منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


lina gamra

lina gamra

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
743
البلد/ المدينة :
أرض الله الواسعة
العَمَــــــــــلْ :
موظفة
المُسَــاهَمَـاتْ :
2857
نقاط التميز :
3865
التَـــسْجِيلْ :
13/07/2010
"فرانس فانون".. طبيب تبنى ثورة الجزائر فاحتضنته على أرضها  9k=

كان قدوم فرانس فانون إلى مستشفى جوان فيل بالبليدة لـتـسـلـم منصـبه الجديـد كـرئيس لـقـسـم الأمـراض الـعـقـلـيـة، فرصة أخرى للاحتكاك بالثورة الجزائرية التي انتصر لقضيتها فمنحته الخلود كمناضل، وهو من لم يكن يتوقع أن يرتبط اسمه بها عـنـدمـا وطـئـت قـدماه أرض الجـزائـر المستعمرة في شهـر جـوان من عام 1953، فاستجاب لنداء الكـرامة الإنسانية التي كانت تشكل دينه وعقيدته، قبل أن يباغته المرض والموت ويوصي بدفنه على أرض الجزائر

يعتبر فرانس فانون أحد أبرز من كتبوا عن مناهضة الآخرين في القرن العشرين. وقد ألهمت كتاباته ومواقفه كثيرا من حركات التحرر في أرجاء العالم لعقود عديدة. وهو من آمن بأن مقاومة الاستعمار تستمر بمنطق "ما أخذ بالقوة يستعاد بالقوة".

وإن كانت الجزائر لا تنكر ما قدمه للثورة الجزائرية، إلا أن ما يؤخذ على كثيرين هو التركيز على مدى تأثير فانون في الثورة الجزائرية، إلا أن أحدا لم يشر إلى مدى تأثير الثورة الجزائرية في فانون. وقد كان الاعتراض في الجزائر على القول باعتباره من بين مؤسسي الثورة الجزائرية مثلما أوحت كتابات بعضهم، فأرادوا بذلك أن ينصفوا شخصا وظلموا شعبا وثورة.

لوكيما تنهي نضالا لم تكتمل فصوله

كان فرانس فانـون من بين المحاربين في صفوف فرنسا في الحرب العالمية الثانية، وهذا بناء على قناعته المعهودة في أن معركته دائما تكون عندما تنتهك كرامة البشر وحريتهم، وهو ما يجعله معنيا بها بغض النظر عن لون البشرة أو الجنس. وفي نهاية الحرب التي أعادت إلى فرنسا حريتها وجعلتها تحكم قبضتها الاستعمارية على الجزائر، عاد فانون ليتقدم للبكالوريا ثم يرجع إلى ليون ليسجل نفسه في كلية الطب ليستدعى بعدها للعمل في الجزائر.

لدى وصوله إلى مستشفى جوان فيل للأمراض العقلية بالبليدة اكتشف فرانس فانون أن هذه المؤسسة مقسمة إلى قسمين، أحدهما مخصص للمرضى الأوروبيين والآخر للأهالي، حسب النظرة الاستعمارية السائدة آنذاك.

ومن هذا المنطلق فهم فانون أن المرضى من الأهالي لا يستجيبون للعلاج بهذه الظروف، وأخذ في تنظيم "القسم العربي" على هذا الأساس، موظفا في ذلك العوامل التي يألفها المرضى في مجتمعهم وبيئتهم للتعجيل بالشفاء.

في هذه الظروف وجد فانون نفسه منغمسا في الثورة الجزائرية، وهو ما جعله متهما في نظر الإدارة الاستعمارية بأنه حوّل جناحه لمداواة "الفلاڤة"، وهو ما دفعه إلى أخذ المبادرة وتقديم استقالته للمقيم العام روبير لاكوست مضمنا إياها إدانته للواقع الاستعماري في الجزائر ويقرر الالتحاق بالثورة الجزائرية.

في سنة 1960 يكشف تحليل طبي أن فانون مصاب بلوكيميا "سرطان الدم"، وهكذا قرر أن يجند كل طاقته لاستكمال "الملعونون في الأرض" الذي تنبأ فيه بزوال النظام الاستعماري من على وجه الأرض، وذهب إلى أبعد من ذلك عندما خصص الباب الثالث منه لـ"مصائب الضمير الوطني"، محذرا من أن النزاع على السلطة وعلى الثروة سيؤدي إلى انتكاسة تعود بالأمة إلى الانتماء العرقي وبالدولة إلى القبيلة.

هكذا غادر إلى الثورة التحريرية فكرا وقلما

كانت استقالته من العمل في مستشفى جوان فيل بالبليدة جواز سفر للالتحاق بالثورة الجزائرية في تونس، وعُـيّـنَ سفيرا متنقلا للثورة الجزائرية في إفريقيا وفي المحافل الدولية.

أما كـتـابـه "الملعونون في الأرض" الذي أهداه للشعب الـجـزائـري فقد أراد من خلاله أن يشجب نتائج الاستعمار وآثارها على المستعـمَــر على المستويين النفسي والاجتماعي. وقد نـشـر الكتاب بمقدمة لجان بـول سارتـر قبل أقل من شهر واحد من وفاته في السادس من ديسمبر 1961 لـيـصـبـح من أكثـر الكتب السياسية ترجمة وانتشارا. فكان خلاصة دراسة ميدانية وملاحظات دقيقة، حللها بعين المفكر وخبرة المحلل النفسانى.

الجزائر تتذكره

تحضّر الجزائر، إحياء للذكرى الخمسين لوفاة فرانس فانون من 6 إلى 9 ديسمبر المقبل بالعاصمة، لتنظيم سلسلة من النشاطات منها محاضرات ومعارض للصور حول هذه الشخصية البارزة التي تبنت القضية الوطنية، ويتضمن البرنامج المسطر لإحياء هذه الذكرى وقفة للترحم على روح فرانس فانون.

والجدير بالذكر أن فرانس فانون من مواليد يوم 20 جويلية 1925 بفور دي فرانس وتوفي في 6 ديسمبر 1961 بمستشفى بيديسدا بميريلاند بالولايات المتحدة الأمريكية، قبل بضعة أشهر من استقلال الجزائر. وقد دفن بناء على رغبته يوم 12 ديسمبر 1961 بمقبرة الشهداء بالقرب من الحدود الجزائرية التونسية ببلدية عين الكرمة ولاية الطارف.

 
فاتح 78

فاتح 78

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
jijel-milia
العَمَــــــــــلْ :
ADMIN.
المُسَــاهَمَـاتْ :
871
نقاط التميز :
1272
التَـــسْجِيلْ :
20/10/2011
شكرا لينا

موضوع اعجبني كثيرا

نفهم من هذا ان في كل زمان و في كل مكان يوجد رجال نزهاء و احقيون يقولون لا للظلم و الاستعمار لاللتمييز و الاستدمار ..ردوا الحقوق الى اهلها
 
عائشة-محمد

عائشة-محمد

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
37614
المُسَــاهَمَـاتْ :
5951
نقاط التميز :
5376
التَـــسْجِيلْ :
06/03/2012
بارك الله فيك
 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى