djoudi hachemi
عضو متميز
- رقم العضوية :
- 2696
- البلد/ المدينة :
- setif
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 1665
- نقاط التميز :
- 2554
- التَـــسْجِيلْ :
- 07/10/2010
________________________________________
التزاور في الله
الحمد لله رب العالمين
فإن رابطة الأخوة الإسلامية هي إشراقة إلهية سامية وهي الحبل الذي يجمع القلوب ويعقدها ببعضها وهي النور الذي يسري بين أرواح المؤمنين .
قال صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ عَادَ مَرِيضًا أَوْ زَارَ أَخًا لَهُ فِي اللَّهِ نَادَاهُ مُنَادٍ أَنْ طِبْتَ وَطَابَ مَمْشَاكَ وَتَبَوَّأْتَ مِنْ الْجَنَّةِ مَنْزِلًا ) حديث حسن أخرجه الترمذي
إن التزاور في الله ظاهرة من ظواهر المجتمع المسلم لأن التزاور بين الأخوان في الله من شأنه أن يدعم أواصر الجماعة ويقوى روح الجماعية ويوسع مجالاتها ويمد آثارها ويقوى المودات ويزيد وشائج الصلات وليس هذا خاص في الرجال بل عام في الرجال والنساء فتزور المؤمنات أخواتهن في الله ويتحاببن ويتجالسن ويتباذلن في الله وليكسب الأخوة فرصة التزاور في الله للتناصح بصالح الأعمال والتدارس بالعلم والخير
إن التلاقي والتزاور بين الإخوة
له فوائد شتى
من هذه الفوائد :
حصول الألفة والترابط والنبي صلى الله عليه وسلم يقول : المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا وشبك بين أصابعه عليه الصلاة والسلام فكثرة الإلتقاء بالإخوة تعرف منه ويعرف منك فتعرف منهم أحوالهم ويعرفوا أحوالك فما احتجت إليهم فيه أعانوك وما احتاجوا إليك فيه أنت أعنتهم كل واحد بما يستطيع من إعانته لأخيه وتلمس حاجته
- معرفة حال المريض
- معرفة حال الضعيف
- معرفة حال ذا الحاجة
- معرفة حال من نزلت به النوائب
- معرفة حال من ضعف في دينه
- معرفة حال من ضعف في استقامة أخلاقه
- معرفة حال من ضعف في علمه وهكذا
فيتقوى الإخوة بعضهم ببعض بسبب هذه الزيارات فالقوي يحث الضعيف والمتقدم يستلحق المتأخر والمتأخر ربما نشط هو بنفسه حينما يرى إخوانه يكادون أن يسبقوا فإنه ينشط فهذا من ميزاتها
و من ميزاتها التراحم أيضا كما هو معلوم لدينا جميعا مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى : فيحزن لحزن أخيه ويتعب لتعب أخيه ويمرض لمرض أخيه ويهتم لحاجة أخيه فيرحمه من هذه الناحية ويقف معه حتى يرفع الله سبحانه وتعالى وبدون ذلك لا يعلم الإنسان أحوال إخوانه فالتواصل له ثمرات كثيرة عظيمة
وذلك لأن إخوانكم الذين يسددوا لك ويعينوك ويثبتوك ويكملونك أيضا إن رأوا منك نقصا حثوك على الكمال وإستكمال ذلك النقص وإن رأوا منك خطأ صوبوك وسددوك وقوموك وإن رأوا منك ضعفا أعانوك وإن رأوا فيك عيبا ستروك وأعادوك إلى الحق
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : (( أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى فأرصد الله له على مدرجته ملكًا ( أي: أقعده على الطريق يرقبه ) فلما أتى عليه قال: أين تريد قال: أريد أخاً لي في هذه القرية. قال: هل لك عليه من نعمة تربها قال: لا غير أني أحببته في الله عز وجل قال: فإني رسول الله إليك بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه )) رواه مسلم
قال محمد بن المنكدر وقد سئل: ما بقي من لذةٍ في هذه الحياة
قال:التقاء الإخوان وإدخال السرور عليهم
وقال الحسن البصري:إخواننا أحب إلينا من أهلينا
إخواننا يذكرونا بالآخرة وأهلونا يذكرونا بالدنيا
فضل الزيارة في الله عز وجل
والتي يكون الباعث عليها الحب في الله تعالى وليس غرض من أغراض الدنيا أو مصلحة من المصالح العاجلة
فهي سبب لمحبة الله تعالى للعبد وسبب لدخول الجنة
فهي تؤلف القلوب وتزيد الإيمان وتفرح النفس
وفيها التناصح والتعاون على الخير
إثبات صفة المحبة لله عز وجل على الوجه اللائق به سبحانه
على المسلم أن يجتهد في إحياء هذه الشعيرة العظيمة
يشرع للمسلم إذا زار أخاه في الله أن يلتزم بآداب الزيارة ومنها
الاستئذان وغض البصر وأن يعمر المجلس بذكر الله تعالى
وأن يبتعد عن الغيبة والفحش وأن لا يطيل الجلوس حتى لا يثقل على أخيه