moussa 007
عضو نشيط
- البلد/ المدينة :
- tipaza
- العَمَــــــــــلْ :
- Les hommes d'affaires
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 608
- نقاط التميز :
- 1460
- التَـــسْجِيلْ :
- 11/11/2011
منذ أن أشعره الآخرون بأنه رجل محظوظ، انتبه إلى حاله وراح يرصد حياته اليومية.
زملاءه في العمل أول مَنْ لاحظ بأن حياته تسير على منوال التوفيق، وأن حظّه الفاقع معه باستمرار محطّ انتباههم ورغبتهم بالاقتراب منه.
- " محظوظ من يومه".
- "رافق السعد بتسعد".
لكن ذلك أخذ يسبب له الإحراج أمام تفوُّقه وانبهاره باندفاع طموحه، ولأن الروتين أصبح مُمِلّا، ويقبض على روح المبادرات التي ينويها؛ فلا مفاجآت صاخبة، لا جديد مبهر، لا توقّعات غير متوقعة، بل أن حظه صار يسبِّب له الإحراج حتى مع نفسه.
انتبه إلى أن أشياء كثيرة تمنّاها ورغب بها وما لبث أن حصل عليها. رصد ما حصل معه من سنوات، فوجد أنه تماما كما اشتهى له أبوه وكما كانت أمُّهُ توسعه بالأمنيات والأُدعيات؛ وأن سنوات حياته الثلاثين سارت بلا منغّصات، فقد تعيّن فور أن تخرج من الجامعة، واشترى سيارة وتزوج في غضون سنوات قليلة، بل أنه لاحظ أيضا أنه لا يجهد مثل غيره ليحصُل على مبتغاه، وأن كل شيء يتمناه لا بد أن يناله.
صار يتضايق لأن الأشياء تأتيه دون عناء منه. لم ترق له حياة الدعة والسهولة التي يعيشها. شعر بالامتعاض لأن كل شيء سهل في حياته. رغب في الاحتجاج على نفسه. فكّر بأن الاحتجاج والتمرّد لا بد أن يتضامنا معاً لتلبية رغبته في التغيير. تمنى لو أنه يقف ولو لمرة أمام إشارة ضوئية حمراء، أو أن يوقفه شرطي سير ويخالفه، أو أن يذهب إلى الدكان ويجده مقفلا أو يجد نوع سجائره قد نفد، بل راح يتمادى في طلب النحس في أحايين كثيرة. سمع مرّة بأن: "المحظوظ لا يحسد إلا نفسه"، فراح يردد العبارة:
- "المحظوظ لا يحسد إلا نفسه".
صار يتأخر عن دوامه عنوة، ويخالف المواعيد والاتجاهات، أحب الرقم 13 وصار يقص أظافره في الليل، ويتفاءل بالقط الأسود، ويعود من نفس الطريق أكثر من مرة، وأمعن في الغلو بأن صار يتفاءل بكل ما يتطيّر منه الناس.
- "المحظوظ لا يحسد إلا نفسه".
أخذ سيارة أخيه ليكسر روتين الملل والعادي. قادها بسرعة جنونية صباح احد الأيام الماطرة. أوقفه شرطي المرور . أشهر دفتر المخالفات وحرر أحداهن له بالسرعة الزائدة.
شعر بالانتشاء قليلا وراح يتمعّن في بيانات المخالفة فراعه أن المخالفة لم تكن إلا لبيانات سيارة أخيه
زملاءه في العمل أول مَنْ لاحظ بأن حياته تسير على منوال التوفيق، وأن حظّه الفاقع معه باستمرار محطّ انتباههم ورغبتهم بالاقتراب منه.
- " محظوظ من يومه".
- "رافق السعد بتسعد".
لكن ذلك أخذ يسبب له الإحراج أمام تفوُّقه وانبهاره باندفاع طموحه، ولأن الروتين أصبح مُمِلّا، ويقبض على روح المبادرات التي ينويها؛ فلا مفاجآت صاخبة، لا جديد مبهر، لا توقّعات غير متوقعة، بل أن حظه صار يسبِّب له الإحراج حتى مع نفسه.
انتبه إلى أن أشياء كثيرة تمنّاها ورغب بها وما لبث أن حصل عليها. رصد ما حصل معه من سنوات، فوجد أنه تماما كما اشتهى له أبوه وكما كانت أمُّهُ توسعه بالأمنيات والأُدعيات؛ وأن سنوات حياته الثلاثين سارت بلا منغّصات، فقد تعيّن فور أن تخرج من الجامعة، واشترى سيارة وتزوج في غضون سنوات قليلة، بل أنه لاحظ أيضا أنه لا يجهد مثل غيره ليحصُل على مبتغاه، وأن كل شيء يتمناه لا بد أن يناله.
صار يتضايق لأن الأشياء تأتيه دون عناء منه. لم ترق له حياة الدعة والسهولة التي يعيشها. شعر بالامتعاض لأن كل شيء سهل في حياته. رغب في الاحتجاج على نفسه. فكّر بأن الاحتجاج والتمرّد لا بد أن يتضامنا معاً لتلبية رغبته في التغيير. تمنى لو أنه يقف ولو لمرة أمام إشارة ضوئية حمراء، أو أن يوقفه شرطي سير ويخالفه، أو أن يذهب إلى الدكان ويجده مقفلا أو يجد نوع سجائره قد نفد، بل راح يتمادى في طلب النحس في أحايين كثيرة. سمع مرّة بأن: "المحظوظ لا يحسد إلا نفسه"، فراح يردد العبارة:
- "المحظوظ لا يحسد إلا نفسه".
صار يتأخر عن دوامه عنوة، ويخالف المواعيد والاتجاهات، أحب الرقم 13 وصار يقص أظافره في الليل، ويتفاءل بالقط الأسود، ويعود من نفس الطريق أكثر من مرة، وأمعن في الغلو بأن صار يتفاءل بكل ما يتطيّر منه الناس.
- "المحظوظ لا يحسد إلا نفسه".
أخذ سيارة أخيه ليكسر روتين الملل والعادي. قادها بسرعة جنونية صباح احد الأيام الماطرة. أوقفه شرطي المرور . أشهر دفتر المخالفات وحرر أحداهن له بالسرعة الزائدة.
شعر بالانتشاء قليلا وراح يتمعّن في بيانات المخالفة فراعه أن المخالفة لم تكن إلا لبيانات سيارة أخيه