منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


abderahmen16

abderahmen16

عضو مساهم
البلد/ المدينة :
الجزائر
المُسَــاهَمَـاتْ :
54
نقاط التميز :
69
التَـــسْجِيلْ :
12/03/2011
الشلام عليكم أود من اهل الاختصاص لم له بحث حول تاريخ الفكر الاقتصادي وشكراااااااااااااااا مساعدة؟؟؟  بحث حول تطور الفكر الاقتصادي **مادة مدخل الى الاقصاد** 195898
 
فرحة

فرحة

طاقم مستشاري المنتدى
رقم العضوية :
5
البلد/ المدينة :
ارض الله الواسعة
العَمَــــــــــلْ :
طبيبة عامة
المُسَــاهَمَـاتْ :
4207
نقاط التميز :
5075
التَـــسْجِيلْ :
11/06/2008
مساعدة؟؟؟  بحث حول تطور الفكر الاقتصادي **مادة مدخل الى الاقصاد** 728666

ان شاء الله تجد من يجيبك عن تساؤلك

الرجاء نقل الموضوع الى قسم تلبية الطلبات
 
LOTFI

LOTFI

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
2
البلد/ المدينة :
الوطن العربي الجريح
المُسَــاهَمَـاتْ :
7902
نقاط التميز :
11950
التَـــسْجِيلْ :
09/06/2008
تاريخ الفكر الاقتصادي بين الإسلامي والغربي


تاريخ الفكر الاقتصادي بين الإسلامي والغربي منذ أن خُلق الإنسان وهو يسعى إلى تلبية حاجاته الأساسية، وبهذا الدافع كان حريصاً على الاستفادة مما توفره الطبيعة من حوله، وبمرور الزمن بدأت تتعقد هذه الحاجات، فصار لزاما عليه أن يطور استفادته مما حوله، في محاولة لتلبية أكبر قدر من الحاجات، وبزيادة التعقيدات وكثرة الطلبات، وعجزه عن الاستفادة من الطبيعة بالشكل الذي يوفر له جميع حاجاته بدأ يسعى إلى التعاون مع غيره فيتبادل المنافع، فيلبي كل إنسان جزأ من حاجات غيره، فالمزارع يوفر للحداد طعامه، ويوفر الحداد للمزارع أدواته، وكذلك الخياط ومربي الحيوانات، وغيرها من الحرف.

ومع ازدياد التعقيدات في الحياة، ظهرت الحاجة إلى حسن التعامل مع الموارد الطبيعة كي تلبي أكبر قدر ممكن من الحاجات، كما اضطر الإنسان إلى أن يوازن بين متطلباته ويختار منها الأهم فالمهم، كما صار ملزماً بأن يتخلى عن بعض الحاجات الأقل أهمية في سبيل تلبية الأهم، وعند هذه المرحلة بدأت تتشكل الملامح الأساسية للفكر الاقتصادي والذي تطور مع الزمن ليصل إلى ما نعرفه اليوم من مذاهب اقتصادية مختلفة.

إلا أن هذه الأفكار والمذاهب الاقتصادية كانت دائما تسير في اتجاهين يلتقيان أحيانا ولكن غالبا ما يختلفان، الأول اقتصاد يسير بتوجيهات إلهية، واتجاه أخر يقوده الإنسان وفق رغباته وما يراه مصلحة وفق الظروف التي يمر بها.

فمنذ أن خلق الله - تعالى - الإنسان هيأه لأن يعيش على الأرض، وعلمه ما يحتاج ليكون خليفة على هذه الأرض، فكان آدم - عليه الصلاة والسلام - رسولا من عند الله - تعالى - إلى أبناءه، ثم توالت الرسل والأنبياء في جميع الأمم، فقال - تعالى -: (وَإِن مِّنْ أُمَّةٍ إِلَّا خلَا فِيهَا نَذِيرٌ) [فاطر:24]، وكانت مهمة الأنبياء والرسل هداية الناس لما يصلح حالهم في الدنيا والآخرة، بدعوتهم إلى إتباع منهج خالقهم والعالم بما يصلح شؤون حياتهم في جميع جوانبها، بما في ذلك الاقتصادية منها.

وبمرور الزمن كان الإنسان ينحرف عن مبادئ الدين، ويوجد لنفسه تعاملات خاصة به تحقق مصلحته دون اعتبار لمصلحة غيره من البشر، واستمر الحال على هذا المنوال ينحرف الإنسان في عقائده ومعاملاته، فيرسل الله - تعالى - الأنبياء لإعادة توجيه الإنسان إلى الطريق الصحيح الذي يكفل العدالة للجميع ويحد من نزوات الإنسان وغطرسته، ولذلك كانت جميع الأديان تتشابه في قدر كبير من أحكام المعاملات، مع مراعاتها للزمان والمكان واختلاف الحاجات بين الأمم المختلفة، مع الاتفاق على المبادئ الأساسية التي تمثل المنهج الإلهي في التعاملات الاقتصادية، فقد حرمت الأديان جميعها الربا مثلا، وختمت الأديان بالإسلام ليرسخ مبادئ الاقتصاد التي توافق أمر الله - تعالى - وتحدد له الآليات التي تضمن استمراره وتطوره بما يتناسب مع كل زمان ومكان كونه الرسالة الإلهية الخاتمة.

وعلى الرغم من بساطة الحياة الاقتصادية في الحضارات القديمة إلا أنه يمكن ملاحظة بعض الملامح للفكر الاقتصادي في هذه الحضارات فنجد مثلا العديد من الأمم قد برعت في التجارة وبنت الأساطيل التجارية كالفينيقيين الذين أنشئوا مدنا عديدة كمحطات تجارية، كما لا يخفى ما تركه أرسطو وأفلاطون من أفكار اقتصادية وتحليلات تعالج الحياة الاقتصادية السائدة في وقتهم، وكذلك الرومان والفرس وأهل سبأ الذين وصف الله تجارتهم في كتابه الكريم، بالإضافة إلى العرب وحضاراتهم التي كانت تقوم أساسا على النشاط التجاري، حيث استفادوا من المواسم الدينية في تنشيط تجارتهم واستغلوا موقعهم الجغرافي ليكونوا حلقة وصل في التجارة مع المحيطين بهم.

الفكر الاقتصادي الإسلامي:

بدأت تظهر معالم الفكر الاقتصادي الإسلامي مبكرا في عهد نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -، ليكتمل الوحي وقد تحددت القواعد الأساسية للاقتصاد الإسلامي، والمبادئ التي يسمو بها على غيره، ومعالمه الأساسية، وخصائصه المميزة، فقد حرص النبي - صلى الله عليه وسلم - على استقلال الدولة الإسلامية اقتصاديا حين أنشأ سوقا للمسلمين في المدينة منهيا بذلك سيطرة غير المسلمين على الحياة الاقتصادية في مجتمع المدينة، كما أوجب الله - سبحانه وتعالى - الزكاة على المسلمين والتي لا يخفى دورها في الدورة الاقتصادية للمال، ودورها في العدالة الاجتماعية وتعاون المجتمع، كما حرمت الربا لما لها من دور في تكديس الأموال عند عدد محدود من الناس لتخالف بذلك أحد أهم مقاصد المعاملات المالية في الإسلام وهو توزيع المال وعدم احتكاره، فوضحت الشريعة الإسلامية أهدافها ومقاصدها التي تسعى لتحقيقها من تشريع التعاملات المالية.

وقد استند الصحابة - رضي الله عنهم - على هذه القواعد والمقاصد في تعاملاتهم، واستمر من تبعهم بعد ذلك في تطوير هذه التعاملات وفق مبادئ الشريعة الإسلامية، وليكونوا السباقين في ابتكار العديد من صيغ التعاملات المالية التي هي عماد الحركة الاقتصادية في الوقت الحاضر، وليرسوا بذلك الأسس التي يقوم عليها ما يعرف بالاقتصاد الإسلامي.

وقد تميز العديد من رواد الفكر الاقتصادي الإسلامي على مر العصور، كعمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، وعمر بن عبد العزيز، من خلال دورهم في إرساء القواعد الأساسية في اقتصاد الدولة الإسلامية، ثم تبعهم العديد من الفقهاء من خلال مناقشتهم للعديد من النوازل الاقتصادية، ومساهمتهم في إيجاد الحلول الموافقة للشريعة الإسلامية لعدد كبير من المشاكل الاقتصادية، فظهرت العديد من الكتب تحت مسمى "الأموال"، و " الخراج" تتحدث عن اقتصاد الدولة الإسلامية وطرق تعاملها مع الأموال وكيفية الحصول عليها وإنفاقها، كما لم تخلو كتب الفقه من تخصيص جزء كبير لفقه المعاملات لبيان ما يحتاجه الناس في تعاملاتهم المالية وبيان المباح منها والمحرم.

وعند تتبع التعاملات المالية السائدة منذ وقت مبكر من حياة الدولة الإسلامية نجد تطورا كبيراً وتنوعا واسعاً في التعاملات التي تميز بها المسلمون وطوروها لتتوافق مع واقع حياتهم، ومقاصد شريعتهم، فظهرت عندهم العديد من التعاملات التجارية كعقود البيع والإجارة والسلم والاستصناع، بالإضافة إلى الحوالة والودائع، فيروى عن الزبير بن العوام - رضي الله عنه - أنه كان يقبل ودائع الناس ويحفظها، والتي وصلت إلى مبالغ ضخمة بمفهوم ذلك العصر، مما جعل بعض الكتاب يطلقون عليه "بنك الزبير" لشبهه الكبير بما تقوم به المصارف والبنوك في وقتنا الحاضر، كما ظهرت الصكوك والتي كانت تقدم للجنود في عهد مروان بن الحكم.

فكانت تعاملات المسلمين تلتزم بمنع الربا وما يتعلق به، وكان لهم أسواقهم وتجارتهم، وتميزوا بحسن تعاملهم في التجارة وكرم أخلاقهم، فكانت لهم علاقات اقتصادية مع جيرانهم ونظموا حركة التجارة وقننوا دخول البضائع وخروجها، وأنشئوا بيت المال وحددوا مهمة القائم عليه، بالإضافة إلى تحديد مصادر دخل الدولة من زكاة وخراج وغنائم، ووظفوا من يقوم على حصرها وجمعها في نظام متكامل يضمن توفير دخل دائم ومستقر للدولة الإسلامية، ووضعوا نظاما كاملا للرواتب والمعونات الاجتماعية، واهتموا بالبنية التحتية منذ وقت مبكر لنشوء الدولة الإسلامية، واستمر هذا الحال قرونا عديدة قدم فيها المسلمون الكثير للحضارة الإنسانية.

ومع انحسار التأثير السياسي للعالم الإسلامي ضعف التأثير الاقتصادي للمسلمين، وبدأ العالم الإسلامي يرزح تحت الاستعمار والنفوذ الأجنبي، وخضع للأفكار الاقتصادية الخارجية، كما قلت المشاركة في الحضارة الإنسانية، مما أتاح الفرصة للفكر الاقتصادي الغربي بالانتشار، ومع الوقت بدأ العالم الإسلامي في اعتماد الأنظمة الاقتصادية الغربية.

الفكر الاقتصادي الغربي:

أما بالنسبة للفكر الاقتصادي الحديث فقد بدأت تظهر معالمه في القرن الخامس عشر، كما يشير "جالبرث" في كتابه تاريخ الفكر الاقتصادي الماضي صورة الحاضر وهي الفترة التي انحسر فيها تأثير الاقتصاد الإسلامي- وقد ارتبطت هذه الحقبة بازدهار التجارة بين أنحاء الكرة الأرضية المختلفة، خصوصا بين الغرب والشرق، بالإضافة إلى الاكتشافات الجغرافية في ذلك العصر التي كان لها دور كبير في ازدياد الحركة الاقتصادية، بالإضافة إلى الحركة الاستعمارية التي كان لها دور كبير في نمو اقتصاديات الدول المستعمِرة، فأدى ذلك إلى بداية تشكل الأفكار والمذاهب الاقتصادية المختلفة.

ومع مرور الوقت بدأت معالم الثورة الصناعية تتشكل، كما ضعف أثر الكنيسة في الحياة العامة، مما جعل الفكر الاقتصادي يُغفل تعاليم الكنيسة في الحياة الاقتصادية، على الرغم من تدين بعض رواد الفكر الاقتصادي.

كما ظهر "آدم سمث" بكتابه ثروة الأمم، وهو يعد مؤسس علم الاقتصاد الحديث، بالإضافة إلى العديد من رواد الفكر الاقتصادي المعاصر أمثال "ديفيد ريكاردو"، و"توماس مالتس"، و"ماريشال"، وهم رواد الفكر الكلاسيكي التقليدي.

فسادت النظرية الكلاسيكية القديمة والتي كانت تركز على كيفية زيادة ثروات الأمم بزيادة الإنتاج في السلع والخدمات، وأعطوا الفرد حرية اقتصادية واسعة، على أساس أن الدافع الشخصي للفرد وعمله لتحقيق مصلحته كفيل بتحقيق المصالح الاجتماعية، وقد ساد هذا الفكر في الغرب بشكل عام فقامت السياسة الاقتصادية على حرية الفرد الاقتصادية ودعم الملكية الخاصة، وأُزيلت العقبات أمام هذه الحرية.

وفي المقابل بدأت تظهر معالم الفكر الشيوعي بأفكار "ماركس" في القرن التاسع عشر والذي انتقد بشدة النظام الرأس مالي، وحاول نقضه وحارب الملكية الخاصة، ودافع عن الملكية العامة، وأسهب كثيرا في كتاباته حول مساوئ الرأسمالية وتنبأ بانهيارها وسيادة الشيوعية عليها، فدعا إلى أن يأخذ الفرد ما يكفيه من الناتج القومي في مقابل مساهمته بأقصى ما يستطيع لمصلحة الدولة، كما دعا إلى تحرير الأديان وإلغائها مثلها في ذلك مثل النظام العائلي، وقد سادت هذه الأفكار في الاتحاد السوفييتي بعد الثورة البلشفية.

وعند العودة إلى النظام الرأسمالي فقد ظهرت المدرسة الكلاسيكية الجديدة بزعامة "كينز" في بداية القرن العشرين، لتخلف مدرسة "آدم سمث" الكلاسيكية، فكان لكينز أثر كبير في اقتصاد العالم بعد الحرب العالمية، وساعد فكره الدول الغربية في الخروج من الآثار الاقتصادية للحرب، وقد طرح في كتابه (النظرية العامة) أفكاره حول الإنتاج والاستهلاك، والعرض والطلب، واهتم بالاستثمار، وقدم نظرته للبطالة وتأثيرها، وساد فكره في أغلب الدول الغربية وتبنته في سياساتها الاقتصادية.

أما في وقتنا الحاضر فلا يمكن فصل الاقتصاد عن ما قدمه "كينز" في نظريته الاقتصادية، إلا أنه قد تطور بشكل ملحوظ فقسم إلى اقتصاد كلي واقتصاد جزئي، وأصبح الفكر الاقتصادي أكثر قدرة على التحليل والاختبار وتقديم الفروض، خصوصا مع تقدم الاقتصاد الرياضي وتطور علم الإحصاء.

ولا يزال علم الاقتصاد يتطور بتعدد الأفكار والنظريات ومساهمة العديد من العلماء والمفكرين الاقتصاديين من جميع أنحاء العالم، كما أن الأزمات التي يتعرض لها الاقتصاد من حين لآخر تساهم في هذا التطور، من خلال الدفع لإيجاد الحلول والفرضيات.

أما الاقتصاد الإسلامي والذي بدأ في العودة بقوة، وبعد غياب استمر فترة طويلة، ليصبح أحد أهم البدائل التي يمكن أن تقي الاقتصاد العالمي من الأزمات الخانقة التي تعصف به من حين لآخر، وتتمثل هذه العودة في المصارف الإسلامية التي بدأت تنشط في أواخر القرن الماضي، وإن لم يمثل ذلك عودة كاملة للاقتصاد الإسلامي إلا أن المصارف تشكل جزأ هاما من الدورة الاقتصادية، ولإلقاء نظرة على المصارف الإسلامية، لابد أولا من معرفة أهم خصائص الاقتصاد الإسلامي العامة، والأهداف والمقاصد التي تسعى الشريعة الإسلامية لتحقيقها من خلال النظام الاقتصادي، والتي هي أهداف المصارف الإسلامية أيضا.

---------------------------

الفكر الاقتصادي الاسلامي .. نظرة عامة

من الأخطاء الكبيرة الشائعة هو بقاء البحث في الفكر الاقتصادي وتطور المذاهب الاقتصادية يبدأ من تصورات افلاطون وارسطو وروما، في العصور القديمة، وتحدث القفزة إلى القرن الثامن عشر مباشرة، متجاهلين الجهود العلمية والأخلاقية في القرون الوسطى، بدعوى ان القرون الوسطى، هي عصور جهل وظلام.


لقد عمل علماء ومفكرو النهضة الأوربية على انكار أسلافهم المفكرين من علماء وفلاسفة العصر الوسيط، واصرو على ارتباطهم باسلافهم الاوربيين (اليونان والرومان) حتى انهم عدّوا العلم محض ظاهرة اوربية تبدأ في المجتمع اليوناني وتنتهي في المجتمعات الاوربية الغربية ذات الحضارة التكنولوجية. (غير ان التفاتنا اليوم إلى اهمية التدقيق في تاريخ العلوم من جهة، والتفاتنا إلى البحث عن نشوئها وترعرعها في مختلف المجتمعات والحضارات الإنسانية واعتبارنا العصر الوسيط عصراً ذهبياً بالنسبة لتكوين الروح العلمية وتطويرها في احضان احدى الحضارات العلمية الكبرى هي الحضارة الاسلامية، من جهة اخرى، كل هذا يجعلنا نرجع تلك المواقف المزدرية لانتاج العصر الوسيط، فليس من المعقول ان نجد في ايامنا هذه، مؤلفات حول المذاهب الاقتصادية أو عن تاريخ الفكر الاقتصادي تتجاهل ما انبتته الاخلاق الإسلامية من نظريات حول التعامل الاقتصادي والظواهر والمشكلات الاقتصادية يصف جورج سارتون، المسلمين من زمن ازدهار الدولة الإسلامية خلال الفترة من منتصف القرن الثامن الميلادي وحتى نهاية القرن الحادي عشر ويقول عنهم : هم عباقرة الشرق في القرون الوسطى قدموا للحضارة الإنسانية مآثر عظمى، في كتابة اعظم المؤلفات والدراسات قيمة وأصالة وعمقاً باللغة العربية التي كانت العلم للجنس البشري آنذاك، بل أشاد المسلمون دولاً لهم في أطراف الجزيرة العربية على شواطئ بحر العرب وفي بلاد الرافدين وبلاد الشام وفي شمال افريقيا ثم وصلت إلى الاندلس وحتى حدود فرنسا في اوروبا واقاموا هناك حضارات ما تزال موضوعاً هاما في كتب التاريخ،والكتب المعاصرة.


لقد حمل المسلمون (رسالة ذات طابع، يبلغونها للعالم اجمع، فأقترن قيام أول دولة اسلامية برسالة إنسانية عبّرت عن خصائص الإسلام كمفهوم متجدد في اتجاه التقدم من اجل الإنسانية والاسلام لا يقتصر على العبادة، الصوم والصلاة والحج والزكاة والجهاد وتحسين الخلق والتهذيب، وانما يدعوا ايضاً إلى حماية المجتمع والدفاع عن استقلاله، وصيانة كرامة الإنسان). ومنع الاستعمار من نهب الثروات الطبيعية للدول الاخرى كما يحارب التخلف والتبعية والشعور بالنقص تجاه الدول المتقدمة. انه نظام شامل وكامل يعالج جميع شؤون الإنسان ويتدخل في سائر المجالات الحياتية، ويحاول الإسلام ان يضع الحلول المناسبة للمشكلات والصعوبات التي تعترض مسيرة المجتمع نحو الخير والعدل والمساواة.



مصادر العلوم الإسلامية


نستطيع تحديد العلوم الإسلامية وملامح الفكر الاقتصادي الإسلامي بالاعتماد على المصادر الرئيسية التالية:


القرآن الكريم ..




إن الذي أخصب الفكر الإسلامي هو (القرآن) والذي يشكل حدثاً خطيراً في تاريخ العرب بشكل خاص والامم بشكل عام حيث جاء بنظرية كونية سماوية ووحّد المسلمين في امة واحدة لها رسالتها وخصائصها، وان احد اسباب انتشار الإسلام هو وضوح مبادئه التي تؤكد على العدل والمساواة والاحسان وتهذيب النفوس والتسامح ويتفرع على هذا أيضاً التفسير .إذ كان النبي أول شارح للمعاني التي وردت في القرآن ليبين لأصحابه معاني القرآن واهدافه وقد لعب المفسرون دوراً كبيراً في الفكر الاسلامي، ومنه الفكر الاقتصادي.. فأشتهر عدد غير قليل من الصحابة في تفسير القرآن، وابرزهم الامام علي بن أبي طالب? الذي هو القرآن الناطق وجاء التفسير ليحدد العديد من ملامح الفكر الاقتصادي، والمعاملات بين الناس وبخاصة ما يتعلق بالكسب الحلال وتحريم الربا والغش.. الخ.


الحديث..




الحديث أو السنة وهو كل ما ورد عن الرسول? واهل بيته الأطهار? من قول أو فعل أو تقرير.


لقد كان للحديث الصحيح اكبر الاثر في نشر العلم والثقافة في العالم الإسلامي وفي تغذية الفكر العربي بشكل خاص، حيث ازدهرت العلوم التطبيقية والعلوم الإنسانية ومنها الفكر الاقتصادي الإسلامي – عكس ما يروج له الفكر الاقتصادي الغربي الذي يرى ان بداية الافكار الاقتصادية ظهرت عند اليونان القديم (افلاطون) ثم قفزت إلى العصور الحديثة في اوربا.


التشريع » الفقه«..




بعد نزول القرآن أصبح القرآن والحديث اهم مصادر التشريع الإسلامي (الفقه) وكان دورهما كبيراً في تطور الفكر الإسلامي ولم يقتصر التشريع على بيان اصول الدين والدعوة إليه والأمر بمكارم الاخلاق والنهي عن الفواحش، بل تعرض التشريع للمسائل المدنية والاحوال الشخصية من بيع وايجار ونحو ذلك وبذلك اصبح القرآن والسنة مصدري التشريع واساس القانون الإسلامي كما ان الاجماع و العقل مصدر ثالث و رابع من مصادر التشريع فيما لم يرد فيه نص في القرآن والحديث.


آراء العلماء المسلمين..

القدماء منهم والجدد من الذين اثروا المكتبة الإسلامية بنتاجاتهم الفكرية والعلمية القيمة والتي أصبحت فيما بعد مصدراً مهما للباحثين الدارسين..


الهيكل العام للاقتصاد الإسلامي


يقوم الهيكل العام للاقتصاد الإسلامي على ثلاثة مبادئ رئيسة تميزه عن سائر المذاهب الاقتصادية الاخرى وهذه المبادئ الاساسية الثلاثة هي مبدأ الملكية المزدوجة ومبدأ الحرية الاقتصادية ضمن نطاق الشرع و العقل ومبدأ العدالة الاجتماعية..
1) مبدأ الملكية المزدوجة:
إن المذهب الإسلامي لا يتفق مع الشكل الرأسمالي للملكية، بأن الملكية الاجتماعية مبدأ عاماً، ولكن يُقر مبدأ الملكية المزدوجة، أي الملكية ذات الاشكال المتنوعة، فهو يؤمن بالملكية الخاصة للافراد و الملكية العامة للدولة في حدود ضيقة ويخصص لكل منها حقلاً خاصاً تعمل فيه.
ولهذا كان من الخطأ ان يسمى المجتمع الإسلامي مجتمعاً رأسمالياً وان سمح بالملكية الخاصة، لعدة من رؤوس الاموال ووسائل الانتاج، و إن كانت الملكية الخاصة عنده هي القاعدة العامة، كما و ان من الخطأ ان يطلق على المجتمع الإسلامي اسم المجتمع الاشتراكي وان اخذ بمبدأ الملكية العامة أو ملكية الدولة في بعض الثروات ، لأن الشكل الاشتراكي للملكية ليس هو القاعدة العامة في رأيه، وكذلك من الخطأ ايضاً ان يُعد مزاجاً مركباً من هذا وذاك، لأن تنوع الاشكال الرئيسة للملكية في المجتمع الإسلامي لا يعني ان الإسلام مزيج بين المذهبين الرأسمالي والاشتراكي.. وانما يعبر ذلك التنوع عن اشكال الملكية عن تصميم مذهبي أصيل قائم على اسس وقواعد فكرية معينة وموضوع ضمن اطار خاص من القيم والمفاهيم تناقض الاسس والقواعد والقيم والمفاهيم التي قامت عليها الرأسمالية الحرة و الاشتراكية الماركسية.
2) مبدأ الحرية الاقتصادية:
سمح النظام الاقتصادي الإسلامي للافراد بحرية ممارسة النشاط الاقتصادي، بحدود من القيم المعنوية الخلقية التي جاء بها الإسلام ويأتي التحديد الإسلامي لحرية الافراد في النشاط الاقتصادي من مصدرين أساسيين:
أ – التحديد الذاتي: الذي ينبع من اعماق النفس، ويستمد قوته من المحتوى الخلقي والفكري للشخصية الإسلامية ويتكون هذا التحديد الذاتي طبيعياً في ظل التربية الخاصة التي ينشئ الإسلام عليها الفرد في المجتمع الإسلامي حيث يتحكم الإسلام في كل مرافق هذا المجتمع.. ويتم هنا توجيه الافراد توجيهاً مهذباً وصالحاً، دون ان يشعر الافراد بسلب شيء من حريتهم.
ب – التحديد الموضوعي: الذي يتمثل في القوة الخارجية التي تحدد السلوك الاجتماعي وتضبطه. وهو التحديد الذي يفرض على الفرد في المجتمع الإسلامي بقوة الشرع ويقوم التحديد الموضوعي لحرية ممارسة النشاط الاقتصادي في الإسلام على المبدأ القائل: (انه لا حدود للشخص فيما نصت عليه الشريعة المقدسة، من الوان النشاط التي تتعارض مع المثل والغايات التي يؤمن الإسلام بضرورتها فقد منعت الشريعة بعض.. النشاطات كالربا والاحتكار لأنها تعارض المثل والقيم التي يتبناها الإسلام).
3) المبدأ الثالث في الاقتصاد الإسلامي وهو العدالة الاجتماعية:
لم يتبن الإسلام العدالة الاجتماعية بمفهومها التجريدي العام، ولم يناد بها بشكل مفتوح لكل تفسير، ولا اوكلها إلى المجتمعات الإنسانية التي تختلف في نظرتها للعدالة، الاجتماعية، باختلاف افكارها الحضارية ومفاهيمها عن الحياة، وانما حدد الإسلام هذا المفهوم وبلوره، في مخطط اجتماعي معين – واستطاع – بعد ذلك ان يجسد هذا التصميم في واقع اجتماعي حين تنبض جميع شرايينه واوردته بالمفهوم الإسلامي للعدالة.
وتقدم العدالة الاجتماعية من وجهة نظر النظام الاقتصادي الإسلامي على مبدأين عامين، الأول مبدأ التكافل العام، والثاني مبدأ التوازن الاجتماعي، في التكافل الاجتماعي والتوازن في توزيع الثروة في المجتمع يتم تحقيق العدالة الاجتماعية – ان هذه الاركان الاساسية في الاقتصاد الإسلامي التي تتمثل في ملكية وسائل انتاج ذات اشكال متنوعة، يتحدد التوزيع خلالها – ثم حرية في النشاط الاقتصادي محدودة بالقيم الإسلامية والعدالة الاجتماعية التي تكفل للمجتمع سعادته وقوامها التكافل الاجتماعي والتوازن.
وللمذهب الاقتصادي في الإسلام صفتان اساسيتان هما الواقعية والاخلاقية:
فأما الواقعية فالاقتصاد واقعي في غايته لأنه يستهدف في انظمته وقوانينه الغايات التي تنسجم مع واقع الإنسانية بطبيعتها وخصائصها العامة... ويقيم مخططه الاقتصادي دائماً على اساس النظرة الواقعية للانسان، ويتوخى الغايات الواقعية التي تتفق مع تلك النظرة – الاخلاقية حين نجد ان الإسلام لا يهتم بالجانب الموضوعي فقط وهو تحقيق الغايات، وانما يهتم ايضاً بالعامل النفسي. والطوعية..
لاتباع الطرق التي تتحقق بواسطتها الاهداف وبذلك يزج النظام الإسلامي العامل النفسي والذاتي بالطرق التي تحقق الغايات المرجوة، لذلك جعل الإسلام من الفرائض المالية (الخمس والزكاة مثلاً) عبادات شرعية، يجب ان تتبع عن دافع نفسي نيّر، يدفع الإنسان إلى المساهمة في تحقيق غايات الاقتصاد الاسلامي، بشكل واع ومقصود، طلباً لرضا الله تعالى والقرب منه.
ان الاخلاق الاقتصادية لم تكن في العالم الإسلامي الا مجموعة مثالية واذا ما رجع المفكر أو القضية لاثباتها كأصول لمنظومة التفكير الاقتصادي فان هذا لا يعني مطلقاً انها اخلاق اقتصادية معمول بها، ولا ننسى أن الفقه في هذا الميدان الاقتصادي على الخصوص، سلك في تشريعاته الموقف الوسط بين المثالية المتجلية في الاصول، والواقع الحي الذي يتجلى في المعاملات الكثيرة التطور في مختلف الازمنة والمجتمعات:

1 – النشاط الاقتصادي في الإسلام :





يقوم الاقتصاد الإسلامي على اساس معتدل فلا يتعصب للفرد على حساب الجماعة ولا يتحمس للجماعة على حساب الفرد فهو يحاول ان يوفق بين مصلحة الفرد ومصلحة الجماعة وهذا الرأي التوفيقي لا يبتعد كثيراً عن رأي بعض الاقتصاديين الجدد في المدرسة الكلاسيكية الجديدة في كل من انكلترا والدول الاسكندنافية، فالفرد هو محور النشاط الاقتصادي كله الا ان الدولة قد ترسم للفرد الاطار الذي يتحرك داخله والذي لا يجوز ان يتعدى حدوده حرصاً منها على مصلحة المجتمع في مجموعه حتى لا يختل التوازن بين مصلحة الفرد في فرديته وحريته ومصلحة المجموع. كما يوفق الاقتصاد الإسلامي بين الشطرين الذين يتكون منهما الإنسان وهما المادة والروح – والتعاليم الإسلامية تعطي المادة حقها من الرعاية والاهتمام وتدعو إلى العمل والانتاج وتحقيق الكسب، كما تعطي الروح ما تستحقه من الرعاية والعناية. فيدعو إلى مكارم الاخلاق وبذلك نجد انها توفق بين مطالب الحياة ومطالب الآخرة.

2 – عوامل الإنتاج في الإسلام :





من المعروف ان عوامل الانتاج في الفكر الاقتصادي الرأسمالي هي رأس المال والطبيعة والعمل والتنظيم. اما في الفكر الاقتصادي الاسلامي، فقد أكد فقهاء المسلمين بأن الانتاج يقوم على دعامتين اساسيتين هما العمل والمال. أي ان عوامل الانتاج في الفكر الاقتصادي الإسلامي هما العمل والمال.
أ – العمل: يرى الإسلام ان العمل ضرب من العبادة، فأختصه بالتمجيد ودعا للعمل والنشاط الاقتصادي دعوة صريحة: فقال تعالى (وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون) وقال (هو الذي جعل لكم الأرض ذلولاً فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه) وقال (فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض وابتغوا من فضله) ويقول النبي?: (ان اشرف الكسب كسب الرجل من يده).
ولم يفرق الإسلام بين انواع العمل فكلها تتمتع باحترام المجتمع، انما عيش المرء عالة على سعي غيره هو الذي يستوجب وحده الاحتقار ومن أدلة تمجيد الإسلام للعمل ان الرسول نفسه اشتغل في بدء حياته بالرعي، كما اشتغل بالتجارة. فالعمل والانتاج يرتقيان في نظر الاسلام إلى مستوى التعبد بل مستوى الجهاد في سبيل الله حتى أن النبي? فضل العمل و السعي في طلب الرزق على الانقطاع إلى العبادة فقد امتدح قوم رجلاً إلى رسول الله بالاجتهاد في العبادة والغنى عن العمل.. وقالوا صحبناه في سفر فما رأينا بعدك يا رسول الله اعبد منه، كان لا ينتقل من صلاة ولا يفطر من صيام، فقال لهم فمن كان يمونه ويقوم به؟ فقالوا كلنا يا رسول الله. قال كلكم اعبد منه . كما اعتبر الإسلام ان العمل نعمة تقتضي الشكر عليها ومن ثم الحفاظ عليها فيقول تعالى (ليأكلوا من ثمره وما عملته ايديهم افلا يشكرون) هذه هي منزلة العمل في الفكر الاقتصادي الإسلامي.
ب – المال: يشمل هذا اللفظ رأس المال المعروف في الفكر الاقتصادي. وكذلك الموارد الطبيعية اللازمة للانتاج إذ يعرف البعض المال بصفة عامة بأنه كل ما يمكن حيازته والانتفاع به، ولا يقع اسم المال الا على ماله قيمة يباع بها، فالشيء لا يعد مالاً في نظر البعض الا إذا تحقق فيه امران ـ وعلى هذا الرأي:
احدهما إمكان حيازته واحرازه وثانيهما إمكان الانتفاع به. على ذلك لا تعد الأشياء النافعة والتي لا يمكن حيازتها اموالاً كالهواء الطلق وحرارة الشمس وضوء القمر كذلك لا تعد مالاً تلك الاشياء التي يمكن حيازتها ولكن لا ينتفع بها اصلاً كلحم الميتة والطعام الفاسد. وبذلك نجد ان عوامل الانتاج في الإسلام هما عاملان اساسيان الأول هو العمل والثاني هو المال الذي يشمل الموارد الطبيعية اللأزمة للانتاج وكل ما يمكن حيازته والانتفاع به.

3 – نظرة الإسلام للتجارة والثمن العادل :





يُعد الإسلام التجارة طريقاً حلالاً للكسب. واساس الكسب عند الفقهاء هو المخاطرة بنقل البضائع من مكان إلى مكان وبخاصة نقل الاشياء من إقليم ينتجها ولا يحتاج اليها إلى إقليم لا ينتجها ويحتاج اليها ثم توسع مجال التجارة حتى صارت تشمل البيع والشراء في الاقليم الواحد أو في المدينة الواحدة - بل في القرية احياناً – وبذلك تزداد اهمية التجارة بمقدار حجم المخاطرة فيهما والتجارة في الإسلام نوعان:
التجارة الخارجية (بين إقليم وآخر) حيث يتعرض نقل البضاعة من إقليم إلى إقليم إلى خطر الطريق وخطر النقل بالبحر والتعرض للخسارة تبعا لذلك ثم التعرض لعطب البضائع ونقصها لبعد المسافة وطول مدة النقل.
اما التجارة الداخلية فيتم من خلالها نقل البضائع من مدينة إلى مدينة أو نقلها داخل المدن، وتكون درجة المخاطر فيها اقل لأن الامن اكثر والتعرض للتلف والخسارة اقل. لقد ورد في القرآن الكريم نص يبيح التجارة قال تعالى: (يا ايها الذين آمنوا لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل الا ان تكون تجارة عن تراض منكم) والتجارة كانت عمل النبي? وكان دورها نقل البضائع من اليمن إلى الشام ومن الشام إلى اليمن ومن اهم عناصر التجارة في نظر الإسلام (التراضي) والتراضي يقتضي ثلاثة شروط.
* أن يكون المشتري مختاراً في الشراء
* أن يكون البائع مختاراً في البيع
* أن يكون كلاهما (البائع والمشتري) مختاراً في تقدير الثمن الذي يشتري به ويبيع به ـ في الجملة ـ.
فإذا كان البائع والمشتري مضطراً إلى البيع والشراء بأي ثمن فان التجارة تفتقد اهم عناصرها وهو التراضي، وعندما لا يعتمد البيع أو الشراء على الرضا، بل يعتمد على الاضطرار يحدث الاحتكار.
والكسب عن طريق الاحتكار وحبس المواد لحين ارتفاع سعرها بالاضطرار اليها غير شرعي ولا يبيحه الإسلام وبذلك أباح الإسلام التجارة وحرم الاحتكار ونهى عنه كطريق كسب فيقول الرسول?: (من احتكر فهو خاطئ) والغاية من منع الاحتكار هو منع الضرر عن الناس – وحيث ان للناس حاجات مختلفة والاحتكار فيها يجعل الناس في ضيق ويلحق بهم الضرر لذلك نجد ان الاحتكار يمكن ان يشمل كل الاحوال.
ولا تترك الشريعة الإسلامية المحتكرين يستفيـــدون من احتكارهم، بل توجب على الحاكم الشرعي، ان يقدم على بيع الأشياء المحتكرة جبراً على محتكريها بثمن المثل. ولهذا كان للحاكم الشرعي ان يكره المحتكرين على بيع ما عندهم بقيمة المثل عند ضرورة الناس إليه مثل من عنده طعام لا يحتاج إليه والناس في مخمصة (أزمة) أو سلاح لا يحتاج إليه للجهاد أو غير ذلك فان من اضطر إلى طعام غيره اخذه منه بغير اختياره بقيمة المثل ولو أمتنع من بيعه الا باكثر من سعره فأخذه منه بما طلب لم تجب عليه الا قيمة مثله. مما تقدم نعرف ان الإسلام يدعو إلى وجوب مراعاة العدالة في المبادلات التجارية ويحرم الحاق الضرر والاذى والظلم بالاخرين. حيث ورد في الحديث الشريف (لاضرر ولا ضرار في الإسلام)، كما نادى الامام علي ابن أبي طالب? بفكرة الثمن العادل الذي لا يلحق الضرر بالبائع أو المشتري إذ يقوليجب ان يكون البيع باسعار لا تجحف بالفريقين في البائع والمبتاع) أي ان الثمن العادل للسلعة يجب ان يكون غير مجحف بأي من طرفي عقد البيع المتعارضين البائع والمشتري (العارض) والطالب، والمنتج و(المستهلك) فالثمن العادل في الإسلام هو الثمن الذي لا يظلم ايا من المتعاملين. ولا يظلم المنتج أو البائع ولا يظلم المستهلك أو المشتري...

4 – النقود في الإسلام :





كان العرب عند مجيء الإسلام يتعاملون بالذهب والفضة في مبادلاتهم التجارية وكانت دنانير الفرس ودراهمهم بين ايديهم يتبادلونها في معاملتهم ويتصارفون بها بينهم، إلى ان تفاحش الغش في الدنانير والدراهم الفضية لغفلة عن ذلك فأمر عبد الملك.. بضرب الدراهم وتمييز المغشوش من الخالص وذلك سنة اربع وسبعين.. ثم امر بصرفها في سائر النواحي سنة ست وسبعين وكتب عليها (الله احد الله الصمد) وبذلك تكون النقود (العملة) الإسلامية قد ضربت لاول مرة في عهد عبد الملك بن مروان بتوجيه من الامام علي بن الحسين? في قصة معروفة وحددت قيمة وحدة النقد (الدرهم أو الدينار). ويحدثنا المؤرخون عن حرص الدولة الإسلامية الشديد على الاحتفاظ بسلامة العملة وجودتها فالدينار كان يضرب بكل دقة على وزن المثقال، ولما صدرت النقود الإسلامية وكثر تداولها، مع التعامل بالنقود الفارسية والرومية وغيرها وصارت العملة الرسمية المعترف بها منذ ذلك الحين هي العملة الإسلامية بحيث لم تكن تخلو عاصمة من دار لضرب العملة في بغداد، والقاهرة ودمشق، البصرة، قرطبة وكان لدار الضرب هذه ضريبة على ما يضرب فيها من نقود، ومقدار ذلك درهم عن كل مئة درهم أي واحد في المئة، فكان للدولة من ذلك دخل حسن.

5 – الإسلام وتحريم الربا :




حاول النظام الإسلامي ان يبني الحياة الاقتصادية على اسس تحفظ للإنسان كرامته وتنسجم مع التعاليم الإسلامية والأخلاق والمثل الإنسانية. ولم يهمل الإسلام (الربا) ولو قليلاً فيقول الله تعالى: (يا ايها الذين امنوا اتقوا الله وذروا ما بقى من الربا ان كنتم مؤمنين) سورة البقرة اية 278. وهذا يعني ان الإسلام منع الربا و وضع بدلاً عنه مبدأ المشاركة في الربح والخسارة بين رأس المال والعمل في المشروعات الاقتصادية المختلفة. وعن جابر قال رسول الله?: (أكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه) قال هم سواء. ويشمل منع الربا وتقاضي الفائدة على رأس المال وكل انواع القروض ايا كان نوعها استهلاكية ام انتاجية فقد حرم الإسلام الربا تحريماً اكيداً، كما جاء في القرآن الكريم والحديث الشريف أعلاه. ولكن الإسلام لا يكتفي بهذا التحريم بل يطالب الحاكم الشرعي لردع المرابين والطلب إليهم بالتوبة والإقلاع عن هذا العمل فان لم يمتنع المرابي عن ذلك يتخذ معه بعض الاجراءات التي حددها الفقهاء.
6 – توزيع الدخل على الضعفاء:
يتجسد الظلم الاقتصادي للانسان في سوء التوزيع و في كفران النعمة باهمال الاستثمارات الطبيعية ، و حين ارتفاع الظلم من العلاقات الاجتماعية للتوزيع ، و تجنيد الطاقات للاستفادة من استثمار الطبيعة ، حينها تزول المشكلة الحقيقية على الصعيد الاقتصادي . لقد عمل الإسلام على كفالة الحد الادنى واللائق في مستوى المعيشة لسائر افراد المجتمع الضعفاء من خلال تحقيق عدالة توزيع الدخل والثروة بينهم ووفقاً للقواعد يتم تحديد مستوى المعيشة اللائق بحسب الاحتياجات الاقتصادية والاجتماعية (المأكل و الملبس و المسكن و وسائل النقل و الاتصال و تكوين الاسرة و التعليم و الضمان الصحي لكل افراد المجتمع).
وقد جعل الإسلام لهذا التكافل الاجتماعي والعدالة التوزيعية موارد منها ما هو محدد المقادير كالخمس والزكاة والعشور والخراج والكفارات والفيء والغنائم والجزية وغيرها من مساهمات المسلمين، ومنها ما هو عام تتغير قيمته تبعاً لتطوع الافراد واحتياجات المجتمع: ومثاله الصدقات والانفاق في جميع المنافع المطلوبة للمجتمع، وما تفرضه احتياجات المجتمع من موارد اضافية تقوم الدولة باستثمارها وقروض تقترضها من المواطنين عند الضرورة بلا فوائد.
إن العمل في نظر الإسلام احد أسباب ملكية العامل نتيجة عمله وبذلك تكون الملكية القائمة على اساس العمل حقا للإنسان نابعاً من رغبته ومشاعره الاصيلة.
فالعمل اذاً اساس تملك العامل في نظر الاسلام، وعلى هذا الاساس فهو اداة رئيسة في جهاز التوزيع الإسلامي لان كل عامل يحظى بالثروات الطبيعية التي يحصل عليها بالعمل، ويمتلكها وفقاً لقاعدة: ان العمل سبب الملكية.
والاداة الاخرى التي تساهم في التوزيع وفقاً للنظام الإسلامي هي الحاجة خاصة بالنسبة لفئة من الأفراد في المجتمع والعاجزة عن العمل، حيث لابد لها من الحصول على نصيب من التوزيع لتلبية حاجتها، وفقا لمبادئ التكافل الاجتماعي في المجتمع الاسلامي، كما ان هناك فئة ثالثة في المجتمع تعمل ولكن عملها لا يحقق لها الا الحد الادنى من المعيشة، فهي تعتمد في دخلها على الاداتين معاً (العمل والحاجة) وفي هذه الصورة فان بيت المال مسؤول عن تسديد هذه النواقص المالية .
كما يمكن ان تكون الملكية اداة ثانوية في التوزيع عن طريق النشاطات الاقتصادية التي سمح بها النظام الإسلامي بما لا يتعارض مع العدالة الاجتماعية.

7 – الوظيفة الاقتصادية للدولة في الإسلام :




تمنح تعاليم الدين الإسلامي لكل فرد الحرية الكاملة في ان يتصرف بماله، ويمارس نشاطه الاقتصادي في التجارة والزارعة والصناعة لتنمية هذا المال وزيادته ولكنها تشترط لمنح هذه الحرية وحمايتها احترام احكام الشريعة الإسلامية. (فاذا ما حاول فرد ان ينمي ملكيتة بالطرق التي لا تحترم هذه الاحكام سقط حقه في حماية الدولة له وجاز للدولة شرعاً ان تتدخل في هذا المجال لتمنع التعدي، ولتعيد الحق إلى نصابه، وان تضرب على ايدي العابثين حماية لمصلحة المشروع).
وبذلك تكون وظيفة الدولة وفقاً للتشريع الإسلامي هي حفظ الامن والاستقرار في الداخل والدفاع عن الوطن ضد الاعداء من الخارج،
لقد استطاعت الدولة الإسلامية ان تقوم بالوظائف الاقتصادية عن طريق نظام الحسبة: وهي الامر بالمعروف إذا ظهر تركه والنهي عن المنكر إذا ظهر فعله.
واستطاع المجتمع المسلم من خلال نظام الحسبة (مراقبة الاسواق، والكشف عن الغشاشين والمحتكرين والمرابين، وغيرهم من الذين يتلاعبون بمصالح الناس، طمعا في الربح دون رادع من ضمير أو دين، فكانت الحسبة هي السلطة التي تقوم بدور المراقب وهي تمثل سلطة الدولة في الدفاع عن مصالح المجتمع).
ولابد من تعاون الافراد والحكومة الإسلامية لانجاح وظيفة الحماية وتحقيق الصالح العام. ومن أهم الوسائل التي تستخدمها الدولة للقيام بدورها، المشروعات العامة ومراقبة النشاط الاقتصادي وتنظيم عرض النقود واتباع سياسات مالية ونقدية مناسبة كما أن مسؤولية الدولة في الإسلام تحقيق الضمان الاجتماعي في المجتمع.
فالمجتمع لا يخلو من فقراء واغنياء، وقد حاول التشريع الإسلامي ان يسد حاجة الفقراء بجميع انواعهم، فشرع لذلك النظم الكفيلة بالقضاء على هذه الظاهرة المرضية في المجتمع وهي الفقر. فالدولة الإسلامية مسؤولة مسؤولية كلية عن الفقراء والأرامل والعجزة وغيرهم ممن لا يقدرون على كفاية أنفسهم، ويحق لكل فقير ان يطالب الدولة بالانفاق عليه إذا لم يكن هناك من ينفق عليه ولا يجد عمل يكفيه
وهذه المسؤولية تجعل الدولة مسؤولة عن جميع افراد المجتمع لأن الإسلام لا يعترف بمشكلة الفقر كأمر واقع.
لذلك اوجد لها الحلول الكفيلة بالقضاء عليها، والتاريخ الإسلامي يؤكد ان الدولة الإسلامية كانت تنفق من بيت مال المسلمين على الفقراء والعجزة والأرامل وغيرهم.
مما تقدم نلاحظ ان العلاقة في المجتمع الإسلامي بين الفرد والدولة والحاكم تتم من خلال كون الفرد هو المالك لجميع الاموال وهو صاحب الحق فيها.
والدولة هي التي تسهر على سعادة هذا الفرد وأمنه واستقراره والحاكم هو الشخص الذي يقوم بحماية الفرد وخدمته، دون ان تكون له اية ميزة مادية أو معنوية عن بقية الناس. اننا عندما نتعرض لدراسة الفكر الاقتصادي الاسلامي، انما نتعرض له من وجهين اثنين.
الوجه الأول: اكتشاف مختلف الافكار الاقتصادية من خلال ما ورد في القرآن الكريم والحديث الشريف وآراء الفقهاء والفلاسفة المسلمين – سواء ما كان منها شرعياً او اخلاقياً أو علمياً، ولا نريد ان يقتصر البحث هنا على الافكار والنظريات العلمية، خصوصاً بعد ان اصبح لهذه الافكار والنظريات اليوم أهمية تاريخية اكثر منها علمية مع العلم اننا لا نريد الاستخفاف بها إذا نظرنا اليها من هذا المنظار التاريخي لأنها قد تؤدي وظيفتها عندما يحتاج اليها المؤرخ الاقتصادي مثلاً،غير ان الاهمية العلمية المطلقة لهذه الافكار قد اصبحت محدودة جداً. بسبب تطور الأبحاث الاقتصادية وقطعها مراحل حاسمة في طريق العلمنة.
الوجه الثاني: تحليل وتدقيق المفاهيم الاساسية التي يدور حولها الفكر الاقتصادي الإسلامي. فنحصل من هذا التحليل على عرض هذا الفكر وتحديده كما هو بالحقيقة، وليس كما يحلو لبعضهم ان يراه. لقد وردت بعض المفاهيم غامضة إلى درجة ما فنجدها احياناً مزيجاً من العواطف والاخلاق والتفكير العلمي.
وهل يمكن الاستفادة من هذه المفاهيم وتطبيقها على وضعيات اجتماعية معاصرة؟

تلخيص




مما تقدم نستطيع تلخيص اهم الخصائص المميزة للاقتصاد الإسلامي وفقاً لما يلي:
ــ المال بمختلف انواعه ملك لله، والإنسان مستخلف على هذه النعم بتسخيرها له وخدمته.
ــ الإنسان يجب ان يتصرف بالمال وفق ارادة المالك الحقيقي (الله) ولابد من تنفيذ ما أمر به لتحقيق النظام.
ــ ان الله سبحانه وتعالى يطلب من عباده انفاق المال في منفعة تعود على خلقه واقتصادهم.
ــ يوفق الاقتصاد الإسلامي بين المادة والروح، من خلال ارتباط الاقتصاد بالاخلاق والثقة والاطمئنان والتعاون في التعامل وفي التبادل.
ــ التوازن في رعاية المصلحة الاقتصادية للفرد والجماعة.
ــ الاعتدال والتوسط في الانفاق والنهي عن الاسراف والتبذير.

------------------------

كتاب : دليل الرجل العادي إلى الفكر الاقتصادي
التحميل من هنا:
http://www.megaupload.com/?d=IVRB9LHZ
 
abderahmen16

abderahmen16

عضو مساهم
البلد/ المدينة :
الجزائر
المُسَــاهَمَـاتْ :
54
نقاط التميز :
69
التَـــسْجِيلْ :
12/03/2011
merciiiiiiii lotfi
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى