منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


mohamed2600

mohamed2600

طاقم المشرفين
رقم العضوية :
33151
البلد/ المدينة :
medea
العَمَــــــــــلْ :
تاجر
المُسَــاهَمَـاتْ :
8699
نقاط التميز :
11811
التَـــسْجِيلْ :
27/01/2012
عمير بن وهب

رضي الله عنه


والذي نفسي بيده لخنزير كان أحبَّ إليَّ من عمير حين طلع "
" علينا ولهو اليوم أحبُّ إلي من بعض ولدي
عمر بن الخطاب
عمير بن وهب الجُمَحي كان يلقبه أهل مكة بشيطان قريش ، وبعد إسلامه أصبح حواريّ
باسل من حواريِّ الإسلام ولاءه الدائم للرسول -صلى الله عليه وسلم- والمسلمين .
يوم بدر.. ... وفي يوم بدر كان واحدا من قادة المشركين الذين حملوا سيوفهم ليجهزوا على الإسلام ، كان حديد البصر محكم التقدير ، ندبه قومه ليستطلع لهم عدد المسلميـن ، وإذا كان من ورائهم كميـن أو مـدد ، فعاد من معسكـر المسلميـن قائلا لقومه إنهم ثلاثمائة رجل ، يزيدون قليلا أو ينقصون ) وسألوه هل وراءهم أمداد لهم ) فقال لم أجد وراءهم شيئا ، ولكن يا معشر قريش رأيت المطايا تحمل الموت الناقع ، قوم ليس معهم مَنَعة ولا ملجـأ إلا سيوفهم ، والله ما أرى أن يقتل رجـل منهم حتى يقتل رجلا منكم ، فإذا أصابوا منكم مثل عددهم ، فما خير العيش بعد ذلك ؟ فانظروا رأيكم ) وتأثر الرجال بقوله وكادوا يعودون الى مكة ، لولا أبو جهل الذي أضرم نار الحقد في نفوسهم فكان هو أول قتلاها وعادت قريش مهزومة ، كما خلّف عمير وراءه ابنه في الأسر .
المؤامرة ..... وذات يوم جلس عمير بن وهب مع ابن عمه صفوان بن أمية ، وكان حقد صفوان على المسلمين كبيرا فقد قتل أباه أمية بن خلف في بدر ،فقال صفوان وهو يتذكر قتلى بدر والله ما في العيش بعدهم خير ) فقال له عمير صدقت ، ووالله لولا دَيْن عليّ لا أملك قضاءه ، وعيال أخشى عليهم الضيعة بعدي لركبت الى محمد حتى أقتله ، فإن لي عنده عِلّة أعتَلّ بها عليه : أقول قدمت من أجل ابني هذا الأسير ) فاغتنمها صفوان وقال عليّ دَيْنك ، أنا أقضيه عنك ، وعيالُك مع عيالي أواسيهم ما بقوا ) فقال له عمير إذن فاكتم شأني وشأنك ) ثم أمر عمير بسيفه فشُحذ له وسُمَّ ، ثم انطلق حتى قدم المدينة
قدوم المدينة... .. وبينما عمر بن الخطاب في نفر من المسلمين يتحدثون عن يوم بدر ، ويذكرون ما أكرمهم الله به ، إذ نظر عمر فرأى عمير بن وهب قد أناخ راحلته على باب المسجد متوشحا سيفه ، فقال هذا الكلب عدو الله عمير بن وهب ، والله ما جاء إلا لشر ، فهو الذي حرّش بيننا وحَزَرنا للقوم يوم بدر ) ثم دخل عمر على الرسول -صلى الله عليه وسلم- فقال يا نبي الله هذا عدو الله عمير بن وهب قد جاء مُتَوشحا سيفه ) قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- أدخله علي ) فأقبل عمر حتى أخذ بحمالة سيفه في عُنُقه ، وقال لرجال ممن كانوا معه من الأنصار ادخلوا على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فاجلسوا عنده واحذروا عليه من هذا الخبيث ، فإنه غير مأمون )
إسلامه. .. .. ودخل به عمر على النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو آخذ بحمالة سيفه في عُنقه ، فلما رآه الرسول قال دعه يا عمر ، ادْنُ يا عمير ) فدنا عمير وقال انعموا صباحا ) وهي تحية الجاهلية فقال له الرسول -صلى الله عليه وسلم- قد أكرمنا الله بتحية خير من تحيتك يا عمير ، بالسلام تحية أهل الجنة )فقال عمير أما والله يا محمد إن كُنتُ بها لَحديث عهد ) قال الرسول فما جاء بك يا عمير ؟) قال جئت لهذا الأسير الذي في أيديكم )قال النبي فما بال السيف في عُنُقك ؟) قال عمير قبَّحها الله من سيوف ، وهل أغنت عنّا شيئا ؟!) قال الرسول -صلى الله عليه وسلم- أصدقني يا عمير ، ما الذي جئت له ؟) قال ما جئت إلا لذلك )

قال الرسول الكريم بل قعدت أنت وصفوان بن أمية في الحجر فذكرتما أصحاب القليب من قريش ، ثم قلت 0 لولا دَيْن علي وعيال عندي لخرجت حتى أقتل محمدا ، فتحمّل لك صفوان بدينك وعيالك على أن تقتلني له ، والله حائل بينك وبين ذلك )وعندئذ صاح عمير أشهد أن لا إله إلا الله ، وأشهـد أنك رسول الله ، هذا أمـر لم يحضره إلا أنا وصفوان ، فوالله ما أنبأك به إلا الله ، فالحمـد لله الذي هداني للإسلام ) فقال الرسول لأصحابه فَقِّهوا أخاكم في الدين وأقرئوه القرآن ، وأطلقوا له أسيره )
النبأ المنتظر... .ومنذ غادر عمير بن وهب مكة الى المدينة راح صفوان ينتظر وهو فرحا مختالا ، وكلما سئل عن سبب فرحه يقول أبشروا بوقعة يأتيكم نبأها بعد أيام تُنسيكم بدر ) وكان يخرج كل صباح الى مشارف مكة ويسأل القوافل والركبان ألم يحدث بالمدينة أمر ؟) حتى لقي مسافر أجابه بلى حدث أمر عظيم ) وتهلَّلت أسارير صفوان وعاد يسأل الرجل ماذا حدث اقصص علي ؟) فأجابه الرجل لقد أسلم عمير بن وهب ، وهو هناك يتفقه في الدين ويتعلم القرآن ) ودارت الأرض بصفوان وأصبح حُطاما بهذا النبأ العظيم
العودة الى مكة أقبل عمير على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات يوم وقال يا رسول الله ، إني كنت جاهدا على إطفاء نور الله ، شديد الأذى لمن كان على دين الله عز وجل ، وإني لأحب أن تأذن لي فأقدُم مكة فأدعوهم الى الله تعالى ، والى رسوله والى الإسلام ، لعل الله يهديهم ، وإلا آذيتهم في دينهم كما كنت أوذي أصحابك في دينهم )

وبالفعل عاد عمير -رضي الله عنه- الى مكة وأول من لقيه كان صفوان بن أمية ، وما كاد يراه حتى هم بمهاجمته ، ولكن السيف المتحفز في يد عمير ردَّه الى صوابه ، فاكتفى بأن ألقى على سمع عمير بعض شتائمه ومضى في سبيله ، ودخل عمير مكة مسلما في روعة صورة عمر بن الخطاب يوم إسلامه ، وهكذا راح يعوض ما فاته ، فيبشر بالإسلام ليلا نهارا ، علانية وجهرا ، يدعو الى العدل والإحسان والخير ، وفي يمينه سيفه يُرهب به قطاع الطرق الذين يصدون عن سبيل الله من آمن به ، وفي بضعة أسابيع كان عدد الذين أسلموا على يد عمير يفوق عددهم كل تقدير ، وخرج بهم عمير -رضي الله عنه- الى المدينة بموكب مُهلل مُكبر.
فتح مكة..... وفي يوم الفتح العظيم ، لم ينس عمير صاحبه وقريبه صفوان ، فراح إليه يُناشده الإسلام ويدعوه إليه ، بيد أن صفوان شدّ رحاله صوب جدّة ليبحر منها الى اليمن ، فذهب عمير الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقال له يا نبي الله ، إن صفوان بن أمية سيد قومه ، وقد خرج هاربا منك ليقذف نفسه في البحر ، فأمِّـنه صلى الله عليك ) فقال النبي هو آمن )قال يا رسول الله فأعطني آية يعرف بها أمانك )فأعطاه الرسول -صلى الله عليه وسلم- عمامته التي دخل فيها مكة
فخرج بها عمير حتى أدرك صفوان فقال يا صفوان فِداك أبي وأمي ، الله الله في نفسك أن تُهلكها ، هذا أمان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد جئتك به ) قال له صفوان وَيْحَك ، اغْرُب عني فلا تكلمني ) قال أيْ صفوان فداك أبي وأمي ، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أفضـل الناس وأبـر الناس ، وأحلـم الناس وخيـر الناس ، عِزَّه عِزَّك ، وشَرَفه شَرَفـك ) قال إنـي أخاف على نفسـي ) قال هو أحلم من ذاك وأكرم )
فرجع معه حتى وقف به على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال صفوان للنبي الكريم إن هذا يزعم أنك قـد أمَّـنْتَنـي ) قال الرسـول -صلى الله عليه وسلم- صـدق ) قال صفـوان فاجعلني فيها بالخيار شهريـن ) فقـال الرسول -صلى الله عليه وسلم- أنت بالخيار فيه أربعة أشهر )وفيما بعد أسلم صفوان ، وسَعِدَ عمير بإسلامه أيما سعادة

 

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى