أحمد بلقمري
عضو مساهم
- البلد/ المدينة :
- برج بوعريريج/ الجزائر
- العَمَــــــــــلْ :
- مستشار التوجيه و التقييم و الإدماج المهنيين
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 173
- نقاط التميز :
- 292
- التَـــسْجِيلْ :
- 07/09/2011
الوطنيّ.. ( قصة قصيرة )
أتوه بثوب المُعتفين، أغرقوه بالحديث عن محنة الوطن، اغرورقت عيناه بالدّموع فبكى.. سألوه إن كان يذكرهم، فأجابهم بحكمة قائد ثوريّ خَبِر الحياة، نعم ربّما لكنّني متأكد بأنّ الثّورة لا تعرفكم.. قالوا له: أيّها الرّجل لا تقل هذا الكلام، نحن هنا من أجل قضية واحدة، إنّها قضية الوطن يا سي الوطنيّ.. أخرج أحد المفاوضين سيجارا ليُسمّم الجوّ بدخّان قلبه الأسود، قال كلاما متناظما متناسقا حتّى يُحثحِث سي الوطني على قبول ما جاؤوا من أجله، ابتسم آخر ابتسامة ثعلب مكّار، تفرّس سي الوطني في وجوه الجميع وقال: يا جماعة، اتركوا لي وقتا حتى أفكّر و أقدّر و أعقد عزمي والذي فيه خير سينبئنا به العليّ القدير.. فرح القوم و اغتبطوا، كانوا يعرفون مسبّقا بأنّ سي الوطني لن يرفض نداء الوطن.. أغدر ليل الغادرين، اجتمعوا، احتفلوا وقرّروا أن يستقبلوا الوطنيّ استقبالا يليق بمقامه.. غرّبت الرّيح التي جاءت بالرّجل الذي رجع إلى وطنه، وطئ سي الوطنيّ أخيرا الأرض التي ولد فيها و ترعرع، مشى على أرضها وتمتّع.. مدّ سي الوطني يده للنّاس طاهرة صافية نقيّة كقلبه، فغيّر الرّعب معسكره و اتّخذ الغادرون مواقعهم.. غطغطت القِدر على أصحابها و بدأوا يذيقون ذرعا بسي الوطني و أفعاله، عزموا أمرهم أن يقطعوا اليد التي مدّت إلى الناّس، راحوا ينظّمون أنفسهم كي يُنهوا قصّة البُعبع الذّي أتوا به فنغّص عليهم نومهم، كانوا في غَفلٍ من عيشتهم فضاقت عليهم الأرض بما رحبت و صاروا يندبون حظّهم العاثر الذي رمى بهم بين يديّ من لا يخاف في الحقّ لومة لائم.. بدأ النّاس يثقون في حاكمهم الجديد، أحبّوه، بايعوه، عزّروه ووقّروه، مدّوا أيديهم إليه مثلما فعل، وفي غمرة الحبّ و الأمل جاء الخبر المشؤوم: لقد قتل سي الوطني، نعم قتل.. خرج النّاس مُغبّرين، يعلوا وجوههم حزن أسود قاتم بعد الذّي قد كان، خرجوا بالملايين يُشيّعون حُلمهم، أقلد البحر عليهم كالعادة لكنّهم بقوا مؤمنين بالنّصر، امتلط الأملاط نهارهم لكنّهم ردّوا يهلّلون متضامنين: بالرّوح بالدّم نفديك يا الوطنيّ، بالرّوح بالدّم نفديك يا وطن..
قلم: أحمد بلقمري
إهداء إلى كلّ من عشق الوطن وخدمه..
ويبقى الأمل رغم الذي قد كان |
قلم: أحمد بلقمري