منتدى وادي العرب الجزائري
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


2 مشترك
moussa 007

moussa 007

عضو نشيط
البلد/ المدينة :
tipaza
العَمَــــــــــلْ :
Les hommes d'affaires
المُسَــاهَمَـاتْ :
608
نقاط التميز :
1460
التَـــسْجِيلْ :
11/11/2011
خلق العزة  1086_image002العزَّة والإباء والكرامة من أبرز الخِلال التي نادى بها الإسلام،
وغرسها في أنحاء المجتمع، وتعهَّد نماءها بما شرع من عقائد، وسنَّ من تعاليم.



إن الإسلام حرَّم على الإنسان أن يهون أو يستذلَّ أو يستضعف، ورمى في قلبه القلق
والتبرم بكل وضع يخدش كرامته ويجرح مكانته، فقد قال: "مَنْ
جَلَسَ إِلَى غَنِيٍّ فَتَضَعْضَعَ لَهُ لِدُنْيَا تُصِيبُهُ، ذَهَبَ ثُلُثَا
دِينِهِ، وَدَخَلَ النَّارَ"[1].



فعلى المسلم أن يتماسك على ما به من ضائقة حتى تنجلي، ولا يبكي على ما فَقَد،
ويصيح بالخلق طالبًا النجدة. على أن التألم من الحرمان ليس ضعةً، ولكن تَحَوُّل
الحرمان إلى هوانٍ هو ما يستنكره الإسلام.



والعزَّة حقٌّ يقابله واجب، وليس يسوغ لامرئ أن يطالب بما له من حقٍّ حتى يؤدي
ما عليه من واجب، والإسلام عندما أوصى المسلم بالعزَّة هداه إلى أسبابها، ويسَّر له
وسائلها، وأفهمه أن الكرامة في التقوى، وأن السموَّ في العبادة، وأن العزَّة في
طاعة الله.



ومن عزَّة المؤمن ألاَّ يكون مستباحًا لكلِّ طامع، أو غرضًا لكل هاجم، بل عليه
أن يستميت دون نفسه وعِرضه وماله وأهله، وإن أُريقت في ذلك الدماء، فإن هذا رخيص
لصيانة الشرف الرفيع.



جاء رجل إلى رسول الله، فقال: يا رسول الله، أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي؟
قال: "فَلاَ تُعْطِهِ مَالَكَ". قال: أرأيت إن قاتلني؟
قال: "قَاتِلْهُ". قال: أرأيت إن قتلني؟ قال: "فَأَنْتَ شَهِيدٌ". قال: أرأيت إن قتلته؟ قال: "هُوَ فِي النَّارِ"[2].



لذلك فرض الإسلام على المسلم أن يظلَّ منتصب القامة، مرتفع الهامة، لا تدنيه
حاجة، ولا تطويه شدَّة؛ فإنَّ الخوف على الرزق والأجل هما ما يدفع الناس إلى إذلال
أنفسهم، وقبول الدنيَّة في دينهم ودنياهم، مع أن الله قد قطع سلطان البشر على
الآجال والأرزاق جميعًا، فقال تعالى: {مَا يَفْتَحِ اللَّهُ
لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلا مُرْسِلَ لَهُ
مِنْ بَعْدِهِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [فاطر:
2].



إن القضاء يصيب العزيز وله أجره، ويصيب الذليل وعليه وزره، فكن عزيزًا ما دام لن
يُفْلِتَ من محتوم القضاء إنسانٌ، {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ
وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ} [المنافقون:
8].
 
ابو الحارث الاثري

ابو الحارث الاثري

طاقم المتميزين
رقم العضوية :
22906
البلد/ المدينة :
الجزائر وهران
المُسَــاهَمَـاتْ :
26158
نقاط التميز :
24766
التَـــسْجِيلْ :
12/08/2011

privacy_tip صلاحيات هذا المنتدى:

لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى