابة إلى الله، احرق

شيطانك بمعصيته وطاعة الرحمن، احرق هواك باتِّباع نبيِّك -

صلَّى الله عليه وسلَّم - احرق اليأس بالأمل، واحرق الكسل بالعمل.


وتفائل بكلِّ خير؛ "تفاءلوا بالخير تجدوه".


لا بد أن هناك حلاًّ وطريقًا غير حرق النفس، فإذا سُدَّت كل السُّبل

فسبيل الله موجود، وإذا أغلقت كلُّ البواب فباب الله مفتوح، فقط

ادْعُه من القلب، وانطرح بين يديه في جوف الليل، وادعُه واسأله

وأنت موقِنٌ بالإجابة؛ ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ ﴾[غافر: 60].

وخذ بالأسباب، وتوكَّل على مسبِّب الأسباب يرزُقْكَ بغير حساب.

اعجبني فنقلته لكم
 
الرحبة

الرحبة

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
548
البلد/ المدينة :
الجزائر
العَمَــــــــــلْ :
استاذ
المُسَــاهَمَـاتْ :
8556
نقاط التميز :
25056
التَـــسْجِيلْ :
14/04/2010
بسم الله الرحمن الرحيم
لقد ادى الجهل بتعاليم الدين الاسلامي واحكامه الى ظلم الناس لانفسهم من خلال الانتحار بالحرق بالنار للابلاغ عن المشاكل والمطالب الشخصية من المخلوق الذي ظلمهم.
نسو الله فانساهم انفسهم وفقدوا الثقة بانفسهم واعتقدوا بان الانتحار ينجيهم والاحاديث التي سردتها تبين المآل المحتوم الذي ينتظرهم بظلمهم لانفسهم .ان الروح ليست ملك لصاحبها وامرها يتصرف فيه الله في البداية والنهاية وازهاق الروح من اكبر الكبائر.ولكن ما يشجع الناس على مثل هذه الفعال انعدام التقوي وحب الدنيا ونسيان الاخرة والاعلام المضلل.بل نسمع من يعد مثل هؤلاء بالشهداء وهذا مخالف لما ورد في احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم .
قال رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين يوسف القرضاوي إنه لم يصدر أي فتوى في موضوع إحراق الشاب التونسي محمد البوعزيزي نفسه، في تحرك كان وراء اندلاع احتجاجات عارمة أطاحت بالرئيس التونسي المخلوع زين العابدين بن علي.وقال القرضاوي -في بيان صادر إنه لم يكتب أي فتوى في الموضوع، ولكنه اكتفى بالتعليق عليه في برنامج “الشريعة والحياة”.وذكر القرضاوي أنه قال في البرنامج نفسه “إني أتضرع إلى الله تعالى، وأبتهل
إليه أن يعفو عن هذا الشاب ويغفر له، ويتجاوز عن فعلته التي خالف فيها
الشرع الذي ينهى عن قتل النفس”.وأوضح القرضاوي أن الشاب التونسي محمد
البوعزيزي -الذي أقدم على إضرام النار في جسده احتجاجا على تعرضه للضرب من
لدن شرطية ومنعه من ممارسة نشاط تجاري يعتاش منه- كان في حالة ثورة وغليان
نفسي، ولا يملك فيها نفسه وحرية إرادته.وذكّر القرضاوي بقاعدة شرعية مهمة، وهي
أن الحكم بعد الابتلاء بالفعل غير الحكم قبل الابتلاء به، وأوضح أنه “قبل
الابتلاء بالفعل ينبغي التشديد حتى نمنع من وقوع الفعل، أما بعد الابتلاء
بوقوعه فعلا، فهنا نلتمس التخفيف ما أمكن ذلك”.وبناء على ذلك ناشد القرضاوي شباب العرب
والمسلمين -الذين أرادوا أن يحرقوا أنفسهم سخطا على حاضرهم- الحفاظ على
حياتهم “التي هي نعمة من الله يجب أن تشكر”، مؤكدا أن من يجب أن يحرق “إنما
هم الطغاة الظالمون”.وخلص القرضاوي إلى القول إنه “لدينا من
وسائل المقاومة للظلم والطغيان ما يغنينا عن قتل أنفسنا، أو إحراق أجسادنا.
وفي الحلال أبدا ما يغني عن الحرام”.
 
احمدالجزائري

احمدالجزائري

عضو مساهم
البلد/ المدينة :
الجزائر
المُسَــاهَمَـاتْ :
62
نقاط التميز :
59
التَـــسْجِيلْ :
10/07/2011
شكرا على الاضافة المميزة
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى