LOTFI
طاقم المتميزين
- رقم العضوية :
- 2
- البلد/ المدينة :
- الوطن العربي الجريح
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 7902
- نقاط التميز :
- 11950
- التَـــسْجِيلْ :
- 09/06/2008
لما أصاب الناس هول المجاعة والقحط في عهد عمر، كان عمر لا ينام الليل إلا قليلاً ولا يجد الراحة إلا قليلاً. كان كل همه أن يدفع خطر المجاعة عن الناس، وما زال به الهم حتى اسمر وهزل وقال من رآه: (لو استمرت المجاعة شهورًا أخرى لمات عمر من الهم والأسى..) وجاءته يومًا قافلة من مصر تحمل اللحم والسمن والطعام والكساء، فوزعها بنفسه على الناس، وأبى أن يأكل منها شيئًا، وقال لرئيس القافلة..
ستأكل معي في البيت.. ومنى الرجل نفسه بطعام شهي.. إذ حسب أن طعام أمير المؤمنين سيكون خيرًا من طعام الناس.. وجاءا إلى البيت ينهكهما الجوع والتعب ونادى عمر فجيء بالطعام.. وكان ما أذهل الرجل وأدهشه: أن طعام أمير المؤمنين لم يكن لحمًا ولا سمنًا وإنما كان كسرات من الخبز الأسود اليابس مع صحن من الزيت..! وعجب الرجل من صنيع أمير المؤمنين وقال له: (لماذا منعتني من أن آكل مع الناس لحمًا وسمنًا، وقدمت لي هذا الطعام الذي لا يساغ؟) قال عمر: (ما أُطعمك إلا ما أُطعم نفسي..) قال: (وما يمنعك أن تأكل مما يأكل منه الناس وقد وزعت بيديك اللحم والطعام عليهم؟ قال عمر: (لقد آليت على نفسي أن لا أذوق السمن واللحم حتى يشبع منهما المسلمون جميعًا..)!!