أحمد بلقمري
عضو مساهم
- البلد/ المدينة :
- برج بوعريريج/ الجزائر
- العَمَــــــــــلْ :
- مستشار التوجيه و التقييم و الإدماج المهنيين
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 173
- نقاط التميز :
- 292
- التَـــسْجِيلْ :
- 07/09/2011
نيرانٌ صديقةٌ
إهداء إلى من حاولت قتل كاتبها المفضّل بنيران صديقة خرجت من مُسدّس طائش كصاحبه لا يصيب الهدف..خرجت من نسيج صمتها، مزّقت خيوط الحزن و
الوهن بعدما قرأت قصصا للنسّاك و العشّاق، مشت على دروب الفضيلة حتّى صارت
تلقّب بالعذراء لكنّها في لحظة خضعت للوساوس و سارت بين زقاق مدينة غريبة
علّقت على جدران بيوتها الواهنة لوحات باسم لنفس الدّرب – الخطيئة -.
قرّرت أن تقتل كاتبها المفضّل بنيران صديقة خرجت من مُسدّس طائش كصاحبه لا
يصيب الهدف.. ساعدها في ذلك بعض ممّن يصطادون في المياه العكرة، يسمّونهم
مرتزقة و سمّاهم كاتبها قتلة، لأنّهم يطعنون من الخلف على طريقة قتلة
لوركا. كانت تحبّ السّاعات كثيرا لكنّها قرّرت أن تحطّم ساعتها و ترفض
الاستغراق في الزّمن، حلّقت بجناح واحد محاولة القفز على الماضي، استشارت
من حولها فأفتوها بالحريق.. وحده الحريق يأتي على الأخضر و اليابس، حدّثوها
عن الخيانة و الجبن والحقارة، قالوا لها بأنّ أعذاره كلّها لا تساوي دمعة
واحدة سالت على خدّك في ليلة وحيدة، لم تصدّقهم لأنّها لم تر ذلك بعينيها
الواسعتين الجميلتين، لكنّ حقدهم أعمى بصيرتها فزاغ البصر، تنكّرت للذّكرى،
مزّقت كلّ الرّسائل، أغرقت كلّ المراكب المتّجهة إلى شاطئ النّجاة..
التفتت وراءها فلم تجد غير النّار الخارقة الحارقة، التهمت النّار كلّ شيء
حتّى أولئك الذّين وسوسوا لها كذبا و تلفيقا.. أحرقتهم ألسنة النّار
الممتدّة نحو السّماء فغابت أخيلتهم، و انتشرت شرورهم رائحة نتنة تلوّث
الجوّ. وحده الحقد و الحسد يفعل بصاحبه ذلك، رمت آخر أعواد الثقاب في يدها
لتلتهمه النّار، ثمّ تولّت تندب حظّها: ماذا فعلت؟!،
أجابها اللّيل لقد أحرقت الماضي كلّه. أطلقت سؤالا آخر: ماذا بقي لي؟،
أجابها رجع الصّدى: بقي لك مسدّس خائن ذاك الذّي قتلت به كاتبك المفضّل،
تستطيعين استعماله، بقيت رصاصة واحدة، يكفي أن توجّهي المسدّس إلى قلبك و
تقطعي الشّوط الميّت من الزّناد لتسقطي جثّة هامدة، فتأكلك النّار
بسهولة... النّار، النّار، أنا أكره النّار.. نطق الكون: لماذا أشعلتِها
إذن...؟!!. قلم: أحمد بلقمري