BAYLASSAN
عضو نشيط
- رقم العضوية :
- 22477
- البلد/ المدينة :
- ALGERIE TEBESSA
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 717
- نقاط التميز :
- 617
- التَـــسْجِيلْ :
- 05/08/2011
السلام عليكم
أطل عليكم اليوم بوجه القاصة
كنت أكتب القصص القصيرة عندما كنت صغيرة
أردت أن تقيموها لي
لا تبخلوا علي بالنقد
أتمنى أن تعجبكم
وأعدكم بالجديد إن أعجبتكم
لا أطيل عليكم
القصة
الفكرة المجهولة
فتشت طويلا في قواميس الأحلام عن تفسير لحلمها فلم تجد، راسلت كل الصحف ولكن ما من رد، حتى الهاتف الملعون يرضى إلا ب: "مغلق أو خارج مجال التغطية" من أجل محاكاة متخصصين في هذا المجال. لجأت لفيافي الصحراء علّها تجد هناك منظرا تجسد فيه حلمها فلم تسعها الصحراء، فكرت في البحر فأجابها قبل أن ترتاده أنه لا يؤمن بأضغاث الأحلام هذه، ذهبت في طرقات المدينة تبحث عمن يفتح كراسا ليكتب روايتها فوجدت الأمية قد سيطرت على عقل مجتمعها، ذهبت إلى المدرسة تتعلم حرفا تخلد به تاريخها الذي يكبر في نفسها يوما بعد يوم إلا أن حارس المدرسة أبى إلا أن الجرس دق ولابد أن تنتظر تحية العلم، لكن ما من جدوى فالوقت يهدر وهي تنزف الدم ولا تعلم... ربما تذهب وسرها إلى قبر لا يحاكي غير القبور مثله.
فكرت، فكرت وفكرت لكنها وحدها لا تجد من يسعفها بوسعة الخيال، فخيالها لم يسعفها هذه المرة بعد أن كان يسعفها مرات كثيرة، في ميادين تلك الحياة التعيسة التي عاشتها. أخيرا تكرم الفكر بفكرة ربما تنجح، فراحت تجربها دون تفكير، سارت في شوارع المدينة والكل يتساءل عنها- لم تلق لهم بالا، لم تلق بالا لتحيات السلام ولا لتحيات الإعجاب، لم تهتم بقراءة الآفتات التي عشقتها منذ نعومة أظافرها رغم أنها لم تكن لتفهم معانيها، لم تلق أيا من الأهمية للمساعدة التي كانت تتكاثف حولها كلما زادت خطواتها المسرعة-البطيئة الثابتة-المرتعشة لم يرعها منظر البحر الذي ذهبت إليه ذات يوم في رحلة المدرسة، لم يثرها منظر الجبل الأخضر المغروس وسط جزر البحر الذي التقطت فيه يوما ما أجمل صورها التذكارية.
كانت تسير وعيناها مفتوحتان على مصراعيهما لتصل لتحقيق الفكرة التي خطرت ببالها فجأة، الفكرة التي عجز الكل عن فهمها، سارت ولم تنظر إلى حي أهلها القديم الذي كانت تنظر إليه بشوق كلما همت بالسفر خارج المدينة شوقا إليه قبل المغادرة، لم تودع شجيرات غرستها يوما بأظافرها، لم تعانق صديقات نافقنها طويلا وكانت معهم صاحبة "نية" على حد قولها وقولهم، لم تقرأ روايات وقصص لكتاب لطالما عشقت الحبر لأجل كتاباتهم، لم تحرق الذاكرة التي لطالما حرقتها بعد كتابة ما تعتبره يجلب لها شهرة مشبوهة لدى مستعمر أرضها، لم تحن إلى حديقة المدينة التي زارتها كثيرا رفقة أصدقائها الذين لم يكسبهم الدهر سوى صلابة إلى صلابتهم، لم تشتاق إلى كل ما هو جميل في مدينتها، لم ترجع بذاكرتها إلى مبادئها الذي كتبتها على صخور القلوب وتمسكت وتشبثت بها طويلا، لم تلق أيا من البال إلى كل ما كان لا يغادر ذاكرتها طالما هي على قيد الحياة.....
سارت فوجدت أن عقلها نفذ ما خطر به، وجدت نفسها في مقبرة!!! وفجأة التفتت فوجدت أظافرها التي غرست من قبل شجيرات الورد الزاهي المعطر الملون كجناح الفراش قد حفر حفرة تتسع لها ولتاريخها الذي كانت لتحكيه ليخلد، هنا، سمعت من ورائها صوتا يسألها عن سبب أفعالها، نزلت قبرها، وحاكته، وأسمعت كل القبور أنها فتاة طموحة، حلمت لكن أحلامها تبخرت بسبب ارتفاع درجة حرارة الجو الناتجة عن مختلف أفعال الإنسان التي لم تحافظ على بالبيئة. حكت له فقالت: " فلسطينية أنا رغم هذا، فلسطينية أنا رغم هذا، فلسطينية أنا رغم هذا" وسكتت. تساءلت القبور فأجابها ملك أن روحها الطاهرة رفعت إلى باريها، تساءل الكل عن سر هذه الفتاة فأجاب شيخ قائلا:"إن الزهرة تتفتح في النهار وتناشد العابر على رؤيتها، فتغريه برائحتها. ولكن، إذا حل الظلام لن تتفتح، ربما يمزقها، لكنها تأبى إلا ان تبقى عفيفة شريفة لأن تفتحها في النهار لا في الليل".
إنتهى
أطل عليكم اليوم بوجه القاصة
كنت أكتب القصص القصيرة عندما كنت صغيرة
أردت أن تقيموها لي
لا تبخلوا علي بالنقد
أتمنى أن تعجبكم
وأعدكم بالجديد إن أعجبتكم
لا أطيل عليكم
القصة
الفكرة المجهولة
فتشت طويلا في قواميس الأحلام عن تفسير لحلمها فلم تجد، راسلت كل الصحف ولكن ما من رد، حتى الهاتف الملعون يرضى إلا ب: "مغلق أو خارج مجال التغطية" من أجل محاكاة متخصصين في هذا المجال. لجأت لفيافي الصحراء علّها تجد هناك منظرا تجسد فيه حلمها فلم تسعها الصحراء، فكرت في البحر فأجابها قبل أن ترتاده أنه لا يؤمن بأضغاث الأحلام هذه، ذهبت في طرقات المدينة تبحث عمن يفتح كراسا ليكتب روايتها فوجدت الأمية قد سيطرت على عقل مجتمعها، ذهبت إلى المدرسة تتعلم حرفا تخلد به تاريخها الذي يكبر في نفسها يوما بعد يوم إلا أن حارس المدرسة أبى إلا أن الجرس دق ولابد أن تنتظر تحية العلم، لكن ما من جدوى فالوقت يهدر وهي تنزف الدم ولا تعلم... ربما تذهب وسرها إلى قبر لا يحاكي غير القبور مثله.
فكرت، فكرت وفكرت لكنها وحدها لا تجد من يسعفها بوسعة الخيال، فخيالها لم يسعفها هذه المرة بعد أن كان يسعفها مرات كثيرة، في ميادين تلك الحياة التعيسة التي عاشتها. أخيرا تكرم الفكر بفكرة ربما تنجح، فراحت تجربها دون تفكير، سارت في شوارع المدينة والكل يتساءل عنها- لم تلق لهم بالا، لم تلق بالا لتحيات السلام ولا لتحيات الإعجاب، لم تهتم بقراءة الآفتات التي عشقتها منذ نعومة أظافرها رغم أنها لم تكن لتفهم معانيها، لم تلق أيا من الأهمية للمساعدة التي كانت تتكاثف حولها كلما زادت خطواتها المسرعة-البطيئة الثابتة-المرتعشة لم يرعها منظر البحر الذي ذهبت إليه ذات يوم في رحلة المدرسة، لم يثرها منظر الجبل الأخضر المغروس وسط جزر البحر الذي التقطت فيه يوما ما أجمل صورها التذكارية.
كانت تسير وعيناها مفتوحتان على مصراعيهما لتصل لتحقيق الفكرة التي خطرت ببالها فجأة، الفكرة التي عجز الكل عن فهمها، سارت ولم تنظر إلى حي أهلها القديم الذي كانت تنظر إليه بشوق كلما همت بالسفر خارج المدينة شوقا إليه قبل المغادرة، لم تودع شجيرات غرستها يوما بأظافرها، لم تعانق صديقات نافقنها طويلا وكانت معهم صاحبة "نية" على حد قولها وقولهم، لم تقرأ روايات وقصص لكتاب لطالما عشقت الحبر لأجل كتاباتهم، لم تحرق الذاكرة التي لطالما حرقتها بعد كتابة ما تعتبره يجلب لها شهرة مشبوهة لدى مستعمر أرضها، لم تحن إلى حديقة المدينة التي زارتها كثيرا رفقة أصدقائها الذين لم يكسبهم الدهر سوى صلابة إلى صلابتهم، لم تشتاق إلى كل ما هو جميل في مدينتها، لم ترجع بذاكرتها إلى مبادئها الذي كتبتها على صخور القلوب وتمسكت وتشبثت بها طويلا، لم تلق أيا من البال إلى كل ما كان لا يغادر ذاكرتها طالما هي على قيد الحياة.....
سارت فوجدت أن عقلها نفذ ما خطر به، وجدت نفسها في مقبرة!!! وفجأة التفتت فوجدت أظافرها التي غرست من قبل شجيرات الورد الزاهي المعطر الملون كجناح الفراش قد حفر حفرة تتسع لها ولتاريخها الذي كانت لتحكيه ليخلد، هنا، سمعت من ورائها صوتا يسألها عن سبب أفعالها، نزلت قبرها، وحاكته، وأسمعت كل القبور أنها فتاة طموحة، حلمت لكن أحلامها تبخرت بسبب ارتفاع درجة حرارة الجو الناتجة عن مختلف أفعال الإنسان التي لم تحافظ على بالبيئة. حكت له فقالت: " فلسطينية أنا رغم هذا، فلسطينية أنا رغم هذا، فلسطينية أنا رغم هذا" وسكتت. تساءلت القبور فأجابها ملك أن روحها الطاهرة رفعت إلى باريها، تساءل الكل عن سر هذه الفتاة فأجاب شيخ قائلا:"إن الزهرة تتفتح في النهار وتناشد العابر على رؤيتها، فتغريه برائحتها. ولكن، إذا حل الظلام لن تتفتح، ربما يمزقها، لكنها تأبى إلا ان تبقى عفيفة شريفة لأن تفتحها في النهار لا في الليل".
إنتهى