أحمد بلقمري
عضو مساهم
- البلد/ المدينة :
- برج بوعريريج/ الجزائر
- العَمَــــــــــلْ :
- مستشار التوجيه و التقييم و الإدماج المهنيين
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 173
- نقاط التميز :
- 292
- التَـــسْجِيلْ :
- 07/09/2011
البَخيلُ
الدّاهية..
الدّاهية..
كان
له حمارٌ وعنزةٌ، اشتدّت به الفاقة فقرّر أن يبيع أحدهما، سأل الحمار: هل ترى أن
أبيعك أنت أم أبيع العنزة؟، لم ينبس الحِمارُ ببنت شفة.. سأل العنزة:هل ترين أن
أبيعك أنتِ أم الحِمار؟، قالت العنزة: سيّدي بع الحمار أوّلا.. قال: سأبيعك أنت ما
دمت قد تكلّمت أوّلا.. خرج بالعنزة مُتّجها نحو السّوق، وفي الطّريقِ اعترضته
جماعة من اللّصوص، فقالوا له: ماذا ترى، هل نذبحك أوّلا أم العنزة؟، قال البخيل:
اذبحوا العنزة.. قالوا له: سنذبحك أوّلا لأنّك أنانيّ.. فقال لهم: إذا كنتم فاعلين
بي ذلك حقّا فردّوني إلى بيتي حتّى أقضي حاجة و أموت بعدها بسلام.. قالوا له: ماذا
أنت فاعل؟، قال: سأجمع كلّ أموالي التّي ادّخرتها طول حياتي و أهديها لكم حتّى لا
ينتفع بها أولادي من بعدي.. قالوا له: إذا كان الأمر كذلك فلا بأس.. ساق عنزته
أمامه، وصل إلى بيته، طلب من اللّصوص الانتظار في الخارج.. نحر العنزة، سلخها، قطع
لحمها، وحملها على الحمار وخرج هاربا عبر باب سريّ.. بقي اللّصوص الحمقى ينتظرون
في الخارج، حتّى قال أحدهم: لقد أطال الرّجل الغياب، سننظر أين هو؟.. دخلوا البيت،
وجدوا آثار الدّم فظنّوا أنّه قد ذبح أولاده حتّى لا ينتفع أهل القرية بهم، خافوا
على أنفسهم فهربوا، وفي الطّريق لمحوا البخيل من جديد، حاولوا اللّحاق به لكنّهم
تراجعوا قائلين: هذا البخيل داهية مجنون قد يفلت من بين أيدينا بحيلة أخرى، وعندها
سيُخيّرنا ما بين الذّبح أو الشّنق، و الاثنين يعنيان الموت، سنتركه يذهب في حال
سبيله حتّى لا نضطر للإجابة عن سُؤاله ..
قلم: أحمد بلقمري
