فرحة
طاقم مستشاري المنتدى
- رقم العضوية :
- 5
- البلد/ المدينة :
- ارض الله الواسعة
- العَمَــــــــــلْ :
- طبيبة عامة
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 4207
- نقاط التميز :
- 5075
- التَـــسْجِيلْ :
- 11/06/2008
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كانت تراقبه عن كثب، وهو يلاعب طفلته الصغيرة ،
يداعبها حتى تضحك، وتقهقه ببراءة وعذوبة ، كان مغرماً بطفلته سعيداً بها
، يحتضنها ويلاعبها، ويحملها ويغني لها، وهي تراقب بهدوء
ثم اقتربت منه وسألته: إلى أي حد تحبها ؟
فأجاب متحمساً وهو لا زال يلاعبها : إلى حد الجنون،
إني أحبها بجنون ، إنها طفلتي الغالية، حبيبة قلبي، ماستي الثمينة.
اقتربت منه أكثر، وقالت له مازحة:
غداً تكبر وتتزوج، ترى ماذا ستفعل إن أساء زوجها معاملتها؟
فرد بحماس وجدية: سأقتله
فنظرت للأسفل، وقالت بأسى :
كنت طفلة في سنها ذات يوم ، وكان أبي مغرماً بي ،
سعيداً بضحكتي وبراءة عمري ، وكان حريصاً على سعادتي، واجتهد في تربيتي ،
ومن المؤكد أنه تمنى لي الخير طوال حياتي ، عندما جئتَ لخطبتي وافق عليك،
لأنه أعتقد أنك الرجل الذي يستحق ثقته، والذي سيصون ابنته الحبيبة، ويسعدها ...
صمتت لثواني قليلة ثم تابعت قائلة:
أبي أيضا، كان ذات يوم أب مثلك، أحب ابنته التي هي أنا ، وخاف علي
وطواني في تلابيب قلبه ، ليحميني من لفحات النسيم واجتهد في تدليلي،
وعز عليه رؤية الدمعة في عيني، وصارع الهوان ليطعمني، ويسقيني.
ثم بعد جهاده لأجلي ولرغبته في أن تكتمل سعادتي ، زوجني بك ، فالمرأة
لا تكون سعيدة بلا زواج ، واختارك وحدك ، أنت بالذات ، لأنه وجد فيك الشهم
الذي سيصون درته النادرة ، وماسته الثمينة
وهنا التفت نحوها، وقد بات يشعر بألم في رأسه، لكنها تابعت الحديث بهدوء وود:
تُرى كيف ستشعر لو أن زوج ابنتك الذي أمنته عليها ،
يخونها ، ويفطر قلبها ؟ أو يتركها وحيدة كل ليلة ؟ وكيف تراك ستشعر لو
أنك علمت أن زوج ابنتك يستولي على راتبها ليصرفه على سهراته مع رفاق
السوء؟ وكيف ستفعل لو علمت أنه يحرمها حقها الشرعي ؟ أو أنه يهينها ،
ولا يجالسها، ويمتنع عن الحديث معها لعدة أيام وهم في منزل واحد ؟ وكيف
ستفعل لو علمت أنه لأجل شجار صغير يمزق ملابسها ؟ أو يطردها خارج المنزل ؟
وأنه يمد يده عليها لأتفه سبب صباحاً ومساءَ ؟ وأنه يشتمها ويشتم أهلها
وينعتها بصفات شنيعة ، والله لو كانت زانية ما استحقتها ؟
وخنقت العبرات صوتها المكسور الضعيف وقالت:
إن كنت تخشى على ابنتك من كل ذلك، فصن أمانة أبي ! فإن الجزاء من جنس العمل.
وانتفض كمن لدغته أفعى ، وسألها بعدوانية: إلى ماذا تلمحين ؟
أجابت بهدوء وانكسار:
لست ألمح، لكني أذكرك وأسرد لك حكاية طفلة بريئة، وأب مطعون مغدور
ألن تشعر بمرارة الغدر، حينما تجد الحارس الأمين، بات يغتال الأمانة ؟
ألن تشعر بسياط الذنب تقطعك لأنك لم تحسن الاختيار؟
إني أخاف على أبي، لأني متأكدة أنه لو علم ما أعانيه فسيموت حسرة وكمدا ،
وإني لأخشى على ابنتي من انتقام المنتقم العزيز الجبار من أبيها الذي
خان الأمانة ، فأخشى أن يريه الله العبرة في ابنته، فهل تحبها يا زوجي، هل تحب ابنتك ؟
نظر إليها غير مصدق وتمتم قائلاً : أنتِ غير، وابنتي غير !
قالت بهدوء وبرود:
بل كلنا سواء، كما أنكم سواء وغداً سيأتي من
يقول لابنتك: أنتِ غير، وابنتي غير !
*******************
أخي الكريم ، أختي الغالية
وعن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"إنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أُجرت عليها ، حتى ما تجعل في في
امرأتك" ( أي في فَم امرأتك). حديث صحيح رواه البخاري
وفي نهاية المطاف نهمس في أذن كل زوج ونقول مذكرين:
اتقي الله فــي زوجــتــــك