djoudi hachemi
عضو متميز
- رقم العضوية :
- 2696
- البلد/ المدينة :
- setif
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 1665
- نقاط التميز :
- 2554
- التَـــسْجِيلْ :
- 07/10/2010
إن ظاهرة التدخين كثرت هذه الأيام بين طلاب المدارس فهي تدق ناقوس الخطر حول الوضع الخلقي بالمدرسة.
اليوم اصبح من الطبيعي ان تجد طالب المدرسة يدخن ... بعلم اهله او بدون معرفتهم ... هي بكل بساطة موضى او عدوى ..
في البداية يشعر المراهق ان السيجارة هي بداية احساسه بالرجولة .... فهو لم يعد طفل ويحق له تقليد الكبار
والبعض يرى ان الشاب المدخن يلفت نظر الفتيات اليه اكثر .... قد يكون ذلك صحيح.....
هناك من أخذ عادة التدخين من المنزل حين ينشأ في بيئة من المدخنين ... ومنهم من تعلم التدخين من الاصدقاء الذين ألحوا عليه بتشجيعهم .... وبعد اول سيجارة .... أصبحت عادة وادمان ..
والمشكلة ان المدرسة او الجامعة تشكل مكان مناسب لممارسة التدخين بعيداً عن رقابة الاهل ولو ان الامر بالنهاية لن يبقى سراً ....
كنت قد قرات تحقيق طويل عن هذه الظاهرة .... ملخصه بعض الاسئلة التالية .....
- في أي سن بدات بالتدخين .... وهل كنت تفعل ذلك سراً أم علناً ؟
- هل تذكر حين دخنت اول سيجارة ....من دفعك لذلك؟... وما كان شعورك عندها ... ؟
- هل تعتقد ان بامكان الاهل منع ابنائهم من التدخين وكيف ذلك ؟.... هل من حقهم التفتيش في امتعتهم مثلاً لمنع هذه الظاهرة؟
- " التدخين ممتع جداً ......." كيف تحمي نفسك وتمنعها من ممارسة هذه المتعة وانت ترى المدخنين حولك في كل مكان ؟
- لو كنت انت اب .... كيف تتصرف لو علمت ان ابنك من المدخنين ... بالقسوة والعقاب ام بالتفاهم .. هل تعتقد ان التفاهم ينفع مع المراهقين ... ؟
لا يجب علينا حل المشكلة في الوقت الراهن، فالمفروض أن نعالج مسببات هذه الظاهرة.
هناك انهزام المدرسة في وجه التدمير الإعلامي وما يقوم به ويروجه من صور إباحية وثقافة استهلاكية وقيم رخيصة، للأسف انهزمت وهي الحصن الحصين للمبادئ والأخلاق أمام إغراءات تجار الأعراض والفساد بكل أنواعه وأشكاله. فقد أصبحت المدرسة عاجزة عن القيام بدورها باعتبارها فضاء للتكوين المعرفي والتربوي والتحصين العقدي والخلقي والنفسي. فلا يمكن أن نتحدث عن إصلاح نظام التربية والتكوين وإصلاح المناهج والبرامج والتلاميذ بصفة عامة دون أن تعاد للمدرسة هيبتها وحرمتها وتعاد لها وظائفها التربوية.
المعلم إستقال لأنه أصبح يرى أن الكل ضده .
بعد ما كان المعلم موجها مرشدا ناصحا اصبح يقدم الدرس و انتهى لان كل الصلاحيات نزعت منه فاصبح يحاكم في المحاكم كأنه مجرم .
فإذا ذهبنا أمام أي متوسطة أو ثانوية أو حتى ابتدائية فإنك دون شك ودون عناء ستجد في مكان ما قربها وربما ببابها مروجي التبغ بشتى أنواعه من داخل المدرسة (الطلبة) أو من خارجها. وستجد عشرات التلاميذ قد وقفوا في فترة الاستراحة يقتنون حاجياتهم اليومية من الدخان، هذا طبعاً بعد امتطاء السور المدرسي، في حين قد يفضل بعضهم الاستتار داخل المراحيض سواء في فترة الاستراحة أو بعد استئذان الأستاذ لقضاء الحاجة.
هذه بعض اللقطات تشهد على تردي الواقع الخلقي داخل مؤسساتنا التربوية وتؤكد على درجة اهتزاز صورة المدرسة والمدرس عند المتعلمين، وهي صورة تعمق الهوة وأزمة الثقة تدريجيا بين المجتمع والمدرسة، وقد نحتاج إلى أسفار وتحقيقات مطولة لسردها عبر وقائع تفصيلية وشهادات معيشة سواء من لدن المربين أو من لدن المسؤولين.
إنها صور ومشاهد تضع أكثر من سؤال حول المصداقية التربوية لنظامنا التربوي.
ودون شك فإن المسؤولية عن هذا الواقع مسؤولية مركبة ومشتركة تتقاطع فيها عدة أطراف:
أولاً: السلطات الحكومية فيما يتعلق بالمحافظة على هيبة ووقار المدرسة وحمايتها من الخارج من بعض النماذج والممارسات التي تسيء إلى سمعتها.
ثانياً: السلطات التربوية من خلال حمايتها من الداخل من بعض السلوكيات التي لا تليق بالمدرسة والسعي إلى فرض أدنى حد من الانضباط لمعايير السلوك اللازم للتحصيل، ثم بإعادة النظر في المناهج والبرامج والوسائل والشروط المادية والتقنية اللازمة لإجراء العملية التربوية في أحسن وجه مما يجعل المدرسة فضاء محبوبا للتلميذ ويجعله يحس أنه منه وإليه. وبالخصوص من خلال التحصين الفكري والخلقي والتربوي من خلال التربية الدينية المتوازنة مما يقتضي العناية أكبر العناية بدرس التربية الإسلامية سواء من حيث الكم أم من حيث الكيف والنوع.
ثالثاً: الآباء بتوجيه أبنائهم وتعهد مسارهم الدراسي والخلقي من خلال الاتصال المستمر مع الإدارة التربوية التعليمية. فعليهم دور مهم ومركزي في تربية الأطفال وتوعيتهم بشأن كل ما يواجهونه من تطورات وتغييرات تطرأ على حياتهم, وكذلك توعيتهم بكل الأخطار التي تحدق بهم سواء من المجتمع أو من خارجه.
في الإصلاح القادم لنظام التربية والتكوين يكون بإصلاح الوضع الخلقي للمدرسة، فيهتم بإعادة الاعتبار لصورة المدرسة التي تنال منها بدرجة كبيرة هذه المظاهر الخلقية السلبية. فلا يجب أن تقف السلطات التربوية فقط عند الجوانب المعرفية وجوانب ملاءمته مع سوق العمل والإنتاج. لنا أن نأمل في أن يأخذ الإصلاح المنشود هذا الجانب بعين الاعتبار ونعمل على توفير الأسباب التي تمكن من بناء ما يمكن أن تخربه العوامل الخارجة عن المدرسة. فلا يجب على النظام التربوي أن يقنع بأن يبقى صورة تعكس الظواهر السلبية التي يعج بها المجتمع ومجالا لتفريخ صور أخرى من الانحراف.
نحن نأمل أن يكون النظام التربوي قاطرة للإصلاح، لأنه لا يمكن للظل أن يستقيم والعود أعوج.
اليوم اصبح من الطبيعي ان تجد طالب المدرسة يدخن ... بعلم اهله او بدون معرفتهم ... هي بكل بساطة موضى او عدوى ..
في البداية يشعر المراهق ان السيجارة هي بداية احساسه بالرجولة .... فهو لم يعد طفل ويحق له تقليد الكبار
والبعض يرى ان الشاب المدخن يلفت نظر الفتيات اليه اكثر .... قد يكون ذلك صحيح.....
هناك من أخذ عادة التدخين من المنزل حين ينشأ في بيئة من المدخنين ... ومنهم من تعلم التدخين من الاصدقاء الذين ألحوا عليه بتشجيعهم .... وبعد اول سيجارة .... أصبحت عادة وادمان ..
والمشكلة ان المدرسة او الجامعة تشكل مكان مناسب لممارسة التدخين بعيداً عن رقابة الاهل ولو ان الامر بالنهاية لن يبقى سراً ....
كنت قد قرات تحقيق طويل عن هذه الظاهرة .... ملخصه بعض الاسئلة التالية .....
- في أي سن بدات بالتدخين .... وهل كنت تفعل ذلك سراً أم علناً ؟
- هل تذكر حين دخنت اول سيجارة ....من دفعك لذلك؟... وما كان شعورك عندها ... ؟
- هل تعتقد ان بامكان الاهل منع ابنائهم من التدخين وكيف ذلك ؟.... هل من حقهم التفتيش في امتعتهم مثلاً لمنع هذه الظاهرة؟
- " التدخين ممتع جداً ......." كيف تحمي نفسك وتمنعها من ممارسة هذه المتعة وانت ترى المدخنين حولك في كل مكان ؟
- لو كنت انت اب .... كيف تتصرف لو علمت ان ابنك من المدخنين ... بالقسوة والعقاب ام بالتفاهم .. هل تعتقد ان التفاهم ينفع مع المراهقين ... ؟
لا يجب علينا حل المشكلة في الوقت الراهن، فالمفروض أن نعالج مسببات هذه الظاهرة.
هناك انهزام المدرسة في وجه التدمير الإعلامي وما يقوم به ويروجه من صور إباحية وثقافة استهلاكية وقيم رخيصة، للأسف انهزمت وهي الحصن الحصين للمبادئ والأخلاق أمام إغراءات تجار الأعراض والفساد بكل أنواعه وأشكاله. فقد أصبحت المدرسة عاجزة عن القيام بدورها باعتبارها فضاء للتكوين المعرفي والتربوي والتحصين العقدي والخلقي والنفسي. فلا يمكن أن نتحدث عن إصلاح نظام التربية والتكوين وإصلاح المناهج والبرامج والتلاميذ بصفة عامة دون أن تعاد للمدرسة هيبتها وحرمتها وتعاد لها وظائفها التربوية.
المعلم إستقال لأنه أصبح يرى أن الكل ضده .
بعد ما كان المعلم موجها مرشدا ناصحا اصبح يقدم الدرس و انتهى لان كل الصلاحيات نزعت منه فاصبح يحاكم في المحاكم كأنه مجرم .
فإذا ذهبنا أمام أي متوسطة أو ثانوية أو حتى ابتدائية فإنك دون شك ودون عناء ستجد في مكان ما قربها وربما ببابها مروجي التبغ بشتى أنواعه من داخل المدرسة (الطلبة) أو من خارجها. وستجد عشرات التلاميذ قد وقفوا في فترة الاستراحة يقتنون حاجياتهم اليومية من الدخان، هذا طبعاً بعد امتطاء السور المدرسي، في حين قد يفضل بعضهم الاستتار داخل المراحيض سواء في فترة الاستراحة أو بعد استئذان الأستاذ لقضاء الحاجة.
هذه بعض اللقطات تشهد على تردي الواقع الخلقي داخل مؤسساتنا التربوية وتؤكد على درجة اهتزاز صورة المدرسة والمدرس عند المتعلمين، وهي صورة تعمق الهوة وأزمة الثقة تدريجيا بين المجتمع والمدرسة، وقد نحتاج إلى أسفار وتحقيقات مطولة لسردها عبر وقائع تفصيلية وشهادات معيشة سواء من لدن المربين أو من لدن المسؤولين.
إنها صور ومشاهد تضع أكثر من سؤال حول المصداقية التربوية لنظامنا التربوي.
ودون شك فإن المسؤولية عن هذا الواقع مسؤولية مركبة ومشتركة تتقاطع فيها عدة أطراف:
أولاً: السلطات الحكومية فيما يتعلق بالمحافظة على هيبة ووقار المدرسة وحمايتها من الخارج من بعض النماذج والممارسات التي تسيء إلى سمعتها.
ثانياً: السلطات التربوية من خلال حمايتها من الداخل من بعض السلوكيات التي لا تليق بالمدرسة والسعي إلى فرض أدنى حد من الانضباط لمعايير السلوك اللازم للتحصيل، ثم بإعادة النظر في المناهج والبرامج والوسائل والشروط المادية والتقنية اللازمة لإجراء العملية التربوية في أحسن وجه مما يجعل المدرسة فضاء محبوبا للتلميذ ويجعله يحس أنه منه وإليه. وبالخصوص من خلال التحصين الفكري والخلقي والتربوي من خلال التربية الدينية المتوازنة مما يقتضي العناية أكبر العناية بدرس التربية الإسلامية سواء من حيث الكم أم من حيث الكيف والنوع.
ثالثاً: الآباء بتوجيه أبنائهم وتعهد مسارهم الدراسي والخلقي من خلال الاتصال المستمر مع الإدارة التربوية التعليمية. فعليهم دور مهم ومركزي في تربية الأطفال وتوعيتهم بشأن كل ما يواجهونه من تطورات وتغييرات تطرأ على حياتهم, وكذلك توعيتهم بكل الأخطار التي تحدق بهم سواء من المجتمع أو من خارجه.
في الإصلاح القادم لنظام التربية والتكوين يكون بإصلاح الوضع الخلقي للمدرسة، فيهتم بإعادة الاعتبار لصورة المدرسة التي تنال منها بدرجة كبيرة هذه المظاهر الخلقية السلبية. فلا يجب أن تقف السلطات التربوية فقط عند الجوانب المعرفية وجوانب ملاءمته مع سوق العمل والإنتاج. لنا أن نأمل في أن يأخذ الإصلاح المنشود هذا الجانب بعين الاعتبار ونعمل على توفير الأسباب التي تمكن من بناء ما يمكن أن تخربه العوامل الخارجة عن المدرسة. فلا يجب على النظام التربوي أن يقنع بأن يبقى صورة تعكس الظواهر السلبية التي يعج بها المجتمع ومجالا لتفريخ صور أخرى من الانحراف.
نحن نأمل أن يكون النظام التربوي قاطرة للإصلاح، لأنه لا يمكن للظل أن يستقيم والعود أعوج.