الشيخ نورالدين
عضو مساهم
- رقم العضوية :
- 27008
- البلد/ المدينة :
- biskra
- العَمَــــــــــلْ :
- معلم
- المُسَــاهَمَـاتْ :
- 182
- نقاط التميز :
- 472
- التَـــسْجِيلْ :
- 03/11/2011
بسم الله الرحمن الرحيم
قصة الوادي الصغير بتاريخ 12/08/2007
فجأة انبرى من بين الصخور شاب و بدا يتطلع في الوادي و كأنه يستحث الماضي البعيد إلى مخيلته التائهة أيام صباه التي قضاها في قريته الصغيرة المترامية الأطراف و يرجع بحلمه الصغير حينما كان يحب أن يرمي بجسمه الصغير في مياه الوادي . نظر يمينا و يسارا و حينما تأكد من خلو المكان أراد أن يطبق حلمه و أن يرمي بجسمه في الماء دون أن يدري بان هناك عين ترمقه و لم تكن تلك العين في حقيقة الحال سوى عين ذلك الصبي بداخله ترمقه و تشجعه على استعادة صباه المفقود منذ أن سلبه الاستدمار الفرنسي مياه واده و ابتسامة والديه , و حملته قدماه إلى أطلال القرية يبحث عن بقايا وطن , يشم فيه رائحة الأهل و يشد صلبه و يعيد وطنه من جديد . اخذ نفسا عميقا شد به صدره المهموم و انحنى على الأرض يلتقط حبات طوب تناثرت و لعبت بها الأيام و ضمها إلى صدره ليضم الوطن و يعيد ترتيبه من جديد . استفاق الصبي وارح يجري بين الازقة الضيقة في الواقع و الواسعة الفسيحة في عينيه وبدا يصيح من فرط الفرحة : هذه بلدي , هذا وطني , ما زلت اعيش, ما زلت اتنفس , و ساقته قدماه الى المكان الذي استشهد فيه والده بالقرب من شجرة غرسها جده في عهد الامير عبد القادر
و دفن تحتها حين استشهاده ايام الثورات الشعبية .و لم تكن مفارقة ان يتكرر المشهد نفسه و حضى الاب بمثل جائزه الجد , و كان نصيبه الشهادة ايام ثورة التحرير و دفن تحت ذات الشجرة.و اسند الصبي جسده المنهك الى الشجرة , يتحسس جذعها , يشم ريحها حتى غلبه النعاس فتوسد قطعة اثرية من اغلى الاثار طوبة مصنوعة من لبنات الطين و افترش الارض و كانه يحتضنها في شوق و لم يشعر الا وجده يزوره في اللمنام و يقول له : انهض لا تنم .. انت الوطن .. ابني طوبة من العدم .. لكن انهض لا تنم.. اكتب حرفا او جملا. لكن انهض لا تنم فانت الوطن.
قصة الوادي الصغير بتاريخ 12/08/2007
فجأة انبرى من بين الصخور شاب و بدا يتطلع في الوادي و كأنه يستحث الماضي البعيد إلى مخيلته التائهة أيام صباه التي قضاها في قريته الصغيرة المترامية الأطراف و يرجع بحلمه الصغير حينما كان يحب أن يرمي بجسمه الصغير في مياه الوادي . نظر يمينا و يسارا و حينما تأكد من خلو المكان أراد أن يطبق حلمه و أن يرمي بجسمه في الماء دون أن يدري بان هناك عين ترمقه و لم تكن تلك العين في حقيقة الحال سوى عين ذلك الصبي بداخله ترمقه و تشجعه على استعادة صباه المفقود منذ أن سلبه الاستدمار الفرنسي مياه واده و ابتسامة والديه , و حملته قدماه إلى أطلال القرية يبحث عن بقايا وطن , يشم فيه رائحة الأهل و يشد صلبه و يعيد وطنه من جديد . اخذ نفسا عميقا شد به صدره المهموم و انحنى على الأرض يلتقط حبات طوب تناثرت و لعبت بها الأيام و ضمها إلى صدره ليضم الوطن و يعيد ترتيبه من جديد . استفاق الصبي وارح يجري بين الازقة الضيقة في الواقع و الواسعة الفسيحة في عينيه وبدا يصيح من فرط الفرحة : هذه بلدي , هذا وطني , ما زلت اعيش, ما زلت اتنفس , و ساقته قدماه الى المكان الذي استشهد فيه والده بالقرب من شجرة غرسها جده في عهد الامير عبد القادر
و دفن تحتها حين استشهاده ايام الثورات الشعبية .و لم تكن مفارقة ان يتكرر المشهد نفسه و حضى الاب بمثل جائزه الجد , و كان نصيبه الشهادة ايام ثورة التحرير و دفن تحت ذات الشجرة.و اسند الصبي جسده المنهك الى الشجرة , يتحسس جذعها , يشم ريحها حتى غلبه النعاس فتوسد قطعة اثرية من اغلى الاثار طوبة مصنوعة من لبنات الطين و افترش الارض و كانه يحتضنها في شوق و لم يشعر الا وجده يزوره في اللمنام و يقول له : انهض لا تنم .. انت الوطن .. ابني طوبة من العدم .. لكن انهض لا تنم.. اكتب حرفا او جملا. لكن انهض لا تنم فانت الوطن.
عدل سابقا من قبل الشيخ نورالدين في الأربعاء 15 فبراير - 22:33 عدل 3 مرات