أحمد بلقمري
عضو مساهم
- البلد/ المدينة :
- برج بوعريريج/ الجزائر
- العَمَــــــــــلْ :
- مستشار التوجيه و التقييم و الإدماج المهنيين
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 173
- نقاط التميز :
- 292
- التَـــسْجِيلْ :
- 07/09/2011
حديقةُ الأسرَارِ..(1)
طلبت منه أن يكتم سرّها لأنّه رآها على حقيقتها، أخبرها
بأنّ سرّها و سرّه تقيّتان لقلب واحد.. قالت:
-
حبيبي لا أقصد ذلك..
حبيبي لا أقصد ذلك..
-
ماذا تقصدين، إذن؟
ماذا تقصدين، إذن؟
-
وددت فقط أن أذكّرك بأنني لن أستطيع النّظر في وجهك بعد الذّي حدث..
وددت فقط أن أذكّرك بأنني لن أستطيع النّظر في وجهك بعد الذّي حدث..
-
ما حدث يا رفيقة دربي كان يجب أن يقع منذ التقينا أوّل مرّة، عندها لم أكن
أتسّم بالجرأة اللازمة لكنّني الآن أكثر ثقة و أستطيع أن أؤكد لك بأن ما فعلناه
كان عين العقل و الصّواب بذاته..
-
أيّ عقل تتكلّم عنه؟، و أنا التي فقدت عقلها يوم طاوعتك. أشعر بأنّني
مذنبة..
أيّ عقل تتكلّم عنه؟، و أنا التي فقدت عقلها يوم طاوعتك. أشعر بأنّني
مذنبة..
-
كلّنا مذنبون.. الذّنب الأكبر عندما ننكر الحبّ في قلوبنا و نكتمه..
كلّنا مذنبون.. الذّنب الأكبر عندما ننكر الحبّ في قلوبنا و نكتمه..
-
أحسّ بأنّني لست بأفضل حال..
أحسّ بأنّني لست بأفضل حال..
-
إنّها حالة من النّيرفانا يا حبيبتي، ستتعوّدين عليها بعد اليوم..
إنّها حالة من النّيرفانا يا حبيبتي، ستتعوّدين عليها بعد اليوم..
-
أشعر بالبرد..
أشعر بالبرد..
-
ستحظين بدفء مشاعري وعندها لن تحتاجي لملابس تدثّرك..
ستحظين بدفء مشاعري وعندها لن تحتاجي لملابس تدثّرك..
-
إلاّ الملابس..
إلاّ الملابس..
-
الملابس تستر العيوب و تغطّيها، أمّا أنا فأحبّ أن أكون عاريا كما أوصاني
جدّي يوما ( أخرج إلى ربّك عاريا يفضل عليك بالكساء )..
الملابس تستر العيوب و تغطّيها، أمّا أنا فأحبّ أن أكون عاريا كما أوصاني
جدّي يوما ( أخرج إلى ربّك عاريا يفضل عليك بالكساء )..
-
العُري أبغض شيء إلى نفسي.. لذلك أحاول أن أكون محتشمة قدر المستطاع..
العُري أبغض شيء إلى نفسي.. لذلك أحاول أن أكون محتشمة قدر المستطاع..
-
أنا أقصد عُري المشاعر يا حبيبتي و ليس عُري الأجساد..
أنا أقصد عُري المشاعر يا حبيبتي و ليس عُري الأجساد..
-
أعلم، كلاهما عُرْي، أليس كذلك ؟..
أعلم، كلاهما عُرْي، أليس كذلك ؟..
-
تبدين مضطربة سأتركك تستجمعين قواك و أعود..
تبدين مضطربة سأتركك تستجمعين قواك و أعود..
-
حبيبي لا تعد حتّى أبرأ من جرحي.. ( ...يتبع )
حبيبي لا تعد حتّى أبرأ من جرحي.. ( ...يتبع )
حَدِيقةُ الأسرَارِ..(2)
طاف بحبيبته كما لو يودّ الحديث إليها، قالت له:
-
ألم أقل لك لا
تعد حتى أبرأ من جرحي؟!..
ألم أقل لك لا
تعد حتى أبرأ من جرحي؟!..
-
لكنّني عدت
وانتهى الأمر.. لقد حيّرني أمر ما جعلني مهموما، مغموما، لم يهدأ لي بال مذ قرأت
عن تلك الشّجرة..
لكنّني عدت
وانتهى الأمر.. لقد حيّرني أمر ما جعلني مهموما، مغموما، لم يهدأ لي بال مذ قرأت
عن تلك الشّجرة..
-
أيّة شجرة؟!..
أيّة شجرة؟!..
-
الشّجرة في حديقة
الأسرار..
الشّجرة في حديقة
الأسرار..
-
وهل عرفت الشّجرة
حتّى أعرف حديقة الأسرار؟!.. يبدو أنّك مضطرب فعلا، اجلس، اهدأ.. هه، حدّثني ما
بالك؟..، عن أيّة أشجار وحدائق تتحدّث؟..
-
قيل لي بأن هناك
شجرة عظيمة في حديقة الأسرار، يسير في ظلها الراكب مائة عام، حتى إذا ما وجدها و
أكل من ثمارها عاش ما شاء الله له من العمر، إنها شجرة الخلد هكذا تسمّى، الآن فقط
تذكّرت اسمها.. لكنّني محتار فعلا: هل هي شجرة الخطيئة أم لا؟!
..
-
بم تهذي يا
حبيبي، هل جننت؟..
-
ومن غيرك سبب
جنوني، ألست من دعاني للأكل من الشّجرة و ارتكاب الخطيئة؟..
-
هذا كلام غير
معقول و لا مسؤول، عد إلى صوابك.
-
قولي لي بربّك:
أين العقل و الصّواب مني بعد الذّي حدث.. لقد أكلنا من الشّجرة دون أن نعرف شكلها
و لا لونها، وحق علينا العذاب، علينا بالتوبة قبل أن يحلّ علينا سخط من الله. لكن
قبل ذلك عليّ أن أفهم السرّ، أنت أيضا عليك أن تخمّني معي في حلّ للمعضلة، علينا
أن نتّحد.
-
نتّحد، لم وكيف؟..
-
سنرجع للطّبيعة
الأولى، على الأقل إذا ما عوقبنا نعاقب مع بعض مثل الكفيف و المعاق، هناك سنكون
مجتمعين، متّحدين، قريبين، حبيبين..
-
وماذا بعد؟..
-
لا أدر، أشعر
بخلط في رأسي، بوهم يخنقني وطيف يعذّبني.. أشعر باللاّسواء.. انظري إلي : هل أبدو
طبيعيّا؟..
- إنّك طبيعيّ يا حبيبي، ما بك؟..
- أريد مرآة لأنظر فيها، أنا لا أثق فيك لأنّك كثيرا ما تكذبين..
-
أيّها المعتوه، هل هذا جزائي؟، إذا كان كذلك فلتذهب إلى الجحيم أنت و شجرتك
وحديقتك.. اللّعنة، لقد ازداد جرحي عمقا بسبب كلامك الأرعن.. اغرب عن وجهي، لا
أريد أن أراك.. لا تعد حتى أبرأ منك.. ( ...يتبع )
حديقةُ
الأسْرَارِ (3)
الأسْرَارِ (3)
رجع
إلى حبيبته خائفا من ردّة فعلها العنيفة في وجهه، في طريقه راح يدعو الله أن
يشفيها من حزنها و جرحها حتى ينعم بليلة هادئة إلى جانبها، وصل إلى مملكتها وحديقة
أسراره فبادر بالسّؤال حتى يتجنّب الإجابة:
-
هل تحسّنت قليلا؟
-
ليس الأمر بيدي كي أتحسن.
ليس الأمر بيدي كي أتحسن.
-
ومن بيده ذلك
غيرك؟.
ومن بيده ذلك
غيرك؟.
-
بيد الألم.
بيد الألم.
-
و الألم بيد من؟.
و الألم بيد من؟.
-
بيد اللذة.
بيد اللذة.
-
و اللذة بيد من؟..
و اللذة بيد من؟..
صمتت ولم تجب، أشاحت بوجهها و رسمت علامات استفهام أكبر
من السّؤال القادم...
من السّؤال القادم...
-
أين ابتسامتك الجميلة؟.
أين ابتسامتك الجميلة؟.
-
لقد ضيّعتها.
لقد ضيّعتها.
-
ليس من عادتك تضييع
أشيائك.
ليس من عادتك تضييع
أشيائك.
-
لكنني صرت أفعل منذ
ليلة البارحة.
لكنني صرت أفعل منذ
ليلة البارحة.
-
ما بها ليلة
البارحة؟.
ما بها ليلة
البارحة؟.
-
ما بك، لم تكلّمني
بهذه الطّريقة؟.
ما بك، لم تكلّمني
بهذه الطّريقة؟.
-
ألن تبتسمي في وجهي؟.
ألن تبتسمي في وجهي؟.
-
لا أعلم.
لا أعلم.
-
لم تفعلين بي هذا ؟
لم تفعلين بي هذا ؟
-
لأني منزعجة.
لأني منزعجة.
-
منزعجة منّي؟.
منزعجة منّي؟.
-
من الألم.
من الألم.
-
وما دخل الألم في
حياتنا، هل أنا ألمك، أم الألم أنا؟.
وما دخل الألم في
حياتنا، هل أنا ألمك، أم الألم أنا؟.
-
أنت جزء منه، تراك
تتغابى لتفلت من المسؤولية الملقاة على عاتقك، أنت كلّ هذه الأمور مجتمعة: اللذة و
الرّغبة و الألم.
أنت جزء منه، تراك
تتغابى لتفلت من المسؤولية الملقاة على عاتقك، أنت كلّ هذه الأمور مجتمعة: اللذة و
الرّغبة و الألم.
-
حسنا، إذن أنا كل شيء.
حسنا، إذن أنا كل شيء.
-
نعم، للأسف
الشّديد.
نعم، للأسف
الشّديد.
-
لم تأسفين، عليّ
أنا أن آسف لحالي التي صرت عليها مذ خصومتي معك. حبيبتي، رغم مقتك لي إلا أنني أشعر بالسّعادة كلّما كنت إلى جانبك. أحيانا
أشعر بأنّك أنت السّعادة كلّها.
لم تأسفين، عليّ
أنا أن آسف لحالي التي صرت عليها مذ خصومتي معك. حبيبتي، رغم مقتك لي إلا أنني أشعر بالسّعادة كلّما كنت إلى جانبك. أحيانا
أشعر بأنّك أنت السّعادة كلّها.
-
جميل، أرجو أن يكون
كلامك صادقا هذه المرّة فأنت كثيرا ما تكذب. ألا تريد أن تنام؟.
جميل، أرجو أن يكون
كلامك صادقا هذه المرّة فأنت كثيرا ما تكذب. ألا تريد أن تنام؟.
-
لن أنام قبل أن
أكتب شيئا.
لن أنام قبل أن
أكتب شيئا.
-
ماذا ستكتب؟.
ماذا ستكتب؟.
-
سأكتب عن حديقة الأسرار، سأكتب مقدمة للحائرين، للباحثين عن دليلهم في عالم
الأسرار، سأكتب عن زهرة اللّوتس في
مائها، وعن القلوب الحائرة في صدورها، عن السّبل التائهة سأكتب، عنّي وعنك سأكتب.. سأكتب عن حديقتنا قصصا للمطالعة في ليالي المحبّة المعطّرة بروائح
الفل و الياسمين. سأكتب لأنّنا في النّهاية
سنرمي بأقلامنا في الماء و نبحر تاركين وراءنا أسئلة المرافئ و الشواطئ و
النّاظرين هناك على تلال الانتظار. - تمت
-