moussa 007
عضو نشيط
- البلد/ المدينة :
- tipaza
- العَمَــــــــــلْ :
- Les hommes d'affaires
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 608
- نقاط التميز :
- 1460
- التَـــسْجِيلْ :
- 11/11/2011
[size=16][i]يحكى انه فى وقت من الأوقات
كانت هناك شجرة مورقة بشدة فى أحد الغابات . حيث كانت الأوراق تنمو بغزارة
على الأغصان الفارعة . بينما جذورها كانت تضرب فى أعماق التربة . وهكذا
كانت هذه الشجرة هى المتميزة بين باقى الأشجار .
أصبحت هذه الشجرة مأوى للطيور . حيث بنت الطيور اعشاشها وعاشت فوق اغصانها .
صنعت الطيور اوكارها بحفر جذعها ، ووضعت بيضها الذى راح يفقس فى ظلال عظمة
هذه الشجرة . فشعرت الشجرة بالسرور من كثرة الصحبة لها خلال ايامها
الطويلة . وكان الناس ممتنين لوجود هذه الشجرة العظيمة . لأنهم كانوا يأتون
مراراً ليستظلوا
بظلها . حيث كانوا يفترشون تحت أغصانها ويفتحون حقائبهم ليتناولوا طعام
رحلتهم .وفى كل مرة عند عودة الناس لبيوتهم كانوا يعبرون عن مدى فائدة هذه
الشجرة العظيمة لهم . وكانت الشجرة تشعر بالفخر لسماعها ثنائهم عليها .
ولكن مرت السنين . وبدأت الشجرة تمرض . وراحت أوراقها وأغصانها تتساقط . ثم
نحل جذعها وصار باهت اللون . وراحت العظمة التى كانت قد اعتادتها تخفت
وتضيع تدريجياً . حتى الطيور صارت تتردد فى بناء أعشاشها فوقها. ولم يعد
أحد يأتى ليستظل بظلها . بكت الشجرة وقالت " يالله ، لماذا صارت علىّ كل
هذه الصعوبات ؟ أنا أحتاج لأصدقاء. والآن لا أحد يقترب الىّ . لماذا نزعت
عنى كل المجد الذى كنت قد تعودته ؟ . وصرخت الشجرة بصوت عال حتى تردد صدى
بكائها فى كل الغابة " لماذا لا أموت واسقط ، حتى لا أعانى ما اعانيه ولا
أقدر على تحمله ؟ ، واستمرت الشجرة تبكى حتى غمرت دموعها جذعها الجاف .
مرت الفصول وتوالت الأيام ، ولم يتغير حال الشجرة العجوز . ولا زالت الشجرة
تعانى من الوحدة . وراحت اغصانها تجف أكثر فأكثر . وكانت الشجرة تبكى طوال
الليل وحتى بزوغ الصباح .
" سو....سو...سو " ، آوه ماهذه الضجة ؟ . انه طائر صغير خرج لتوه من البيضة
. وعلى هذا الصوت استيقظت الشجرة العجوز من أحلام يومها .
" سو....سو...سو " ، وعلت الضوضاء أكثر فأكثر . وإذا بطائر صغير آخر يفقس
من البيضة. ولم يمض وقت طويل
حتى فقس طائر ثالث ورابع وخرجوا الى هذا العالم . فقالت الشجرة العجوز
متعجبة " لقد سمع صلاتى وأجابها " .
فى اليوم التالى ، كانت هناك طيور كثيرة تطير لتحط على الشجرة العجوز .
وراحوا يبنون عشوشا جديدة . كما لو أن الأغصان الجافة جذبت انتباههم ليبنوا
عشوشهم هناك . وشعرت الطيور بدفء فى بقائها داخل الأغصان الجافة بدلا من
أماكنها السابقة . راحت اعداد الطيور تتزايد وكذلك تنوعت انواعها . فغمغمت
الشجرة العجوز فرحة وهى تقول
" اوه ، الآن ايامى ستصير أكثر بهجة بوجودهم ههنا ."
عادت الشجرة العجوز الى البهجة مرة أخرى ، و امتلأ قلبها حبوراً . بينما
راحت شجرة صغيرة تنمو بالقرب من جذورها . وبدت الشجيرة الجديدة كما لو أنها
تبتسم للشجرة العجوز . لأن دموع الشجرة العجوز هى التى صارت شجيرة صغيرة
تكمل تكريسها للطبيعة .
صديقى العزيز ، هذه هى الطريقة التى تسير بها الأمور . فهل هناك درس
تستخلصه من هذه القصة ؟ .نعم الله دائما لديه خطة سرية من أجلنا . الله
القدير دائما ما يجاوب تساؤلاتنا . حتى حينما يكون من العسير تخمين النتائج
، ثق أن الله كلى القدرة يعرف ما هو الأفضل لنا .
وعندما تكون هناك أوقات يسمح لنا فيها بالتجارب ، ففى أوقات أخرى يغمرنا
بفيض البركات . وهو لا يمتحنا أكثر مما نستطيع أن نحتمل . وعندما سمح الله
بالتجربة للشجرة العجوز ، تأخر فعلا فى إظهار مجده . ولكن الحقيقة أن الله
لم يسمح بسقوط الشجرة العجوز ، فقد كان لديه بعض الأسرار التى يحتفظ بها
من أجلها . ولكنه كان يختبر صبر الشجرة .
لذلك ، يا صديقى العزيز ، كن متأكداً ، أنه مهما كان ما نواجهه من تجربة
فنحن نواجه حلقة فى سلسلة المجد الذى يعده لنا . فلا تيأس ، ولا تحبط .
فالله موجود هناك دائما الى جوار الصابرين[/size][/i]