الشيخ نورالدين
عضو مساهم
- رقم العضوية :
- 27008
- البلد/ المدينة :
- biskra
- العَمَــــــــــلْ :
- معلم
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 182
- نقاط التميز :
- 472
- التَـــسْجِيلْ :
- 03/11/2011
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على اشرف المرسلين
إن الأمة الإسلامية إذ تحفل بالمولد النبوي الشريف تطرح الكثير من الأسئلة و توضع الكثير من علامات الاستفهام حول كيفية الاحتفال و هل حقا نحن نحتفل بهذا النبي الذي شرفه الله من فوق سبع سموات و مدحه في الكثير من الآيات .
إن الاحتفال بمولده صلى الله عليه و سلم ليس حلوى نأكلها أو أناشيد نرددها أو شمعة نضيئها أو مفرقعات نطلقها , إن الاحتفال يجب أن يكون وقفة طويلة عند رسالة سيدنا محمد و دوره و أخلاقه, إن الاحتفال بشخص معناه الاهتمام به و الاستماع إليه و الاستجابة له , و إنا لنود أن يكون الاحتفال بالمولد و بالرسول لائقا بعظمته و أن نقوم بعمل كبير جليل يليق بالمناسبة و أن نراجع أنفسنا لنصلح من مواقفنا و أن نعيد النظر في الكثير من أمور حياتنا لتستقيم و تصبح حياة جديرة بنا كمؤمنين و مسلمين و كأتباع للنبي الأمين عليه الصلاة و السلام إلى يوم الدين .
تعالوا نعود بالذاكرة إلى أيام كان العرب في مكة يعيشون في جو مشحون بالفساد و الظلم و أكل الربا و استحلال المحرمات بشتى أنواعها.
في بيت عبد المطلب بيت من اشرف البيوت تأتي البشرى على لسان الجارية ثويبة :انه ولد , و يصيح عبد المطلب شاكرا رب البيت الذي وهبه حفيدا و تعتق الجارية و يسميه عبد المطلب محمدا ليكون محمودا في السماء و الأرض .تقول أمه آمنة لحليمة السعدية: والله ما للشيطان عليه يا حليمة من سبيل , إن لابني هذا لشانا , أفلا أخبرك يا حليمة ؟ فتهتف حليمة بكل شوق و لهفة : اجل قولي يا آمنة. فانهمرت أم النبي تقول : و الله ما رأيت من حمل قط كان اخف من حمله و لا أيسر منه , و حين ولدته يا حليمة وقع و انه لواضع يديه على الأرض رافع رأسه إلى السماء.
إن آمنة أم النبي كانت ترى في الطفل صورة الرسول , و نحن نتساءل : هل كان لآمنة دور في تربيته و صقله و إعداده لما ينتظره من دور على مسرح الحياة؟
إن آمنة كانت مثالا رائعا للأمومة الحية النابضة , تعهدت الطفل النبي منذ غضارته,فحدثته عن أبيه و عن روعة حياته , وكيف كان أملا يرجى و أسطورة فذة للرجولة, وحدثته عن المجد و الجمال ,عن قصة الفدا المذهلة و كيف أن عيون قريش كلها كانت تقطر دما وتنظر من بعيد إلى شبح الموت القادم على ضوء النهار ليطوي تحت جناحيه شباب عبد الله و كيف أن هذه العيون الدامعة احتشدت من بعد بالفرحة و تألقت بأغاريد الخلاص.
و ما زالت به هكذا تصب في أذنيه ملاحم القوة و أناشيد البطولة و ذكريات الفدى حتى استوت للطفل الواعد شخصية تنبيء عن غد رجولي باسل و فريد و حين شارف سن السادسة رأت فيه بوادر النضوج أصرت لان الدور هكذا يحتم عليها أن تزور قبر أبيه , و تألقت دمعات الفرح على وجنتي الصبي , انه سيرى القبر الذي يرقد فيه الحنان الأعظم , سيرى قبر أبيه الذي لم يره و الذي طالما حدثته عن أيامه و لياليه أمه الساهرة على كلاءته.
و أخذت ألام وليدها لتريه البيت الذي مرض فيه أبوه و القبر الذي دفن فيه, و عادت بمحمد و هي صامتة و حين تخاذلت ذراعاها عن صدر الفتى المبهور تلفت إليها فيما يشبه الروع, فضمته إليها في حنان ثم انطلقت في صوت خافت تتمتم : كل حي ميت و كل جديد بال و كل كبير يفنى و أنا ميتة و ذكري باق , فقد تركت خيرا وولدت طهرا ثم طواها بعد ذلك صمت ابدي رهيب.
لقد انعكس حب الرسول عليه الصلاة و السلام الغامر لامه الراحلة على كل أم في هذا الوجود فدأب على توعية الملايين بما للأمومة من حرمة و ما لمكانتها من جلال و يظهر ذلك من خلال الأحاديث النبوية الشريفة الكثيرة في بر الوالدين . فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : رغم انفه ,ثم غم انفه ثم رغم انفه قيل من يا رسول الله ؟ قال من أدرك والداه عند الكبر أحداهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة.)
جزاك الله عنا كل خير يا آمنه بنت وهب , حقا لقد ولدت طهرا و تركت خيرا و ها هو ذكرك باق إلى أن تقوم الساعة. و صلى الله و سلم على المبعوث رحمة للعالمين و الحمد لله رب العالمين.
منقول بتصرف
إن الأمة الإسلامية إذ تحفل بالمولد النبوي الشريف تطرح الكثير من الأسئلة و توضع الكثير من علامات الاستفهام حول كيفية الاحتفال و هل حقا نحن نحتفل بهذا النبي الذي شرفه الله من فوق سبع سموات و مدحه في الكثير من الآيات .
إن الاحتفال بمولده صلى الله عليه و سلم ليس حلوى نأكلها أو أناشيد نرددها أو شمعة نضيئها أو مفرقعات نطلقها , إن الاحتفال يجب أن يكون وقفة طويلة عند رسالة سيدنا محمد و دوره و أخلاقه, إن الاحتفال بشخص معناه الاهتمام به و الاستماع إليه و الاستجابة له , و إنا لنود أن يكون الاحتفال بالمولد و بالرسول لائقا بعظمته و أن نقوم بعمل كبير جليل يليق بالمناسبة و أن نراجع أنفسنا لنصلح من مواقفنا و أن نعيد النظر في الكثير من أمور حياتنا لتستقيم و تصبح حياة جديرة بنا كمؤمنين و مسلمين و كأتباع للنبي الأمين عليه الصلاة و السلام إلى يوم الدين .
تعالوا نعود بالذاكرة إلى أيام كان العرب في مكة يعيشون في جو مشحون بالفساد و الظلم و أكل الربا و استحلال المحرمات بشتى أنواعها.
في بيت عبد المطلب بيت من اشرف البيوت تأتي البشرى على لسان الجارية ثويبة :انه ولد , و يصيح عبد المطلب شاكرا رب البيت الذي وهبه حفيدا و تعتق الجارية و يسميه عبد المطلب محمدا ليكون محمودا في السماء و الأرض .تقول أمه آمنة لحليمة السعدية: والله ما للشيطان عليه يا حليمة من سبيل , إن لابني هذا لشانا , أفلا أخبرك يا حليمة ؟ فتهتف حليمة بكل شوق و لهفة : اجل قولي يا آمنة. فانهمرت أم النبي تقول : و الله ما رأيت من حمل قط كان اخف من حمله و لا أيسر منه , و حين ولدته يا حليمة وقع و انه لواضع يديه على الأرض رافع رأسه إلى السماء.
إن آمنة أم النبي كانت ترى في الطفل صورة الرسول , و نحن نتساءل : هل كان لآمنة دور في تربيته و صقله و إعداده لما ينتظره من دور على مسرح الحياة؟
إن آمنة كانت مثالا رائعا للأمومة الحية النابضة , تعهدت الطفل النبي منذ غضارته,فحدثته عن أبيه و عن روعة حياته , وكيف كان أملا يرجى و أسطورة فذة للرجولة, وحدثته عن المجد و الجمال ,عن قصة الفدا المذهلة و كيف أن عيون قريش كلها كانت تقطر دما وتنظر من بعيد إلى شبح الموت القادم على ضوء النهار ليطوي تحت جناحيه شباب عبد الله و كيف أن هذه العيون الدامعة احتشدت من بعد بالفرحة و تألقت بأغاريد الخلاص.
و ما زالت به هكذا تصب في أذنيه ملاحم القوة و أناشيد البطولة و ذكريات الفدى حتى استوت للطفل الواعد شخصية تنبيء عن غد رجولي باسل و فريد و حين شارف سن السادسة رأت فيه بوادر النضوج أصرت لان الدور هكذا يحتم عليها أن تزور قبر أبيه , و تألقت دمعات الفرح على وجنتي الصبي , انه سيرى القبر الذي يرقد فيه الحنان الأعظم , سيرى قبر أبيه الذي لم يره و الذي طالما حدثته عن أيامه و لياليه أمه الساهرة على كلاءته.
و أخذت ألام وليدها لتريه البيت الذي مرض فيه أبوه و القبر الذي دفن فيه, و عادت بمحمد و هي صامتة و حين تخاذلت ذراعاها عن صدر الفتى المبهور تلفت إليها فيما يشبه الروع, فضمته إليها في حنان ثم انطلقت في صوت خافت تتمتم : كل حي ميت و كل جديد بال و كل كبير يفنى و أنا ميتة و ذكري باق , فقد تركت خيرا وولدت طهرا ثم طواها بعد ذلك صمت ابدي رهيب.
لقد انعكس حب الرسول عليه الصلاة و السلام الغامر لامه الراحلة على كل أم في هذا الوجود فدأب على توعية الملايين بما للأمومة من حرمة و ما لمكانتها من جلال و يظهر ذلك من خلال الأحاديث النبوية الشريفة الكثيرة في بر الوالدين . فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : رغم انفه ,ثم غم انفه ثم رغم انفه قيل من يا رسول الله ؟ قال من أدرك والداه عند الكبر أحداهما أو كلاهما ثم لم يدخل الجنة.)
جزاك الله عنا كل خير يا آمنه بنت وهب , حقا لقد ولدت طهرا و تركت خيرا و ها هو ذكرك باق إلى أن تقوم الساعة. و صلى الله و سلم على المبعوث رحمة للعالمين و الحمد لله رب العالمين.
منقول بتصرف