زيد بكاكرية
عضو مساهم
- رقم العضوية :
- 18943
- البلد/ المدينة :
- قالمة
- العَمَــــــــــلْ :
- طالب
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 243
- نقاط التميز :
- 445
- التَـــسْجِيلْ :
- 22/06/2011
لم تكد تنطفىء نار الثورات العربية وعودة المياه إلى مجاريها في بعض الدول العربية حتى أصبح كرسي الحكم يسيل اللعاب لجميع التيارات السياسية في هذه الدول سواء الليبراليون أم المحافظون او الاشتراكيون وحتى الاسلاميون الكل يسعى لفرض سيطرته على الجماهير الغفيرة التي تصفق للجميع وبدون استثناء وإن كانت هذه هي سمة الإنسان العربي، لقد استثمر فيما مضى الليبراليون البُعبع الإسلامي حتى يوهموا الشعوب أن أولئك إن وصلوا للسلطة فحتى نشرة الأخبار ستحرم عليهم فمابالك بالجينز وربطات العنق والسجائر ووو وقد نجحوا في هذا وسيطر الليبراليون مدة ليست بالقصيرة على دواليب الحكم لكنهم لم يحققوا مطالب الشعوب في الحرية والتحرر مثلما ينص عليه الفكر الليبرالي الأصيل فسئمت الشعوب من الأكاذيب فدقت ساعة التغيير وقرعت طبول النفير فتهاوت الأنظمة كما تهاوى جدار برلين وبدأت الشعوب تخط صفحات جديدة في التاريخ بقلم جديد وبمداد جديد فكان القلم هو الغضب والتطلع للنجاح والمداد هو الدم والمثابرة ومضت هذه الثورات التي لن نستطيع الحكم على أطوارها ومنطلقاتها ودوافعها الحقيقية فهذه جميعا ستبقى أسئلة تطرح على أكثر من صعيد وفي أكثر من قطر واحد والأيام وحدها كفيلة بالإجابة عليها،بعد أن برأت الجراح حان وقت الجد وتحقيق الأهداف من هذه الثورات فجاءت الانتخابات إيذانا بعصر جديد وفكر جديد ودم جديد فتنافس المتنافسون كل يُدلي بدلوه لإقناع الناخب المغبون المغلوب على أمره فكانت المنافسة حميمة في بلدان الثورات تونس و مصر واستثناءا المغرب في انتظار ليبيا اليمن ومعهما الجزائر كانت النتائج في تونس ومصر والمغرب تَظهر فوز الإسلام السياسي فنجحت العدالة والتنمية في المغرب وكانت لها الحكومة ونجحت النهضة في تونس وكانت لها الحكومة ونجحت الحرية والعدالة في مصر وستكون لها الحكومة وكلها تيرات وحركات اسلامية فإذن وصل الإسلاميون للحكم وهو ما كانوا يطمحون إليه منذ مراهقتهم السياسية وأصبح العالم جميعا ينتظر على أحر من الجمر ومعه الشعوب الثائرة للتوجه العام لهذه الحكومات وأيضا الجنة التي وعد بتحقيقها الإسلاميون في حال فوزهم وحكمهم،و بالنظر لكل هذا تحرك التيار الإسلامي في الجزائر المعروف عموما بتوجهين تيار منافق وأخر متطرف الأول أمضى أعواما من العسل مع السلطة وليس شهورا لما كانت الشعوب تسير وفق نظرية العصا لمن عصا وكانو هم مشاركون فيها بل ومشرفون عليها أحيانا فلما حدث ما حدث نفضت يدها من السلطة ظاهرا وبقيت باطنا وأصبح الذم مكان المدح والهجاء مكان الغزل وذلك لحاجة في نفس يعقوب أتمنى ألا يقضيها هذه المرة ويفضحهم الله والتيار الأخر غني عن التعريف والجميع يعلم بمدى همجيته وسفكه لدماء الأبرياء،فصار الإسلاميون اليوم في الجزائر يتهافتون على المواطن بعدما كانوا في بروجهم العاجية يتسولون منه صوته في الإنتخابات القادمة ويعدونه بجنة النعيم إن هو أعطاهم هذا الصوت لكن المواطن كاشفهم و عالمٌ بمدى نفاقهم وزيفهم وزيف أفكارهم و لا أظنه ينساق إلى مهازلهم ويشاركهم الكذب والنفاق،أقول هذا بعيدا عن فكري وتوجهي الليبرالي ولست بليبرالي زيادة عن اللزوم بل أنا ليبرالي أصيل ولم يكن توجهي هذا يوما حائلا بيني وبين صلاتي وفعلي للخير والمعروف والتزامي بتعاليم ديني ولم يكن أيضا سببا في احتقاري للإسلاميين بل هي وجهة نظري أُلزم بها نفسي وحسب،ولكن رسالتي التي أريد إيصالها لنكن مسلمين وحسب ولاداعي للكذب على بعضنا البعض واتهام بعضنا البعض فالإختلاف محمود وهو رحمة ولكن الكذب والتفاق وزيف التُهم مدعاة للحقد والبُغض فنجاح الاسلاميين أو الليبراليين في الحياة السياسية المواطن وحده كفيل بتحقيق هذا أو فشله فهل سينجح الاسلاميون في الحكم ...لا أدري؟