mohamed kechad
عضو نشيط
- البلد/ المدينة :
- ز.الوادي
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 728
- نقاط التميز :
- 2187
- التَـــسْجِيلْ :
- 10/10/2010
تفسير سورة الناس
اعداد الموضوع: محمد بن لمين
"قل
أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس".
يعني الشيطان، يكون مصدراً واسماً.
قال الزجاج: يعني: الشيطان ذا الوسواس "الخناس" الرجاع، وهو الشيطان
جاثم على قلب الإنسان، فإذا ذكر الله خنس وإذا غفل وسوس. وقال قتادة: الخناس له
خرطوم كخرطوم الكلب في صدر الإنسان فإذا ذكر العبد ربه خنس. ويقال: رأسه كرأس
الحية واضع رأسه على ثمرة القلب يمنيه ويحدثه، فإذا ذكر الله خنس وإذا لم يذكر رجع
فوضع رأسه.
فذلك: "الذي يوسوس في صدور الناس"، بالكلام الخفي الذي يصل مفهومه إلى
القلب من غير سماع.
"من الجنة والناس"، يعني يدخل في الجني كما يدخل في الإنسي، ويوسوس
للجني كما يوسوس للإنسي، قاله الكلبي. وقوله: "في صدور الناس" أراد
بالناس: ما ذكر من بعد، وهو الجنة والناس، فسمى الجن ناساً، كما سماهم رجالاً،
فقال: "وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن" (الجن- 6). وقد
ذكر عن بعض العرب أنه قال وهو يحدث جاء قوم من الجن فوقعوا، فقيل: من أنتم؟ قالوا:
أناس من الجن. وهذا معنى قول الفراء. قال بعضهم: أثبت أن الوسواس للإنسان من
الإنسان كالوسوسة للشيطان، فجعل "الوسواس" من فعل الجنة والناس جميعاً،
كما قال: "وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن" (الأنعام-
112)، كأنه أمر أن يستعيذ من شر الجن والإنس جميعاً. أخبرنا إسماعيل بن عبد
القاهر، عن عقبة بن عامر، قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألم تر
آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط: "قل أعوذ برب الفلق" و "قل أعوذ
برب الناس"". عن عقبة بن عامر الجهني، "أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال له: ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ المتعوذون؟ قلت بلى، قال: "قل أعوذ برب
الفلق" و "قل أعوذ برب الناس"". عن عائشة قالت: "كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه فنفث فيهما،
فقرأ فيهما: "قل هو الله أحد" و "قل أعوذ برب الفلق" و
"قل أعوذ برب الناس" ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، عن عائشة رضي الله
عنها "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات
وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح عنه بيده رجاء بركتهما". عن ابن
عمر قال:" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه
الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفق
منه آناء الليل وآناء النهار". عن أبي هريرة "أنه سمع النبي صلى الله
عليه وسلم يقول: ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر
به".
..........................
المرجع: كتاب التفسير : معالم
التنزيل
المؤلف : محيي السنة ، أبو محمد
الحسين بن مسعود البغوي (المتوفى : 510هـ)
المحقق : حققه وخرج أحاديثه محمد
عبد الله النمر - عثمان جمعة ضميرية - سليمان مسلم الحرش
اعداد الموضوع: محمد بن لمين
"قل
أعوذ برب الناس ملك الناس إله الناس من شر الوسواس الخناس".
يعني الشيطان، يكون مصدراً واسماً.
قال الزجاج: يعني: الشيطان ذا الوسواس "الخناس" الرجاع، وهو الشيطان
جاثم على قلب الإنسان، فإذا ذكر الله خنس وإذا غفل وسوس. وقال قتادة: الخناس له
خرطوم كخرطوم الكلب في صدر الإنسان فإذا ذكر العبد ربه خنس. ويقال: رأسه كرأس
الحية واضع رأسه على ثمرة القلب يمنيه ويحدثه، فإذا ذكر الله خنس وإذا لم يذكر رجع
فوضع رأسه.
فذلك: "الذي يوسوس في صدور الناس"، بالكلام الخفي الذي يصل مفهومه إلى
القلب من غير سماع.
"من الجنة والناس"، يعني يدخل في الجني كما يدخل في الإنسي، ويوسوس
للجني كما يوسوس للإنسي، قاله الكلبي. وقوله: "في صدور الناس" أراد
بالناس: ما ذكر من بعد، وهو الجنة والناس، فسمى الجن ناساً، كما سماهم رجالاً،
فقال: "وأنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن" (الجن- 6). وقد
ذكر عن بعض العرب أنه قال وهو يحدث جاء قوم من الجن فوقعوا، فقيل: من أنتم؟ قالوا:
أناس من الجن. وهذا معنى قول الفراء. قال بعضهم: أثبت أن الوسواس للإنسان من
الإنسان كالوسوسة للشيطان، فجعل "الوسواس" من فعل الجنة والناس جميعاً،
كما قال: "وكذلك جعلنا لكل نبي عدواً شياطين الإنس والجن" (الأنعام-
112)، كأنه أمر أن يستعيذ من شر الجن والإنس جميعاً. أخبرنا إسماعيل بن عبد
القاهر، عن عقبة بن عامر، قال: "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ألم تر
آيات أنزلت الليلة لم ير مثلهن قط: "قل أعوذ برب الفلق" و "قل أعوذ
برب الناس"". عن عقبة بن عامر الجهني، "أن رسول الله صلى الله عليه
وسلم قال له: ألا أخبرك بأفضل ما تعوذ المتعوذون؟ قلت بلى، قال: "قل أعوذ برب
الفلق" و "قل أعوذ برب الناس"". عن عائشة قالت: "كان
رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه فنفث فيهما،
فقرأ فيهما: "قل هو الله أحد" و "قل أعوذ برب الفلق" و
"قل أعوذ برب الناس" ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، عن عائشة رضي الله
عنها "أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا اشتكى يقرأ على نفسه بالمعوذات
وينفث، فلما اشتد وجعه كنت أقرأ عليه وأمسح عنه بيده رجاء بركتهما". عن ابن
عمر قال:" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه
الله القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار، ورجل آتاه الله مالاً فهو ينفق
منه آناء الليل وآناء النهار". عن أبي هريرة "أنه سمع النبي صلى الله
عليه وسلم يقول: ما أذن الله لشيء ما أذن لنبي حسن الصوت يتغنى بالقرآن يجهر
به".
..........................
المرجع: كتاب التفسير : معالم
التنزيل
المؤلف : محيي السنة ، أبو محمد
الحسين بن مسعود البغوي (المتوفى : 510هـ)
المحقق : حققه وخرج أحاديثه محمد
عبد الله النمر - عثمان جمعة ضميرية - سليمان مسلم الحرش