الشيخ نورالدين
عضو مساهم
- رقم العضوية :
- 27008
- البلد/ المدينة :
- biskra
- العَمَــــــــــلْ :
- معلم
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 182
- نقاط التميز :
- 472
- التَـــسْجِيلْ :
- 03/11/2011
بسم الله الرحمن الرجيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: يقول الله تعالى: ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) .
في يوم من أيام العز سبحت في أعماق التاريخ ورأيت جحافل المجاهدين وهي تحمل الجزائر في قلوبها وتحمي ترابها بدمائها فعرفت أن الجزائر ستنتصر لا محالة , وعلامات الانتصار بادية على وجوه الشهداء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وعلى وجوه أبناء هذا الشعب من المجاهدين والصادقين الذين احتضنوا المولود الجديد في أول نوفمبر,فكان شعارهم الله اكبر وكلمة سرهم :إن تنصروا الله ينصركم , ونشيدهم النصر أو الشهادة وبطاقة تعريفهم تحيا الجزائر .فكيف لفئة من أمثال هؤلاء لا ينتصرون أولا ينصرون؟ * يقول الله تعالى ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت إقدامكم ).
من هنا من هذه الأرض الطاهرة كانت البداية وسقطت أولى القطرات التي أزهرت وأثمرت حرية ما مثلها حرية فكانت الدماء عربون التلاقي بين الاوراس و هذه القرية التي أبت إلا أن تكون واحدة من القرى التي تدفع بالثورة إلى الإمام ,فكان لها النصيب في الحرمان ومن ثم التهجير و الإخلاء والانتقام .
لابد من استقاء التاريخ من أفواه صانعيه ونقشه في ذاكرة الأجيال حتى لا يذهب طي النسيان .إن جيلا لا يعرف تاريخه وماضيه لتراه اوهن من بيت العنكبوت (و إن اوهن البيوت لبيت العنكبوت).وأما المتشبع بالماضي المتطلع الى المستقبل فمثله كالسنبلة تنحني عند العواصف ولا ينكسر ساقها.
لاشك أن المحنة تلد الهمة وهذا ما بدا واضحا وجليا في أبناء هذه البلدة الذين نمت فيهم الهمة فأنجبت عزيمة من فولاذ فتحدوا كل الصعاب وراحوا يبحثون عن العزة في ميدان الوغى والكرامة تحت أفواه البنادق ,يطلبون الشهادة فكان لهم النصر, علت أفواههم صيحات الله اكبر فملأت أرجاء البلاد واهتزت لها الجبال وطربت لها الملائكة في السموات فنزلت السكينة في القلوب وأستقام التصويب والتسديد . يقول الله تعالى : ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ).
المجد والخلود لشهدائنا الابرار ولكل من اخلص للجزائر بدون من ولا افتخار
من مجاهدين ومواطنين اخيار كانت لهم الجزائر هي الخيار فنعم الاختيار.
مقدمــــة
مساهمة منا في الحفاظ على ذاكرة الشعب الجزائري وحرصا على كتابة تاريخ نضاله وبطولاته في الكفاح و الصمود ضد الاستعمار وأيضا حتى نشارك في كتابة التاريخ الثوري لبلدية الحوش ،رأينا نحن أبناء البخاري نورالدين, وتحت إشراف الأخ المجاهد عيسى وهاب أمين قسمة المجاهدين لبلدية الحوش ،أن نقوم بهذه المساهمة البسيطة وذلك بكتابة المسيرة النضالية لوالدنا البخاري نورالدين وهذا اعتمادا على ما ترك لنا من معلومات مكتوبة ،وأيضا الوقائع التي سردها علينا شفويا خلال حياته ،كذلك بعد الاتصال بمن عايشوا تلك الفترة من حياته وعملوا معه من مجاهدي ومناضلي المنطقة ،وقد دعمنا هذه النبذة ببعض الرسائل المتبقية شاهدا على تلك الفترة من الزمن ،فبعض هذه الرسائل لازال مرسلوها أحياء بارك الله في أعمارهم وأبقاهم ذخرا للجزائر وبعضها مرسلة من طرف من انعم الله عليهم بالشهـادة رحمهم الله وأسكنهم فسيـح جنـــانه.
تحيا الجزائر والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار
وعاشت الجزائر حرة مستقلة
الحوش في 10 أكتوبر2000
البخاري نورالدين : مسيرة رجل وحياة ثورة
نسبــه:
في سنة 1909 بقرية الحوش ولاية بسكرة، ولد البخاري نورالدين ابن محمد بن نورالدين و العطرة بنت محمد الصالح نورالدين، حيث ينحدر من أسرة الولي الصالح سيدي نورالدين والذي اتحذت العائلة لقبها من اسمه والمشهود لها بالمحافظة كما يتسم كل أفرادها بحفظهم للقرآن الكريم وتفقههم في علوم الدين ،كما أنها أيضا كانت عائلة ثورية شاركت في المقاومة الوطنية و خاصة ثورة الزعاطشة ،حيث انضمت هذه العائلة تحت لواء الشيخ سيدي عبد الحفيظ الخنقي وهبوا جميعا لنصرة الشيخ بوزيان، والتقى المجاهدون بقوات الاستعمار بوادي براز وكان النصر حليف المجاهدين حيث تمكنوا من القضاء على عدد كبير من جنود الاحتلال وضباطه وعلى رأسهم قائد الجيش الرائد سان جرمان الذي سقط قتيلا في هذه المعركة، ثم انسحب المجاهدون بقيادة الشيخ سيدي عبد الحفيظ الخنقي منتصرين. وسقط خلال هذه المعركة شهيدين من أفراد هذه الأسرة وهما الشيخ محمد الصغير بن أحمد بن الحاج شيخ الزاوية القادرية ، وأخيه الشيخ عبد القادر الذي أخذ غدرا بعد انتهاء المعركة وبعدما سلبت ممتلكاتهم وأراضيهم الزراعية من طرف الاستعمار وضيق عليهم الخناق قاموا بالهجرة إلى مدينة نفطة والجريد بتونس رفقة عائلة وأقارب الشيخ عبد الحفيظ الخنقي، وبعد سنوات عاد البعض منهم إلى الحوش أين ولد البخاري وتربى على حب هذا الوطن العزيز.
تعليمـه:
كباقي أفراد الشعب الجزائري تعلم القرآن وعلوم الدين على يد شيوخ المنطقة وبعدها سبح في بحر الكتب فألم بقواعد اللغة العربية وعلم الفلك والجبر وأتجه نحو أصول الفقه والحديث والمواريث وعدة علوم أخرى فكان عصامي التعليم وكان الكتاب رفيق دربه إلى أن وافته المنية.
نشاطه قبل الثورة:
نظرا لتكوينه الفطري ولشغفه الكبير لتعلم العلم ومجالسة العلماء كان ميلاد جمعية العلماء المسلمين يمثل له النور المضيء في عتمة ذلك الزمان ،حيث كان دائم الاتصال ببعض أعضائها خاصة منهم الشيخ عبد المجيد بن حبة وفي بعض الأحيان الشيخ الطيب العقبى وذلك كلما سنحت الفرصة عند قدومه من الجزائر العاصمة.
حيث ساهم البخاري نورالدين في نشاط هذه الجمعية بالتوعية الدينية للأجيال الصاعدة وبث الروح الوطنية فيها كما ساهم في فتح الكتاتيب وإلقاء بعض الدروس فيها كلما سمحت له الفرصة بذلك. كما التقى بالشيخ البشير الإبراهيمي مرتين إحداها ببسكرة في شهر نوفمبر 1948 عند قدوم هذا الأخير إلى تشييع جنازة الدكتور أحمد الشريف سعدان (الحكيم سعدان) والثانية بطولقة عند زيارته للزاوية العثمانية.
كما أنضم أيضا لفوج الكشافة الإسلامية الجزائرية حيث كان على اتصال وتنسيق دائم مع العضو النشط في فوج مدينة بسكرة المرحوم حساني الحاج بن الجيلاني.
وبالنسبة للأحزاب السياسية فقد كان من الأوائل الذين انضموا إلى حزب الشعب الجزائري وهذا رفقة إخوانه في النضال بقرية الحوش حيث كون لجنة ضمت معه : عبد القائم سعيدي ،دريدي رحال ، محمد بركان ، لهلالي قدور ، وحشاني بن عمار بن أحمد ،وبعد ظهور النزاع في صفوف حزب الشعب بين مصالي الحاج والمعارضة بقيادة لمين دباغين وظهور المنظمة الخاصة في بداية سنة 1947 إنضمت اللجنة إلى المنظمة حيث واصلت عملها على زرع الروح الوطنية وروح التحرر لتهيئة الشباب إلى ثورة مقبلة تهز أركان العدو، و كان العمل بالتنسيق الدائم والمنتظم مع رفقاء النضال من مدينة بسكرة خاصة منهم بركات لعرافي والصيدلي قارابغلي وإخوانهم من مناضلي حزب الشعبي الجزائري ثم المنظمة الخاصة.
حيث كانوا ينضمون الإتصالات بين مناطق الجنوب وخاصة مدينة ورقلة وبين منطقة الأوراس وكذلك القيام بعقد لقاءات دورية سياسية وطنية تحررية ،جمع التبرعات والاشتراكات وتمرير الأسلحة والذخيرة من الجنوب إلى منطقة الأوراس.
نشاطه خلال الثورة:
مع بداية سنة 1955 إنضم البخاري نورالدين إلى المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني في لجنة ضمن أعضائها الأخوة الوردي قصباية مجاهد ،عبد القادر نورالدين شهيد ،سعيدي عبد القائم شهيد ،محمد نورالدين (بلحاج) مجاهد ،ثم عين من طرف المجاهد عمار نويوة كمسؤول لخلية الأخبار والاتصال بالقسمة 2 الناحية 4 المنطقة 2 الولاية الأولى ،وفي أوائل شهر مارس 1960 عين أيضا ممثلا لفرع القضاء من طرف قاضي الناحية نيابة عمر دبابي وواصل عمله في خدمة الوطن إلى أن ألقي عليه القبض من طرف الاستعمار يوم: 18/10/1960، حيث بقي تحت التعذيب بمركز المكتب الثاني الفرنسي(C.T.T) إلى غاية: 26/11/1960 أين تم نقله إلى سجن بني مرة بسكرة وفي يوم: 19/12/1960 تم ترحيله إلى سجن باتنة أين حكم عليه بأربع سنوات سجن من طرف المحكمة العسكرية بتاريخ: 16/01/1961 وحول يوم : 13/04/1961 إلى سجن الكدية بقسنطينة.
حيث واصل نضاله بالسجن وعين عضوا باللجنة مكلفا بمراقبة الرسائل وتقديم التقارير عن الوضعية داخل السجن، حيث كان يقوم بقراءة الرسائل بحيث لا تسلم الرسائل من وإلى السجناء إلا بعد الإطلاع على فحواها والتأكد من سلامة مضمونها.
كما تعرض أيضا رفقة إخوانه السجناء لمحاولة قتل جماعية وذلك بتسميم الطعام من طرف بعض اليهود العاملين بمطبخ السجن، لكن باءت المحاولة بالفشل وذلك لتسرب الخبر إلى لجنة السجن التابعة لجيش التحرير الوطني عن طريق أحد أطباء الصليب الأحمر الفرنسي الذي كان مساندا لثورة التحرير الوطني ومناضلا في صفوفها ،حيث كان يوصل بانتظام الأوامر والتعليمات من القادة في جيش وجبهة التحرير الوطني إلى لجنة السجن وأيضا المعلومات والوقائع من لجنة السجن إلى المسؤولين خارج السجن، وهذا خلال الزيارات الدورية لتفقد الحالة الصحية للمساجين.
بناء على هذه المعلومة قام المجاهدين السجناء بإضراب عن الطعام طالبين التحقيق في هذه العملية مما أدى إلى تدخل مسؤولي السجن وتغييـر طاقم المطبخ.
كما قام أيضا رفقة مجموعة من السجناء بمحاولة للهرب من السجن وذلك بحفر نفق يؤدي إلى خارج السجن ولم يحالفهم الحظ حيث تم اكتشافهم من طرف العدو، وفي يوم : 27/03/1962 تم قصف السجن من طرف منظمة الجيش السري الفرنسي (O.A.S) وأصيب بجروح طفيفة وأثناء القيام بنقل الجرحى إلى المستشفى كانت فرصة البخاري نورالدين للفرار من السجن وفي يوم: 30/03/1962 عاد إلى قرية الحوش، وأعيد تعينه عضوا للجنة مكلفا بالقضاء من طرف المجاهد: مصطفى تمقلين قاضي الناحية حيث واصل مهمته بفرع القضاء لعدة شهور بعد الاستقلال.
وبعد ذلك واصل نضاله بإنخراطه في جمعية قدماء المساجين وحزب جبهة التحرير الوطني وبقي مناضلا في خدمة الوطن إلى أن وافته المنية يوم: 10 مارس 1980.
عبد الكريم نورالدين
......ولمن يريد الاطلاع اكثر هذا رابط الملف كاملا مرفق به الوثائق والصور
http://www.4shared.com/office/BLlAksCs/_____2.html
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: يقول الله تعالى: ( ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون) .
في يوم من أيام العز سبحت في أعماق التاريخ ورأيت جحافل المجاهدين وهي تحمل الجزائر في قلوبها وتحمي ترابها بدمائها فعرفت أن الجزائر ستنتصر لا محالة , وعلامات الانتصار بادية على وجوه الشهداء الذين صدقوا ما عاهدوا الله عليه وعلى وجوه أبناء هذا الشعب من المجاهدين والصادقين الذين احتضنوا المولود الجديد في أول نوفمبر,فكان شعارهم الله اكبر وكلمة سرهم :إن تنصروا الله ينصركم , ونشيدهم النصر أو الشهادة وبطاقة تعريفهم تحيا الجزائر .فكيف لفئة من أمثال هؤلاء لا ينتصرون أولا ينصرون؟ * يقول الله تعالى ( إن تنصروا الله ينصركم ويثبت إقدامكم ).
من هنا من هذه الأرض الطاهرة كانت البداية وسقطت أولى القطرات التي أزهرت وأثمرت حرية ما مثلها حرية فكانت الدماء عربون التلاقي بين الاوراس و هذه القرية التي أبت إلا أن تكون واحدة من القرى التي تدفع بالثورة إلى الإمام ,فكان لها النصيب في الحرمان ومن ثم التهجير و الإخلاء والانتقام .
لابد من استقاء التاريخ من أفواه صانعيه ونقشه في ذاكرة الأجيال حتى لا يذهب طي النسيان .إن جيلا لا يعرف تاريخه وماضيه لتراه اوهن من بيت العنكبوت (و إن اوهن البيوت لبيت العنكبوت).وأما المتشبع بالماضي المتطلع الى المستقبل فمثله كالسنبلة تنحني عند العواصف ولا ينكسر ساقها.
لاشك أن المحنة تلد الهمة وهذا ما بدا واضحا وجليا في أبناء هذه البلدة الذين نمت فيهم الهمة فأنجبت عزيمة من فولاذ فتحدوا كل الصعاب وراحوا يبحثون عن العزة في ميدان الوغى والكرامة تحت أفواه البنادق ,يطلبون الشهادة فكان لهم النصر, علت أفواههم صيحات الله اكبر فملأت أرجاء البلاد واهتزت لها الجبال وطربت لها الملائكة في السموات فنزلت السكينة في القلوب وأستقام التصويب والتسديد . يقول الله تعالى : ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى ).
المجد والخلود لشهدائنا الابرار ولكل من اخلص للجزائر بدون من ولا افتخار
من مجاهدين ومواطنين اخيار كانت لهم الجزائر هي الخيار فنعم الاختيار.
مقدمــــة
مساهمة منا في الحفاظ على ذاكرة الشعب الجزائري وحرصا على كتابة تاريخ نضاله وبطولاته في الكفاح و الصمود ضد الاستعمار وأيضا حتى نشارك في كتابة التاريخ الثوري لبلدية الحوش ،رأينا نحن أبناء البخاري نورالدين, وتحت إشراف الأخ المجاهد عيسى وهاب أمين قسمة المجاهدين لبلدية الحوش ،أن نقوم بهذه المساهمة البسيطة وذلك بكتابة المسيرة النضالية لوالدنا البخاري نورالدين وهذا اعتمادا على ما ترك لنا من معلومات مكتوبة ،وأيضا الوقائع التي سردها علينا شفويا خلال حياته ،كذلك بعد الاتصال بمن عايشوا تلك الفترة من حياته وعملوا معه من مجاهدي ومناضلي المنطقة ،وقد دعمنا هذه النبذة ببعض الرسائل المتبقية شاهدا على تلك الفترة من الزمن ،فبعض هذه الرسائل لازال مرسلوها أحياء بارك الله في أعمارهم وأبقاهم ذخرا للجزائر وبعضها مرسلة من طرف من انعم الله عليهم بالشهـادة رحمهم الله وأسكنهم فسيـح جنـــانه.
تحيا الجزائر والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار
وعاشت الجزائر حرة مستقلة
الحوش في 10 أكتوبر2000
البخاري نورالدين : مسيرة رجل وحياة ثورة
نسبــه:
في سنة 1909 بقرية الحوش ولاية بسكرة، ولد البخاري نورالدين ابن محمد بن نورالدين و العطرة بنت محمد الصالح نورالدين، حيث ينحدر من أسرة الولي الصالح سيدي نورالدين والذي اتحذت العائلة لقبها من اسمه والمشهود لها بالمحافظة كما يتسم كل أفرادها بحفظهم للقرآن الكريم وتفقههم في علوم الدين ،كما أنها أيضا كانت عائلة ثورية شاركت في المقاومة الوطنية و خاصة ثورة الزعاطشة ،حيث انضمت هذه العائلة تحت لواء الشيخ سيدي عبد الحفيظ الخنقي وهبوا جميعا لنصرة الشيخ بوزيان، والتقى المجاهدون بقوات الاستعمار بوادي براز وكان النصر حليف المجاهدين حيث تمكنوا من القضاء على عدد كبير من جنود الاحتلال وضباطه وعلى رأسهم قائد الجيش الرائد سان جرمان الذي سقط قتيلا في هذه المعركة، ثم انسحب المجاهدون بقيادة الشيخ سيدي عبد الحفيظ الخنقي منتصرين. وسقط خلال هذه المعركة شهيدين من أفراد هذه الأسرة وهما الشيخ محمد الصغير بن أحمد بن الحاج شيخ الزاوية القادرية ، وأخيه الشيخ عبد القادر الذي أخذ غدرا بعد انتهاء المعركة وبعدما سلبت ممتلكاتهم وأراضيهم الزراعية من طرف الاستعمار وضيق عليهم الخناق قاموا بالهجرة إلى مدينة نفطة والجريد بتونس رفقة عائلة وأقارب الشيخ عبد الحفيظ الخنقي، وبعد سنوات عاد البعض منهم إلى الحوش أين ولد البخاري وتربى على حب هذا الوطن العزيز.
تعليمـه:
كباقي أفراد الشعب الجزائري تعلم القرآن وعلوم الدين على يد شيوخ المنطقة وبعدها سبح في بحر الكتب فألم بقواعد اللغة العربية وعلم الفلك والجبر وأتجه نحو أصول الفقه والحديث والمواريث وعدة علوم أخرى فكان عصامي التعليم وكان الكتاب رفيق دربه إلى أن وافته المنية.
نشاطه قبل الثورة:
نظرا لتكوينه الفطري ولشغفه الكبير لتعلم العلم ومجالسة العلماء كان ميلاد جمعية العلماء المسلمين يمثل له النور المضيء في عتمة ذلك الزمان ،حيث كان دائم الاتصال ببعض أعضائها خاصة منهم الشيخ عبد المجيد بن حبة وفي بعض الأحيان الشيخ الطيب العقبى وذلك كلما سنحت الفرصة عند قدومه من الجزائر العاصمة.
حيث ساهم البخاري نورالدين في نشاط هذه الجمعية بالتوعية الدينية للأجيال الصاعدة وبث الروح الوطنية فيها كما ساهم في فتح الكتاتيب وإلقاء بعض الدروس فيها كلما سمحت له الفرصة بذلك. كما التقى بالشيخ البشير الإبراهيمي مرتين إحداها ببسكرة في شهر نوفمبر 1948 عند قدوم هذا الأخير إلى تشييع جنازة الدكتور أحمد الشريف سعدان (الحكيم سعدان) والثانية بطولقة عند زيارته للزاوية العثمانية.
كما أنضم أيضا لفوج الكشافة الإسلامية الجزائرية حيث كان على اتصال وتنسيق دائم مع العضو النشط في فوج مدينة بسكرة المرحوم حساني الحاج بن الجيلاني.
وبالنسبة للأحزاب السياسية فقد كان من الأوائل الذين انضموا إلى حزب الشعب الجزائري وهذا رفقة إخوانه في النضال بقرية الحوش حيث كون لجنة ضمت معه : عبد القائم سعيدي ،دريدي رحال ، محمد بركان ، لهلالي قدور ، وحشاني بن عمار بن أحمد ،وبعد ظهور النزاع في صفوف حزب الشعب بين مصالي الحاج والمعارضة بقيادة لمين دباغين وظهور المنظمة الخاصة في بداية سنة 1947 إنضمت اللجنة إلى المنظمة حيث واصلت عملها على زرع الروح الوطنية وروح التحرر لتهيئة الشباب إلى ثورة مقبلة تهز أركان العدو، و كان العمل بالتنسيق الدائم والمنتظم مع رفقاء النضال من مدينة بسكرة خاصة منهم بركات لعرافي والصيدلي قارابغلي وإخوانهم من مناضلي حزب الشعبي الجزائري ثم المنظمة الخاصة.
حيث كانوا ينضمون الإتصالات بين مناطق الجنوب وخاصة مدينة ورقلة وبين منطقة الأوراس وكذلك القيام بعقد لقاءات دورية سياسية وطنية تحررية ،جمع التبرعات والاشتراكات وتمرير الأسلحة والذخيرة من الجنوب إلى منطقة الأوراس.
نشاطه خلال الثورة:
مع بداية سنة 1955 إنضم البخاري نورالدين إلى المنظمة المدنية لجبهة التحرير الوطني في لجنة ضمن أعضائها الأخوة الوردي قصباية مجاهد ،عبد القادر نورالدين شهيد ،سعيدي عبد القائم شهيد ،محمد نورالدين (بلحاج) مجاهد ،ثم عين من طرف المجاهد عمار نويوة كمسؤول لخلية الأخبار والاتصال بالقسمة 2 الناحية 4 المنطقة 2 الولاية الأولى ،وفي أوائل شهر مارس 1960 عين أيضا ممثلا لفرع القضاء من طرف قاضي الناحية نيابة عمر دبابي وواصل عمله في خدمة الوطن إلى أن ألقي عليه القبض من طرف الاستعمار يوم: 18/10/1960، حيث بقي تحت التعذيب بمركز المكتب الثاني الفرنسي(C.T.T) إلى غاية: 26/11/1960 أين تم نقله إلى سجن بني مرة بسكرة وفي يوم: 19/12/1960 تم ترحيله إلى سجن باتنة أين حكم عليه بأربع سنوات سجن من طرف المحكمة العسكرية بتاريخ: 16/01/1961 وحول يوم : 13/04/1961 إلى سجن الكدية بقسنطينة.
حيث واصل نضاله بالسجن وعين عضوا باللجنة مكلفا بمراقبة الرسائل وتقديم التقارير عن الوضعية داخل السجن، حيث كان يقوم بقراءة الرسائل بحيث لا تسلم الرسائل من وإلى السجناء إلا بعد الإطلاع على فحواها والتأكد من سلامة مضمونها.
كما تعرض أيضا رفقة إخوانه السجناء لمحاولة قتل جماعية وذلك بتسميم الطعام من طرف بعض اليهود العاملين بمطبخ السجن، لكن باءت المحاولة بالفشل وذلك لتسرب الخبر إلى لجنة السجن التابعة لجيش التحرير الوطني عن طريق أحد أطباء الصليب الأحمر الفرنسي الذي كان مساندا لثورة التحرير الوطني ومناضلا في صفوفها ،حيث كان يوصل بانتظام الأوامر والتعليمات من القادة في جيش وجبهة التحرير الوطني إلى لجنة السجن وأيضا المعلومات والوقائع من لجنة السجن إلى المسؤولين خارج السجن، وهذا خلال الزيارات الدورية لتفقد الحالة الصحية للمساجين.
بناء على هذه المعلومة قام المجاهدين السجناء بإضراب عن الطعام طالبين التحقيق في هذه العملية مما أدى إلى تدخل مسؤولي السجن وتغييـر طاقم المطبخ.
كما قام أيضا رفقة مجموعة من السجناء بمحاولة للهرب من السجن وذلك بحفر نفق يؤدي إلى خارج السجن ولم يحالفهم الحظ حيث تم اكتشافهم من طرف العدو، وفي يوم : 27/03/1962 تم قصف السجن من طرف منظمة الجيش السري الفرنسي (O.A.S) وأصيب بجروح طفيفة وأثناء القيام بنقل الجرحى إلى المستشفى كانت فرصة البخاري نورالدين للفرار من السجن وفي يوم: 30/03/1962 عاد إلى قرية الحوش، وأعيد تعينه عضوا للجنة مكلفا بالقضاء من طرف المجاهد: مصطفى تمقلين قاضي الناحية حيث واصل مهمته بفرع القضاء لعدة شهور بعد الاستقلال.
وبعد ذلك واصل نضاله بإنخراطه في جمعية قدماء المساجين وحزب جبهة التحرير الوطني وبقي مناضلا في خدمة الوطن إلى أن وافته المنية يوم: 10 مارس 1980.
عبد الكريم نورالدين
......ولمن يريد الاطلاع اكثر هذا رابط الملف كاملا مرفق به الوثائق والصور
http://www.4shared.com/office/BLlAksCs/_____2.html