نجم الإسلام
طاقم الإشراف العام
- رقم العضوية :
- 192
- العَمَــــــــــلْ :
- التربية و التعليم
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 5608
- نقاط التميز :
- 8397
- التَـــسْجِيلْ :
- 06/06/2009
الجزء الأول
إن العمالة للاستعمار الفرنسي ظهرت منذ أن وطأت أقدامه الجزائر، وقد مست قبائل كاملة وأفراد، وعرفوا في البداية باسم الصبايحية والمخازنية والتعريف العام لهم بـzouaves، كانوا يأتمرون بأوامر الجيش الفرنسي وغالبا ما يكونوا في طليعته لإخماد المقاومات التي ظهرت أو العمل على بسط النفوذ الاستعماري في المناطق المتمردة وإخضاع الشعب لسلطتها.
مع اندلاع ثورة التحرير وشموليتها مقابل عدم التمكن من إخمادها خاصة في مهـدها الأول منطقة الأوراس، سعت المصالح العسكرية والإدارية إلى إنشاء قوات مضادة للثورة مشكلة من عناصر جزائرية وأوروبية، فأول جهاز تم إنشاؤه في هذا المضمار هو أفواج الدفاع الذاتي إذ ظهر أول فوج بتاريخ 10/11/4591 وأشرف على تأسيسه النقيب سيرفر reivreS بآريس وبالتحديد في منطقة تاغت، حيث وقعت العملية الأولى التي أدت إلى مقتل المعلم مونيزو والقائد الصادق وبعدها تم تعميم العملية على المناطق الأخرى بالأوراس ومهمته هاته المفارز حماية والمشاتي والمزارع ضد الهجمات المحتملة لجيش التحرير وبالتالي فإن دورهم يعتبر دفاعيا بالدرجة الأولى.
ثم أنشأ فرانسوا ميتران الذي كان وزير الداخلية آنذاك ما يسمى بالمجموعات المنتقلة للأمن RPMG، وقد بلغ تعدادها 411 على مستوى الوطني، وتوضـع تحت تصرف رئيس الدائرة مهمـتها حمايـة المؤسسات الحكومية، وتغيرت تسميتها بعد 8591 لتصبح SMG مجموعات متنقلة للأمن، وأسندت لها مهمة حفاظا الأمن في الأماكن التي لا تخضع لتغطية كافية من الجيش أو رجال الدرك، وتضمن حماية الشخصيات المدنية وبلغ تعداد أفراد هاته المجموعات عشية الاستقلال 00001 فرد.
وبهدف تحسين الصورة الفرنسية لدى الجزائريين وصدهم عن إسناد جيش التحرير، فقد عملت السلطة الفرنسية على إنشاء جهاز إداري اجتماعي وعسكري، وهو ما يعرف بالفروع الإدارية المتخصصةSAS ، وأول من أنشأ هذا الجهاز الحاكم الفرنسي جاك سوستال بتاريخ 51 سبتمبر 5591 وبلغ تعداد هاته الفروع 057 فرع وعلى رأس كل فرع ضابط عسكري يسنده في مهمته مجموعة من العملاء الجزائري يسمون بالمخازنية عددهم 03 فردا في كل فرع، ومهمة هاته الفروع القيام بنشاطات سيكولوجية في صفوف الشعب بهدف كسب ثقته والقيام بعمليات اجتماعية بتنظيم العمل الإنساني، وسد الفراغ الإداري خاصة بعد استقالة المنتخبين بأمر من جيش التحرير. كما يتولى هذا الفرع تعقب آثار المجاهدين وبالتالي فإن الضابط ومن معه يؤدون وظيفة إدارية ويمثل السلطات الولائية في بلدته، كما يؤدي وظيفة عسكرية بقيادة المخازنية وتوجيههم.
لم تكن هاته الهياكل المختلطة بين ما هو عسكري ومدني أو إداري كافية لإيقاف لهيب الثورة، فالنقيب سلفي المتمكن من اللغة العربية والبربرية، تبين له بأن الجنود يعيشون في وسط الشعب كما يعيش الحوت في الماء كما قال ماوتسي تونغ: فاجتهد ليجد جهازا توكل له هاته المهمة العسكرية البوليسية أو الاستخبارية، فأنشأ في البداية مدرسة كوّن بها 04 شابا دربهم على السلاح ولقنهم بعض التعليمات الإدارية والبوليسية لمدة 30 أشهر، وسمى هذا التشكيل بالحركة اشتقاقا من الحركية، وأعطى عمل هاته الدفعة نتيجة إيجابية في الإيقاع ببعض الخلايا النشطة لجبهة التحرير وجيش التحرير وهو ما حمل السلطات المركزية الفرنسية إلى تعميم نظام الحركة وأصبح يكتسي الصبغة الرسمية إثر صدور تعليمة صادرة عن الجنرال tolliroL بتاريخ 80 فيفري 6591 وتمت ترقية النقيب سليفيrevliS إلى منصب المفتش العام للعمليات النموذجية ليشرف على إنشاء هاته الفرق عبر كامل الوطن.
وعلى خلاف المجموعات التي تم سردها، فإن هذا النوع من التنظيم يضم عسكريين وحركة فقط لا علاقة له بالجانب الإداري، فالتعليمة الصادرة بشأنهم تنص على إشراكهم في العمليات العسكرية مقابل مبلغ شهري 05,7 فرنك شهريا، كما تنص التعليمة على إنشاء هاته الفرق في مختلف الأحياء وأجهزة الجيش بما فيها البحرية، ومن أكبر وأولى الأفواج التي ظهرت بقوة كانت في منطقة الونشريس، إذ تشكل أول فوج من الحركى قوامه 001 فرد لينتقل إلى 0001 يؤطرهم النقيب citnaH وهو المعروف بحركة الباشاغا بوعلام.
ومن الأسباب التي جعلت هاته التسمية تطغى على سائر التسـميات الأخرى للفرق العميلـة، الدور البشع، الذي قامت به فضلا على الاهتمام العسكري الفرنسي بتقوية هذا الجهاز لعدة أسباب من أبرزها سد الخلل في نقص المجندين الفرنسيين لحرب الجزائر، إذ ظهرت حركة تمرد وعصيان داخل فرنسا ذاتها تعارض الزج بأبنائها في حرب الجزائر، ومن جانب آخر السعي الفرنسي لجعل الحرب جزائرية جزائرية وبكلفة مادية وبشرية أقل، يضاف إليها عامل اللغة والعلاقات العائلية التي بإمكانها أن تكون عاملا مساعدا في آداء المهمة وهو العنصر الذي يفتقده الجيش الفرنسي، ولذا نشط المكتب الخامس الخاص بالعمليات السيكولوجية على حمل أكبر عدد ممكن من الجزائريين للتجند في صفوف الحركى، وقام بأعمال خبيثة في سبيل ذلك كإركاب أحد الوجهاء مع ضابط في سيارة حبيب والقيام بجولة في المدينة ليكون كافيا بالنسبة للجبهة بأنه أصبح محل شك، كما قام المكتب الخامس بإذكاء الخلافات القبلية والعائلية خاصة حين يقوم جيش التحرير بعملية، ومنها مثلا قضية بني يلمان، إذ تمكن الجيش الفرنسي من تجنيد 002 فرد من أبناء بني يلمان بفرنسا وإرسالهم إلى الجزائر بدعوى حماية أهلهم من جيش التحرير، هذا لا ينفي بأن هناك انخراطات تلقائية في صفوف الحركة منهم الموظفون والعسكريون المتقاعدون والأعيان، وقدماء المحاربين في الحرب العالمية الثانية والمتجنسون الذي يعتبرون أنفسهم من الفرنسيين الكاملي الحقوق، يضاف إلى ذلك من انخراط لأسباب اجتماعية واقتصادية بسبب الفقر والبطالة وهناك مجندون بدافع الانتقام أو معارضة جيش التحرير لأسباب سياسية، كبقايا حركة بلونيس، أو أسباب قبلية كتنظيم بن الشريف بالولاية الرابعة الذي انشق عن جيش التحرير وأصبح يقود جيشا من الحركى إلى غاية 2691.
يتبع .........
إن العمالة للاستعمار الفرنسي ظهرت منذ أن وطأت أقدامه الجزائر، وقد مست قبائل كاملة وأفراد، وعرفوا في البداية باسم الصبايحية والمخازنية والتعريف العام لهم بـzouaves، كانوا يأتمرون بأوامر الجيش الفرنسي وغالبا ما يكونوا في طليعته لإخماد المقاومات التي ظهرت أو العمل على بسط النفوذ الاستعماري في المناطق المتمردة وإخضاع الشعب لسلطتها.
مع اندلاع ثورة التحرير وشموليتها مقابل عدم التمكن من إخمادها خاصة في مهـدها الأول منطقة الأوراس، سعت المصالح العسكرية والإدارية إلى إنشاء قوات مضادة للثورة مشكلة من عناصر جزائرية وأوروبية، فأول جهاز تم إنشاؤه في هذا المضمار هو أفواج الدفاع الذاتي إذ ظهر أول فوج بتاريخ 10/11/4591 وأشرف على تأسيسه النقيب سيرفر reivreS بآريس وبالتحديد في منطقة تاغت، حيث وقعت العملية الأولى التي أدت إلى مقتل المعلم مونيزو والقائد الصادق وبعدها تم تعميم العملية على المناطق الأخرى بالأوراس ومهمته هاته المفارز حماية والمشاتي والمزارع ضد الهجمات المحتملة لجيش التحرير وبالتالي فإن دورهم يعتبر دفاعيا بالدرجة الأولى.
ثم أنشأ فرانسوا ميتران الذي كان وزير الداخلية آنذاك ما يسمى بالمجموعات المنتقلة للأمن RPMG، وقد بلغ تعدادها 411 على مستوى الوطني، وتوضـع تحت تصرف رئيس الدائرة مهمـتها حمايـة المؤسسات الحكومية، وتغيرت تسميتها بعد 8591 لتصبح SMG مجموعات متنقلة للأمن، وأسندت لها مهمة حفاظا الأمن في الأماكن التي لا تخضع لتغطية كافية من الجيش أو رجال الدرك، وتضمن حماية الشخصيات المدنية وبلغ تعداد أفراد هاته المجموعات عشية الاستقلال 00001 فرد.
وبهدف تحسين الصورة الفرنسية لدى الجزائريين وصدهم عن إسناد جيش التحرير، فقد عملت السلطة الفرنسية على إنشاء جهاز إداري اجتماعي وعسكري، وهو ما يعرف بالفروع الإدارية المتخصصةSAS ، وأول من أنشأ هذا الجهاز الحاكم الفرنسي جاك سوستال بتاريخ 51 سبتمبر 5591 وبلغ تعداد هاته الفروع 057 فرع وعلى رأس كل فرع ضابط عسكري يسنده في مهمته مجموعة من العملاء الجزائري يسمون بالمخازنية عددهم 03 فردا في كل فرع، ومهمة هاته الفروع القيام بنشاطات سيكولوجية في صفوف الشعب بهدف كسب ثقته والقيام بعمليات اجتماعية بتنظيم العمل الإنساني، وسد الفراغ الإداري خاصة بعد استقالة المنتخبين بأمر من جيش التحرير. كما يتولى هذا الفرع تعقب آثار المجاهدين وبالتالي فإن الضابط ومن معه يؤدون وظيفة إدارية ويمثل السلطات الولائية في بلدته، كما يؤدي وظيفة عسكرية بقيادة المخازنية وتوجيههم.
لم تكن هاته الهياكل المختلطة بين ما هو عسكري ومدني أو إداري كافية لإيقاف لهيب الثورة، فالنقيب سلفي المتمكن من اللغة العربية والبربرية، تبين له بأن الجنود يعيشون في وسط الشعب كما يعيش الحوت في الماء كما قال ماوتسي تونغ: فاجتهد ليجد جهازا توكل له هاته المهمة العسكرية البوليسية أو الاستخبارية، فأنشأ في البداية مدرسة كوّن بها 04 شابا دربهم على السلاح ولقنهم بعض التعليمات الإدارية والبوليسية لمدة 30 أشهر، وسمى هذا التشكيل بالحركة اشتقاقا من الحركية، وأعطى عمل هاته الدفعة نتيجة إيجابية في الإيقاع ببعض الخلايا النشطة لجبهة التحرير وجيش التحرير وهو ما حمل السلطات المركزية الفرنسية إلى تعميم نظام الحركة وأصبح يكتسي الصبغة الرسمية إثر صدور تعليمة صادرة عن الجنرال tolliroL بتاريخ 80 فيفري 6591 وتمت ترقية النقيب سليفيrevliS إلى منصب المفتش العام للعمليات النموذجية ليشرف على إنشاء هاته الفرق عبر كامل الوطن.
وعلى خلاف المجموعات التي تم سردها، فإن هذا النوع من التنظيم يضم عسكريين وحركة فقط لا علاقة له بالجانب الإداري، فالتعليمة الصادرة بشأنهم تنص على إشراكهم في العمليات العسكرية مقابل مبلغ شهري 05,7 فرنك شهريا، كما تنص التعليمة على إنشاء هاته الفرق في مختلف الأحياء وأجهزة الجيش بما فيها البحرية، ومن أكبر وأولى الأفواج التي ظهرت بقوة كانت في منطقة الونشريس، إذ تشكل أول فوج من الحركى قوامه 001 فرد لينتقل إلى 0001 يؤطرهم النقيب citnaH وهو المعروف بحركة الباشاغا بوعلام.
ومن الأسباب التي جعلت هاته التسمية تطغى على سائر التسـميات الأخرى للفرق العميلـة، الدور البشع، الذي قامت به فضلا على الاهتمام العسكري الفرنسي بتقوية هذا الجهاز لعدة أسباب من أبرزها سد الخلل في نقص المجندين الفرنسيين لحرب الجزائر، إذ ظهرت حركة تمرد وعصيان داخل فرنسا ذاتها تعارض الزج بأبنائها في حرب الجزائر، ومن جانب آخر السعي الفرنسي لجعل الحرب جزائرية جزائرية وبكلفة مادية وبشرية أقل، يضاف إليها عامل اللغة والعلاقات العائلية التي بإمكانها أن تكون عاملا مساعدا في آداء المهمة وهو العنصر الذي يفتقده الجيش الفرنسي، ولذا نشط المكتب الخامس الخاص بالعمليات السيكولوجية على حمل أكبر عدد ممكن من الجزائريين للتجند في صفوف الحركى، وقام بأعمال خبيثة في سبيل ذلك كإركاب أحد الوجهاء مع ضابط في سيارة حبيب والقيام بجولة في المدينة ليكون كافيا بالنسبة للجبهة بأنه أصبح محل شك، كما قام المكتب الخامس بإذكاء الخلافات القبلية والعائلية خاصة حين يقوم جيش التحرير بعملية، ومنها مثلا قضية بني يلمان، إذ تمكن الجيش الفرنسي من تجنيد 002 فرد من أبناء بني يلمان بفرنسا وإرسالهم إلى الجزائر بدعوى حماية أهلهم من جيش التحرير، هذا لا ينفي بأن هناك انخراطات تلقائية في صفوف الحركة منهم الموظفون والعسكريون المتقاعدون والأعيان، وقدماء المحاربين في الحرب العالمية الثانية والمتجنسون الذي يعتبرون أنفسهم من الفرنسيين الكاملي الحقوق، يضاف إلى ذلك من انخراط لأسباب اجتماعية واقتصادية بسبب الفقر والبطالة وهناك مجندون بدافع الانتقام أو معارضة جيش التحرير لأسباب سياسية، كبقايا حركة بلونيس، أو أسباب قبلية كتنظيم بن الشريف بالولاية الرابعة الذي انشق عن جيش التحرير وأصبح يقود جيشا من الحركى إلى غاية 2691.
يتبع .........
عدل سابقا من قبل نجم الإسلام في الأربعاء 30 سبتمبر - 6:54 عدل 1 مرات